Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 28 شباط 2021  

العدد 9

أحد الابن الشّاطر 

اللّحن 5- الإيوثينا 5

أعياد الأسبوع: *28: القدّيس باسيليوس المُعترف، البارّ كاسيانوس الرّومانيّ، البارّتين كيرا ومارانّا *1: تذكار جامع للآباء الأبرار البارّة في الشّهيدات آفذوكيّا، البارّة دومنينا *2: الشّهيد إيسيخيوس *3: الشّهداء افتروبيوس وكلاونيكس وباسيليسكس *4: البارّ جراسيموس النّاسك في الأردن *5: الشّهيد قونن، البارّ مرقس النّاسك *6: سبت الأموات، تذكار القدّيسين الإثنين والأربعين شهيدًا الّذين في عموريّة، البارّ أركاديوس.

كلمة الرّاعي

رحمة الله وأحكام البشر

هذا الأحد الثّاني من آحاد التّريودي التّحضيريَّة للصَّوم الكبير يُحدِّثنا عن مثل الابن الشّاطِر أي الَّذي شطر ميراث أبيه وفطر قلبه.

من يقرأ هذا المثل يستهجن تصرُّف هذا الابن الضّال ويستغرب موقف الأب المُتسامِح ويتعاطف مع الابن الأكبر الَّذي يظهر وكأنّه مظلوم بسبب رحمة أبيه لأخيه.

نحن أمام ثلاث مواقف: أبٌ يحبُّ حتَّى التَّخلِّي الكامل عن نفسه وحقوقه وحياته إزاء مشيئة ابنه الصَّغير. وابن فتيّ مفتون بجمال الجسد وملذاته ويرى حرّيّته في استجابة رغباته من خلال التّحرُّر من كلّ قيد نفسيّ أو عاطفيّ أو عائليّ أو بيئيّ (أي ما يختصُّ بالمنطقة الّتي يعيش فيها)، هذا من ناحية، وبواسطة سلطة المال الّتي تستطيع أن تشتري له ”السّعادة“ العالميَّة، من ناحية أخرى. وأخ أكبر مطيع لأبيه وكلّ ما لوالده هو له ولا يشعر أنّه يملك شيئًا في نفس الوقت، ويشعر بالظّلم بسبب رحمة أبيه لأخيه الفاسق والفاسد...

هل كان موقف الأب سليمًا حين وافق على مطلب ابنه الأصغر بتقسيم ميراثه على أولاده أي أن يقبل بأن يُعتَبَر ميتًا وهو ما زال حيًّا؟ وهل بقبوله لابنه الفاسد وإعادته إلى مرتبته البنويَّة كان عادلًا ومنصِفًا تجاه ابنه الأكبر؟!...

*          *          *

في ذلك الزّمان، كان للابن البكر حصّة الثّلْثَيْن من ميراث والده ويحقّ للابن الأصغر بالثّلث. ولكن، طالما بقي الابن البكر مع والده يبقى الأب هو الوحيد الّذي له حقّ التَّصرّف بما يملك الابن الأكبر. لذا، نرى بأنّ من بقي أمينًا لأبيه ورفض أن يتركه، أي يقتله في نفسه ويعتبره ميتًا وهو ما زال حيًّا، خسر من المنظور المادّيّ لأنّه وإن كان ميراثه معلومًا لديه ومثبّت الحقّ إلّا أنّه غير قادر على التّصرُّف به. الأكثر من ذلك أنّه عندما عاد الأخ الأصغر وقبله الأب وألبسه الحلّة الأولى والخاتم وأنعل رجليه ردّه إلى مقامه كابن ووارث له أيضًا، أي صار من جديد شريكًا في ميراث أخيه الأكبر!...

بشريًّا، نحن نرفض موقف الأب لأنّه غير عادل مع ابنه الأكبر لا بل، ربّما، يظهر وكأنّه ظالم. كما نعتبر موقفه من الابن الأصغر استفزازيًّا لكونه هو يركض إليه ويلقي بنفسه على عنقه وكأنّ هذا الابن لم يقتل أبيه أو يرفضه أو يؤلمه!... ننزعج لأنّ الأب لم يوبِّخ الابن الفاسِد ولم يسائله ولم يؤدّبه ولم يطلب منه شيئًا للتّكفير عن جريمته تجاهه!، وهو كما يظهر رجل مقتدر له مقام كبير!...

يطرح علينا هذا المثل سؤالًا خطيرًا وهو: هل جزاء من يطيع الحرمان من حقوقه ومن التَّعزيات، ومن يعصـى يأكل حقّه وحقّ غيره دون حساب؟!... أين العدالة؟!... أين الحقّ؟!...

*          *          *

”لِيَتْرُكِ الشِّرِّيرُ طَرِيقَهُ، وَرَجُلُ الإِثْمِ أَفْكَارَهُ، وَلْيَتُبْ إِلَى الرَّبِّ فَيَرْحَمَهُ، وَإِلَى إِلهِنَا لأَنَّهُ يُكْثِرُ الْغُفْرَانَ. لأَنَّ أَفْكَارِي لَيْسَتْ أَفْكَارَكُمْ، وَلاَ طُرُقُكُمْ طُرُقِي، يَقُولُ الرَّبُّ. لأَنَّهُ كَمَا عَلَتِ السَّمَاوَاتُ عَنِ الأَرْضِ، هكَذَا عَلَتْ طُرُقِي عَنْ طُرُقِكُمْ وَأَفْكَارِي عَنْ أَفْكَارِكُمْ...“ (إشعياء 55: 7- 9).

رحمة الله لا حدود لها، غفرانه لا يمكن تصوّره بالعقل البشريّ. الله محبَّة أي هو يريد خلاص خليقته كلّها. هو أتى بذاته في الابن المتجسِّد وحمل أوجاعنا وخطايانا على عاتقه وفي جسده لكي يحرِّرنا من قيود المحدوديَّة البشريَّة ويطلقنا في رحاب اللَّانهائيّ بمحبّته الّتي لا يُستقصـى أثرها وتواضعه الَّذي لا يُسبَر غوره وحنانه الَّذي يغسل القلوب من كلّ وسخ وشائبة...

هذا المثل الإنجيليّ غايته أن يمنحنا رجاء أمام حقيقتنا السّاقطة ويدخلنا في سرِّ الحبّ الإلهيَّ الَّذي كشفه لنا الرَّبّ يسوع المسيح في حياته وموته وقيامته وصعوده وإرساله روحه المُعزّي ليسكن فينا عربونًا لملكوت الدّهر الآتي الَّذي ننتظره في مجيء الرَّبّ الدَّيان بحسب أحكامه غير المعلومة عندنا ولكن المملوءة رحمة.

من يحيا لله فليفرح بعطيَّة البنوّة وليعش كابن ووارث للعليّ، مستثمرًا ميراث النّعمة الإلهيَّة لتحقيق صورة الله فيه. لا نصنعنَّ كالابن الأكبر الَّذي كان له كلّ شيء ولم يسلك كابنٍ ووارثٍ بل بقي سالكًا كعبدٍ، أو كالابن الأصغر الَّذي استكبر على الله أبيه ورفض حبّه المحرِّر من عبوديَّة الخطيئة فسلك وراء ”كلام الكذب“ (إرمياء 7: 4) الَّذي بثّه إبليس في قلبه ضدَّ أبيه فصار عبدًا نجسًا فاسقًا يحيا في خنزيريَّة أفكاره وشهوات جسده...

الرَّبّ يدعونا دومًا: ”أَصْلِحُوا طُرُقَكُمْ وَأَعْمَالَكُمْ“ (إرمياء 7: 3). الكنيسة تدعونا اليوم إلى التّوبة والرّجوع إلى حقيقتنا أنّنا أبناء العليّ وورثته، فهل ندرك ماهيَّة هذه النّعمة المُعطاة لنا فنسلك كبني الملكوت؟!... الزّمن الآتي فرصتنا للعودة إلى أحضان الآب... هل من يريد؟!...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الخامس)

لِنُسَبِّحْ نحنُ المُؤمنينَ ونسجُدْ للكلمة. المُساوي للآبِ والرُّوحِ في الأزَليّةِ وعدمِ الابتداء. المَوْلودِ مِنَ العذراءِ لِخلاصِنا. لأنّه سُرَّ، بالجَسَدِ، أن يَعلُوَ على الصَّليب. ويحتمِلَ المَوْت. ويُنهِضَ المَوْتى بقيامتِهِ المَجيدة.

قنداق أحد الابن الشاطر (باللّحن الثّالث)

لمّا عَصَيتُ مجدَكَ الأبَويَّ بجَهلٍ وغباوة. بَدَّدتُ في المَعاصي الغنى الّذي أعطيتني. فلذلك أصرخُ إليكَ بصوتِ الابن الشّاطر هاتفًا. خَطئتُ أمامَكَ أيّها الآبُ الرَّؤوف. فاقبَلني تائبًا. واجعلني كأحد أجرائِكَ.

الرّسالة (1 كو 6: 12– 20)

لتكُن يا ربُّ رَحْمتكَ علينا

ابتهجوا أيُّها الصِّدّيقون بالرَّبّ

يا إخوة، كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكنْ ليس كلُّ شيءٍ يُوافق. كلُّ شيءٍ مُباحٌ لي ولكن لا يتسلَّطُ عليُّ شيءُ. إنَّ الأطعمة للجوفِ والجوفَ للأطعمة وسيُبيدُ الله هذه وتلك. أمَّا الجسدُ فليسَ للزِّنى بل للرَّبِّ والرَّبُّ للجسد. واللهُ قد أقام الرَّبَّ وسيُقيمُنا نحن أيضًا بقوَّته. أما تعلمون أنَّ أجسادَكم هي أعضاءُ المسيح؟ أفآخُذُ أعضاءَ المسيحِ وأجعلُها أعضاءَ زانيةٍ؟ حاشا. أما تعلمون أنَّ من اقترنَ بزانية يصيرُ معها جسدًا واحدًا؟ لأنَّه قد قيلَ يصيران كلاهما جسدًا واحدًا. أمّا الّذي يقترنُ بالرَّبِّ فيكونُ معه روحًا واحدًا. اُهربوا من الزِّنى. فإنَّ كلَّ خطيئةٍ يفعلها الإنسانُ هي في خارج الجسد. أمَّا الزَّاني فإنّه يخطئُ إلى جسدِه. ألستم تعلمون أنَّ أجسادَكم هي هيكلُ الرُّوح القدس الّذي فيكم، الّذي نلتموه من الله، وأنَّكم لستم لأنفسكم لأنَّكم قد اشتُريتم بثمن؟ فمجِّدوا الله في أجسادِكم وفي أرواحكم الّتي هي لِلَّه.

الإنجيل (لو 15: 11– 32)

قال الرَّبُّ هذا المثل: إِنسانٌ كان له ابنان. فقال أصغرُهما لأبيه: يا أبتِ، أعطني النَّصيبَ الّذي يخصُّني من المال. فقسم بينهما معيشته. وبعد أيَّام غيرِ كثيرةٍ جمعَ الابنُ الأصغرُ كلَّ شيءٍ لهُ وسافر إلى بلدٍ بعيدٍ وبذَّر مالَه هناك عائشًا في الخلاعة. فلمَّا أنفقَ كلَّ شيءٍ، حدثت في ذلك البلدِ مجاعةٌ شديدة، فأخذَ في العَوَز. فذهب وانضوى إلى واحدٍ من أهل ذلك البلد، فأرسله إلى حقوله يرعى خنازير. وكان يشتهي أن يملأ بطنه من الخرنوب الّذي كانت الخنازيرُ تأكله، فلم يُعطهِ أحد. فرجع إلى نفسه وقال: كم لأبي من أُجراء يفضُلُ عنهم الخبزُ وأنا أهلك جوعًا. أقوم وأمضي إلى أبي وأقول له: يا أبتِ، قد أخطأتُ إلى السَّماء وإليك، ولستُ مُستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنًا، فاجعلني كأحد أُجرائك. فقام وجاء إلى أبيه. وفيما هو بعد غير بعيد، رآه أبوه فتحنَّن عليه وأسرع وألقى بنفسه على عُنقه وقبَّله. فقال له الابنُ: يا أبتِ قد أخطأتُ إلى السَّماء وأمامك، ولستُ مُستحقًّا بعد أن أُدعى لك ابنًا. فقال الأبُ لعبيده: هاتُوا الحُلَّة الأولى وألبِسوه، واجعلوا خاتمًا في يده وحذاءً في رجليه، وأتوا بالعجل المُسمَّن واذبحوه فنأكلَ ونفرحَ، لأنَّ ابني هذا، كان ميتًا فعاش، وكان ضالًّا فوُجد. فطفقوا يفرحون. وكان ابنُه الأكبر في الحقل. فلمّا أتى وقرُب من البيت، سمع أصوات الغناء والرّقص. فدعا أحد الغلمان وسأله: ما هذا؟ فقال له: قد قدم أخوك فذبح أبوك العجلَ المسمَّنَ لأنّه لَقِيَهُ سالمًا. فغضب ولم يُرِدْ أن يدخل. فخرج أبوه وطَفِقَ يتوسّلُ  إليه. فأجاب وقال لأبيه: كم لي من السّنين أخدمك، ولم أتعدَّ لك وصيَّة، فلم تعطني قطُّ جَدْيًا لأفرح مع أصدقائي. ولمّا جاء ابنك هذا الّذي أكل معيشتك مع الزّواني، ذبحتَ له العجل المُسَمَّن. فقال له: يا ابني، أنتَ معي في كلِّ حين، وكلُّ ما هو لي هو لك. ولكن كان ينبغي أن نفرح ونُسَرّ، لأنَّ أخاك هذا كان ميتًا فعاش وكان ضالًّا فوُجِد.

حول الإنجيل

نسمّي هذا اليوم أحد الابن الشّاطر، لكن لنتذكّر أنّ المثل لا يحكي قصّته فقط، فنقرأ في بدايته: "إنسانٌ كان له ابنان". ورغم أنّهم يبدوان للوهلة الأولى مختلفين، إلّا أنّهما في الواقع متشابهان تمامًا. يبدو أنّهما كِلَيْهما قد أحبّ في البداية أباه حبًّا حقيقيًّا. الابن الأصغر أخذ حصّته من الميراث وترك بيته الأبويّ مبدِّدًا المال على حياةٍ صاخبة. ومع أنّ الابن الأكبر بقي دون أن يغادر، تبيّن أنّ نيّته الحقيقيّة في قلبه لم تكن مختلفةً عن الّتي لأخيه، ألا وهي الطّمع بميراث أبيه، فقد اعتراه المرارة والحسد لأنّه لم يُعطَ جَدْيًا ليفرح مع أصدقائه. بالتّالي، هو أيضًا ابتغى الميراث وملذّات الدّنيا. لذلك لم يُرِد في النّهاية الدّخول إلى فرح بيته الأبويّ بسبب قلبه البارد والمظلم.

هذا الأمر يشكّل خطرًا كبيرًا علينا، خاصّةً نحن المسيحيّين. نستطيع أن نخبّئ سوستنا ومحبّة الذّات تحت قناع الطّاعة للكنيسة والتّقوى الخارجيّة. نستطيع أن نهيم في هذا العالم كلّه ونحن جالسون في وسط الكنيسة. نستطيع بسهولةٍ أن نزدري وندين الّذين اختاروا علانيّةً ترك المنزل الأبويّ، ونحن من يخسر أكثر منهم.

قد يكون أحيانًا من الأفضل أن نتشبّه بالابن الأصغر الجائع في حظيرة الخنازير على أن نتشبّه بالابن الأكبر الّذي لا يريد أن يحبّ أباه رغم أنّه يعيش ظاهريًّا في منزله. قد يكون أحيانًا أسهل علينا أن نرجع إلى أنفسنا وسط بؤس العالم وفراغه من أن يتمّ ذلك تحت مظهر التّقوى الخادع.

لن نعود إلى الدّيار سوى عندما نعي أنّنا تائهون، ولن نجد طريق الهروب سوى باختبار الألم المـُعذِّب الكامن في اللّذّة الّتي اخترناها. الدّواء الوحيد الشّافي هو تذوّق مرارة العالم الّذي سمّمناه نحن. يقول الأنبا دوروثيوس: "المصاعب الّتي تأتي من عدم الطّاعة سوف تعلّم الإنسان السّكون الّذي يأتي من الطّاعة"، كما يقول النّبيّ إرمياء: "يوبّخك شَرُّكَ" (إرمياء 19:2).

لذلك، خلال هذه الفترة الصّياميّة الآتية، وخلال حياتنا كلّها، لا نيأسنّ عندما نرى خطيئتنا وضعفنا وعندما نعرف عن طريق التّجربة المُرّة مأساة ضلال طريقنا بشكلٍ جذريّ. لا نتحيّرنّ ولا نسألنّ: "أين هو الرّبّ؟"، إنّه يسير طريق الغربة بجانبنا، فهو لم يرسلنا إلى هناك كي نفنى بل لكي نسير معه على الطّريق الوحيد المؤدّي إلى البيت الأبويّ.

الحشمة في الكنيسة

إنّ آدم وحوّاء كانا عُريانَيْن في الفردوس، وكان الله يخاطبهما ولكنّهما لم يكونا خَجِلَيْن من عُريهما، ولكن بعد أن دخلت الخطيئة إلى حياتهما نظرا نفسيهما عريانين فاختبأا خجلًا. فإنّ دخول الخطيئة إلى العالم شوّه حالة البراءة الّتي كان يتحلّى بها الإنسان وشوَّه نظرة الإنسان إلى أخيه الإنسان. قبل الخطيئة لم يكن للإنسان فكر شرّير، أو سوء نيّة، أمّا الآن طالما نحن نعيش في عالم تملؤه الخطيئة،  فعلى المؤمن أن يراعي الحشمة في كلّ مكان وخاصّةً داخل الكنيسة.

الحشمة بمعناها لا تشمل اللّباس فقط، بل حشمة النَّظر والكلام، حشمة الجلوس والوقوف داخل الكنيسة. يقول القدّيس باييسيوس: "تُعرف صلاة المؤمن إن كانت مقبولة أم لا من طريقة دخوله للكنيسة وطريقة نظراته وجلوسه ووقفته". المؤمن المتخشّع هو من لديه الحشمة بكلّ مَعانيها. رُبَّ من يقول أنّ الحشمة في الكنيسة لا ترتبط فقط بالفتاة الّتي تلبس لباس يكشف محاسن جسدها، بل أيضًا بالّذي ينظر إليها!! نقول لمثل هؤلاء هذا صحيح ولكن أيضًا يقول الرّبّ: "الويل لمن تأتي بواسطته العثرات" و"خَيْرٌ لَهُ لَوْ طُوِّقَ عُنُقُهُ بِحَجَر رَحىً وَطُرِحَ فِي الْبَحْرِ، مِنْ أَنْ يُعْثِرَ أَحَدَ هؤُلاَءِ الصِّغَارِ". نحن في الكنيسة أعضاءٌ في جسدٍ واحد، علينا أن نراعي شعور وضعفات بعضنا البعض، دون أن نكون عثرة لأحد.

يكون المؤمن في الكنيسة بحضرة الرَّبّ يسوع والقدّيسين والملائكة لذا علينا أن نتصرّف بما يليق بهذا الحضور المَهيب أي برعدةٍ ووَرَع ومخافة الله، فإنّ كلّ من جاء إلى الكنيسة بغير قصد القداسة والتألُّه، بل ليعرض جسده ومفاتنه فهو يسخر من الملائكة والقدّيسين لأنّنا في هذه اللّحظات نحن نستعدّ للاتّحاد بالرَّبِّ يسوع روحيًّا وجسديًّا، فكيف لنا أن نتشتّت ونشتِّت إخوتنا وشركاءنا في القداسة.

أنت في الكنيسة لك الأمر أن تختار، إمّا أن تكون بحشمتك إيقونة تساعد إخوتك على الصَّلاة فتتقدَّس وإيّاهُم، وإمّا أن تكون عثرة وسبب هلاك لك وكثيرين من حولك. أنتم الّذين بالمسيح اعتمدتم، المسيح قد لبستم، وبالتّالي أجسادنا هي هياكل للرُّوح القدس، هل أجعلها أعضاء للزِّنى!!

انقر هنا لتحميل الملف