Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

  


الأحد 10 آذار 2019

العدد 10

أحد مرفع الجبن

اللّحن 8 - الإيوثينا 8

أعياد الأسبوع: *10: أحد الغفران ومرفع الجبن، الشّهيد كدراتُس ورفقته *11:  بدء الصوم الكبير، صفرونيوس بطريرك أورشليم *12: ثاوفانس المُعترِف، غريغوريوس الذّيالوغوس بابا رومية، سمعان اللّاهوتيّ الحديث *13: نقل عظام نيكيفورس بطريرك القسطنطينيّة *14: البارّ بنادكتس، البار ألكسندروس *15: المديح الأول، الشُّهداء أغابيوس والسَّبعة الَّذين معه *16: العظيم في الشهداء ثيوذورس التيروني (عجيبة القمح المسلوق)، الشَّهيد سابينوس المصريّ، البارّ خريستوذولس.

كلمة الرّاعي

أحد الغفران

"إغفروا، يُغفَر لكم ..."

هذا هو الأحد التحضيري الأخير قبل دخولنا زمن الصيام. يُسمٓى أيضا أحد مرفع الجبن لأننا في هذا اليوم نرفع كلّ منتجات الحيوان من ألبان واجبان وبيض عن موائدنا.

ليس الصيام انقطاعاً عن الزفرين طيلة زمن الصوم الكبير فقط، هذا يساعد على الصوم الأكبر أي الامتناع عن أكل الطعام العقلي الاهوائي. الحرب الروحية تدور في العقل أولاً، لأنّ هذا ما يستطيع البشر بداية أن يفهموه، لكنّ الجهاد الصياميّ حقّاً يصير على مستوى القلب والكيان الداخلي.

*         *         *

في هذا اليوم تدعونا الكنيسة الى الانطلاق في رحلة التنقية من خلال المغفرة. نطلب الغفران من الله عبر طلبه من بعضنا البعض. ليس الموضوع شكليّاً بل هو جوهر الحياة الروحية. من لا يستطيع أن يغفر للناس زلّاتهم لا يمكن أن تُغفٓر له خطاياه. المسيح أتى ليمنحنا الغفران وليعلّمنا إياه بالقدوة. الصليب هو قمّة الكشف الإلهي عن لا محدودية رحمة الله وغفرانه: "اغفر لهم يا أبتاه لأنهم لا يدرون ما يفعلون" قالها الرب يسوع على الصليب، وأوضحها بعده أوّل الشهداء استفانوس قائلاً: "لا تقم عليهم هذه الخطيئة". الرب يسوع لم يغفر لصالبيه فقط لأنهم لا يعرفون ما يفعلون بل لأنه أتى، بالضبط، لكي بالغفران يزلزل كيان الساقطين ويدحرج الحجر عن قلوبهم المُظلمة ليَدخلها نور معرفة الله بالمسامحة فيلمسون حنان الله الشافي من كلّ عبودية لصنم الأنا.

*         *         *

الغفران لا يأتي من كبرياء أو شفقة بل من إدراك الانسان لسقوطه. من لا يعرف خطاياه لا يقدر أن يغفر لأنّه لا يُدرك حاجته للمسامحة إذ هو أعمى القلب. أمّا مغفرة الله فتأتي من حبّه اللامتناهي لخليقته.

قبل أن يقتني الإنسان الحنان الإلهيّ لا بدّ له من خبرة عيش الجحيم الداخلي في صراعه مع أهوائه وخطاياه. لا بدّ للإنسان قبل ان يستسلم لروح الرب من أن يصارعه. يعقوب ابن اسحق ابن ابراهيم صارع ملاك الرب ليلة كاملة قبل أن يأخذ البركة منه، إذ دعاه حينها "إسرائيل". صراع الانسان في قلبه هو بين مشيئة الرب ومشيئته الذاتية. اسرائيل القديم تمسّك بمشيئته الذاتية فأتى المسيح ورفضوه، أما الذين منهم قبلوه فصاروا في المسيح "إسرائيل الله".

*         *         *

التوبة هي حربنا مع الأنا لنتّضع ونطلب المسامحة والعضد من الله حتى نغلب خطايانا أي أن نولد من جديد بطاعة المشيئة الإلهية. المسيح الرب هو قدوتنا وهو أرشدنا الى الطريق المؤدّي الى الحياة الأفضل، وهذا الطريق هو إخلاء الذات إذ هو "أخلى ذاته آخذًا صورة عبد ..." (فيليبي ٢: ٥). التواضع الأقصى هو أن تعتبر نفسك عبداً للآخرين وبالتالي ليس لك حقوق عليهم بل العكس هو الصحيح. هذا ما علّمنا إياه الرب يسوع حين قال: "من أراد أن يكون أولاً فليكن للكل عبدًا".

*         *         *

وصاياك صعبةٌ يا رب من يطيق سماعها، إنها تحطّم إنساننا العتيق تحطيمًا وتمحقه محقًا. كيف لنا أن نطيعك يا رب في ما تطلبه منا. ارأف بِنَا فإننا ضعفاء الإرادة ومحبون لخطايانا. أعطنا أن نتحرر من قيود عتاقتنا بمحبتك، وأعتقنا من كبريائنا بتواضعك، وامنحنا أن نطلب المسامحة من الذين نخطئ اليهم ويخطئون إلينا لأجل طاعتك، لكي ندخل الصيام بالعودة الى فردوس نعمتك بالغفران لأنك أنت القائل: "اغفروا يُغفَر لكم ..."

ومن استطاع أن يقبل فليقبل ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انحدرتَ مِنَ العُلوِّ يا مُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

قنداق أحد مرفع الجبن (باللَّحن السّادس)

أيُّها الهادي إلى الحكمةِ، والرّازِقُ الفَهْمَ والفِطنَةَ، والمؤَدِّبُ الجهَّالَ، والعاضِدُ المساكين، شَدَّدْ قلبي وامنَحْني فَهْمًا أيُّها السَّيِّد، وأَعْطِني كلمةً يا كلمةَ الآب، فها إنِّي لا أَمْنَعُ شَفَتيَّ من الهُتافِ إليك: يا رحيمُ ارحَمْني أنا الواقِع.

الرّسالة (رو 13: 11– 14، 14: 1-4)

رتّلوا لإلِهِنا رتّلوا

يا جميعَ الأُممِ صَفِقّوا بالأيادي

يا إخوةُ، إِنَّ خَلاصَنا الآنَ أقربُ مِمّا كان حينَ آمَنَّا. قد تَناهَى اللَّيْلُ واقتربَ النَّهار، فَلْنَدَعْ عَنَّا أعمالَ الظُّلمةِ ونَلْبَسْ أسلِحَةَ النُّور. لِنَسْلُكَنَّ سُلوكًا لائِقًا كما في النَّهار، لا بالقُصُوفِ والسُّكْرِ، ولا بالمضاجِعِ والعَهَرِ، ولا بالخِصَامِ والحَسَدِ. بَل البَسُوا الرَّبَّ يسوعَ المسيحَ، ولا تهتَمُّوا لأَجسادِكُم لِقَضاءِ شَهَواتِها. مَنْ كان ضعيفًا في الإيمانِ فاتَّخِذوهُ بغير مباحَثَةٍ في الآراء. مِنَ النَّاس مَن يَعْتَقِدُ أنَّ لهُ أَنْ يأكُلَ كلَّ شيءٍ، أَمَّا الضَّعِيفُ فيأكُلُ بُقُولًا. فلا يَزْدَرِ الَّذي يأكُلُ من لا يأكُلُ، ولا يَدِنِ الَّذي لا يأكُلُ من يأكُلُ، فإِنَّ اللهَ قدِ اتَّخَذَهُ. مَنْ أنتَ يا من تَدينُ عبدًا أَجْنَبِيًّا؟ إِنَّهُ لمَولاهُ يَثْبُتُ أو يَسقُطُ. لكنَّهُ سيُثَبَّتُ، لأَنَّ اللهَ قادِرٌ على أَنْ يُثَبِّتَهُ.

الإنجيل (مت 6: 14– 21)

قالَ الرَّبُّ: إِنْ غَفَرْتُم للنَّاسِ زَلاتِهِمْ يَغْفِرْ لكم أبوكُمُ السَّماويُّ أيضًا. وإِنْ لم تَغْفِروا للنَّاسِ زلاتِهِم فأبوكُمْ لا يغفرْ لكم زلاتِكُمْ. ومتى صُمْتُمْ فلا تَكُونُوا مُعَبِّسِينَ كالـمـُرائِين، فإِنَّهُم يُنَكِّرُون وُجوهَهْم ليَظْهَرُوا للنَّاسِ صائِمِين. الحقَّ أَقُولُ لكم إِنَّهُم قد أَخَذُوا أَجْرَهُم. أَمَّا أَنْتَ فإذا صُمْتَ فادْهَنْ رَأسَكَ واغْسِلْ وَجْهَكَ لِئَلَّا تَظْهَرَ للنَّاس صائِمًا، بل لأَبيكَ الَّذي في الخِفْيَةَ، وأبوكَ الَّذي يرى في الخِفْيَةِ يُجازِيكَ عَلانِيَة. لا تَكنِزُوا لكم كنوزًا على الأرض، حيثُ يُفْسِدُ السُّوسُ والآكِلَةُ ويَنقُبُ السَّارِقُون ويَسرِقُون، لكنْ اكنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا في السَّماء حيثُ لا يُفْسِدُ سُوسٌ ولا آكِلَةٌ ولا يَنْقُبُ السَّارِقُونَ ولا يَسْرِقون. لأَنَّهُ حيثُ تكونُ كنوزُكُم هناكَ تكونُ قلوبُكُم.

حول الإنجيل

نقف اليوم على عتبة الصّوم الكبير ونهيّئ ذواتنا للجهاد الطّويل نحو الفصح. مرّةً أخرى، بعد سنةٍ من السّقطات والتّمتّع بملذّات الدّنيا، نعطى اليوم تحديدًا من جديدٍ فرصةً لنبدأ موسمًا صياميًّا مملوءًا توبةً.

في هذا اليوم نصنع بحسب الصّلوات اللّيتورجيّة تذكار نفي آدم من فردوس النّعيم. ويتمّ فيها وصفه لنا جالسًا خارج جنّة عدنٍ يبكي على خطيئته وعلى كلّ ما خسره. تريد الكنيسة من خلال هذه الصّورة أن تذكّرنا بأنّنا جميعنا نخطئ مثل آدم ونبكي على موطننا الّذي فقدناه. بيد أنّنا نبكي على موطنٍ لم نعرفه قطّ كوننا لم نكن في الجنّة من قبل، على عكس آدم. كلّ ما نعرفه هو هذه الحياة المليئة بالملذّات الفارغة وهجمات الشّرّير وشرّ النّاس.

ثمّة اليوم ثلاث مفارقات. المفارقة الأولى أنّ هذا الأحد، الّذي نتذكّر فيه نفي الجنس البشريّ من الفردوس، يحمل أيضًا اسم أحد الغفران. المفارقة الثّاني هي صعوبة أن نسلك مجدّدًا طريق الصّيام هذا لنصل إلى الفصح البَهِج. المفارقة الثّالثة هي ضرورة أن نقضي حياتنا بأكملها في عالمٍ مليءٍ بالشّرّ والخطيئة والبؤس، كي نصل إلى فردوسٍ لم نلمحه أبدًا.

غير أنّ الله قد أعطانا الطّريق الوحيد للعودة تحديدًا في المنفى الّذي نعيش فيه. فالرَّبّ نفانا من الفردوس بداعٍ من رحمته وعطفه العَظيمَيْن. يعلّم القدّيس دوروثيوس أنّ الإنسان لا يعرف كيف يكون سعيدًا، وسوف يفنى إلّا إذا اختبر أيّامًا صعبة. لم يكن الابن الشّاطر ليرجع إلى الحضن الأبويّ لو عاش في البلد البعيد حياةً رغيدة.

بالتّالي يتبيّن لنا أنّ ما نعتقدها لعنة الله علينا ما هي إلّا بركة. يكتب القدّيس أفرام السّريانيّ: "العصا الّتي تُقاصَص بها مصنوعةٌ من خشب لطف الله ومحبّته". لا يفعل الله شيئًا نتيجة نزعةٍ عنده للانتقام، فليس فيه سوى الرّحمة والعطف.

إذًا لنتذكّرنّ خلال هذا الصّوم وطوال حياتنا أنّ كلّ تجربةٍ وألمٍ وحزنٍ وكلّ مرضٍ جسديٍّ وسقطةٍ في الخطيئة يسمح بها إلهٌ محبٌّ ليجعلنا نستدير نحوه ويذكّرنا أنّ هذا العالم ليس موطننا، وبأنّ حياتنا دونه ظلٌّ عابر. لنخضع أعناقنا ونقبل بدموع الامتنان كلّ ما يعطينا إيّاه الآب المحبّ من أجل فرحنا الأبديّ. ومن ثمّ لنرفع ناظرنا عن هذا العالم السّاقط وننظر يوم القيامة لامِعًا أمامنا، ولا ننسَ أبدًا أنّ الطّريق الّذي يقودنا الله عليه هو الوحيد الّذي يوصلنا إلى موطننا الأصليّ.

الأصوام الكنسيّة والصّوم الكبير

أصوام الكنيسة الأرثوذكسيّة هي: الصّوم الكبير (الأربعينيّ المُقدّس)، صوم الرُّسُل، صوم السّيّدة والدة الإله، صوم الميلاد المجيد.

الصّوم الكبير ظهر في القرن الثّالث الميلاديّ وألحق به في الرّبع الثّاني من القرن الرّابع صوم الأسبوع المُقدّس الّذي كان يصام لوحده على انفراد قبل ذلك التّاريخ بمدّة طويلة، فصار الصّوم الأربعينيّ كلّه سبعة أسابيع.

 الصّوم الكبير هو أقدس أصوام السّنة، وأيّامه أقدس أيّامها. هو فترة تخزين روحيّ لكلّ السّنة. فالّذي لا ينمو ويستفيد روحيًّا خلاله، من الصّعب أن يستفيد من أيّام أخرى أقلّ روحانيّة. ومن يقضي أيّامه باستهانة، كيف له أن يدقّق باقي أيّام السّنة. ينقطع المؤمنون خلاله عن الزَّفَرَيْن والمآكل الشّهيّة بقصد تنقية الجسد وسموّ الرّوح، وتصحبه صلوات خشوعيّة يوميًّا. لا يمكن أن يصل هذا الصّوم إلى غايته المَنشودَة إن لم يكن مُقترنًا بتوبةٍ صادقةٍ وأعمال رحمة: "أليس هذا صومًا أختاره حلّ قيود الشّرّ، فكّ عقد النّير، وإطلاق المسحوقين أحرارًا وقطع كلّ نير. أليس أن تكسر للجائع خبزك، وأن تدخل المساكين التّائهين إلى بيتك؟" (أشعياء 58 :7-6). تكمن أهميّة هذا الصّوم أنّنا نتذكّر فيه آلام السّيّد والصّلب والقيامة ممّا يُعطيه معنى خاصّ وقيمة لا مثيل لها. فعلى مثال المخلّص من نكران لذاته وحمل خطايا البشريّة، هكذا على المؤمن الجهاد وبالأخصّ في هذه الفترة ضدّ شهوات طبيعته السّاقطة وميلها للخطيئة. في الصّوم الأربعينيّ علينا التّوبة والتّذللّ والانسحاق لكي نلج الفرح الحقيقيّ بقيامة السّيّد.

أقوال آبائيّة في الصّوم

للقدّيس إسحق السرياني: "الصوم هو بدء طريق الله المقدس، هو تقويم كلّ الفضائل، بداية المعركة، جمال البتوليّة، حفظ العفّة، أبو الصلاة، نبع الهدوء، معلّم السكوت، وبشير الخيرات".

للقدّيس أنطونيوس الكبير: "كُل خبزك بسكينة وهدوء وإمساك. إيّاك والشّرَه فإنّه يطرد خوف الله من القلب والحياء من الوجه ويجعل صاحبه مأسوراً من الشهوات ويُضلّ العقل عن معرفة الله".

للقدّيس باسيليوس الكبير: "لقد نُفينا من الفردوس الأرضيّ لأنّنا لم نَصُم فيجب أن نصوم لنرجع الى الفردوس السمائي لأن الصوم يردّ لنا الخسائر المسبَّبة عن عدم صومِ آدم ويصالحنا مع الله".

للقدّيس يوحنّا الذهبيّ الفم: "الصوم غذاء الروح، يجعلها أكثر صلابة، ويهبها أجنحة خفيفة بها تنطلق الى الأعالي".

للقدّيس يوحنّا السلّمي: "إنّ عقل الصوّام يصلّي بأفكارٍ طاهرة، أمّا عقل الشّرِه فيمتلئ صوراً نجسة. إنّ عبد البطن يفكّر في المآكل التي سيعيّد بها، أمّا عبد الله فيفكّر في النِّعَم التي سيستغني بها".

"كثيراً ما يتخاصم المجد الباطل مع الشراهة ويتشاجران كلاهما على الراهب الشقي، كما يتشاجر سيّدان على شراء رقيق. فالشراهة ترغمه على مخالفة صيامه، والمجد الباطل على إظهار فضيلته. إلاّ أنّ الراهب الحكيم يمكنه النجاة من الإثنين إذا عرف أن يقذف الواحد بالآخر في الوقت المناسب".

"ذهن الصائم يصلّي بصفاء. أمّا ذهن المسرف فمملوء بالأشباح الدنسة. التخمة تجفّف ينابيع الدموع وجفاف البطن يفجّرها".

دعوة عامّة للمشاركة بصلاة الغفران

يترأّس صاحب السّيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري) الجزيل الاحترام صلاة الغفران في كاتدرائيّة القدّيس نيقولاوس العجائبي، حي الميدان، الأحد ١٠ آذار ٢٠١٩، الساعة السادسة مساءً، بحضور كهنة زحلة والمؤمنين.

نتمنّىى للجميع صومًا مباركًا.

انقر هنا لتحميل الملف