Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ١٤ تمّوز ۲٠١٩

العدد ۲٨

الأحد (٤) بعد العنصرة- أحد آباء المجمع المَسكونيّ الرّابع

اللّحن ٣- الإيوثينا ٤

أعياد الأسبوع: *14: الرَّسول أكيلَّا، نيقوديموس الآثوسيّ، يوسف رئيس أساقفة تسالونيك *15: الشَّهيدان كيريكس وأمه يوليطة *16: الشَّهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته *17: القدِّيسة الشَّهيدة مارينا *18: الشَّهيد إميليانوس، البارّ بمفو *19: البارّة مكرينا أخت باسيليوس الكبير، البارّ ذِيُّس *20:  النَّبي إيلياس التَّسبيتي.

كلمة الرّاعي 

أن نتَّخذ بعضنا بعضًا في المسيح

"ما لم يُتَّخَذْ لا يَخْلُص" هكذا علّم القدّيس غريغوريوس اللّاهوتيّ وكلّ آباء الكنيسة الأرثوذكسيّة وآباء المجمع المسكونيّ الرّابع الّذين نُعَيِّد لهم في هذا الأحد المُبارَك.

عُقِدَ مَجمَع خلقيدونية سنة 451 م. في هذه المدينة الّتي تقع في القسم الشّرقيّ من تركيّا الحاليّة. سبب انعقاد المَجمع تعليم أوطيخا أنّ طَبيعَتَيْ المسيح الإلهيّة والإنسانيّة صارَتا بعد التّجسُّد طبيعة واحدة مُستَنِدًا في ذلك إلى قَوْلِ القدّيس كيرلُّس الإسكندريّ: "الطّبيعة الواحدة المُتجسِّدَة للإله الكلمة". لم يَعترِف أوطيخا سوى بطبيعة واحدة بعد التّجسُّد مُعتقدًا بأنّ اللّاهوت قد امتصّ النّاسوت الّذي ذابَ في اللّاهوت كما تذوب نقطة عسل عندما تسقط في مُحيط من الماء.

استعمل القدّيس كيرلُّس لفظ "طبيعة" (physis باليونانيّة) بمعنى الأقنوم الواحد، إذ علّم أنّ يسوع هو "طبيعة واحدة" مُكوّنة من عنصرين، عنصر إلهيّ وعنصر إنسانيّ، أي إنّ يسوع هو "كائن فرد"، "شخص واحد"، إله وإنسان معًا.

في أنطاكيَة والقسطنطينيّة، كان لفظ "طبيعة" يعني الخصائص الّتي تحدّد الكائنات وتُميّزها عن بعضها البعض. هكذا، تتميّز الطّبيعة الإلهيّة عن الطّبيعة الإنسانيّة بالأزليّة والقدرة اللّامتناهية من جهة، والخلق من العدم من جهة أخرى. وهذا ما يُقصد بلفظ "طبيعة" إلى اليوم، أنّ الخصائص والميّزات الّتي يتمتّع بها أيّ كائن هي الّتي تحدّد طبيعته.

*          *          *

حدَّد مجمع خلقيدونية الإيمان المسيحيّ القويم، بما يختصّ بأقنوم الكلمة المُتجسِّد، كالتّالي: "إنّ المسيح هو نفسه تامّ في الألوهة وتامّ في البشريّة، إله حقّ وإنسان حقّ. إنّه مساوٍ للآب في الألوهة ومساوٍ لنا في البشريّة، شبيه بنا في كلّ شيء ما خلا الخطيئة. قبل كلّ الدُّهور وُلد من الآب بحسب الألوهة، وفي الأيّام الأخيرة هو نفسه، لأجلنا ولأجل خلاصنا، وُلد من مريم العذراء والدة الإله، بحسب البشريّة. واحدٌ هو، وهو نفسه المسيح، ابن الله، الربّ، الذي يجب الاعتراف به في طبيعتين متّحدتين دون اختلاط ولا تحوّل ولا انقسام ولا انفصال. وهو لم ينقسم ولم ينفصل إلى شخصين، بل واحدٌ هو، وهو نفسه الابن الوحيد، الإله الكلمة، الرَّبّ يسوع المسيح".

هكذا حمل يسوع بشريّتنا ونقّاها بموته عن خطايانا جاعلًا إيّاها غالبة للموت بالقيامة ورافعًا إيّاها إلى يمين الله ومُتْحِدًا إيّاها به في روحه القدُّوس. لقد اتّخذ الرَّبّ يسوع المسيح كلّ ما لنا ليهبنا كلّ ما له. اتَّخذنا ليعلّمنا أن يتّخذ بعضنا البعض بالمحبّة الّتي من لَدُنِهِ بروحه القُدُّوس، لأنّنا به صرنا واحدًا فيه، في جسده، في الكنيسة. لا يصير الإنسان مَسيحيًّا ما لم يتشبّه بالرَّبِّ يسوع المسيح، أي ما لم يحبّ حتّى المُنتهى بإخلاء ذاته (راجع فيليبّي 5)، لأنّ الله لا يعمل فينا ما لم نُفسح له المجال بتخلّينا عن تمسُّكِنا بعبادة ذواتِنا. أن نتَّخذ الآخر لا يَعني أن نقبله فقط، بل أن يكون خلاصه هاجسنا ودأبنا ...

هذه هي المسيحيّة والحياة بالرُّوح في المسيح الَّذي اتّخذنا في إنسانيّته لنتّخذ بعضنا بعضًا في جسده بروحه القُدُّوس ...

مَن استطاع أن يقبل فليقبل! ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّالث)

لِتفرحِ السَّماوِيَّات. ولتَبتَهِجِ الأرضِيَّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعِدهِ. ووَطِئَ المَوْتَ بالمَوْت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروبارية الآباء (باللَّحن الثّامن)

 أنتَ أيّها المَسيحُ إلهنا الفائق التّسبيح، يا مَن أسّستَ آباءَنا القدّيسين على الأرض كواكب لامعة، وبهم هَدَيتنا جميعًا إلى الإيمان الحقيقيّ، يا جزيل الرّحمة المجد لك.

القنداق (باللَّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرّسالة (تي 3: 8– 15)

إِفْرَحوا ايُّها الصِّدِّيقون بالرَّبِّ وابتَهِجُوا

طوبى للَّذينُ غُفِرَتْ آثامُهُم

يا ولدي تيطُسُ صادِقَةٌ هي الكَلِمَةُ وإِيَّاهَا أُريدُ أنْ تُقَرِّرَ حتَّى يهتَمَّ الَّذين آمَنُوا باللهِ في القِيَام بالأعمالِ الحَسَنَة. فهذه هي الأعمالُ الحَسَنَةُ والنَّافِعَة. أمَّا المُباحَثات الهذَيانِيَّةُ والأَنْسَابُ والخُصوُمَاتُ والمُمَاحَكَاتُ النَّامُوسِيَّة فاجْتَنِبْهَا. فإنَّها غَيرُ نافِعَةٍ وباطِلَةٌ. ورَجُلُ البِدْعَةِ بعدَ الإنذارِ مرَّةً وأُخْرَى أَعْرِضْ عنهُ، عالِمًا أنَّ مَن هو كذلك قدِ ٱعْتَسَفَ وهُوَ في الخطيئةِ يَقْضِي بِنَفْسِهِ على نَفْسِهِ. ومتَى أَرْسَلْتُ إليكَ أَرْتمِاسَ أو تِيخِيكُوسَ فبادِرْ أن تَأْتِيَنِي إلى نيكُوبُّولِس لأنِّي قد عَزَمْتُ أن أُشَتِّيَ هناك. أمَّا زِينَاسُ معلِّمُ النَّاموسِ وأَبُلُّوسُ فٱجْتَهِدْ في تشيِيعِهِمَا مُتَأَهِّبَيْن لِئَلَّا يُعْوِزَهُمَا شيءٌ، وَلْيَتَعَلَّمْ ذَوُونَا أن يقومُوا بالأعمالِ الصَّالِحَةِ للحاجاتِ الضَّرورِيَّة حتَّى لا يكونُوا غيرَ مُثْمِرِين. يُسَلِّمُ عليكَ جميعُ الَّذين معي، سَلِّمْ على الَّذين يُحِبُّونَنَا في الإيمان. النِّعْمَةُ معكُم أجمَعِين. آمين.

الإنجيل (مت 5: 14– 19)

قالَ الرَّبُّ لتلاميذِه: أنتُم نورُ العالَم. لا يمكِنُ أن تَخْفَى مدينةٌ واقِعَةٌ على جبلٍ، ولا يُوقَدُ سِرَاجٌ ويُوضَعُ تحتَ ٱلمِكْيَالِ لكِنْ على ٱلمَنَارَةِ ليُضِيءَ لجميعِ الَّذين في البيت. هكذا فليُضِئْ نورُكُم قُدَّام النَّاس لِيَرَوْا أعمالَكُمُ الصَّالِحَةَ ويُمَجِّدُوا أباكُمُ ٱلَّذي في السَّماوات. لا تَظُنُّوا أَنِّي أَتَيْتُ لأَحُلَّ النَّامُوسَ والأنبياءَ، إِنِّي لم آتِ لأَحُلَّ لكِنْ لأُتَمِّمَ. اَلْحَقَّ أَقُولُ لكم إنَّهُ إلى أن تَزُولَ السَّمَاءُ والأرضُ لا يَزُولُ حَرْفٌ واحِدٌ أو نُقْطَةٌ واحِدَةٌ من النَّاموسِ حتَّى يَتِمَّ الكُلُّ. فكُلُّ مَن يَحُلُّ واحِدَةً من هذه الوصايا الصِّغَارِ ويُعَلّمُ النَّاسَ هكذا، فإنَّهُ يُدْعَى صغِيرًا في ملكُوتِ السَّماوات. وأمَّا ٱلَّذي يَعْمَلُ ويُعَلِّمُ فهذا يُدْعَى عظِيمًا في مَلَكُوتِ السَّمَاوَات.

حول الإنجيل

"الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِلَى أَنْ تَزُولَ السَّمَاءُ وَالأَرْضُ لاَ يَزُولُ حَرْفٌ وَاحِدٌ أَوْ نُقْطَةٌ وَاحِدَةٌ مِنَ النَّامُوسِ حَتَّى يَكُونَ الْكُلُّ. فَمَنْ نَقَضَ إِحْدَى هذِهِ الْوَصَايَا الصُّغْرَى وَعَلَّمَ النَّاسَ هكَذَا، يُدْعَى أَصْغَرَ فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ. وَأَمَّا مَنْ عَمِلَ وَعَلَّمَ، فَهذَا يُدْعَى عَظِيمًا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ" (متى 5: 18 -19). هكذا ينتهي إنجيل هذا الأحد، فلماذا التّشديد من الرَّبِّ يسوع على الوصايا وضرورة عدم تحريفها حتّى الصّغرى منها؟

انعقد المجمع المسكونيّ الرّابع عام 451 م. ليبحث في مسألة لاهوتيّة هامّة، هل الرَّبّ يسوع لديه طبيعة واحدة أم طبيعتين؟ من نادى بالطّبيعة الواحدة كان السّريان والأقباط، وتبعهم فيما بعد الأرمن، أمّا الكنيسة أجمع آنذاك قالت بالطّبيعتَيْن في الرَّبِّ يسوع؛ أي شخص المسيح لديه طبيعة إلهيّة كاملة مُتساوية مع طبيعة الآب وطبيعة الرّوح القدس، وطبيعة إنسانيّة كاملة مُتساوية مع البشر. هذه الطّبيعة البشريّة وُجدت مع تجسّد الرَّبِّ يسوع. وهذا ما أكَّدَ عليه آباء المجمع المسكونيّ الرّابع وذلك استنادًا إلى الكتاب المُقَدَّس وتَعاليم وخبرة الكنيسة.

هنا قد يتساءل البعض، هل كان مِنَ الضَّروريّ أن تتشدَّد الكنيسة في هذه المسألة اللّاهوتيّة وتُسَبِّب انشقاق بعض الجماعات عنها؟

طبعًا، ليس نقصًا في المَحَبَّة تجاه الآخر، ولكن حِفاظًا على تعاليم الرَّبِّ الخلاصيّة. لأنّ الخَلَل في العقائد، يؤدّي إلى خلل في الإيمان، والخَلَل في الإيمان يؤدّي إلى خَلَلٍ في طريقة العَيش. كيف؟

إذا أخذنا مثلًا بسيطًا، "شريعة حمورابي" الّتي تقول: "العين بالعين والسِّنّ بالسِّنّ". هذا يَعني أنّ كلّ الّذين يتبعون هذا الإيمان يَحْيَون بحسب هذه الشّريعة، وكلّ ما يفعلونه مُبَرَّر بِشَريعَتهم هذه. فلا لوم عليهم إن قام أحدهم بأذيّتِهِم فَرَدُّوا عليه بالمِثل لأنّ شَريعتهم هكذا تفرض.

إذًا البشر أجمع يَحْيَون وِفقًا لعَقائد متنوّعة، يَتَعاطَوْن مع بعضهم البعض بحسب ما تمليه عليهم. أمّا عقيدتنا الأرثوذكسيّة فقد كشفها لنا الرَّبّ من خلال حياته وخبرة الكنيسة فيما بعد.  وعليه، استشهد الآباء القدِّيسون دفاعًا عن العقيدة. فنحن لا يجب أن نُضحّي بالعقيدة مُراعاةً لشعور الآخر، إنّما يجب أن نُحافظ على العقيدة نقيّة كما تسلَّمناها، ونحبّ الآخر ونظهر له الإيمان الحقيقيّ من خلال طريقة حياتنا.

التّرتيل ودوره في الكنيسة

كثيرًا ما يُثير موضوع التّرتيل في الكنيسة جدلًا في أوساط بعض المُرتّلين، فالسّؤال المَطروح اليوم ما مدى أهميّة التّرتيل في كنيستنا؟ هل يُمكن أن يُستعاد عنه بشيءٍ آخر يخدم الجيل الجديد والتّطوّر التّكنولوجيّ؟ كما أنّ مسألة مشاركة الجماعة ووجود آلة موسيقيّة هي قضايا مُثارَة اليوم في كنائسنا لمنح العبادة اللّيتورجيّة الحياة والحيويّة؟ لهذا لا بدّ من أن نسلّط الضّوء على بعض النّقاط الكتابيّة والأبائيّة في هذا الخصوص.

نرى النّبيّ داود يحثّنا على ذلك "رنّموا لله يا أبراره"، والمغبوط أغوسطينوس  من رتَّلَ صلّى مَرّتَيْن!  ويُضيف القدّيس باسيليوس الكبير قائلًا: "بمقدور المسيحيّين بقلوب طاهرة وجميع الأبرار، أي المؤمنين بالله، أن يرتّلوا لله، فقد ضبطوا إيقاعاتهم الرُّوحيّة على نحوٍ مُوافِق… فنقّوا قلوبكم لتحملوا ثمارًا روحيّة، حتّى إذا صرتم أبرارًا تقدرون ساعتها أن ترتّلوا لله بحكمةٍ وفَهم". بإمكاننا أن نمجّد الله بلا انقطاع كما يقول الذّهبيّ الفم: "النّفس عازف، فنانٌ بارع، أمّا الجسد فآلة عزف، بمثابة قيثارة … والله إذ يقصد أن يعّلمك وجوب تسبيحه على الدّوام ومباركته، وحد بشكلٍ دائم الآلة العازف". لذلك في الكنيسة الأرثوذكسيّة لا تُستخدم آلات موسيقيّة. كلّ مؤمنٍ هو آلة إلهيّة الصّنع. فإذا حافظ العازِف (أي النّفس) على الآلة طاهرة، عندها تكون جاهزة ومناسبة لتمجيد الله، لأنّ التّسبيح الشّريف يولد من التّقوى، يغذّيه الضّمير الصّالح، ويقتبّله الله في السّماوات."

التّرتيل "هو إحدى الطّرق الّتي نتحدّث بها إلى الرَّبّ في صلواتنا. التّرتيل يُساعدنا خاصّة في الجهاد الّذي نخوضه لنتحدّث إلى الرَّبِّ"، "ما مِن أمرٍ آخَر يرفع النّفس، يمنحها أجنحة، يُعتِقُها مِنَ الأرضيّات، يُحرِّرُها من رباطات الجسد ويجعلها تعيش روحيًّا وتطرح الهموم المَعيشيّة جانبًا مثل أنغام مُنسجِمَة وتسبيحٍ إلهيٍّ ذي إيقاع … المزامير الرّوحيّة عظيمة الفائدة، كثيرة الجنى، وفيض من التّقديس، فيصير التّرنيم أساسًا للحياة الرّوحيّة. فكلمات التّرانيم تطهّر النّفس من جهة، والرّوح القدس يهب بسرعة ويفتقدها  من جهة أخرى". "و من يُرتّل بطهارة، على نحو ما يقول القدّيس يوحنّا، يُجدِّد نفسه ويصبح هيكلًا للرّوح القدس".

لا يكفي النّفس الّتي ترتل في سعيها لجذب نعمة الرُّوح القُدُس، أن ترنّم وفق القواعد الموسيقيّة، بل يجدر بها أيضًا أن تكون مُتوافِقَة مع التّسابيح الملائكيّة. الذّهبيّ الفم يُشَدِّد فيما يتعلّق بالتّرتيل الكنسيّ فيقول: "ليس خطيئة على الإطلاق أنّ شيخًا أو شابًّا أو ناشز الصّوت لا يفقه شيئًا البتّة من التّرنيم والإيقاع. فما نطلبه هنا هو صحو النَّفس ذهنٌ لا يتعس، قلبٌ منسحق، وفكرٌ طاهر وضميرٌ نقي".

نحن نعتقد بأنّ التّرتيل هو أصلًا من أعمال الملائكة، لذا ما نرجوه هو أن يكون ترتيلنا ملائكيًّا. إنّ ما يجعل التّرتيل ملائكيًّا ليس الألحان ولا جودة الصّوت، بل هو ذلك العيش للرّهبة الملازمة لموضوع التّرتيل. الفرق بين النّشوة من الموسيقى والرّهبة في العبادة كبير. لو كان الهدف من التّرتيل هو دفع المُصلّين نحو تلك النّشوة لما كان هناك أيّ مانع من استعمال الآلات الموسيقيّة. التّرتيل عمل يبدأ من النُّوس ويخرج من الفم بمشاركة القلب، لكنّه لا يبدأ من القلب كي لا يستحيل مجرَّد أداء عاطفيّ يُحرِّكُ المَشاعِر لكنّه لا يُثير التّقوى. إنّ ترتيلًا لا يُحرِّك إلّا العَواطف وهم مؤدّيه الأوّل هو الألحان والأصوات هو ترتيلٌ دهريّ قد ينتج عنه تجارب. في أوائل الزَّمَن المَسيحيّ كان الكُلُّ يرتّلون. وقد يكون حسنًا أن نبدأ العمل على استعادة التّرتيل المُشتَرَك الجماعيّ. هذا كلام قد يُثير حفيظة بعض قادة الجوقات والمرتّلين المُنفردين. لكن، رعائيًّا، أن يكون عندك رعيّة مُصلّيَة وصوت سيّء هو أفضل بكثير من رعيّة متفرِّجَة وصوت جميل. الأمر الأكثر إلحاحًا هو تقديس المُشاركين في الصّلاة. صحيح أنّ التّرتيل الجيّد يرفع نفس الإنسان لكنّ المُشاركة تثبّتها في المكان الّذي ترتفع إليه. الإنسان المشارك يتذوّق حلاوة العبادة فتُحفَظ نفسه من تجارب هذا الدَّهر.

أخبار

ببركة ورعاية صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصّوري) الجزيل الاحترام،

تُقيم مدرسة المَغبوط الأب اسحق الآثوسيّ للموسيقى البيزنطيّة في أبرشيّة زحلة وبعلبك وتوابعهما للرّوم الأرثوذكس

دورة مُكثّفة لتعليم أصول الموسيقى والتّرتيل البيزنطيّ لكلّ المُستويات.

الزَّمان: من 22 تمّوز الجاري لغاية 27 منه، بدءًا من السّاعة الثّامنة والنّصف صباحًا ولغاية السّادسة مساءً.

المكان: كنيسة سيّدة الزّلزلة العجائبيّة- زحلة.

للمزيد من المعلومات وللتّسجيل الرّجاء الاتّصال على الأرقام التّالية:

03/321248- 76/489329

ملاحظة: كلفة الدّورة للشّخص الواحد 50$.

انقر هنا لتحميل الملف