Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 19 أيّار 2019

العدد 20

الأحد (3) بعد الفصح (المُخلَّع)

اللّحن 3- الإيوثينا 5

أعياد الأسبوع: *19: الشَّهيد باتريكيوس أسقف برصة ورفقته *20:  نقل عظام القدِّيس نيقولاوس، ليديا بائعة الأرجوان، الشُّهداء ثلالاوس ورفقته  *21: قسطنطين وهيلانة المُعادلَي الرُّسل *22: انتصاف الخمسين، الشَّهيد باسيليسكوس *23: ميخائيل المُعترف، مريم لكلاوبّا حاملة الطِّيب، سوسنّا، الشَّهيدة ماركياني *24: البارّ سمعان الَّذي في الجبل العجيب *25:  وجود هامة السَّابق ثالثًا.

كلمة الراعي

أَتُرِيدُ أَنْ تَبْرَأَ؟

هذا هو سؤال الرَّبّ يسوع المسيح الدّائم للإنسان. هذا هو السُؤال الّذي يجب أن يوجّهه الإنسان إلى ذاته. هذا هو السّؤال الّذي نوجّهه إلى عالمنا اليوم والإنسان المُعاصِر.

الحياة الرُّوحيّة، أي الحياة بمُقتضى وصيّة المسيح بنعمة الرُّوح القدس ليست تحصيلًا حاصلًا عند ”المؤمن“. الحياة الرّوحيّة هي صليب طاعة الوصيّة الإنجيليّة بقوّة المسيح. إنّها صدق مع النّفس بإزاء الحقّ الإلهيّ. هي إجابة صريحة على سؤال الرَّبّ يسوع: ”أَتُحِبُّنِي أَكْثَرَ مِنْ هؤُلاَءِ؟“ (إنجيل يوحنّا 21: 15). من يكون شفَّافًا مع نفسه بالإجابة على هذا السّؤال الأخير هو الَّذي يطلب البرء والشّفاء من قيود نفسه وقلبه وذهنه وجسده والعالم.

*          *          *

عدوّ الإنسان الأوّل ذاته. وقَيْدُ الإنسان الجوهريّ هو أنانيّته. يريد كلّ شيء بحسب مشيئته ونظرته هو. لا يقبل أن يسمع ما للآخَرين مِنْ رأي. إذا خالفْتَهُ رفَضَكَ وإذا وافقته ”أحبَّك“، بمعياره، أي اقتناكَ لنفسه بإرضائكَ له. لا يرى فيك إلّا ما يُشبِع فيه أهواءه، وإذا لم تُعطِه مراده يَمُجُّكَ. لا يقبل أن تأخذ منه ما أو من يعتبره خاصّته. لا بل لا يقبل منك أن تتغيَّر في تعاطيك معه لأنّه يريدك له كما هو يرغب أي مُستهلكًا لوجودك وليس في تناضح المحبَّة بإخلاء الذّات للتساكن الواحد في الآخَر بنعمة تصوُّر المسيح فيكما ...

من هنا سؤال الرَّبّ الوجوديّ والكيانيّ لنا، لكلّ واحد منّا: ”أتريد أن تَبرَأ؟“.

*          *          *

مُخلّع بيت حسدا كان له ثمان وثلاثون سنة ملقًى قرب البركة الّتي ينزل الملاك فيها ويحرِّك الماء فيُشفَى أوّل من ينزل فيه. على حدّ قول المخلَّع: ”ليس لي إنسانٌ متى حُرِّك الماء يُلقِيني في البركة، بل بينما أكون آتِيًا ينـزل قَبْلِي آخَر“. لم يستطع هذا المخلّع أن يربح إنسانًا واحدًا له مدّة ثمان وثلاثين سنة من تواجده في نفس المكان ومن تواجد الكثيرين من الأشخاص نفسهم في هذا المكان في كلّ هذه المدّة من الزّمن الّتي قضاها مشلوحًا هناك منتظرًا الرّحمة! ... هذا يطرح سؤالًا كبيرًا حول حقيقة هذا المخلَّع وعلاقته بالآخَرين. ضعفه بدل أن يزيده تواضعًا وتخلِّيًا عن تمسُّكه بأناه وحرارةً في إيمانه وطلبه لرحمة الله زاده، بالعكس، انغلاقًا على ذاته واستكبارًا ورغبة في استعباد الآخَرين له ممّا أدّى به إلى هروب الجميع منه، فلم يعُد قادرًا أن يجد إنسانًا ليتحنّن عليه.

*          *          *

”أتريد أن تبرأ؟“... الإنسان المعاصر يُرَبَّى بواسطة وسائل الاعلام والتواصل والاعلانات على تمكين الأنانية، لا بل في بيته أيضًا وفي مدرسته حيث لم يعد للتأديب من دور في التربية، ما يؤدّي إلى غياب مفهوم الصح والغلط والحقّ والباطل، يصير المقياس رضى الإنسان نفسه بحسب أهوائه أي تنحلّ البنية المؤسسة على المبادئ لتُستَبدَل بتلك المبنيّة على عبوديّة الأنا ولذّتها ...

*          *          *

لا خلاص للبشريّة ولا شفاء ولا صحة كيانيّة إلّا بالإيمان بالرب يسوع المسيح الّذي جدَّد الإنسان بالموت والقيامة، ومنح البشر العُتْقَ والتّحرُّر من قيود الأنا ببذله ذاته عن كلّ الوجود المخلوق ليعيد للبشرية والخليقة جمعاء وجودها الحقّاني والأصليّ ويوصلها إلى كمالها.

لا يبرأ الإنسان ما لم يُحرّره حبُّ المسيح. من يحب المسيح لا يخونه، كما فعل مخلَّع بركة بيت حسدا بل يكون أمينًا له في طاعة كلمته مهما كلّفه الأمر لأنّه يعرف أن حياته قبل قبوله للكلمة كانت وجودًا في الحقد والمرارة والحسد والعجز والعبوديّة، أمّا بكلمة المسيح فصارت حقيقة واقعيّة ممتدّة في الأبديّة منذ الآن بالمسامحة والفرح والحبّ والقوّة والحريّة ...

ومن أراد أن يبرأ فليستسلم لمشيئة المسيح ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثالث)

لِتفرحِ السَّماوِيَّات. ولتَبتَهِجِ الأرضِيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعِدهِ. ووَطِئَ المَوْتَ بالمَوْت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

قنداق  الفصح (باللَّحن   الثّامن)

وَلَئِنْ كُنْتَ نَزَلْتَ إلى قبرٍ يا مَن لا يموت، إِلَّا أَنَّكَ دَرَسْتَ قُوَّةَ الجحيم، وقُمْتَ غالِبًا أَيُّها المسيحُ الإله، وللنِّسوَةِ حامِلاتِ الطِّيبِ قُلْتَ افْرَحْنَ، ولِرُسُلِكَ وَهَبْتَ السَّلام، يا مانِحَ الواقِعِينَ القِيَام.

الرّسالة   (أع 9: 32– 42)

رتِّلُوا لإِلهِنا رتِّلُوا

يا جميعَ الأُممِ صَفِّقُوا بالأيادِي

في تلكَ الأيَّامِ، فيما كانَ بُطُرسُ يَطوفُ في جَميع الأماكِنِ، نَزَل أيضًا إلى القدِّيسينَ السَّاكِنينَ في لُدَّة، فوَجَدَ هناكَ إنسانًا اسمهُ أَيْنِيَاسَ مُضَطجِعًا على سريرٍ مِنذُ ثماني سِنينَ وهُوَ مُخلَّع. فقالَ لهُ بطرُسُ: يا أينِياسَ يشفِيكَ يسوعُ المسيحُ. قُمْ وافتَرِشْ لنفسِك. فقام لِلوقت. ورآه جميعُ السَّاكِنين في لُدَّة وسارُونَ فَرَجَعوا إلى الرَّبّ. وكانت في يافا تِلميذَةٌ اسمُها طابيِتَا الَّذي تفسيرُهُ ظَبْيَة. وكانت هذه مُمتَلِئةً أعمالًا صَالحةً وصَدقاتٍ كانت تعمَلُها. فحدَثَ في تِلكَ الأيّامِ أنَّها مَرِضَتْ وماتَتْ. فَغَسَلُوها ووضَعُوها في العِلِّيَّة. وإذ كانت لُدَّةُ بقُربِ يافا، وسَمعَ التَّلاميذُ أنَّ بطرُس فيها، أَرسَلُوا إليهِ رَجُلَيْن يسألانِهِ أنْ لا يُبطِئَ عن القُدُوم إليهم. فقام بطرُسُ وأتى مَعَهُمَا. فَلمَّا وَصَلَ صَعدوا بهِ إلى العِلِّيَّة. ووقَفَ لديِه جميعُ الأرامِلِ يَبْكِينَ ويُرِينَهُ أَقْمِطَةً وثِيابًا كانت تَصنَعُها ظَبيَةُ معَهَنَّ. فأخرَجَ بُطرُسُ الجميعَ خارِجًا، وجَثَا على رُكبَتَيْهِ وصَلَّى. ثمَّ التَفَتَ إلى الجَسَدِ وقالَ: يا طابيتا قُومي. فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. ولـمَّا أَبْصَرَتْ بُطرُسَ جَلَسَتْ، فناوَلَهَا يَدَهُ وأنهضَها. ثم دعا القدِّيسيِنَ والأرامِلَ وأقامَها لَديهمِ حيَّةً. فشاعَ هذا الخبرُ في يافا كلِّها. فآمَنَ كَثيرون بالرَّبّ.

 الإنجيل  (يو 5: 1– 15)

في ذلك الزَّمان، صَعِدَ يسوعُ إلى أورشليم. وإنَّ في أورشليم عند باب الغَنَمِ بِرْكَةً تُسَمَّى بالعبرانيّة ”بيتَ حِسْدَا“ لها خمسةُ أَرْوِقَة، كان مُضطجعًا فيها جمهورٌ كثيرٌ من المَرضى من عُمْيَانٍ وعُرْجٍ ويابِسِي الأعضاء ينتظرون تحريكَ الماء، لأنَّ ملاكًا كان يَنْـزِلُ أَوَّلًا في البِرْكَة ويحرِّكُ الماء، والَّذي كان ينـزِلُ أوَّلًا من بعد تحريك الماء كان يَبْرَأُ من أَيِّ مرضٍ اعتَرَاه. وكان هناك إنسانٌ به مرض منذ ثمانٍ وثلاثين سنة. هذا إذ رآه يسوع ملقًى وعلم أنَّ له زمانًا كثيرًا قال له: أتريد أن تبرأ؟ فأجابه المريض: يا سيِّدُ ليس لي إنسانٌ متى حُرِّك الماء يُلقِيني في البركة، بل بينما أكون آتِيًا ينـزل قَبْلِي آخَر. فقال له يسوع: قُمْ احْمِلْ سريرَك وامْشِ. فللوقت بَرِئَ الرَجُلُ وحمل سريرَه ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ. فقال اليهودُ للَّذي شُفِيَ: إنَّه سبتٌ، فلا يحلُّ لكَ أن تحمل السَّرير. فأجابهم: إنّ الَّذي أَبْرَأَنِي هو قال لي: احْمِلْ سريرَك وامشِ. فسـألوه: من هو الإنسان الَّذي قال لكَ احملْ سريرَك وامشِ؟ أمّا الَّذي شُفِيَ فلم يكن يعلم مَن هو، لأنَّ يسوعَ اعتزل إذ كان في الموضع جمعٌ. وبعد ذلك وَجَدَهُ يسوع في الهيكل فقال له: ها قد عُوفِيتَ فلا تَعُدْ تُخْطِئ لِئَلَّا يُصِيبَكَ شرٌّ أعظم. فذهب ذلك الإنسانُ وأخبرَ اليهودَ أنَّ يسوع هو الَّذي أَبْرَأَهُ.

حول  الإنجيل

قال الرَّبُّ يسوعُ للمُخلَّع: "ها قد عُوفِيتَ فلا تَعُدْ تُخطِئُ لِئَلّا يُصيبَكَ أَشَرُّ". رُبَّ سائلٍ: ما هو الأشرّ؟! رجل قضى ثمانِيًا وثلاثين سنةً طريح الفراش، وفوق ذلك يرى طوال هذه السِّنين الأعجوبة تحصل أمام عينيه ولكن لغيره. أهناك أشرُّ من هذا؟

إنسان اليوم هو نفسه كإنسان الأمس والغد... ينظر إلى المرض الجسديّ وكأنّه الشَّرّ الأعظم. هذا الجسد الفاني أُريده معافًى مدى الأيّام، وهذه الرُّوح الخالدة لا بأس بما هي عليه ولا ضرورة لأيّ اهتمام بها. عمل صالحٌ أحيانًا والْتِفاتَةٌ من وقت لآخر إلى فقير  يكفي هذه الرّوح.

يسوع، إلهُنا، وهو الإنسان الكامل أيضًا، لم يفكّر مثلنا؛ ( لأنّه شابهنا بكلّ شيء ما عدا الخطيئة)، فقد أشفق على المرضى واهتمَّ بهم وبآلامهم، ولكنَّ الأهمَّ عنده كان الحصول على الخلاص الأبديّ: "اذهب ولا تعُد للخطيئة"، قالها الرَّبّ في إنجيل اليوم وفي أماكن أخرى كثيرة.

هذا الإنسان، ربّما بسبب فرحه بأنّه صار كأيّ إنسانٍ آخَرْ طبيعيّ، يرغب بالسّلوك بحسب أهوائِهِ وشهوته بِمُتَعِ الحياة الَّتي حُرم منها، وبالتّالي أن يسير في طريق الخطيئة، لذا نَبَّهَهُ يسوع.

تنبيه الرَّبّ له كان للسّامعين أيضًا، لتلاميذه ولليهود الموجودين في الهيكل. يسوع كان يكلّم إنسانًا لِكي يستفيدَ السّامِعُونَ ويَتَّعِظُوا (ونحن من هؤلاءِ السّامعِين).

لقد أراد ربُّنا مِن هذا الرّجل أن يَعلَمَ أنَّ الشَّلَلَ قد فارقَ جسدَهُ، ولكنّ في نفْسِهِ شَلَلًا أخطرَ وأشَدَّ فَتْكًا، لأنّه يقودُ إلى الهلاك؛ إلى العذاب الأبديّ.

إنسان اليوم يفتّش عن كلّ شيء فيه راحة جسديّة، متناسيًا أنَّ الرُّوح هي الَّتي تحتاج إلى الرَّاحة. أو بِكلامٍ آخر، يَظُنُّون أنَّ الألم الجسديّ، العذاب، التَّعب، كلّ هذه الأمور فيها انعكاس على الرُّوح فتتعذّب.

القدّيسون فكّروا عكس ذلك، مُتناسين الجسد واحتياجاته، لأنّهم اعتبروها تُبعد الرُّوح عن الوصول إلى الله. من هنا نرى النسّاك وآباء البرّية والرُّهبانَ كُلّهم ما وصلوا إلى القداسة إلّا عبر اهتمامهم بالرُّوح واحتياجاتها، وأمور الجسد بما يتوافق مع الرُّوح.

وقفة تأمّل، يا إخوة، بهذا الكلام، تأمُّلٍ حقيقيّ، عميق، تجعلُنا نَصِلُ جميعًا إلى نتيجةٍ واحدة تقول: "تعال أيّها الرَّبُّ يسوع واسكن أنت في داخل نفسي، أنرني، وطهِّرني لكي أتصرّف بحسب مرضاتك". آمين.

(من نشرة الكرمة– الأحد 11 أيّار 2014)

بعض في عقيدة الثّالوث (2)

 

عقيدة الثّالوث القُدُّوس ليست من اختراع المَسيحيّين، بل هي إعلانٌ إلهيّ كَشَفها لنا الله في ابنه المتجسِّد حين تمَّم ما جاء عنه في الكتب، ونستقرؤها مِنْ خلال الكتاب المُقَدَّس بِعَهْدَيْه القَديم والجَديد. هذه العَقيدة هي وديعة إيمان تسلّمتها الكنيسة بالتّقليد المُقَدَّس منذ عصر الرُّسُل وما بعده .

في العهد القديم نجد على سبيل المِثَال لا الحصر  مثلًا: "بكلمة الرَّبّ صُنِعَتْ السَّماوات وبنسمة فيه كلّ جنودها" (مزمور 6:33). فالكلمة هو الأقنوم الثّاني الابن يسوع المسيح "في البَدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله وكان الله الكلمة" (يوحنّا 1:1)، والرَّبّ هو الأقنوم الأوّل الآب، وتعبير "نسمة فيه" تشير للأقنوم الثّالث الرُّوح القُدُس أي روح الله "المُنبَثِق مِنَ الآب" (يوحنّا 26:15). الأقانيم الثّلاثة يعملون معًا. فالله (الآب) يأمر، والله (الابن) يخلق، والله (الرّوح القُدُس) هو الّذي يُتَمِّم. وأيضًا نسمع في العهد القديم :"تقدّموا إليّ (الابن). اسمعوا هذا لم أتكلّم مِنَ البَدء في الخفاء. منذ وجوده أنا هناك والآن السَّيِّد الرَّبّ (الآب) أرسلني وروحه القُدُّوس (الرُّوح القُدُس) (إشعيا 16:48).  وفي العهد الجديد نسمع أيضًا على سبيل المِثال لا الحصر: "اذهبوا وتَلْمِذوا جميع الأُمَم وعَمِّدوهم باسم الآب والابن والرُّوح القُدُس" (متّى 19:28). ويَردُّ القدّيس باسيليوس الكبير على مُنكري ألوهيّة الرُّوح القُدُس مُستشهدًا بهذه الآية، فيقول: "أولئك الّذين يفصلون الرُّوح القُدُس عن الآب والابن ويحسبونه من ضمن المخلوقات يجعلون المعموديّة ناقصة وكذلك ينقضون دستور الإيمان. فبالطّبع الثّالوث القُدُّوس لا يظلّ ثالوثًا إذا نُزع منه الرُّوح القُدُس".

انقر هنا لتحميل الملف