Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

  


الأحد 28 نيسان 2019

العدد 17

أحد الفصح العظيم المُقَدَّس

أعياد الأسبوع: *28: أحد الفصح العظيم المُقَدَّس، التّسعة المستشهدون في كيزيكوس *29: الإثنين من أسبوع التّجديدات (الباعوث)، الرَّسولان ياسنوس وسُوسيباترس ورفقتهما *30: الثّلاثاء من أسبوع التّجديدات،  الرَّسول يعقوب أخو يوحنَّا الثّاولوغوس *1: الأربعاء من أسبوع التّجديدات، النّبيّ إرميا، البارّة إيسيذورة *2: الخميس من أسبوع التّجديدات،  نقل جسد القدِّيس أثناسيوس الكبير  *3: الجمعة من أسبوع التّجديدات (ينبوع الحياة)،  الشَّهيدان تيموثاوس ومفرة *4: السّبت من أسبوع التّجديدات، الشَّهيدة بيلاجيا، البارّ إيلاريوس العجائبيّ.

كلمة الراعي

الفصح 

اليوم يوم القيامة، وها إنّ الرَّبّ الإله-الإنسان يدخل مع البشريّة في سرِّ موتها ليُدخلها في سرِّ حياته. البشريّة كلُّها مع الخليقة "تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعًا إِلَى الآنَ" (رومية ٨: ٢٢). الموت دومًا على الأبواب. مَنْ يُنقذنا من الموت وسلطانه علينا؟!... هذه هي صرخة البشريّة في كلِّ حينٍ إلى أن ينقضي هذا العالم. كلّ ما يفعله البشر هو محاولة إجابة عن هذا الألم الذي لا جواب شافيًا له سوى القيامة والانبعاث بالجسد في "اليوم الأخير".

***

المسيح كشف الطَّريق إلى الحياة الأبديّة لأنّه هو أوّل إنسان غلب موت الجسد إذ قام في اليوم الثّالث من القبر. هو وحده يعرف الجواب الحقيقيّ والمُحقِّق لهذه المعضلة الوجوديّة لأنّه عبر بالموت في الجسد محوِّلًا إيّاه إلى جسد ملكوتيّ أي تنطبق عليه صفات الإنسان في ملكوت السّماوات حيث لا مرض ولا حزن ولا شيخوخة ولا حاجات بل الواحد المثلّث الأقانيم هو الغذاء الحقّ والفرح والنّور... وهو الحياة الّتي منها وبها وفيها "نحيا ونتحرّك ونوجد" (أعمال ١٧: ٢٨).

***

لا حجّة لنا اليوم كمؤمنين بالمسيح القائم من بين الأموات أن نخاف الموت وأن نجعله يسيطر على حياتنا فنسير مَسوقين بالخوف منه إلى حياة استهلاكيّة في هروب منه إلى الأمام. طريق الحياة الأبديّة واضح، كلّ ما علينا هو أن نتبع المسيح. متى سلّمنا مشيئتنا له وسلكنا في طاعة وصاياه، مهما كانت صعبة علينا، فهو إذ يرى جهادنا وحبّنا له يمنحنا نعمته لنحصل على القدرة لصنع إرادته. القيامة في حياتنا هي موت الكذب، لأنّ من لا يَتبع المسيح يتبع إبليس الكذّاب القتّال للبشر منذ البدء. وبالتّالي، مَن يَتبع المسيح يكون صادقًا أي مصدرًا للحياة والفرح الّذي بالله المُثلّث الأقانيم. الحياة الّتي يوهم بها الشّرير الإنسان في العالم هي لحس التّراب والعودة إليه. فـ"الإِنْسَانُ الأَوَّلُ مِنَ الأَرْضِ تُرَابِيٌّ. الإِنْسَانُ الثَّانِي الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ (١ كورنثوس ١٧: ٤٧)". التّرابّي يَعود إلى التّراب والّذي من السّماء هو فوق الجميع. آدم الأوّل أدخل على حياتنا الموت إذ خسر روح الرَّبّ، أمّا آدم الثّاني فأدخلنا معه إلى الحياة الأبديّة بسكبه علينا روحه القدّوس ليستقرّ فينا من جديد إذا قبلنا المسيح مُخَلِّصًا وسيِّدًا على حياتنا. لأنّه "هكَذَا مَكْتُوبٌ أَيْضًا: «صَارَ آدَمُ، الإِنْسَانُ الأَوَّلُ، نَفْسًا حَيَّةً، وَآدَمُ الأَخِيرُ رُوحًا مُحْيِيًا" (١كورنثوس ١٥: ٤٥). ونحن أيضًا مدعوّون لنصير روحيّين وإلَّا فنحن لا نريد أن نقوم!...

 ***

أيّها الرَّبّ يسوع المسيح يا من تعرف من هو الإنسان لأنك اتّخذته لتخلّصه، أعطنا أن نتوب إليك ونطلبك لتكون أنتَ حياتَنا وقيامتنا وغاية حياتنا. هبنا أن نعي أنّ كلّ آلام الدّهر الحاضر الّتي لا بدّ لنا أن نُعانيها لا قيمة لها بإزاء المجد الَّذِي سيُستَعلَن في محبّيك الأمينين لوصاياك. نطلب إليك إن تمنحنا أن نتذوّق نقطةً من مَعين نعمتك السَّرمديّ الَّذي لا ينضب لتَصير لنا قوّة نغلب بها وساوس العدوّ المُحارب لنا باليأس والقنوط والكآبة بسبب خطايانا وكثرة الإثم في العالم وبرودة المحبّة بين البشر لا سيّما نحن المؤمنين الّذين أوْكلتنا أن نكون شهودًا لكَ في العالم أجمع.

***

الشَّيطان يزأر على شعبك كأسد يتضوّر جوعًا طالبًا افتراس أحبّائك وإخافتهم. ثبّتنا وشعبك المؤمن في الاتّكال عليك وامنحنا الثّقة بأنّنا غالبون بمحبّتك المصلوبة في هذا العالم والمُتفجرّة بالحياة الإلهيّة مِن على الصّليب حيث سقط إبليس وزبانيّته إلى الأبد في نار حقدهم يغذون جحيمهم صلفهم...

يا من وطئت المَوت بالمَوت هبنا غفرانًا وولادة جديدة بموتنا على صليب طاعة وصايا حبّك لنختبر قيامتك ونشهد لها في أجسادنا وحياتنا وأعمالنا بالحبّ الَّذِي منك وفيك وبك للعالم...

ومن له أذنان للسَّمعِ فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الخامس )

المسيحُ قامَ مِنْ بَينِ الأموات، وَوَطِئَ الموتَ بالمَوتِ ووهبَ الحياةَ للَّذينَ في القُبُور. الإيباكويي (الطّاعة)  (باللَّحن الرّابع )

سَبَقَتِ الصُّبْحَ اللَّواتي كُنَّ مع مريم، فَوَجَدْنَ الحجَرَ مُدَحْرَجًا عَن القَبْرِ، وَسَمِعْنَ الملاكَ قائِلًا لهنَّ: لِمَ تَطْلُبْنَ مع الموتَى كإنسانٍ الَّذي هُوَ في النُّورِ الأَزَلِي، أُنْظُرْنَ لَفَائِفَ الأَكْفَانِ وأَسْرِعْنَ واكْرِزْنَ للعالَمِ بأنَّ الرَّبَّ قَدْ قامَ وأَمَاتَ الموتَ، لأنَّه ابنُ اللهِ الـمُخَلِّصُ جِنْسَ البَشَرِ.

قنداق  (باللَّحن   الثّامن)

وَلَئِنْ كُنْتَ نَزَلْتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إِلَّا أَنَّكَ دَرَسْتَ قُوَّةَ الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أَيُّها المسيحُ الإله، وللنِّسوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلْتَ افْرَحْنَ، ولِرُسُلِكَ وَهَبْتَ السَّلام، يا مانِحَ الواقِعِينَ القِيَام.

الرّسالة   (أع 1: 1– 8)

هذا هُوَ اليَوْمُ الَّذي صَنَعَهُ الرَّبّ. فَلْنَتَهَلَّلْ ونَفْرَحْ بِهِ

اِعْتَرِفُوا للرَّبِّ فإنَّهُ صالِحٌ وإِنَّ إلى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ

إِنِّي قد أنشأتُ الكلامَ الأوَّلَ يا ثاوفِيلُسُ في جميعِ الأمورِ الَّتي ابتدَأَ يسوعُ يعمَلُها ويُعلِّمُ بها، إلى اليومِ الَّذي صَعِدَ فيهِ من بعدِ أنْ أَوْصَى بالرُّوح القُدُسِ الرُّسُلَ الَّذينَ اصطَفَاهُم، الَّذين أَراهُمْ أيضًا نفسَهُ حيًّا بَعْدَ تألُّمِهِ ببراهينَ كثيرةٍ وهو يَتَراءَى لهم مُدَّة أربعينَ يومًا ويُكلِّمُهُم بما يَخْتَصُّ بملكوتِ الله. وفيما هو مُجتَمِعٌ معهم أَوْصَاهُم أنْ لا تَبْرَحُوا من أُورشليمَ بل انتَظِرُوا موعِدَ الآبِ الَّذي سمعتُمُوهُ منِّي، فإنَّ يوحنَّا عَمَّدَ بالماءِ وأمَّا أنتُم فَسَتُعَمَّدُونَ بالرُّوحِ القُدُسِ، لا بعدَ هذه الأَيَّام بكثيرٍ. فسألَهُ المجتمِعُونَ قائِلينَ: يا رَبُّ أَفِي هذا الزَّمان تَرُدُّ الـمُلْكَ إلى إسرائيلَ؟ فقالَ لهم ليس لكم أنْ تَعْرِفُوا الأَزمنةَ أو الأوقاتَ الَّتي جَعَلَها الآبُ في سُلْطَانِه، لكنَّكُم ستَنَالُونَ قُوَّةً بحلولِ الرُّوحِ القُدُسِ عَلَيْكُم، وتكونونَ لي شهودًا في أورشليمَ وفي جميعِ اليهوديَّةِ والسَّامِرَة، وإلى أَقْصَى الأرض.

الإنجيل  )يو 1: 1– 17)

في البَدْءِ كانَ الكَلِمةُ والكَلِمةُ كانَ عندَ اللهِ وإِلهًا كانَ الكَلِمَة. هذا كانَ في البَدْءِ عندَ الله. كُلٌّ بهِ كانَ وبغيرِهِ لم يكُنْ شَيءٌ ممَّا كُوِّن. بهِ كانتِ الحياةُ والحياةُ كانَتْ نُورَ النَّاسِ والنُّورُ في الظُّلْمَةِ يُضِيءُ والظُّلْمَةُ لم تُدْرِكْهُ. كانَ إِنسانٌ مُرْسَلٌ مِنَ اللهِ اسمُهُ يُوحَنَّا. هذا جاءَ لِلشَّهادَةِ ليَشْهَدَ للنُّور. لكي يؤمِنَ الكلُّ بِواسطتِهِ. لم يكنْ هوَ النُّورَ بل كانَ لِيَشْهَدَ للنُّورِ. كان النُّور الحقيقيُّ الَّذي يُنير كلَّ إنسانٍ آتٍ إلى العالم. في العالمِ كانَ والعالمُ بهِ كُوِّنَ والعالمُ لَمْ يعرِفْهُ. إلى خاصَّتِهِ أَتَى وخاصَّتُهُ لم تقبَلْهُ. فأَمَّا كلُّ الَّذينَ قَبِلُوهُ فقد أَعطاهُم سُلطَانًا أَنْ يكونُوا أولادًا للهِ، وهم الَّذينَ يؤمِنُونَ باسمِهِ، الَّذينَ لا مِن دَمٍ ولا مِنْ مَشِيئَةِ لحمٍ ولا مِن مَشِيئَةِ رَجُلٍ لكنْ مِنَ اللهِ وُلِدُوا. والكلمَةُ صارَ جسدًا وحَلَّ فينا (وقدْ أبْصَرْنَا مَجْدَهُ مَجْدَ وَحِيدٍ من الآبِ) مملوءًا نِعمَةً وحقًّا، ويُوحَنَّا شَهِدَ لهُ وصرَخَ قائِلاً: هذا هُوَ الَّذي قُلْتُ عَنْهُ إِنَّ الَّذي يَأتي بَعدي صارَ قَبْلِي لأنَّهُ مُتَقَدِّمِي. ومن مِلئِهِ نحنُ كلُّنا أخَذْنَا ونعمةً عِوَضَ نعمةٍ. لأنَّ النَّاموسَ بموسى أُعْطِيَ، وأمَّا النِّعْمَةُ والحَقُّ فَبِيَسُوعَ المسيحِ حَصَلا.

حول  الرّسالة

"الكلام الأوّل": يَقصِد به لوقا إنجيله. "عن كلّ" : إشارةً إلى كلّ ما فعله الرَّبّ يسوع وعَلِمَ به منذ بداية خدمته العلنيّة. "ارتَفَع":  أي يوم صعوده إلى السّماء. "أراهم أيضًا نفسه حيًّا ببراهين كثيرة": الرُّسُل شهدوا شهادة عيان مبنيّة على الرّؤية المُباشَرة للسّيّد بعد قيامته والسّمع المُباشر، فاقتنعوا بحقيقة القيامة المَبنيّة على الحِجَج والأدِلَّة القَويّة الدّامِغَة الّتي لا يَشوبها أيّ شَكٍّ أو تردُّد. بالإضافة لرؤيتهم آثار المسامير في يديه ورجليه وآثار طعنة الحَربة في جَنبه. الأمور المُختصّة بملكوت السّماوات تعني ملكوت المَسِيَّا، الحياة الأبديّة، الكنيسة والمجتمع المسيحيّين. "موعد الآب": أي إرسال الرُّوح القُدُس المُعَزّي المُنبثِق من الآب تحقيقًا لوعده لهم :"ها أنا أرسل لكم موعد أبي فأقيموا في مدينة أورشليم إلى أن تلبسوا قُوَّةً مِنَ الأعالي" (لوقا 49:24). في الآية الخامِسَة واضح أنّ معموديّة يوحنّا بالماء كانت تمهيدًا وإعدادًا لقبول الإنجيل بقلوب تائبة، أمّا معموديّة الرُّوح القُدُس فكانت إعدادًا لقبول الملكوت عن طريق السَّيْر في حياة القداسة. عندما تنتعش النَّفس البشريّة بالرُّوح القدس تُثمِر بالفَضائِل الرُّوحِيَّة. هذا التَّغيير يَحدُثُ سِرِّيًّا، ويَفوق فَهْمَ الإنسان وقدرته. "ترُدُّ المُلك إلى اسرائيل":  أي تعود به إلى حالته الأولى. التّلاميذ كانت بصيرتهم ضعيفة فظنّوا أنّ المسيح سَيُؤَسِّس ملكًا أرضيًّا ومجدًا عالميًّا  في إسرائيل كسائر الملوك الزّمنيّين. بينما بالنّسبة للسّيّد، ملكوت الله ليس من هذا العالم. إنّه ملكوت روحيّ سماويّ غير مُلتصِق بِشَيء من تراب هذه الأرض. "ليس لكم أن تعرفوا": على الرُّغم مِن أنّ الرَّبّ كشف الكثير من أسرار الملكوت، فثمّة أيضًا الكثير الّذي يظلّ خَفيًّا غير مُعْلَن. "ستنالون قوّة": أي قوّة الرُّوح القُدُس، قوّة في الإقناع خلال التّبشير، قوّة في صُنع المعجزات. هذه القوّة آتية من فوق "إذ إنّ أسلحة مُحاربتنا ليست جسديّة بل قادرة بالله على هدم حصون، هادمين ظنونًا" وكلّ علوّ يرتفع ضدّ معرفة الله ومُستأسِرين كلّ فكرٍ إلى طاعَةِ المَسيح" (2 كورنثوس 10: 4- 5).

القيامة الفِصحيّة

كَتَبَ القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ الكلمات التّالية في موت وقيامة المسيح:

"أمسِ صُلبتُ معه، واليومَ أُمَجَّد معه...

أمسِ متُّ معه، واليومَ أُبعَث حيًّا معه...

أمس دُفِنتُ معه، واليوم أٌقام معه...

لنقدّم للّذي تألّم وقام من أجلنا ذواتِنا، عطيّة الله الخاصّة لنا.

لنشابه المسيح بما أنّ المسيح شابهنا.

لنصبح إلهيّين من أجله، بما أنّه أصبح بشريًّا من أجلنا.

اقتَبَلَ الأسوأ لِكَيْما يَهبنا الأفضل. صار فقيرًا لِكَيْما بِفقره يُغنينا. ارتضى أن يأخذ صورة عَبْدٍ لِكَيْما يُعيدَ لنا الحريّة.

نزل إلينا لِكَيْما يَرفَعُنا إليه. خضع للتّجربة لِكَيما نَستطيع أن نغلب الـمُعانِد باسمه. تعرّض للذِّلّ لِكَيْما يُمجّدنا. مات على الصّليب لِكَيْما يُخلِّصنا. قام من بين الأموات لِكَيْما يجذبنا إليه، نحن الّذين سَقَطنا مِنْ جَرّاء الخطيئة.

لنعطِ كلّ شيء، ونقدّم كلّ شيء، للّذي أعطى ذاته فِدْيَةً ومُصالَحَةً مِنْ أجلِنا.

كنّا بحاجة لإلهٍ مُتَجَسِّد، لإلهٍ يَذوق الموت، لِكَيْما نَحيا. أُمِتْنا جميعًا معه لِكَيْما يُطهِّرنا. قُمنا مُجدَّدًا لأنَّنا مُتنا معه. تمجّدنا معه لأنّنا قُمنا معه.

بضع قطرات دم تُعيد خلق الخليقة بأسرها!"

هكذا يا إخوة، لنسلك في نهاية هذا الصّوم المبارك، وفيما نختم الأسبوع العظيم، بتقوى ووَرَع، بإيمانٍ وثباتٍ، بِعَزمٍ وشَجاعَةٍ، ونُكمِل الميدان بنجاح مائتين عن أهوائنا وخطايانا وشهواتنا، مُقتَنين تَواضع العشّار، وعودة الابن الشّاطر، وغصّة الطّرد من الفردوس، وفرح خدمة المسيح، وشاهدين بأنّ إيماننا قويم وحقيقيّ، نُسكيّ وقلبيّ، مقرون بالصِّعاب والاضطهاد، مَصحوب بالفضائل ولامعٌ بالزُّهد والانسحاق والتَّوبة المستمرّة. هكذا فقط نسير درب جلجلتنا ونصلب إنساننا العَتيق ونستحقّ أن نمسك بيد السّيّد القائم من بين الأموات وننهض معه في اليوم الثّالث، يوم داس سلطان الجحيم وكسّر أمخاله، يوم أعاد الكرامة لجبلتنا المهانة من جرّاء الخطيئة، يوم فتح لنا باب عدن من جديد، مُنتصِرًا على الموت وواهِبًا لنا الحياة الأبديّة باسمه، هاتفين من عمق النَّفس: "يا فرحي، المسيح قام!"

هذا هو إلهنا، الدَّيّان العادِل، الشَّفوق الرَّحوم، الفِصح الأجلّ الأمثل، الّذي أعاد لنا الفرح بِقيامَتِه وعَبَرَ بنا من الظُّلْمَةِ إلى النُّور الحقيقيّ، نور قيامته المنبعِث مِن قَبْرِه الـمُقَدَّس والّذي ما يزال فيضه السّنَوِيّ شهادة حيّة ومحيّرة لعقول كلّ الـمُشكِّكين والضَّالّين...

فَأَيُّ إلهٍ عَظيم مِثل إلهنا!

 X    تقبُّل التهّاني  بعيد الفصح العظيم المقدس

بمُناسبة عيد الفصح المُقَدَّس يتقبّل صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة، المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) التّهاني في صالون المطرانيّة، وذلك ضمن الأوقات التّالية:

¨ أحد الفصح المقدّس في 28 نيسان 2019: من السّاعة العاشرة حتّى السّاعة الواحدة بعد الظّهر، ومن السّاعة الرّابعة حتّى الثّامنة مساءً.

¨ الإثنين والثّلاثاء في 29 و30 نيسان 2019:

من السّاعة الرّابعة من بعد الظّهر حتّى الثّامنة مساءً.

 

المسيح قام... حقّاً قام!

انقر هنا لتحميل الملف