Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 29 آذار 2020

العدد 13

الأحد الرّابع من الصّوم (البارّ يوحنّا السّلميّ)

اللّحن 8- الإيوثينا 8

أعياد الأسبوع: *29: (يوحنّا السلّمي)، مرقس أسقف أريثوسيون، كيرلّلس الشمَّاس واللَّذين معه *30: البارّ يوحنَّا السُّلَّميّ، النبيّ يوئيل، آفڤولي والدة القدّيس بندلايمون *31: الشّهيد إيباتيوس أسقف غنغرة *1: البارّة مريم المصريَّة، الشهداء يارونديوس وباسيليوس *2: خميس القانون الكبير، البار تيطس العجائبيّ *3: المديح الكبير، البارّ نيقيطا، يوسف ناظم التّسابيح *4: البارّ زوسيماس، البارّ جرجس (مالاون).

كلمة الرّاعي

الزُّهد في العالم

"لا نرذلنَّ أو نذمَّنَّ الزُّهدَ النَّاجمَ عن ظروفٍ عارضة ..."

(كتاب: "السلم إلى الله"، فصل "في الغربة"، المقطع 18)

الله ربّ الجميع هو ولو لم يعلم الكلّ ذلك، لأنّه هو الّذي أوجدنا من العدم ... هل مَنْ خَلَقَ الإنسانَ بَرَأَهُ للفساد والبِلى؟! ... حاشا!... لأنّ كلّ ما يصنعه الله هو "حسن"، والإنسان هو "حسن جدًّا"ن وقد جعله الله رمز كمال الخليقة ورأسها لأنّه على صورته ... أي هو وُجِد ليبقى ويتجلّى فيه وجه الله ...

الإنسان لا يستطيع إلّا أن يعيش بالمعيَّة، أي مع الآخَر. لا يكون الإنسان شخصًا ما لم يعش لأجل الآخَر. مع ذلك، يحتاج الإنسان إلى أن لا يكون متعلِّقًا بالآخَر وكأن الآخَر هو مصدر حياته. المسألة هنا تنبع من الحبّ النّقيّ الَّذي لا يطلب لذاته شيئًا بل يعطي ذاته بالكلّيّة ليربح الآخَر بالكلّيّة بكامل حرّيّته، لأنّ الحبّ الحقيقيّ، أي الإلهيّ، هو مصدر الحرّيّة، وهذا هو الزّهد في جوهره إنّه التّخلِّي على كلّ شي من أجل المحبوب، وهذا ما كشفه لنا الله بتجسُّد ابنه حبًّا بالبشر إذ "أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ" (فيليبي 2: 7). ترك ابن الله مجده، حجبه في إنسانيّته ليشاركنا في "تعتيرنا" لكيما يهبنا مجده وخلاصه وحياته الأبديّة مجّانًا ...

*          *          *

اليوم، نحن مُجبَرين أن نمكث في بيوتنا قسرًا، لكن هذه فرصة حقيقيّة للزُّهد أي لتعلُّم المحبّة الإلهيّة. هي خبرة نتعلّم من خلالها أنّ الحياة هباء و"قَبْضُ الرّيح" (جامعة 1: 14) إذا كنّا نحيا لأجل هذا العالم فقط. ما قوّة الإنسان وما جبروته؟! ... أين جماله وجلاله؟! ... أين علمه وتطوّره؟! ... إنّه أضعف من أصغر الڤيروسات. دول وعلماء وجيوش وأطبّاء وممرّضين ومستشفيات إلخ ... لا يستطيعون ضبط وقمع وحَدّ ڤيروس يهدّد البشريّة. هذا يكشف هشاشة الإنسان وهذا دافع لنا، نحن البشر، لنتَّضع ولنعود إلى الله ولندرك أنّ الكلّ إلى زوال ... يبقى فقط وجه ربّك الَّذي ستعاينه والَّذي إليه مآل الجميع ...

*          *          *

أيّها الأحبّاء، لنجعل زمن عزلتنا الإجباريّة زمن زهدٍ طوعيّ، فلنتغرَّب قليلًا عن عاداتنا اليوميّة لننشئَ عادات جديدة يكون الله محورًا لها ومن خلاله كلّ آخَر. لنتعلّم أن نبدأ يومنا، كعائلة، في نضارة الصّلاة الصباحيّة لأجل خير العالم واعتدال الأهوية وإبعاد الأوبئة وليكون نهارنا كلّه كاملًا مقدَّسًا سلاميًّا وبلا خطيئة ولنتغذّى بطعام الكلمة الإلهيّة. وفي تعب نصف النّهار، فلنقرأ في المزامير ولنشكر الرّبّ على عطاياه الّتي يغدقها علينا ولنفكِّر بالمُحتاج والمَتروك لنصنع لهم محبَّةً. وعند هدوء الطّبيعة في الغروب، لنمجّد الرّبّ نور حياتنا وشمسنا العقليّة ومَشْرِق المشارق. وعند العشيّة، في سكون اللّيل، فلنُصَلِّ تائبين وراكعين وفاحصين ضمائرنا ومسلمين ذواتنا وبعضنا بعضًا وكلّ العالم للمسيح الإله، الّذي بذل نفسه عنّا ومات لأجلنا ومنحنا الغلبة على الموت والخطيئة مُدخلًا إيّانا في جدَّة الحياة الأبديّة. لتكن هذه مسيرتنا الجديدة في خلوتنا وليكن هذا جهاد زهدنا الإراديّ حتّى نربح هذا الزّمن ونخرج منه بالبركات والنِّعَم المتنزّلة علينا من فوق من عند أبي الأنوار ...

"لِأَنَّهُ هكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ قُدُّوسُ إِسْرَائِيلَ: ′بِالرُّجُوعِ وَالسُّكُونِ تَخْلُصُونَ. بِالْهُدُوءِ وَالطُّمَأْنِينَةِ تَكُونُ قُوَّتُكُمْ" (إشعياء 30: 15).

ومن استطاع أن يقبل فليقبل ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انحدرتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

طروباريّة القدّيس يوحنّا السلّميّ (باللَّحن الثّامن)

إنَّ البَرِّيَّةَ غَيرَ المُثمرةِ بمجاري دُموعِك أَمْرَعَتْ، وَبالتنهُّداتِ التي منَ الأعماق أَثْمَرَتْ أتعابُكَ إلى مئةِ ضِعفٍ، فَصِرتَ كَوكَباً للمَسْكونةِ مُتلألئاً بالعجائِب يا أبانا البارَّ يوحنا. فتشفَّعْ إلى المسيح الإله في خلاصِ نفوسِنا.

القنداق (باللَّحن الثّامن)

إنّي أنا عبدكِ يا والدة الإله، أكتب لكِ رايات الغلبة يا جنديّة مُحامية، وأقدّم لكِ الشّكر كمنقذة من الشّدائد، حتّى أصرخ إليكِ، إفرحي يا عروسًا لا عروس لها.

الرّسالة (عب 6: 13– 20)

الرَّبُّ يُعطي قُوَّةً لشَعبْه

قَدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله

يا إخوة، إنَّ الله لمّا وَعَدَ إبراهيمَ، إذ لم يُمكِن أن يُقسِمَ بما هُوَ أعظَمُ منهُ، أقسَمَ بنفسِهِ قائلًا: لأباركَنَّكَ بركةً وأُكثِّرنَّكَ تكثيرًا. وذاك إذ تَأنّى نالَ المَوْعد. وإنّما النّاسُ يُقسِمونَ بما هُوَ أعظَمُ منهمُ، وتنْقَضِي كلُّ مُشاجَرَةٍ بينُهم بالقَسَم للتَّثْبيتِ. فَلِذلك، لمَّا شاءَ اللهُ أنْ يَزيد وَرَثَةَ الموعِد بَيَانًا لعدَمِ تَحوُّلِ عزْمِهِ، توسَّط بالقسَم حتَّى نَحصُلَ، بأمْرَيْنِ لا يتحوَّلان ولا يُمكِنُ أن يُخِلِفَ اللهُ فيهما، على تعْزيَةٍ قوَّية نحنُ الّذين التجأنَا إلى التَّمَسُّكِ بالرَّجاءِ الموضوعِ أمامَنا، الّذي هو لنا كَمِرساةٍ للنَّفْسِ أمينةٍ راسِخةٍ تَدْخُلُ إلى داخِلِ الحِجاب حيث دَخَل يسوعُ كسابقٍ لنا، وقَدْ صارَ على رُتبةِ مليكصادَق، رئيسَ كهنةٍ إلى الأبَدِ.

الإنجيل (مر 9: 17– 31)

في ذلك الزّمان، دَنا إلى يسوع إنسانٌ وسَجدَ له قائلًا: يا مُعَلِّمُ قد أتيْتُك بِابْني بِه روحٌ أبْكَم، وحيثما أخذهُ يصرَعُهُ فيُزْبدُ ويصْرفُ بأسنانِه وَييبَس. وقد سألتُ تلاميذَكَ أن يُخرجوهُ فلم يَقدِروا. فأجابَهُ قائلًا: أيُّها الجيلُ غيرُ المؤمِن، إلى متى أكونُ عِندَكُم؟ حتّى متى أَحْتَمِلُكُم؟ هَلمَّ بهِ إليَّ. فأَتَوهُ بهِ. فلمّا رآهُ للوَقتِ صَرَعَهُ الرّوحُ فسَقَطَ على الأرض يَتَمَرَّغُ ويُزبدُ. فسأل أباهُ: منذ كَمْ مِنَ الزّمان أصابَهُ هذا؟ فقالَ: مُنذُ صِباهُ، وكثيرًا ما ألقاهُ في النّار وفي المياهِ ليُهلِكَهُ، لكنْ إنّ استَطَعْتَ شيئًا فَتَحَنَّنْ علينا وأغِثنا. فقال لَهُ يسوعُ: إن استَطَعْتَ أن تُؤمِنَ فكُلُّ شيءٍ مُستطاعٌ للمؤمِن. فصاحَ أبو الصّبيّ مِنْ ساعَتِه بدموع وقالَ: إنّي أُومِنُ يا سيِّد، فأغِث عَدَم إيماني.

فلمّا رأى يسوعُ أنَّ الجميعَ يتبادَرون إليهِ انتهَرَ الرّوحَ النَّجِسَ قائلًا لَهُ: أُّيُّها الرّوحُ الأبْكمُ الأصَمُّ، أنا آمُرُكَ أن أُخرُج مِنهُ ولا تعُدْ تَدخُلُ فيه، فصرَخَ وخبَطهُ كثيرًا وخرجَ مِنهُ فصارَ كالمَيْت، حتّى قال كثيرون إنَّه قدْ ماتَ. فأخذَ يسوعُ بيدِه وأنهضه فقام. ولمّا دخلَ بيتًا سأله تلاميذه على انفراد: لماذا لم نستطع نحن أن نخرجَه؟ فقال لهم: إنّ هذا الجنسَ لا يُمكِنُ أن يخرجُ بشيء إلّا بالصَّلاة والصَّوم. ولمّا خرجوا من هناك اجتازوا في الجليل ولم يُرِدْ أن يدريَ أحَدٌ، فإنّه كان يُعَلِّمُ تلاميذَه ويقولُ لهم: إنَّ ابنَ البشرِ يُسَلَّمُ إلى أيدي النَّاس، فيقتُلُونَهُ، وبعد أن يُقْتَلَ يقومُ في اليوم الثَّالِث.

حول الرّسالة

يؤكّد الرّسول بولس في هذا المقطع صدق مواعيد الله، وقد بدأ ذلك مع إبراهيم أبي الآباء. ولكي يبيّن الله صدق هذه المواعيد، أقسم له بذاته. وهكذا يُعتبر بولس أنّه بأمرين اثنين عديمَيْ التّغيّر- الوعد والقسم- لا يمكن أنّ الله يكذب فيهما، تكون لنا تعزية قويّة.

أعجب ما في هذا الوعد والقسم أنّهما جاءا دون شرط قط يطلب من إبراهيم، وكأنّ شرط الله الوحيد كان أن يصبر ابراهيم "بصبركم تقتنون نفوسكم" لكي ينال كلّ محتواه. بالصّبر يختبر المؤمن إذا كان مستحقًّا للمواعيد. أنظر يا عزيزي قيمة الصّبر في مشوار إيماننا الطّويل تحت ضيق الأيّام وظروف الزّمان. إنّه العِمْلة الوحيدة الّتي نقتني بها كمال المواعيد.

كان بين الوعد لإبراهيم وميلاد إسحق الّذي به نال المواعيد 25 سنة. خمسة وعشرون سنة في عمر إنسان بلغ المائة سنة لهو زمان مَديد  وفوق الصّبر البشريّ. كلّ ما نرجوه نناله بالصّبر، والصّبر بيّنة الإيمان وشهادته المُثلى.

إبراهيم آمن بمن يُقيم الحياة من الموت ونحن نؤمن بمن أقام المسيح من الأموات "أبوكم إبراهيم تهلّل بأن يرى يومي فرأى وفرح" (يوحنّا 8: 56). إيمان إبراهيم بالله يوم حُسب له برًّا يعبد الطّريق المؤدي إلى قلب الله. وعلى هذا الطّريق استعلن لنا من هو الطّريق والحقّ والحياة فبلغنا بالمسيح والرّوح قلب الله.

الوعد المُبارَك الّذي وعد الله به إبراهيم وثبّته بالقسم، تحقّق بصعود المسيح- رجاء الوعد- إلى السّماوات ودخوله الأقداس وترائيه أمام الله لأجلنا. إذن رجاء الوعد تحقّق لنا في شخص يسوع المسيح، الجالس عن يمين عرش الله في السّماء يكهن لنا ومن أجلنا إلى أبد الآبدين. ودخول المسيح إلى السّماوات ليس كأنّه دخول إلى ما ليس له، بل إنّ السّماوات هي الّتي منها أتى ونزل وهي موطن عرشه "ليس أحد صعد إلى السّماوات إلّا الّذي نزل من السّماوات ابن الإنسان الّذي هو في السّماوات".

الرّجاء في زمن المرض  

الرّجاء هو إحدى الفضائل الثّلاث الّتي ذكرها الرّسول بولس: "الإيمان والمحبّة والرّجاء" (1كورنثوس13: 13). ولعلّ أهمّ رجاء قُدِّم للبشريّة هو الرّجاء بالخلاص بعد سقوط جَدَّيْنا الأوّلَيْن "نسل المرأة يسحق رأس الحيّة" (تكوين15:3). والمقصود بالنَّسل هنا الرَّبّ يسوع المسيح الّذي تجسّد من والدة الإله الدّائمة البتوليّة مريم.

في رسالته إلى أهل (رومية 12: 12) يعتبر الرّسول بولس أنّ الرّجاء هو مَدعاة للفرح "فرحين في الرّجاء". والرَّبُّ يسوع قال لأتباعِهِ "في العالم سيكون لكم ضيق، لكن ثقوا أنا قد غلبت العالم" (يوحنّا 33:16). وهذا الضّيق على أنواع: الاضطهاد- الجوع- المرض- الاستهزاء- السّجن ...

ولكن بحسب الكتاب المُقَدَّس ممكن أن يَنتُج المرض بسبب تمرد الإنسان على الله (رومية 12:5). فأبوانا الأوّلان تمتّعا بصحّةٍ جيّدة كاملة قبل سقوطهما، فكان المرض الجسديّ أحد نتائج العِصيان والخطيئة. من هنا نجد السّيّد المسيح ينصح البعض ممّن شَفاهم من أمراض وعاهات جسديّة بعدم العودة إلى الخطيئة لئلّا يُصيبهم أعظم. ممّا تقدّم يمكننا في كثير من الأحيان اعتبار المرض أو الوباء تأنيبًا يسمح به الله لشعبه كي يعودوا عن خطاياهم بالتّوبة، وحينما يتعافون روحيًّا يتعافون جسديًّا "وتعبدون الرَّبّ إلهكم فيبارك خبزك وماءك، وأزيل المرض من بينكم" (خروج 25:23).

من هنا وفي هذا الزّمن الصّعب الّذي تظهر فيه أمراض مُستعصية على الطّبّ، لم نكن نسمع بها من قبل، علينا أن نلجأ بكلّ إيمانٍ إلى الطّبيب الأوحد الشّافي يسوع المسيح لأنّ الغير مُستطاع عند النّاس مُستطاع عنده. هو الّذي لا يَعْسُر عليه شيء "يا بنيّ إذا مرضت فلا تتهاون، بل صَلِّ إلى الرَّبّ فهو يَشفيك" (يشوع بن سيراخ 9:38). تقديم الشّفاء من الأمراض كان في صلب رسالة الرَّبّ يسوع في العهد الجديد" وكان يسوع يَطوف المُدُن كلّها والقرى، يعلّم في مجامعها ويكرز ببشارة الملكوت، ويشفي كلّ مرضٍ وكلّ ضعفٍ في الشّعب" (متّى 35:9).

 من أقوال القدّيس بورفيريوس الرّائي

* وجّهوا أذهانكم دومًا نحو العَلاء، نحو المسيح. اعملوا مع المسيح، عيشوا مع المسيح، تنفّسوا المسيح، تألّموا مع المسيح وافرحوا أيضًا معه. ليكن المسيح كلّ شيء بالنِّسبة إليكم. المسيح هو عروس نفوسكم، هو أبوكم، هو كلّ شيء. لا يوجد أمر أسمى في هذه الحياة من محبّة المسيح. المسيح كلّه فرح، كلّه غبطة. النّفس السّكرى بمحبّة المسيح هي دومًا فرحة وسعيدة مهما واجهت من أتعاب وبذلت من تضحيات.

* نحن سعداء بقدر ما نحبّ كلّ البشر، وعندئذ سوف نشعر بأنّ الكلّ أيضًا يبادلوننا الحبّ. لا يستطيع أحد أن يصل إلى الله إن لم يمرّ أوّلًا بالبشر.

* لا يستطيع المسيح أن يحبّنا إن لم نكن نحن أهلًا لهذه المحبّة. لكي يحبّنا المسيح يجب أن يرى داخلنا شيئًا مميّزًا. هيّئ نفسك دومًا لاكتساب ما يحبّ المسيح أن تملكه داخلك. وما هو هذا الشّيء؟ إنّه التّواضع. إن لم نملك التّواضع لا نستطيع أن نحبّ المسيح.

* لا يستطيع أحد أن يعلّمك الصّلاة، لا الكتب ولا الأب الرّوحيّ ولا أحد. الأستاذ الوحيد للصّلاة هو النّعمة الإلهيّة. فقط الرّوح القدس هو الّذي يعلِّم الصّلاة. إن لم تدخل في جوّ النّعمة لا تستطيع أن تصلّي.

* لا تنشغلوا باقتلاع أشواك نفوسكم، بل وجّهوا كلّ قواكم الدّاخليّة نحو عمل الصّلاح، نحو المسيح، والأشواك سوف تنقلع من نفسها.

انقر هنا لتحميل الملف