Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 22 تشرين الثّاني 2020                                  

العدد 47

الأحد (24) بعد العنصرة

اللّحن 7- الإيوثينا 2

أعياد الأسبوع: *22: الرَّسول فيليمن ورفقته، البارّ يعقوب (آفيا)، الشّهيدة كيكيليا ومن معها *23: أمفيلوخيوس أسقف إيقونية، غريغوريوس أسقف أكراغندينون *24: الشّهيدان كليمنضوس بابا رومية وبطرس بطريرك الإسكندريّة *25: وداع عيد الدّخول، الشّهيدة كاترينا عروس المسيح، الشّهيد مركوريوس *26:  البارّان أليبيوس العموديّ ونيكن المُستَتِيب، البارّ أكاكيوس، ستيليانوس *27: الشّهيد يعقوب الفارسيّ المقطّع *28: الشّهيد استفانوس الجديد، الشّهيد إيرينرخُس.

كلمة الرّاعي 

الغنى

”طُوبَى لِلإِنْسَانِ الَّذِي يَجِدُ الْحِكْمَةَ، وَلِلرَّجُلِ الَّذِي يَنَالُ الْفَهْمَ، (...) فِي يَمِينِهَا طُولُ أَيَّامٍ، وَفِي يَسَارِهَا الْغِنَى وَالْمَجْدُ“ (أمثال 3: 13—16)

الغنى له معانٍ واسعة جدًّا. قد يكون الإنسان غنيًّا  بماله وجماله وعلمه إلخ. لكن هذا الغنى يولِّد فيه شكرًا لله وتواضعًا فيكون مرضيًّا للرَّبّ حينها، أمّا إذا حَرَّكَتْ فيه هذه النِّعَم كبرياءه يصير رجسًا عند العَلِيّ.

من لا يعي هشاشته وعدميّته بدون الخالق، تصير الخيرات الّتي عنده سبب استكبار، فتدمّر قلبه وتجعله غير قادر على تلمُّس محبّة الله له، فيموت في نفسه لأنّه يطرد روح التّواضع.

*          *          *

الرَّبّ الخالق هو مصدر كلّ نعمة وخير، وهو برأ الإنسان ووهبه الكون والخليقة وما فيها كلّها له، ليفرح ويشكر ويمجِّد المعطي، ليس أنّ الإله يحتاج من يشكره أو يمجّده، بل ليَدخل الإنسان مع العليّ في سرّ شركة الحياة الأبديّة.

 كلّ غنى منفصل عن مصدره، أي الله، يتحوَّل إلى صنم يُعبَد ويصير غاية بحدّ ذاته. أوّل ما يخطر على بال الإنسان، حين يُذكر الغنى، هو المال. بالنّسبة للمؤمن المسألة محسومة: ”لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَخْدِمُوا اللهَ وَالْمَالَ“ (متى 6: 24). المال بشكل محدَّد يُشكِّل تحدِّيًا للإنسان، لأنّه بدون المال لا يستطيع الإنسان أن يحقِّق مشاريعه وطموحاته، هكذا يفكّر معظم النّاس، إذ يقول المثل العامّي: ”معك قرش بتسوى قرش“...

تجربة المال صعبة، لأنّ الفقير يحتاجه ليعيش وقد يقع في أسره، والغنيّ قد يقع في تجربة جمعه والسَّعي لزيادته، وفي هذه الحالة تصير أمواله عبئًا عليه لأنّه يخشى نقصانها وهذا يدفعه إلى التّضحية، ربّما، بكثير من النِّعَم الّتي في حياته لكي يحافظ على نموّ أعماله...

”لاَ تُعْطِنِي فَقْرًا وَلاَ غِنًى. أَطْعِمْنِي خُبْزَ فَرِيضَتِي“ (أمثال 30: 8). هذه قناعة المؤمن، أنّه يحيا في التّوازن، لأنّ الفقر تجربة للضّعيف كما الغنى. الفقر قد يجعل الإنسان يكفر بالله والغنى أيضًا، الأوّل بسبب العَوَز والثّاني بسبب التّخمة. فقط من عاش روح الشّركة يصير له فقره بركة لأنّه يفتقر ليشارك ”فلس الأرملة“ مع أخيه المحتاج مثله، وكذا الغني، وفي الحالتَين الرَّبّ يبارك حياة الإنسان ويزيد له الخيرات ليستمرّ بالعطاء في روح الوحدة الّتي في الرَّبّ...

*          *          *

”فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ افْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ“ (2كورنثوس 8: 9). هذه هي المسألة الجوهريَّة، أنّ الغنى هو صفة الله الّذي كشف لنا في ابنه المتجسِّد يسوع المسيح أنّه يريد أن يهبنا كنزه أي ذاته، وهو قد أتمَّ هذا الأمر بتجسُّده، إذ ”أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ“ (فيليبي 2: 7). الرَّبّ منحنا، في ذاته بابنه المتجسِّد، غنى نعمته أي قواه الإلهيّة غير المخلوقة بالرّوح القدس. من يملك حياة الله فيه يسكن في الله والله فيه، وهكذا يصير كلّي القدرة، ”أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي“ (في 4: 13). هذا هو سرّ الوجود والغنى الإلهيّ في حياة المؤمن.

البشر في هذا العالم ما زالوا يعيدون سقطة آدم الأوّل، لأنّهم يطوّرون“حياتهم ومجتمعاتهم و”قيمهم“ و”أخلاقيّاتهم“ انطلاقًا من رغبتهم بالتّألّه بقدراتهم الماليّة والعقليّة والعلميّة ونفوذهم ... هكذا يصير الغنى بحسب العالم أساس تأليه الذّات خلافًا لحقيقة الإنسان الأنطولوجيّة (أي الّتي بحسب أساس خلقه وغاية وجوده).

*          *          *

أيُّها الأحبّاء، ”كلّ عَطيّة صالحة“ مصدرها الثّالوث القدّوس. الغنى في أيّ مجال كان هو من طبيعة الإنسان الأوّل قبل السّقوط لأنّه من صورة الله فيه. الغنى نعمة من الله، ومن عرف أن يستثمر غناه لمجد الله أي في خدمة الإنسان وخلاصه الأبديّ يُمَجِّده الله في هذا العالم وفي الدَّهر الآتي. هذه هي  الحكمة الّتي علينا أن نتمسَّك بها: ”الّتي لك وهي ممّا لك نقدّمها لك على كلّ شيء ومن أجل كلّ شيء“. الكلّ من الرَّبّ وكلّ شيء هو من أجل الرَّبّ. صحيح أنّ الإنسان يتعب ليُنمّي غناه، ولكنّ هذا كلّه في الأساس عطيّة من الله في حياتنا مع الرَّبّ نعيش بالتّآزر (Synergia)، هو يقودنا إذا ما أَصَخْنَا إليه ويُرشدنا إلى الحياة والنّور والمجد الّذي من لَدُنِه.

المؤمن إنسان غنيّ ويطلب الغنى الّذي من فوق، وهو لذلك يُبدِّد ما أعطاه الله إيّاه لمجد العَلي في خدمة الحبّ الإلهيّ حين يستعبد ذاته في المسيح بكلّ ما يملك لينطق حبّه للإله في الإنسان...

ومن له أذنان للسَّمع فليسمع.

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن السّابع)

حطمْتَ بِصَليبِكَ المَوت. وفتحتَ للِّصِّ الفِرْدَوس. وحوَّلتَ نَوْحَ حامِلاتِ الطّيب. وأمَرْتَ رُسلَكَ أن يَكرزِوا. بأنَّكَ قد قُمتَ أَيُّها المسيحُ الإله. مانِحًا العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة دخول السّيّدة إلى الهيكل (باللّحن الرّابع)

اليومَ العذراءُ الّتي هِيَ مُقَدِّمَةُ مَسَرَّةِ الله، وَابتِداءُ الكِرازَةِ بِخَلاصِ البَشَر، قد ظَهَرَتْ في هَيكلِ اللهِ علانية، وَسَبَقَتْ مُبَشِّرَةً لِلجَميعِ بالمسيح. فَلْنَهْتِفْ نَحوَها بِصَوتٍ عظيمٍ قائلِين: إفرحي يا كَمالَ تَدبيرِ الخالق.

قنداق دخول السّيّدة إلى الهيكل (باللّحن الرّابع)

إنّ الهيكلَ الكُلّيَّ النَّقاوةِ، هيكلَ المُخلِّص البتولُ الخدرُ الجزيلُ الثّمن. والكنزُ الطّاهرُ لمجد الله. اليوم تدخلُ إلى بيتِ الرّبّ. وتُدخِلُ معها النّعمةَ الّتّي بالرّوحِ الإلهيّ. فلتُسبِّحْهَا ملائكةُ الله. لأنّها  هي المظلّةُ السّماويّة.

الرّسالة (أف 2: 14– 22)

الرَّبُّ يُعطي قوَّةً لشعب   

قدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله

يا إخوةُ، إنَّ المسيحَ هو سلامُنا، هو جعلَ الإثنينِ واحدًا، ونقَضَ في جَسدِه حائطَ السّياجِ الحاجزَ أَيِ العَداوة، وأبطلَ ناموسَ الوصايا في فرائضِهِ، ليخلُقَ الإثنَينِ في نفسِهِ إنسانًا واحِدًا جَديدًا بإجرائه السَّلام، ويُصالِحَ كِلَيْهِما في جَسدٍ واحدٍ معَ الله في الصَّليب، بقَتلهِ العداوةَ في نفسِه. فجاءَ وبشَّركم بالسَّلامِ، البَعيدينَ منكُم والقريبين، لأنَّ بهِ لنا كِلَيْنا التَّوَصُّلَ إلى الآبِ في روحٍ واحد. فلستُم غرباءَ بعدُ ونُزلاءَ، بل مُواطِنو القدِّيسِينَ وأهلُ بيتِ الله. وقد بُنِيتُم على أساسِ الرُّسُلِ والأنبياءِ، وحجرُ الزّاويةِ هو يسوعُ المسيح نفسُهُ، الّذي بهِ يُنسَّقُ البُنيانُ كُلُّهُ، فينمو هيكلًا مقدَّسًا في الرَّبّ. وفيهِ أنتم أيضًا تُبنَونَ معًا مَسِكنًا للهِ في الرُّوح.

الإنجيل (لو 12: 16– 21)

قال الرَّبُّ هذا المثل: إنسانٌ غَنيٌّ أخصبَتْ أرضُهُ فَفكَّر في نفّسِه قائلًا: ماذا أصنع؟ فإنَّه ليْسَ لي موضِعٌ أخزنُ فيه أثماري. ثمَّ قال هذا: أصنع هذا، أهدِمُ أهرائي وأبْني أكبَرَ منها، وأجْمَعُ هناكَ كلَّ غلَّاتي وخَيْراتي، وأقولُ لِنفسي: يا نْفسُ، إنَّ لكِ خيراتٍ كثيرةً، موضوعةً لسنينَ كثيرةٍ، فاستريحي وكُلي واشْربي وافرحي. فقال له الله: يا جاهِلُ، في هذه اللّيلةِ تُطلبُ نَفسُكَ منْكَ، فهذه الّتي أعدَدتها لِمن تَكون؟ فهكذا مَنْ يدَّخِر لنفسِهِ ولا يستغني بالله. ولمَّا قالَ هذا نادى: مَنْ لَهُ أُذنانِ للسّمْع فَلْيسْمَع.

حول الإنجيل

وسط حشدٍ من النّاس كان يسوع يُكلِّمهم بالابتعاد عن الرِّياء وقَوْل الحقّ والاهتمام بالنّفس وأمورها الخالدة، تقدّم رجل من المجمع وقال: "يا معلّم مُرْ أخي بأن يُقاسمني الميراث".

بالرّغم من الجوّ الرّوحيّ أتى الرّجل يطلب من يسوع توزيع الميراث بينه وبين أخيه. قوانين الميراث في الشّريعة اليهوديّة تُعطي للبكر ضعف نصيب إخوته وكلّ الإخوة متساوين. يبدو أنّ هذا الرّجل لم يستوعب الجوّ الرّوحيّ الّذي وضعهم فيه يسوع، لأنّه وضع مُبتغاه المادّي والدّنيويّ في أولى أولويّاته، ولم يكن يسمع ما قاله يسوع قبل المقطع الإنجيليّ الّذي تُلِيَ علينا اليوم.

علمًا أنّ رسالة الرَّبّ يسوع هي الدَّعوة والتّركيز على السّماويّات بعبرةٍ من هنا وحكمةٍ من هناك، وحتّى يُسهِّل طريق الفهم للسَّامعين كان يخاطبهم بالمَثَل.

من هنا جاء جواب الرَّبّ لهذا الرَّجل بحكمةٍ صغيرة سبقت المثل: "تبصروا واحذروا كل طمعٍ ، لأن حياة المرء وإن اغتنى لا تأتيه من أمواله ". الطّمع أي الجشع وهو عدم الاكتفاء بالقليل من المال للحاجة الضّروريّة.

حين ذلك ضرب لهم يسوع مَثَل الغنيّ الّذي أخصبت أرضه غلالًا وأثمارًا كثيرة لم تتَّسع لها إهراءاته القديمة. ففكّر أن يهدمها ويبني أكبر منها ويقول لنفسه: "يا نفس لك خيرات كثيرة تكفيكِ لسنين كثيرة فاستريحي وكلي واشربي وتنعَّمي". هذه الأنانيّة وهذا الطّمع وصفه الرَّسول بولس "بعبادة الأوثان" (كو ٣: ٥).

قال الله للغنيّ: "يا غبيّ في هذه اللّيلة تُستردّ نفسك منك، فلِمَن يكون ما أعددته؟".

كان يسوع قد نَبَّه في الآية الرَّابعة من نفس الإصحاح إلى عدم الخوف ممَّن يقتلوا الجسد، بل الخوف ممَّن له القدرة على النَّفس وإلقائها في جهنّم، أي أن نُعِدَّ النَّفس للحياة الأبديّة وخوف الله.

خيرات هذا العالم وُضعت للنّاس بالتّساوي، ولا يجوز أن يستأثر بها أحدهم ويُحرم الآخر، بل كلّ إنسان يأخذ منها ما يكفيه آنيًّا، كي لا يأخذ عنوةً ما هو من نصيب غيره. فالميراث وضعه يسوع في عمق المثل، فمنذ الخلق بعد الخطيئة قال الله للإنسان: "بعرق جبينك تأكل خبزك". أي أنّ الرَّبّ لا يُريد للإنسان أن يأخذ شيئًا مجّانيًّا دون تعب. بعض النّاس وُلِدوا، وكما يُقال: وفي فمهم ملعقة ذهب، فخالَفوا وصيّة الله وحكمه.

محبّة المال خطرة على أبديّة الإنسان، ومتى ملكت في الإنسان ازداد الطّمع والجشع عنده وأصبح أنانيًّا ومتسلّطًا. قال يسوع: "لا تعبدوا ربَّين الله والمال"... "إنّه لأسهل أن يدخل جملٌ من ثقب إبرة، من أن يدخل غنيّ ملكوت السّماوات". وهناك مثل الغنيّ ولعازر ، حيث فقد الغنيّ حياته الأبديّة بسبب احتقاره للفقراء واهتمامه بنفسه فقط. ومثل الشّاب الغنيّ الّذي حفظ الوصايا ولم يعمل بما قاله له يسوع بتوزيع ثروته على الفقراء واتّباعه بل غمره الحزن.

أمّا القدّيس أنطونيوس الكبير عمِل بما فشل الشّاب الغنيّ أن يفعله لأنّ قلبه كان مع الرَّبّ "حيث يكون كنزك يكون قلبك".

لباس الأسقف (1)

ارتداء الثّياب الكهنوتيّة مهمٌّ جدًّا لِذَوي الكهنوت، لأنَّ الثَّوب عامّة يرمز إلى الشّخصيّة الاعتباريّة الّتي لحامله. لذلك، نرى رجال الأمن والجيش والمحامين والقضاة وغيرهم، يلبسون ثيابًا رسميّة أثناء خدمتهم تدلُّ الآخَرين على شخصيّتهم الاعتباريّة وتُذكِّرُهم هم أنفسهم بواجباتهم الّتي يؤدّونها.

نزيِّن الملابس برسم الصّليب أو أيقونات السّيّد أو السّيّدة تكريمًا للرَّبّ المُمَجَّد بالفنون المتنوّعة، وكذلك في زركشة ثياب خدّامه، لإعطاء المشاركين في الصّلاة انطباعًا بأنَّ مجد السّيّد عظيمٌ وبأنّه يسكب مجدَه على خدّامه عندما يقومون في خدمتهم لكنيسته، وكلّ الثّياب تُكرّس بالصّلاة وبالماء المُقدّس.

يتألّف لباس الأسقف من: الإستيخارة والأكمام والبطرشيل والحِجْر، والزِّنّار، الّتي يلبسها الكاهن أيضًا ويزيد عليها: السّاكوس، والأموفوريون، والصّليب والإنغولبيون، والتّاج. وهنالك أيضًا العصا الرّعائيّة والتّريكاري والذّيكاري. يقدّم الشّمّاس كلّ قطعة من اللّباس للأسقف، فيُباركها الأسقف ويُقبّلها، ويُلبسه الشَّمّاس إيّاها وتُتلى على كلّ قطعة الصّلاة المناسبة لها.

الإستيخارة

هي عبارة عن قميص طويل وتتدلّى حتّى القدمين. تُشير إلى الطّهارة والفرح الرّوحيّ، وإلى ظهور مجد الله ونقاوته كما ترمز إلى حلّة المعموديّة المُنيرة. الإستيخارة، في الأصل، كلمة يونانيّة وتعني”خطّ، سطر، مستقيم“، فشكلها المستقيم يساعد على المَشي بترتيب وبخطوات منتظمة في غاية الرَّصانة.

الأكمام

ترمز الأكمام، كما يقول بلسمون، إلى أصفاد السّيّد المسيح الّتي مَثَلَ بها أمام قيافا. وعند القدّيس سمعان التّسالونيكيّ تدلّ الأكمام على عمل الله الدّائم وتكشف كيف أنَّ المسيح يخدم بذاته، بيديه الخاصّتَين، الخدمة المقدّسة، خدمة جسده ودمه المقدّسَين. كما يُرجِع البعض مدلوليّتها إلى الوثاقات الّتي ربطوا بها يدَيّ السّيّد على العمود وقت الجَلْد (يوحنّا  12:18).

البطرشيل

أُعطي للبطرشيل معانٍ كثيرة. يقول القدّيس سمعان التّسالونيكي: ”عنق البطرشيل يرمز إلى المسيح، بينما الطّرفان المتدلّيان إلى الأسفل فيشيران إلى النّفوس الّتي عهدها الله إلى الأسقف. فالبطرشيل يكشف أنّ الأسقف هو تحت الرّأس، الّذي هو المسيح، وأنّه يجدر به إتمام الخِدَم كخادم...“. وعند جرمانوس يرمز إلى نير المسيح الّذي يجب أن يحمله الأسقف، فالقِسم اليمينيّ يرمز إلى القصبة الّتي وُضعت في يمين المسيح، أمّا الجهة اليسرى فترمز للصّليب الموضوع على كتف المسيح الأيسر. أمّا القسم السّفليّ، أي الشّراشيب، فترمز إلى النّفوس المؤمنة في قطيع المسيح، والّتي يُعتبر الأسقف مسؤولًا عنها. وعند ارتدائه يقول: ”تبارك الله الّذي يسكب نعمته على رؤساء كهنته مثل الطّيب النّازل على اللّحية، لحية هارون، النّازل على طرف ثوبه".

الزّنّار

يرمز إلى قوّة الله الّتي تعضد الأسقف في القدّاس الإلهيّ، أيضًا إلى الطّهارة أو العفّة الّتي يجب على الأسقف أن يتحلّى بها.

الحِجْر

 في اللّغة اليونانيّة ”إبيغوناتيون“، كلمة مركّبة من ”إبي“ بمعنى ”على“ و ”غوني“ وتعني ”الرّكبة“، وهذا يُشير إلى موضعه. فالحِجْر عبارة عن قطعة قماش مربّعة(losange)  ومزخرفة يعلّقها الأسقف على الجانب الأيمن بواسطة خيط يتدلّى حتّى الرّكبة. ويرمز الحِجْر إلى سيف الرّوح، وذلك بين القرنين الرّابع عشر والخامس عشر، وهو يصف انتصار المسيح على الموت بقيامته واهبًا البشر الخلاص. وهو رمز لسلطان الحلّ والربط.

السّاكوس

يرمز إلى البِرّ الإلهيّ، البرّ الّذي أتى من الله وأُعطي للبشر، إنّه بمعنى آخَر رمز للمسيح.

هكذا يُشبه السَّاكوس ثوب الأرجوان الّذي ألبسوه للسّيّد، بحسب ديمتروفسكي، ينحدر الإسم من الكلمة العبريّة ”ساك“ وتعني لباس التّوبة والتّواضع. أمّا أجراس السّاكوس القديم فتُشبه أجراس ثوب هارون، وترمز إلى عمل الأسقف الرّعائيّ والتّعليميّ.

(يتبع)

انقر هنا لتحميل الملف