
نشرة كنيستي
نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.
الأحد 4 تمّوز 2021
العدد 27
الأحد (2) بعد العنصرة
اللّحن 1- الإيوثينا 2
أعياد الأسبوع: *4: القدِّيس أندراوس الأورشليميّ رئيس أساقفة كريت، أندره روبلوف، تذكار جامع للآباء الآثوسيّين *5: البارّ أثناسيوس الآثوسيّ، لمباذوس العجائبيّ *6: القدّيس سيصوي الكبير (ساسين) * 7: البارّ توما الميليوني، الشَّهيدة كرياكي *8: العظيم في الشُّهداء بروكوبيوس، الشَّهيد في الكهنة أنستاسيوس *9: بنكراتيوس أسقف طفرومانية *10: يوسف الدِّمشقي، الشُّهداء اﻟ 45 المستشهدين في أرمينية.
كلمة الرّاعي
الرَّجاء في زمن الضّيق
"لأَنَّ اللهَ الَّذِي قَالَ: ’أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ‘،
هُوَ الَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا ..." (2 كو 4: 6)
العالم، بعامّة، تحت حكم الشِّرّير. لكن، هذا لا يعني أنّه هو الغالب. الشّيطان غُلب مرّة وإلى الأبد بيسوع المسيح الإله المتجسِّد. اليوم لا يوجد صراع بين النّور والظّلمة والحقّ والباطل، لأنّ هذه الحرب محسومة النّتائج. المهمّ، بالنّسبة للإنسان المؤمن، هو أن يَثْبُتَ في المسيح ليكون غالبًا العالم وما في العالم، وليصير هو حاملًا نور الحياة الجديدة في ذاته لينير البقعة الَّتي يعيش فيها بالمسيح النّور...
الشِّرير هو من يفكِّر بالشَّرِّ في قلبه ليجسِّدَه أعمالًا تجاه الآخَر. ليس الإنسان كفرد شرّير وحسب، بل يوجد جماعات شرّيرة ومؤسَّسات شرّيرة وحكومات وأنظمة شرَّيرة. لذلك، العالم يقبع اليوم تحت سلطان الشِّرّير لأنّ القوى الّتي تحكم العالم أهدافها شرّيرة تدميريَّة للإنسانيّة كونها تنحو إلى بثِّ فكر إلحادي في جوهره وإيمانيّ في ظاهره وتلفيقيّ (Syncrétique) في مضمونه. اليوم، تدور الحرب بين الحقّ والباطل، هذا الباطل الَّذي يتمظهَرُ أحيانًا كثير بلباس الخير والعدل عبر مفاهيم صالحة بعناوينها وبعض تحديداتها وشرِّيرة في أهدافها الخفيَّة، على سبيل المثال لا الحصر مثلًا: حقوق الإنسان والدّيمقراطيّة والحرّيّة والعدالة والسّعادة ... فباسم حقوق الإنسان والحرّيّة تُشرَّعُ المثليَّة الجنسيّة ويصير الإجهاض مسألة حرِّيّة شخصيّة، وباسم العدالة والدّيمقراطيّة تقتل شعوب وتهجَّر وتُخرب بلاد، وباسم السّعادة تُشجَّع الأنانيّة والاحتكار ومفاسد الأخلاق...
لهذه الأسباب يزداد الشّرّ وتمتدُّ الخطيئة في حياة النّاس حتّى ليشعر المؤمن أنّه غريب في هذه الدّنيا وليس منها، وهذا صحيح وهذا ما يجب أن نثبت فيه أي أن نكون غرباء عن العالم بهذا المعنى...
* * *
"قَدْ كَلَّمْتُكُمْ بِهذَا لِيَكُونَ لَكُمْ فِيَّ سَلاَمٌ. فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ" (يو 16: 33).
المسيح هو سلامنا، وهو قد انبَأَنَا بما ستكون عليه حياتنا في العالم، وأعطانا القوّة والنّعمة لكي نغلب الشّرّير وزبانيّته ومنتجاتهم. المؤمن هو ابن الرّجاء والنّور والفرح المنبعثين من محبّة الله الّتي انسكبت علينا في ابنه يسوع بروحه القدّوس. وبرهان غلبتنا للضّيقات والشّدائد والآلام هو محبّتنا لله الّتي نعيشها ونختبرها في طاعة وصاياه وثبات إيماننا، وتجلِّي غلبتنا على الموت هو في محبّتنا للإخوة (راجع 1 يو 3: 14). وحدتنا مع الله ومع الإخوة في المسيح هي غلبتنا على العالم الَّتي بها ومنها يفيض نور الحياة الجديدة في العالم رجاءً وعربونًا للإنسانيّة ا لجديدة الَّتي على صورة الرَّبّ...
الله لم ولن يترك خليقته، وهو افتداها بابنه وردَّها في يسوع المسيح إلى حقيقتها، أي أنّها لا تُعاش إلّا في شركة المحبَّة الإلهيَّة الطّبيعيّة الَّتي يقتنيها الإنسان بالنّعمة الإلهيَّة حين يسلك بأمانة الطّاعة للوصيّة الإلهيَّة.
* * *
أيُّها الأحبَّاء، زمن الضّيق هو أفضل وقت وأنسبه لِعَيْش محبّتنا لله، ولاقتناء الفرح الَّذي ليس من هذا العالم، عبر أعمال المحبَّة الَّتي نحن مدعوّين أن نقوم بها كترجمة لإيماننا بالمسيح. نحن لنا دور في دَحْرِ الظّلمة والظّلم عبر شهادتنا للحقّ وخدمتنا للإنسان وبنائنا للمجتمع على الأسس المنبثقة من إيماننا والَّتي هي منبع للأخلاق الإنسانيّة الحقيقيّة بحسب يسوع المسيح. كلٌّ في موقعه هو مسؤول عن التّنوير الَّذي في المسيح.
الآن، بالنّسبة لنا، هو زمن تجلِّى الحبّ الإلهيّ الَّذي هو نور وضياء وإشراق للحقيقة، والَّذي علينا أن نترجمه، أوَّلًا، في محبّتنا لبعضنا البعض أي تعاضدنا وشركتنا وتساندنا، وثانيًا، في امتدادنا بالخدمة نحو كلّ محتاج ومتألّم ووحيد، وثالثًا، في الشّهادة للحقّ وتعرية الظّلم في نور وصيّة الرَّبّ وعيشنا لها أفرادًا وجماعة.
المسيح هو سلامنا ونورنا، ونحن "به نحيا ونتحرَّك ونوجد" (أع 17: 28) لأجل تمجيده في حياة الإنسان.
ومن له أذنان للسّمع فليسمع...
+ أنطونيوس
مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما
طروباريّة القيامة (باللَّحن الأوّل)
إنَّ الحجرَ لما خُتِمَ مِنَ اليَهود. وجَسَدَكَ الطّاهِرَ حُفِظَ مِنَ الجُند. قُمتَ في اليومِ الثّالثِ أَيُّها المُخلِّص. مانحًا العالمَ الحياة. لذلكَ قوّاتُ السّماوات. هتفوا إليكَ يا واهبَ الحياة. المجدُ لقيامتِكَ أَيُّها المسيح. المجدُ لِمُلكِكَ. المجدُ لتدبيرِكَ يا مُحبَّ البشرِ وحدك.
القنداق (باللَّحن الثّاني)
يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ إليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.
الرّسالة (رو 2: 10– 16)
لتكُن يا ربُّ رحمتُكَ علينا
ابتهِجوا أيُّها الصِّدّيقون بالرَّبّ
يا إخوة، المجدُ والكرامَةُ والسّلامُ لكلِّ مَن يفعَلُ الخيرَ من اليهودِ أوّلًا ثمَّ من اليونانيّين، لأنْ ليسَ عندَ اللهِ مُحاباةٌ للوجوه. فكلُّ الّذين أخطأُوا بدونِ النّاموسِ فبدون النّاموس يهلِكُون، وكلُّ الّذين أخطأُوا في النّاموسِ فبالنّاموسِ يُدانون، لأنَّهُ ليسَ السّامِعونَ للنّاموسِ هم أبرارًا عندَ اللهِ بل العامِلونَ بالنّاموسِ هم يُبرَّرون. فإنَّ الأممَ الّذينَ ليسَ عندهُمُ النّاموس، إذا عملوا بالطّبيعة بما هو في النّاموس، فهؤلاء، وإن لم يكن عندهم النّاموس، هم ناموسٌ لأنفسهم، الّذين يُظهِرونَ عمل النّاموس مكتوبًا في قلوبهم وضميرُهم شاهدٌ وأفكارُهم تشكو أو تحتَجُّ فيما بينها، يومَ يَدينُ الله سرائرَ النّاسِ بحسَبِ إنجيلي بيسوعَ المسيح.
الإنجيل (مت 4: 18– 23)(متى 2)
في ذلك الزّمان، فيما كان يسوع ماشِيًا على شاطئ بحرِ الجليل رأى أخَوَين وهما سمعانُ المدعوُّ بطرسُ وأندَراوسُ أخوهُ يُلقيانِ شبكةً في البحر (لأنَّهما كانا صيَّادَين). فقال لهما: هلمَّ ورائي فأجعلَكما صيَّادَي النّاس، فللوقتِ تركا الشِّباكَ وتبعاهُ. وجاز من هناك فرأى أخَوَينِ آخرَينِ وهما يعقوبُ بنُ زبَدَى ويوحنّا أخوهُ في سفينةٍ معَ أبيهما زبَدَى يُصلِحانِ شباكَهما، فدعاهما، وللوقتِ تركا السّفينَةَ وأباهُما وتبعاه. وكانَ يسوع يطوف الجليلَ كلَّه، يعلّم في مجامعهم، ويكرزُ ببشارةِ الملكوت، ويَشفي كلَّ مرضٍ وكلَّ ضُعفٍ في الشّعب.
حول الإنجيل
يدعو الرَّبّ يسوع في هذا الإنجيل تلاميذه الأوَّلين أندراوس، المدعو أوّلًا، وأخوه سمعان بطرس ومن ثَمّ يعقوب ويوحنّا ابنا زبدى، وكانوا صيّادين... يسوع هو الّذي اختارهم وليس هم من اختاروه ..."لستم أنتم اخترتموني بل أنا اخترتكم، وأقمتكم لتذهبوا وتأتوا بثمر، ..." (يو 15: 16). وذلك على عكس العادة اليهوديّة حيث التّلميذ يختار معلّمه.
يسوع لا يدعو تلاميذه من بين أعضاء الطّبقة الكهنوتيّة (الأتقياء)، بل من عامَّة الشّعب، الّذين يُعتَبرون بنظر الكتبة والفَرّيسيّين جاهلين للنّاموس... ومع ذلك اختارهم يسوع لأنّ مقاييس الرَّبّ تختلف عن مقاييس أهل العالم. "لأنّه كما عَلَتْ السّماوات عن الأرض، هكذا عَلَتْ طُرُقي عن طرقكم وأفكاري عن أفكاركم" (إش55 : 9)... يختارهم الرَّبّ صيّادي سمك، لأنّه يرى بحكمته أنّ صفات صيّادي السّمك تتناسب مع صفات "صيّادي النّاس"، وبالتّالي دعوة يسوع أبْقَتْ التّلميذ مُحافظًا على خصوصيّاته...
مقارنةً مع الصّيد نرى أنّ هناك قاسمًا مشتركًا فصيّاد السّمك يجمع السّمك في شبكةٍ واحدة، ولديه معرفة في أمور الصّيد، معرفة في البحر وأحواله، وأيضًا معرفة في السّمك وأنواعه وأماكن تواجده، في عاداته ومراعيه، والطُّعم المناسب لكلّ نوعٍ من أنواع السّمك، والأوقات الملائمة للصّيد، ليكون صيّادًا ماهرًا.
أمّا صيّاد النّاس فيجمع النّاس في كنيسةٍ واحدة، ولديه معرفة في البشارة، وفي أمور البَشَر، أحوالهم، رغباتهم، اهتماماتهم، آلامهم، ...، لكي يستطيع أن يخاطبهم بما يتناسب مع شخصيّاتهم ويدعوهم بلغتهم الّتي يعرفونها ويصطادهم للمسيح ...
من أهمّ صفات وخصائص صيّاد السّمك الماهر أن يتمتّع بِجَلادَة: ضدّ الرّيح، ضدّ المطر، ضدّ الأمواج.. أن يكون لديه مقدرة على السّهر لصيد اللّيل، أن يتمتّع بالصّبر وتحمُّل الأوقات الطّويلة والانتظار أحيانًا تحت المطر، وأحيانًا تحت الشّمس، يتحمّل برد الشّتاء وحرّ الصّيف، لاصطياد سمكة وأحيانًا يعود خائبًا، ويعاود المحاولة في اليوم التّالي...
هذه الصّفات نفسها يجب أن يتحلّى بها أيضًا صيّاد النّاس، أن تكون لديه جلادة: على تحمُّل المشقّات، تحمُّل الاضطهادات، على السّهر، أن يعرف أحوال البشر واهتماماتهم، أن يتمتّع بالصّبر عليهم، ويترقّب منهم ردود أفعال مختلفة: الاستجابة، الرّفض، الاضطهاد...
بعد دعوة التّلاميذ يطوف يسوع في كلّ مكان ويعلّم ويبشّر بالملكوت ويشفي الشّعب، وبالتّالي هو يدعو أيضًا تلاميذه لحمل الرّسالة نفسها: التّعليم والتّبشير والشّفاء من الأمراض والضّعفات، وهذا ما فعله الرُّسُل بعد العنصرة، مع الحفاظ على خصائصهم، ولكن أيضًا بالتّخلّي والانسلاخ عن أمور كثيرة للتّفرُّغ للبشارة ...
إنّها الدّعوة نفسها موجّهة لنا أيضًا، هل نحن نستعمل الخصائص الّتي نتمتّع بها في خدمة البشارة؟
لكلٍّ منّا خصائص ومواهب مختلفة، البعض هو معلّم، مهندس، عامل، موظّف، طبيب، ممرّض... هذه الخصائص تتكامل مع بعضها في خدمة البشارة، كلٌّ من موقعه للعمل في حقل الرَّبّ، في الكنيسة، في البيت، في العمل...
رحلة القدّيس بولس التّبشيريّة الأولى
نقرأ في أعمال الرُّسُل (3:13- 28:14) عن رحلة تبشيريّة، كانت الأولى، نظّمتها الرِّئاسة الكنسيّة في أنطاكية وأوكلتها إلى الرَّسُولَين برنابا وبولس، وأخذ هذان معهما يوحنّا مرقس كمُساعد. انطلقوا من أنطاكية في سوريّا إلى قبرص حيث آمَنَ حاكمها سرجيوس بولس. ومِن هناك انتقلوا إلى مدن آسيا الصُّغرى: برجة، بمفيليّة - حيث فارقهم يوحنّا مرقس- أنطاكيا بيسيديّة، إيقونيّة، لسترة ودربة. بعد ذلك، عاد برنابا وبولس إلى أنطاكية (حوالي العام 49).
نجد دلائل عن هذه الرِّحلة في رسائل القدّيس بولس أيضًا. يكتب في غلاطية (1:2-3) أنّه بشّر الأمميّين قبل مجمع أورشليم (49 م.). وفي (٢ كو 25:11) يذكر أنّه رُجِمَ مرّةً، وقد حصل هذا الرَّجم في لسترة كما توثّقه (أع 19:14). وفي (2 تيم 11:3) ترد أسماء بعض المدن الّتي زارها في رحلته الأولى.
يخبرنا سفر أعمال الرُّسُل (أع 44:10-48، 20:11-21) أنّه من قبل أن يبشِّر الرَّسول بولس مدن الأمميّين في رحلته الأولى، سبق لرُسُلٍ ومؤمنين آخَرين أن بشّروا أشخاصًا أمميّين، وهدَوْا بعضهم إلى الإيمان بالرَّبّ يسوع، ولم نسمع أنّهم فرضوا عليهم الختان، بل سمحوا بانضمامهم إلى الجماعات اليهوديّة المسيحيّة. لكنّ ما حقّقه الرَّسول بولس كان أنّه أنشأ جماعاتٍ كاملة من الأمميّين المسيحيّين لم ترتبط حكمًا باليَهوديّة. وبنتيجة ذلك، حصل اضطراب في أنطاكية بعد عودة بولس وبرنابا إليها، سبّبه أشخاصٌ جاؤوا من أورشليم لكي يفرضوا الختان وناموس موسى على الأمميّين الّذين أصبحوا مسيحيّين. فصعد بولس وبرنابا الى أورشليم لأخذ مشورة الرُّسُل، فانعقد المجمع الرَّسوليّ الأوّل (أع ١٥: ٤-٢٩) برئاسة القدّيس يعقوب أخي الرَّبّ، الّذي قرّر، وتبنّى الآخرون قراره بالإجماع، أنّ أتباع الرَّبّ يسوع سوف يتحرّكون خارج أطر الدّيانة اليهوديّة، فعلى الكنيسة أن تبلغ إلى أقصى الأرض، كما أوصاها الرَّبّ.
عن كتاب حياتي في المسيح للقدّيس يوحنّا كرونشتادت
+ قد يتساءل البعض لماذا يجب علينا أن نصلّي ونتردّد إلى الكنيسة ونشترك في الخدم الإلهيّة؟ فنجيبهم، نحن أيضًا، بسؤال: ولماذا علينا أن نأكل، كلّ يوم، ونشرب ونستنشق الهواء ونعمل؟ أليس لكي نعتني بجسدنا، ونمدّه بالقوّة، ونحافظ على صحّته ليخدمنا هو بدوره؟ كذلك الأمر بالنّسبة للنّفس، فإنّنا نغذّيها، ونُداوي مرضها ونطهّرها من كلّ ما هو مضرّ ومفسد لها لتكون صحيحة مُعافاة.
+ أنت تعتني بجسدك، وتغذّيه بكلّ الوسائل الممكنة، وحسنًا تفعل، ولكن لماذا تترك نفسك مهمِلاً إيّاها من دون أن تزوّدها، هي أيضًا، بغذائها. فالإنسان إنّما مكوَّن من جسد وروح، وعليك أن تولي الإثنين اهتمامًا بالغًا. فإن كنت لا تصلّي، مثلًا، فلا بدّ أن ينعكس هذا على طريقة حياتك، فتأتي متهوّرة خالية من الحكمة العلويّة، وإن كنت لا تعي ذلك بوضوح، فتتجه نحو السّقوط في الخطايا وبالتّالي تفقد الملكوت.