Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 12 تمّوز 2020      

العدد 28

الأحد (5) بعد العنصرة

اللّحن 4- الإيوثينا 5

أعياد الأسبوع: *12: القدّيس باييسيوس الآثوسيّ، الشَّهيدان بروكلس وإيلاريوس، فيرونيكي نازفة الدَّم *13:  تذكار جامع لجبرائيل رئيس الملائكة، استفانوس السّابويّ، الشَّهيدة مريم، البارَّة سارة *14: الرَّسول أكيلَّا، نيقوديموس الآثوسيّ، يوسف رئيس أساقفة تسالونيك *15: الشَّهيدان كيريكس وأمُّه يوليطة *16: الشَّهيد في الكهنة أثينوجانس ورفقته *17: القدِّيسة الشَّهيدة مارينا *18: الشَّهيد إميليانوس، البارّ بمفو.

كلمة الرّاعي

الخلاصُ ببِرِّ الإيمان

”بالقلبِ يُؤْمَنُ للبِرِّ وبالفَمِ يُعتَرَفُ للخلاص“

(رومية 10: 10)

الإيمان لا ينافي المنطق ولكنّه لا يخضع للمنطق أيضًا. الإيمان لا يُدرَك بالعقل مع أنّه يُتعاطى بواسطة العقل أيضًا. هذه مستويات أولى بدائيّة في النّظرة إلى الإيمان.

”يا بنيّ أعطني قلبك، ولتُلاحِظ عيناك طرقي“ (أمثال 23: 26). هنا ندخل في صلب الإيمان، أي في القلب، في أعماق كيان الإنسان، في عرش القلب أي الذّهن (Νούς)، حيث يختبر الإنسان عيش كلمة الله في هذه المواجهة بين كلمته وكلمة العليّ ومشيئته ومشيئة الباري... بواسطة القلب يعرف الإنسانُ اللهَ معرفة حقَّانيَّة في سرّ النّعمة، ”لأنّ الإيمان ليس للجميع“ (2 تسالونيكي 3: 2)، كون صانع الشّرّ لا إيمان له... لأنّ ”من لا يحبّ لم يعرف الله، لأنّ الله محبّة“ (1 يوحنا 4: 8).

*          *          *

غاية البِرّ الّذي في النّاموس كانت التّحضير لمجيء المسيح، وغاية البرّ الّذي في المسيح هو الحياة الأبديّة. برّ النّاموس، أي أعمال النّاموس، أي تطبيق فرائض الشّريعة غايتها، جميعًا، تهيئة شعب الله لقبول حضور المسيح بالجسد من البتول. لذلك، حين يأتي المسيح يكتمل النّاموس ويبدأ عهد النّعمة الّتي بالإيمان وزمن الإيمان الَّذي بالنّعمة كعطيّة مجانيّة من الله للّذين يقبلون يسوع المسيح ابنًا لله ومخلِّصًا لهم من الخطيئة والموت.

برّ العهد القديم أحكام وشرائع ملهمة من الله لاقتياد الإنسان إلى التّوقّف عن صنع الشّرّ وضرورة صنع الخير كرفض للشّرّ وطلب لطاعة الله. التّأديب والعقاب من صلب الشّريعة القديمة لأنّه لا حدود لخطيئة البشريّة ما لم تُقمَع بالقوّة. الخوف من العقاب كان جزءًا أساسيًّا من برّ الشّريعة، كما الرّغبة بالثّواب كان دافعًا لطاعة النّاموس: ”أنظر. أنا واضع أمامكم اليوم بركة ولعنة: البركة إذا سمعتم لوصايا الرّبّ إلهكم (...) واللّعنة إذا لم تسمعوا لوصايا الرّبّ إلهكم ...“ (تثنية 11: 27—28). البشر، اليوم، لم يتغيَّروا كثيرًا في نظرتهم لله عن مفهوم الثّواب والعقاب، إذ من لم يختبر فعل النّعمة الإلهيّة في حياته لا يستطيع أن يعترف بفرح الخلاص، لأنّ النّاموس لا يخلِّص بل يكشف الخطيئة ”لأنّه بأعمال النّاموس كلّ ذي جسدٍ لا يتبرّر أمامه. لأن بالنّاموس معرفة الخطيئة“ (رومية 3: 20).

*          *          * 

أيّها الأحبّاء، بيسوع المسيح أُكمِل النّاموس وخُتِم عليه للّذين آمنوا بابن الله المتجسّد، إذ لم يعودوا تحت سلطانه لأنّ البِرّ الّذي بالإيمان بالمخلِّص قد حضر، وهذا بِرّ النّعمة الإلهيّة المنسكبة على الإنسان بالرّوح القدس المُجَدِّد طبيعة البشر عبر إِتْحَادِها بالله في جسد المسيح.

يحيا الإنسان في القلب حرب الإيمان الّذي بالنّعمة مع ناموس الخطيئة الّذي في جسده. ”الجسد“ يطلب برّ الشّريعة لأنّه شرّير وساقِط، ظنًّا منه أنّه قادر على الاحتيال على النّاموس، فيسقط في دوّامة الموت بدينونة الضّمير أمام الله. أمّا ”الرّوح“ فيطلب برّ الإيمان الّذي بالمسيح يسوع، أي التّوبة الّتي تُدخلنا في خبرة الموت والقيامة عبر الغلبة في القلب على محبَّة الذّات ببذلها طاعة للمسيح حبًّا به...

إذا لم يعرف الإنسان بعقله ويقتنع في قلبه أن لا خلاص له بشريعة وناموس، وإذا لم يفهم أنّه عدم لولا مشيئة الرّبّ، وإذا لم يُدرك أنّه لا شيء بدون الإله وقد حصل على كلّ شيء، بالمسيح يسوع ابن الله المتجسّد، نعمةً وحبًّا مجَّانيًّا فلن يستطيع أن يؤمن بقلبه ويعترف بلسانه بعطيّة الله ولن يتذوّق خبرة ملكوت الله الآن ولعلّه يسير في الطّريق المؤدّي إلى الموت الأبديّ...

”رنّموا للرّبّ، باركوا اسمه، بشّروا من يوم إلى يوم بخلاص (إلهنا)“ (مزمور 96: 2). هذه هي ثمرة برّ الإيمان، أي الاعتراف بيسوع المسيح مخلصًا.

ومن له اذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الرّابع) 

إنَّ تلميذاتِ الرَّبّ تعلَّمنَ مِنَ المَلاكِ الكَرْزَ بالقيامةِ البَهج. وطَرَحنَ القَضاءَ الجَدِّيَّ. وخاطبنَ الرُّسلَ مُفتَخِراتٍ وقائِلات. سُبيَ المَوتُ وقامَ المَسيحُ الإله. ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة القدّيس باييسيوس الآثوسيّ (باللَّحن الخامس)

لأبينا باييسيوس هيّا نُعلي المديح، مَن استبانَ نموذجًا حَيًّا للمُجاهدين وهو ختمٌ للرّهبان وكمالَهم مملوءٌ محبّةً كالنّسر يحلّق بالرّوح ويدفق بالإنعام وهو شفيعٌ للنّاس حارٌّ ومستجيبُهم بسرعةٍ.

القنداق (باللَّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرّسالة (غل 5: 22- 26، 6: 1-2)

وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ فَرَحٌ سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ، وَدَاعَةٌ تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ. وَلكِنَّ الَّذِينَ هُمْ لِلْمَسِيحِ قَدْ صَلَبُوا الْجَسَدَ مَعَ الأَهْوَاءِ وَالشَّهَوَاتِ. إِنْ كُنَّا نَعِيشُ بِالرُّوحِ، فَلْنَسْلُكْ أَيْضًا بِحَسَبِ الرُّوحِ. لاَ نَكُنْ مُعْجِبِينَ نُغَاضِبُ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَنَحْسِدُ بَعْضُنَا بَعْضًا. أَيُّهَا الإِخْوَةُ، إِنِ انْسَبَقَ إِنْسَانٌ فَأُخِذَ فِي زَلَّةٍ مَا، فَأَصْلِحُوا أَنْتُمُ الرُّوحَانِيِّينَ مِثْلَ هذَا بِرُوحِ الْوَدَاعَةِ، نَاظِرًا إِلَى نَفْسِكَ لِئَلاَّ تُجَرَّبَ أَنْتَ أَيْضًا. اِحْمِلُوا بَعْضُكُمْ أَثْقَالَ بَعْضٍ، وَهكَذَا تَمِّمُوا نَامُوسَ الْمَسِيحِ. 

 الإنجيل (متّى  8: 34،28– 9: 1) (متى 5)) في ذلك الزّمان، لمَّا أتى يسوعُ إلى كورةِ الجُرْجُسِيِّينَ، استقْبَلَهُ مجنونانِ خارجانِ مِنَ القبْورِ شَرِسانِ جدًّا، حتّى إنَّهُ لم يكنْ أحدٌ يقدِرُ على أن يجتازَ من تلكَ الطّريق. فصاحا قائلَينِ: ما لنا ولك يا يسوعُ ابنَ الله؟ أجئتَ إلى ههنا قبل الزَّمانِ لِتُعذِّبَنا؟ وكان بعيدًا منهم قطيعُ خنازيرَ كثيرةٍ ترعى، فأخذ الشّياطينُ يطلبون إليه قائلينَ: إنْ كنتَ تُخرجنا فَأْذَنْ لنا أن نذهَبَ إلى قطيعِ الخنازير. فقال لهم: اذهبوا، فخرجوا وذهبوا إلى قطيع الخنازير. فإذا بالقطيعِ كلِّه قد وثبَ عَنِ الجُرْفِ إلى البحرِ ومات في المياه. أمَّا الرُّعاةُ فهربُوا ومضَوا إلى المدينةِ وأخبروا بكلّ شيءٍ وبأمرِ المجنونَينِ، فخرجَتِ المدينةُ كلُّها للقاءِ يسوعَ. ولمَّا رأَوهُ طلبوا إليهِ أن يتحوَّلَ عن تخومِهم. فدخل السفينةَ واجتازَ وأتى إلى مدينتهِ.

حول الإنجيل

ما هي الغاية من حضور يسوع في حياتنا؟ وكيف نقابل نحن هذا الحضور؟ في إنجيل اليوم وصف لوضع البشريّة من دون يسوع. فهذان المجنونان اللّذان يُعانيان من عذابات لا قياس لها. ورغم تدخُّل النّاس والأقارب والمحبّين للتّخفيف من نتائج هذه الحالة باستخدام وسائل بشريّة، عبر محاولات تقييدهما بسلاسل للكَفِّ من عذابهما من جهة، والكَفِّ من خطرهما على غيرهما، من جهةٍ أخرى، تأتي نتيجة هذه المحاولات الفشل... فالإنسان البعيد عن الله لا يؤذي نفسه وحسب بل كلّ من يحيط به.

عندما انتفى كلّ رجاءٍ أرضيٍّ في خلاصهما وخلاص العالم منهما، وعندما أصبح موتهما هو الحلُّ بالنّسبة للعالم، فقد حاولوا إبعادهما بعيدًا عن المدينة عَلَّهُم ينعمون بالسّلام بدونهما. يأتي رَدُّ الشّيطان أقوى فيخلّصهما من الموت، طبعًا ليس حبًّا بهما، بل للزيادة من عذابهما وعذاب من يحيط بهما. هذه هي حالتنا بدون الرَّبّ يسوع، نتعذّب ونتألّم ونتمنّى الموت ولا نحصل عليه. أليس هذا هو وضع البشريّة اليوم، الّتي تَئِنّ وتتألّم خوفًا من المجهول وما ينتظرنا. ولكن فجأةً يحضر الرَّبّ يسوع، له المجد، فترتعد الشّياطين من هذا الحضور ويطلبون الرّحيل ويترجّونه أن لا يعذّبهم قبل يوم الدّينونة. فهم يعرفون ما ينتظرهم من عذاب في اليوم الأخير. ولكنّهم قبل ذلك اليوم هم يسيدون على من هم بعيدين عن المسيح. إنّ قُرب المسيح يعذّبهم، كما أنّ قرب النّور يبدّد الظّلام. ولكن يا للمفارقة ... فكيف كانت ردّة فعل الأقارب وأهل بلدته من موقف يسوع المحِبّ؟ "طلبوا منه أن ينصرف عن تخومهم"!! هذا هو موقف الإنسان القاسي والمتصلّب القلب والّذي يفرح بالإثم والشّرّ. "أحبّ النّاس الظّلمة أكثر من النّور، لأنّ أعمالهم كانت شرّيرة"، هذا هو موقفنا في بعض الأحيان عندما نصرّ على خطايانا.

إنّ حضور يسوع في حياتنا يجلب لنا السّلام والطّمأنينة وخاصّةً في هذه الأيّام العصيبة، ولكنّ حضور الله يُحتِّم علينا السّير بمقتضى هذا الحضور الإلهيّ، ليس من خلطةٍ للنّور مع الظّلام. إن كنّا نبتغي حضور الله في حياتنا علينا أن نرفض كلّ ما هو شرّ أو شبه شرّ، "اجتهدوا من أن تدخلوا من الباب الضّيّق". نحن بحاجة اليوم أكثر من أيّ وقتٍ لأناسٍ يحبّون الصّلاة والصّوم والأعمال الصّالحة ليستريح الله فيهم وننعم بالسّلام الّذي يترجّاه كلّ العالم، آمين.

مخافة الله

نسمع في العهد القديم أنّ "رأس الحكمة مخافة الله" (سيراخ ١٦:١). هذه المخافة فضيلة روحيّة عالية ولازمة كرادعٍ يُبعد المؤمنين عن ارتكاب المَعاصي والخطايا والآثام. فبالحماقة الخطيئة وبالحكمة وطاعة الوصيّة النّقاوة والقداسة. وفي العهد الجديد آية تُلاقي هذه الآية السّابقة "وإن كنتم تدعون أبًا الّذي يحكم بغير محاباة حسب عمل كلِّ واحدٍ، فسيروا زمان غربتكم بخوف" (١ بطرس ١:١٧). حيث يعتبر الرّسول أنّ السّبيل الحقيقيّ للعيش بالتّقوى والقداسة في هذه الحياة الزّمنيّة الأرضيّة هو مخافة الرَّبّ وحفظ وصاياه "طوبى للرَّجل المُتَّقي الرَّبّ المسرور  جدًّا بوصاياه" (مزمور ١:١١١). مخافة الله لا تعني خوف الله والرُّعبِ منه إنّما مهابة الله والشّعور بأنّه دائمًا حاضر معنا يُراقبُنا ويسمعنا ويسجّل أمامه في سفر تذكرة أعمال كلّ منّا ويقول لكلّ واحدٍ ما دون في سفر الرّؤيا: "أنا عارف أعمالك". ونسمع الحكيم سليمان يقول في سفر الأمثال: "مخافة الرَّبّ رأس المعرفة، أمّا الجاهلون فيحتقرون الحكمة والأدب". أن تكون عندك مخافة الرَّبّ معناها أن تكون مُدركًا مقدار كراهية الرَّبّ للخطيئة لأنّها خاطئة جدًّا. مخافة الله تعني أن تهاب الله لدرجة أن يؤثّر ذلك على الطّريقة الّتي تحيا بموجبها. وهذا يحتّم عليك بالتّأكيد طاعته واحترامه والخضوع لمشيئته. والكتاب المُقدّس يزخر بالآيات المعزّية والمُفرِحة لكلّ من يسعى أن يحيا ويعيش مخافة الله في زمن غربته على هذه الأرض ومنها: "ملاك الرَّبّ حالّ حول خائفيه وينجّيهم" (مزمور ٩:٣٤) - "من هو الإنسان الخائف الرَّبّ؟ يعلّمه طريقًا يختاره" (مزمور١٢:٢٥) - "لأنّ خلاصه قريب من خائفيه ليسكن المجد في أرضنا" (مزمور ٩:٨٥).

مِن أقوال الآباء القدّيسين

+ من هو الإنسان الذّكيّ؟ إنَّ كلمة "ذكيّ" ليست هي بالمعنى الّذي يفهمه العالم، أي أنْ يجيب الواحد مُفحِمًا الآخَرين، أو أنْ يعمل عملًا أفضل من الآخرين. الإنسان الذّكيّ، هو ذاك الّذي في كلّ صعوبةٍ تواجهه، لا يفقد صوابَه، لا ييأس، بل يلتجئ إلى المسيح الّذي هو في داخله، ويجد طرقًا جميلةً وسهلةً لكي يتجاوزها، بدون أنْ تؤثّر فيه أو تُسبِّب له أيّ خلَلٍ داخليّ. (القدّيس بورفيريوس الرّائي) 

+ إنَّ أصلَ الإدانةِ هو عدمُ المحبّة، لأنّ المحبّةَ تُغَطّي كُلَّ عيب. أمّا القدّيسونُ فإنّهم لا يَدينُونَ الأخ، لكنّهم يتألّمون معه كَعُضوٍ منهم، ويُشفِقونَ عليه ويَعضُدُونَه، ويتحايلون في سبيلِ خلاصِه، حتّى ينتشلوه كالصّيّادِينَ الّذين يُرخُونَ الحبلَ للسَّمكةِ قليلًا حتّى لا تخرق الشّبكة وتضيع، فإذا توقّفت ثورةُ حركتِها حينئذٍ يجرّونها قليلًا قليلًا. هكذا يفعلُ القدّيسون، فإنّهم بِطُولِ الرّوحِ، والمحبّة، يجتذبون الأخ السّاقطَ حتّى يُقيموه. (من كتاب بستان الرُّهبان)

+ لا تَسمح لذاتِكَ بأن تدينَ أحدًا، لأنَّ الدّينونةَ، والكَذِبَ، واللَّعنَ، والشَّرَّ، والشَّتمَ، والضَّحِكَ، كُلّ هذه غريبةٌ عَنِ الرّاهب. وأمّا الّذي يُكرَمُ أكثرَ مِمّا يستحقّ، فإنّه يَخسرُ كثيرًا. (من كتاب بستان الرُّهبان)

+ يا أولادي، اهربوا من النّميمة ولازِموا السُّكوت، لأنّ السَّاكِتَ مَقامه عند الله في زمرة الملائكة. الموت والحياة يعتمدان على القريب. لأنَّنا إذا ربحنا أخانا، فإنّنا نربح الله، وإذا ما أَعْثَرْنَا أخانا، نخطأ إلى المسيح. (القدّيس أنطونيوس الكبير)

+ تتميَّزُ الصّلاةُ أنَّها لغةُ الدّهرِ الآتي. ولكن، هل يوجدُ في هذا الدّهرِ لغةٌ أُخرى؟ كم نوعًا من اللّغاتِ يوجد، وهل تستخدمُها البشريَّةُ كلَّها؟ ولكن، حتَّى ولا واحدةً من هذه كلِّها حقيقيَّة، لأنَّها تجهلُ الحقيقةَ الحقَّة. تفيدُ اللّغاتُ في التّعبيرِ عن الأشواقِ البشريَّة. ولكنْ أيُّ شوقٍ آخرُ أو توجُّهٌ هو أكثرُ واقعيَّةً من الشّوقِ والتّوجُّهِ إلى اللهِ والأبديَّة؟ وكلاهما يتلخَّصانِ في المحبَّةِ نحوَ الله والبشر. الواسطةُ والطّريقُ لتحقيقِ هذا الأمرِ، هي الصّلاة. (الشّيخ يوسف الفاتوبيذي)

+ مَنبع كلّ الشّرور هو محبّة الذّات. من محبّة الذّات تأتي الشّفقة على النّفس وإعفاؤها من المتاعب والتّبريرُ الدّائم لكلّ أعمالها والاعتداد بالذّات والسّبح الباطل وكلّ الشّرور الأخرى المعروفة والغير المعروفة. (الأب كليوبا الرّوماني)

انقر هنا لتحميل الملف