Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 22 كانون الثّاني 2023

العدد 4

الأحد (15) من لوقا (زكّا)

اللّحن 7- الإيوثينا 10

أعياد الأسبوع: *22: الرَّسول تيموثاوس، الشَّهيد أنسطاسيوس الفارسيّ *23: إكليمنضوس أسقف أنقرة، الشَّهيد أغاثنغلوس *24: البارّة كساني وخادمتها، الشَّهيد في الكهنة بابيلا الأنطاكيّ ورفقته *25: القدّيس غريغوريوس الثّيولوغوس رئيس أساقفة القسطنطينيّة *26: البارّ كسانفوندس مع زوجته ماريّا وولداه أركاديوس ويوحنّا *27: نقل جسد القدِّيس يوحنّا الذّهبيّ الفم، القدِّيسة ماركيانيس *28: البارّ أفرام السّريانيّ، البارّ بلاديوس.

الكلمة الإفتتاحيّة

الإيمان ومُعايَنَة الله 

لقد واجهتْ الكنيسة في تاريخها الطَّويل مسألة الإيمان المُعاش "بالرُّوح والحَقّ"، والإيمان المُكتفي بحدود العقل. العقل عطيّة من الله، ليساعدنا في معرفة كلّ ما يختصّ بهذا العالم المخلوق، بهذه الخليقة، الَّتي كلّ ما فيها يشهد على حكمة الله ووجود الله وعنايته وعظمته. فالعقل، بهذه المعرفة المجرَّدة، يمكنه أن يعرف أشياء عن وجود الله، أمّا معرفة الله الحَيَّة والمباشرة فهي أمرٌ آخَر كلِّيًّا، أمرٌ يُسلّم فيه العقل ذاته للإيمان. بالإيمان فقط يستطيع الإنسان أن يمتدّ إلى ما يفوق قدرات حواسّه المحدودة، أي يقدر بالإيمان أن يمتدّ، بطريقةٍ غير مَحدُودَة، نحو لا محدوديّةِ الله وسُموّه الفائق على كلِّ إدراكٍ مخلوق.

إنَّ معاينة الله والاتّحاد به هي غاية كلّ حياتنا على الأرض. لكنَّ العقل بطبيعته المخلوقة هو محدود، فلا يستطيع أن يُعاين الله غير المَحدود. في المسيحيّة، منذ التَّجسُّد وإلى اليوم، الله هو الَّذي يكشف ذاته للإنسان، بطريقة حَيَّة مباشَرة لا بنَواميس ووصايا وقناعات عقليّة. لهذا، فإنَّ خبرة الإيمان الحقيقيّة تتحقّق في القلب الدَّاخليّ لا بالعقل. فالقلب الَّذي يؤمن يعيش بشكلٍ حَيّ حضور الله في داخله، في لقاءٍ حَيّ، ولا يحتاج بعدها إلى أيّة براهين لإثبات حقيقة وجوده.

إنَّ خبرة الإيمان ومُعاينة الله، كما عرّف عنها المسيح، تتحقّق ببلوغِ نقاوة القلب. ونموّ الإنسان في نقاوة القلب يحتاج إلى حياة تقوى حقيقيّة. فالتَّقوى هي السُّلَّم الَّذي عليه يرتقي الإيمان نحو خبرة معرفة الله، في ذلك القلب الَّذي تنقّى بفعل الجهاد الرُّوحيّ والصَّوْم والصَّلاة وكثرة التَّواضع. يقول القدّيس غريغوريوس بالاماس، "كلُّ وصيّةٍ إلهيّةٍ وكلّ شرعة مقدَّسة تنتهي حسب الآباء بنقاوة القلب". هذه النَّقاوة يقتنيها القلب "بحفظ الوصايا والانقطاع للصَّلاة النَّقِيَّة واللّاماديّة". هذه هي الوسائل لاقتناء النِّعمَة ولِكَمال الإيمان.

إنَّ غَرَق الإنسان المعاصر أكثر فأكثر في العقلانيّة، أي الاكتفاء بما يقبله العقل ورفض كلّ خبرة تتجاوز قدرته على استيعابها، جعله عاجزًا عن بلوغ أيّة معرفة حَيَّة لله؛ لا لأنّ العقل سيّء، إنَّما لأنَّه أظلم بكثرة معرفة الشَّرّ المُتنامي في العالم، ومن هجمات أفكار الشِّرّير. لم يعد العقل قادرًا أن يفهم عقائد الإيمان، حول الله والخلق من العدم، الفداء والموت والحياة، وهدف التَّجارب وآلام هذا الدَّهر؛ لهذا يحتاج بدون توقّف إلى الإيمان والتَّسليم الكامل لمشيئة الله. مَنْ اكتفى فقط بالبحث العقليّ ليعرف الله، يُسَمّيه القدّيس غريغوريوس اللَّاهوتيّ إنسان "أرضيّ"، يصل بسهولة إلى الإلحاد وإنكار الإيمان.

ولأنَّ الإنسان مخلوق على صورة الله ومثاله فهو يستطيع أنْ يُعايِن الله. أي لأنَّه على صورة الله، يملك في داخله القدرة، وهو مخلوق، أن يعاين الإله غير المخلوق. لكن بعد السُّقوط وتشوّه الصورة فقد الإنسان هذه الإمكانيّة، لهذا تجسّد "الكلمة" الإلهيّ حتّى تتنقَّى ثانيةً صورة الله في الإنسان. إنَّ الصُّورة النَّقِيَّة تعني استعادة إمكانيَّة تحقيق مثال الله ونقاوة القلب.

لا يستطيع الإنسان أن يصل إلى نقاوة القلب خارج عن الكنيسة. الكنيسة هي الَّتي تقودنا إلى نقاوة القلب هذه، لأنَّ هذه النَّقاوة هي في النّهاية عمل الرُّوح القدس فينا. فالإنسان هو كائنٌ مسبِّح لله؛ لهذا تُشدِّد الأرثوذكسيّة على اللِّيتورجيا الإلهيّة. وكلُّ ما وضعته الكنيسة لإتمام هذه الأسرار وكلّ الخِدَم الأخرى، هو ليساعدنا على تحقيق هذه النَّقاوة. كلُّها هدفها أن ترفع ذهن الإنسان ونفسه إلى السَّماويّات. اللِّيتورجيا الإلهيّة هي المصنع الَّذي يُحوّل كلَّ معرفتنا العقليّة المُجَرَّدة إلى خبرة حياة إلهيّة. إنَّه لَمُستَحيل بلوغ نقاوة القلب مِنْ دون نقاوة الإيمان، لهذا حاربت الكنيسة بشدّة الهرطقات، لأنّها جميعها أتت نتيجة الاستناد على منطق العقل فقط، وعلى ازدراء حياة النُّسْك واللَّاهوى ونقاوة القلب. لذا فالإيمان المُستقيم هو الَّذي يأتينا بالنِّعْمِة الَّتي من دُونها لا أحد يُعاين الله.

إنَّ الذِّهن النَّقيّ أو القلب النَّقيّ هو الَّذي يسود على الأفكار ولا تسود عليه الأفكار وتستعبده للأهواء والخطيئة. لذلك فالقلب الَّذي تنقّى يستطيع أن يتجاوز ليس فقط طبيعته المخلوقة، إنَّما يعبر أيضًا فوق هذا الزَّمن المَخلوق، لِيَقْرَأ، بِذِهْنٍ مُسْتَنير، العلامات والأزمنة المُزْمعة أنْ تأتي على هذا العالم.

في النِّهاية، يرى الله قلب الإنسان الَّذي تنقَّى وهو يكشف نفسه له في الوقت المناسب. وهنا جهاد المسيحيّ الحقيقيّ ليس كي يُعايِن الله في هذه الحياة، إنَّما لِيَتوب، مُعْتَبرًا نفسه غير مستحق حتّى لهذه الحياة الحاضرة. إنّه يحسب خطاياه لا انجازاته. والله الَّذي يرى كثرة تواضع النَّفس يكشف نفسه لها، إذا كان هذا الكشف يزيد النَّفس توبة ولا يوقعها في تعظيم ذاتها.

ختامًا يمكننا أن نقول أنَّ المَسيحيّة هي طريقة حياة بحسب الحقيقة، وليست نظامًا فلسفيًّا أو معرفة عقليّة مجرّدة. هكذا نفهم لماذا كتابُ أعمال الرُّسُل يُسَمّي المسيحيّةَ بـ "الطّريق".

طروباريّة القيامة(باللَّحن السّابع)

حطمْتَ بِصَليبِكَ المَوت. وفتحتَ للِّصِّ الفِرْدَوس. وحوَّلتَ نَوْحَ حامِلاتِ الطّيب. وأمَرْتَ رُسلَكَ أن يَكرزِوا. بأنَّكَ قد قُمتَ أَيُّها المسيحُ الإله. مانِحًا العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة الرّسول تيموثاوس (اللّحن الرّابع)

لمَّا تعلّمتَ الصّالحات، واستيقظتَ في جميع الأحوال، لابسًا النِّيّة الصّالحة كما يليق بالكهنوت، تلقَّنْتَ من الإناء المُصْطَفى الأسرارَ الغامِضَة الوَصف، وإذ أنَّك حفظتَ الإيمان أتْمَمْتَ السَّعي القويم، أيُّها الرَّسول تيموثاوس، فتشفَّع إلى المسيح الإلـــه أنْ يخَلِّص نفوسنا.

قنداق دخول السّيّد إلى الهيكل (باللَّحن الأوّل)

يا مَنْ بمَوْلدكَ أيُّها المسيحُ الإله، للمُستَوْدَعِ البَتوليّ قدَّسْتَ. ولِيَدَيّْ سمعانَ كما لاقَ بارَكْتَ. ولنا الآن أدركتَ وخلَّصْتَ. احفَظ رعيَّتَكَ بسلامٍ في الحروب وأيِّد المؤمنين الّذين أحببتَهُم، بما أنَّكَ وحدَكَ مُحبٌّ للبَشَر.

الرّسالة(1 تيمو 4: 9– 15)

الرَّبُّ يُعطي قوَّةً لشَعبِه

قدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله

يا إخوة، صادقةٌ هي الكلمةُ وجديرةٌ بكُلِّ قبُولٍ. فإنّنا لهذا نتعَبُ ونُعيَّر، لأننّا أَلْقَينا رجاءَنا على اللهِ الحَيّ، الَّذي هو مُخلِّصُ النّاسِ أجمعين، ولا سِيَّما المؤمنين. فَوَصِّ بهذا وعلّمِ به. لا يَسْتَهِنْ أَحَدٌ بِفُتُوَّتِك، بَل كُنْ مِثالًا للمؤمنينَ في الكلامِ والتّصرُّفِ والمحبَّةِ والإيمان والعَفاف. واظِبْ على القراءةِ إلى حينِ قُدُومي، وعلى الوعظِ والتّعليم، ولا تُهمِلِ الموهبَةَ الّتي فيك، الّتي أُوتِيتَها بِنُبُوَّةٍ بِوَضْعِ أيدي الكهنة. تأمَّل في ذلك وكُنْ عليهِ عاكِفًا، لِيَكونَ تقدُّمُكَ ظاهرًا في كلِّ شيء.

الإنجيل(لو 19: 1– 10)

في ذلك الزَّمان، فيما يَسُوعُ مُجتازٌ في أريحا، إذا بِرَجُلٍ اسمُهُ زكّا كان رئيسًا على العشّارينَ وكان غنيًّا، وكان يلتمسُ أن يرى يسوعَ مَن هُوَ، فلم يكن يستطيع من الجمع، لأنّه كان قصيرَ القامة. فتقدّمَ مُسرِعًا وصعدَ إلى جُمَّيزَةٍ لِيَنظُرَه، لأنّه كان مُزمِعًا أن يجتازَ بها. فلمّا انتهى يسوعُ إلى الموضع، رفعَ طَرْفَهُ فَرآه، فقال: يا زكّا أسرِعِ انزِل، فاليوم ينبغي لي أن أمكُثَ في بيتِك. فأسرعَ ونَزَلَ وقَبِلَهُ فَرِحًا. فلمّا رأى الجميعُ ذلك تذمَّرُوا قائلين إنّه دخلَ لِيَحُلَّ عند رَجُلٍ خاطئ. فوقف زكّا وقال ليسوع: هاءنذا يا ربُّ أُعطي المساكينَ نصفَ أموالي، وإن كنتُ قد غَبَنْتُ أحدًا في شيءٍ أردُّ أربعةَ أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاصُ لهذا البيت، لأنّه هو أيضًا ابنُ إبراهيم، لأنّ ابنَ البشرِ إنّما أتى لِيَطلُبَ وَيُخَلِّصَ ما قد هَلَك.

حول الإنجيل

إنجيل اليوم المعروف بإنجيل زكّا العَشَّار، مُفْعَم بالتَّعاليم الرُّوحيّة الَّتي يحتاجها كلّ مؤمنٍ في جهاده الرُّوحيّ الحقيقيّ، لكي يقتني في داخله الرُّوح القدس، ولكي يتلمس الملكوت السَّماويّ في حياته. إنَّه بحَقٍّ إنجيلُ شوقِ الإنسان إلى الانعتاق من سجن الخطيئة وارتكاضه نحو الله، وإنجيل تنازلِ الله غير المدْرَك نحو الإنسان لينتشله من عتمة الخطيئة.

سنذكر في هذا المقال خبرتين روحيَّتَيْن نحتاجهما في سَعْيِنا الرُّوحيّ. أوَّلًا، مِنَ الواضح أنّ ما يراه الله يختلف كثيرًا عمّا يراه النّاس. زكّا كان في نظر اليهود إنسانًا خاطئًا، وبالتَّالي مَعزول من المجتمع، فيما هو في نظر الله إنسانٌ يستحقّ أنْ يمكث الله في بيته. مرض الإدانة الخبيث طاغٍ على البشر في كلّ الازمنة. نريد أنْ نأخذ دور الله في محاكمة البشر. لقد حذَّرنا الرَّبُّ يسوع من خطر هذا المرض إذْ قال: "لا تَدينوا كي لا تُدانوا" (متّى ١:٧). وعندما أدان اليهود الرَّبَّ يسوع لأنَّه شفى في يومِ السَّبت، قال لهم: "لا تحكموا بحسب الظَّاهر بل احكموا حُكمًا عادلًا" (يوحنّا ٢٤:٧). ولكن مَنْ مِنَّا يعرف ما في داخل القلوب حتّى يستطيع أنْ يحكم حُكمًا عادلًا؟ الله وحده فاحِصُ الكِلَى والقُلوب (رؤ ٢٣:٢)، لذلك فالدَّينونة له وحده، وعلينا أن نترك دينونة الآخَرين وننشغل بمُسامَحَة ومُعاضدة بعضنا البعض لكي يرحمنا الله.

خبرة ثانية تُعْوِزُنا وهي خبرة التَّوبة. تبدأ التَّوبة بِرَفْضِ الإنسان لِوَاقعه المَريض. بعدها يبدأ رحلة العودة والبحث عن الله. زكّا رفض الاستمرار في السَّرِقَة ونهب النَّاس، عندها انطلق باحثًا عَنِ الله. ولكنَّ المُعَوِّقات تنتصب أمامه فجأةً: لقد كان قصير القامة! كلُّنا قصيرو القامة في الرُّوح، ولكن إذا كان دافعنا إلى التَّوبة صادِقًا، فلا يقف ذلك حائلًا دون أن نلتقي الله. صعد زكّا إلى جمّيزةٍ، عندها بادر الله سريعًا نحوه بالقول: انزل سأمْكُثُ اليوم في بيتك. إنصاف المظلومين وردّ الأموال أتى نتيجةً لتوبته وليس العكس. الله ينتظر توبة كلِّ واحدٍ فينا...، أن نعود إليه. فلنقتبل هذا السَّعي ونحاول تخطّي العَقَبات، عندها يُوافينا مُريدًا أنْ يسكن في قلوبنا بروحه القُدُّوس، آمين.

المال والكنيسة

إنَّ الدَّرْب الَّتي يدُلُّنا إليها يسوع هي درب الخدمة، ولكن غالبًا ما نَرى أشخاصًا في الكنيسة يبحثون عن السُّلطة والمال والتَّباهي، يَنبغي على المَسيحيِّين أنْ يَتَغلَّبوا على التَّجربة الدُّنيويَّة الَّتي تقسم الكنيسة. كما حذّر الرّبّ من الأشخاص الوصوليّين المستعدِّين لتَدْمير الآخَرين في سبيل الوصول إلى مراكز عالية. يسوع يتكلَّم لغة التَّواضُع والموت والفِداء، والرُّسل يتكلَّمون لغة الوصوليّين مُتسائلين: "مَن الَّذي سيصل إلى أعلى المراكز؟"، فإنّ تجربة التَّلاميذ هي التَّفكير بالأمور الدُّنيويَّة،  حيث يتباحثون في مَن هو الأكبر. بينما يُعَلِّمُهم يسوع أنَّ "أوَّل القَوْم هو آخِرُهم وخادِمهم"، مؤكِّدًا أنّ "الخدمة هي القاعدة الأساسيّة للمضيّ قُدُمًا، فالأكبر هو الَّذي يخدم أكثر، والَّذي يكون في خدمة الآخَرين وليس الَّذي يتباهى ويسعى إلى السُّلطة والمال، وهذا ما حدث مع الرُّسُل، وهي قصّة تتكرَّر يوميًّا في الكنيسة وفي كلّ الجماعات والرَّعايا، إنَّها رغبة الوصول والحصول على "السُّلطة". التَّباهي والسُّلطة، هذه هي الرَّغبة الدُّنيويّة بأنْ يكون المَرء صاحب سلطة، وبأنْ يُخدَم، ولكي يصل إلى ما يريده لا يتوانى عن فِعْلِ أيِّ شيء فيَغتاب ويثرثر ويلطّخ سمعة الآخَرين. الغيرة والحسد يسيران أيضًا على هذه الدَّرب عَيْنِها ويُدمِّران. وهذا الأمر نعرفه جميعًا، وهو ما يحصل في جميع مؤسَّسات الكنيسة: في الرَّعايا وحتّى في الأبرشيّات. إنّها رغبة روح العالم، "روح الغنى والتَّباهي". يسوع يعلّمنا أنّ درب الحياة المسيحيّة هو الخدمة والتَّواضع. جميعنا نتعرّض لهذه التَّجارب، ونحن مُعَرَّضون لِنُدَمِّر الآخَر في سبيل الصُّعود والوصول إلى مراكز أعلى. إنّها تجربة دنيويّة تقسم الكنيسة وتدمّرها، وهي ليست من روح يسوع. كم هو جميل أن نتخيّل المشهد: التَّلاميذ الَّذين يتباحثون في مَن هو الأكبر بينهم فيما يسوع يعلّمهم جميع هذه الأمور. سيُساعدنا أن نفكّر في المرَّات العديدة الَّتي رأينا فيها هذه الأمور في الكنيسة وفي المرَّات الَّتي تصرَّفنا فيها نحن بدورنا على هذا النَّحو وأن نطلب مِنَ الرَّبّ أن ينوّرنا لنفهم أنَّ محبّة الأمور الدُّنيويّة وروح العالم هما عدوَا الله.

أقوال للشّيخ أفرام أريزونا

+ الله يُريد أن يَرى في الإنسان نيَّةً صالحةً وغصبًا، على حسبِ القدرة، وعندما يضع نيَّته أمام الله بتواضعٍ، عندها يتكفَّل اللهُ باكمال عمله الصّالح.

+ إذا لم ينظر الله بِعَيْنِ الرَّأفةِ لا يتمُّ أيُّ تغيُّرٍ نفسيٍّ، مهما فعل الإنسان من تحضيراتٍ مُسبقة.

+ أرجو لكم أن تَذوبوا كالشَّمعٍ في عبادةِ يسوع المسيح، وأنْ تَفيضَ أعمالَكم بالطِّيبِ كالبَّخّورِ الصَّاعدِ أمام الله.

+ لِتَكُن الصَّلاةُ في نفسنا وقلبنا كالمِقوَد، كقوَّةِ الأمان لليقظة والانتباه.

+ ليَكُن عندكم إيمانٌ راسخٌ بالله، وطاعةٌ لآبائكُم ومُرشديكُم الرُّوحيّين، وستشملكم صلواتهم عجائبيًّا.

+ ما مِن فرحٍ عالَميّ يبقى من دونِ تقلقل. الفرح الآتي من الله نقيٌّ وواضحٌ. الأمجاد والأموال، كُلُّها كاذبة. كلُّ هذه يضعها الموت في مكانها المناسب.

+ بدون النَّقاء لا يُرى الله ولا يظهر. إذا لم يتنقَّ القلبُ لا يمكنه أن يرى الله. الله محبَّة. تاليًا، النَّاقص في المحبَّة الصَّافية والرُّوحيَّة، لا يستطيع أن يعرف الله.

أنقر هنا لتحميل الملفّ