Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ٧ أيّار ۲٠١٧

العدد ٤

أحد المُخلَّع

اللّحن ٣- الإيوثينا ٥

كلمة الرّاعي

الحشمة

"أجسادُكم هيكلُ الرب" (أنظر: ١كو٣: ١٦ و١كو ٦: ١٩، ٢٠). هكذا يقولُ الكتاب.

في هذا الزمن الذي نعيش فيه، يوضع الجسدُ في موضعٍ ومقامٍ أهمّ من الإنسان نفسه. تتعاطى الحضارةُ اليوم، بتأثير من العولمة، مع الإنسان كسلعة أساسها الجسد وشهواته ونزواته. يُسَوَّق الانسانُ كبضاعة للبيع والشراء، عبر مفاتن الشهوات في جسده. لا شكّ أنّ المرأة هي أكثر من يُستعمل في هذا المجال كون للمجتمعات طابع الذكورية بشكل عام.

*        *        *

المؤمنون لا يستطيعون أن ينقادوا بهذه التيارات العالمية الدنيوية التي تُشَيِّيء الإنسان وتحدّه بما هو ظاهر منه بالجسد وبما يشدّه الى ترابيّته، لأنّ للمؤمن نظرة مختلفة لذاته، وإنسانيّته ومعنى وجوده. المؤمن، إنسان قلب. والرب يقول: "حيث يكونُ كنزُك فهناك يكونُ قلبُك" (مت ٦: ٢١).

كنزُنا ليس هنا، إنّه في ملكوت السماوات، وملكوتُ السماوات في قلوبكم. إذا حَصَرَ الإنسان قيمته لذاته وأهميّته في الحياة بشكله وجمال جسده، وبما يلبس ويملك ويأكل ويشرب، فهو كائن بائس، لأنّه استبدل مجد الله بمجد زائف واستعاض عن الحياة الأبديّة الحقّة بالموت والفناء.

*        *        *

يا أحبّة، لا نستيهنَنَّ بأنفسنا ولا نحصرنَّ ذواتِنا بأجسادنا. "إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ، لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ" (١ كو ٣: ١٧).

ها نحن قد دخلنا زمن الصيف، فلا نكن كَمَن لا إيمان عندهم ومن لا يحترمون هيكلَ الرب. فلنحافظ على أجسادنا ونفوسنا ولا نَعْرِضْ ذواتنا شهوةً للناظرين، لأننا حينها سنكون قد خُنّا أمانة الرب، إذ صرنا عبيداً للّذة بعد أن حرّرنا المسيح بحبّه الإلهيّ من كلّ قيدٍ ونقلنا الى سموّ الوحدة معه وفيما بيننا، مطهّراً أجسادنا ونفوسنا بنار حبّه الإلهيّ لتصير غرائزنا وشهواتنا وكلّ طاقاتنا الإنسانية بنعمة الروح القدس مَطَلَّات حبّ ووصال مع الله والآخَر، للفرح الأبديّ والجمال السرمديّ الذي في قلوبنا، حيث "الله هو الكلّ في الكلّ" (١كو ١٥: ٢٨)، وحيث الكلّ في الواحد والواحد في الكلّ. ومن له أذنان للسمع فليسمع.

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

الطّروباريّة

المسيحُ قام من بين الأموات ووطئ الموت بالموت ووهب الحياة للذين في القبور.

طروبارية القيامة باللحن الثالث

لتفرحِ السّماويّات ولتبتهج الأرضيّات، لأنّ الرّبّ صنعَ عزّاً بساعدهِ، ووطئَ الموتَ بالموت، وصارَ بكرَ الأموات، وأنقذنا من جوفِ الجحيم، ومنحَ العالمَ الرّحمةَ العظمى.

القنداق

ولئن كنتَ نزلتَ إلى قبرٍ يا من لا يموت، إلّا أنّك درستَ قوّةَ الجحيم، وقمتَ غالباً أيّها المسيحُ الإله. وللّنسوةِ الحاملاتِ الطّيبِ قلتَ افرحن، ووهبتَ رسلكَ السّلام، يا مانحَ الواقعين القيام.

الرّسالة (أعمال الرّسل ٣٢:٩-٤٢)

وَحَدَثَ أَنَّ بُطْرُسَ وَهُوَ يَجْتَازُ بِالْجَمِيعِ، نَزَلَ أَيْضًا إِلَى الْقِدِّيسِينَ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ، فَوَجَدَ هُنَاكَ إِنْسَانًا اسْمُهُ إِينِيَاسُ مُضْطَجِعًا عَلَى سَرِيرٍ مُنْذُ ثَمَانِي سِنِينَ، وَكَانَ مَفْلُوجًا.  فَقَالَ لَهُ بُطْرُسُ: يَا إِينِيَاسُ، يَشْفِيكَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ. قُمْ وَافْرُشْ لِنَفْسِكَ!. فَقَامَ لِلْوَقْتِ. وَرَآهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ فِي لُدَّةَ وَسَارُونَ، الَّذِينَ رَجَعُوا إِلَى الرَّبِّ. وَكَانَ فِي يَافَا تِلْمِيذَةٌ اسْمُهَا طَابِيثَا، الَّذِي تَرْجَمَتُهُ غَزَالَةُ. هذِهِ كَانَتْ مُمْتَلِئَةً أَعْمَالاً صَالِحَةً وَإِحْسَانَاتٍ كَانَتْ تَعْمَلُهَا. وَحَدَثَ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ أَنَّهَا مَرِضَتْ وَمَاتَتْ، فَغَسَّلُوهَا وَوَضَعُوهَا فِي عِلِّيَّةٍ. وَإِذْ كَانَتْ لُدَّةُ قَرِيبَةً مِنْ يَافَا، وَسَمِعَ التَّلاَمِيذُ أَنَّ بُطْرُسَ فِيهَا، أَرْسَلُوا رَجُلَيْنِ يَطْلُبَانِ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَتَوَانَى عَنْ أَنْ يَجْتَازَ إِلَيْهِمْ. فَقَامَ بُطْرُسُ وَجَاءَ مَعَهُمَا. فَلَمَّا وَصَلَ صَعِدُوا بِهِ إِلَى الْعِلِّيَّةِ، فَوَقَفَتْ لَدَيْهِ جَمِيعُ الأَرَامِلِ يَبْكِينَ وَيُرِينَ أَقْمِصَةً وَثِيَابًا مِمَّا كَانَتْ تَعْمَلُ غَزَالَةُ وَهِيَ مَعَهُنَّ. فَأَخْرَجَ بُطْرُسُ الْجَمِيعَ خَارِجًا، وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى، ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى الْجَسَدِ وَقَالَ: يَا طَابِيثَا، قُومِي! فَفَتَحَتْ عَيْنَيْهَا. وَلَمَّا أَبْصَرَتْ بُطْرُسَ جَلَسَتْ، فَنَاوَلَهَا يَدَهُ وَأَقَامَهَا. ثُمَّ نَادَى الْقِدِّيسِينَ وَالأَرَامِلَ وَأَحْضَرَهَا حَيَّةً. فَصَارَ ذلِكَ مَعْلُومًا فِي يَافَا كُلِّهَا، فَآمَنَ كَثِيرُونَ بِالرَّبِّ.

الإنجيل (يوحنا ١:٥-١٥)

 في ذلك الزمان صعِد يسوعُ إلى    أورشليم * وإنَّ في أورشليم عند بابِ الغنمَ بِرْكةً تُسمَّى بالعبرانية بَيْتَ حِسْدَا لها خمسةُ أَرْوِقةٍ * كان مضطجعاً فيها جمهورٌ كثيرٌ منَ المرضى من عميانٍ وعُرْجٍ ويابسي الأعضاء ينتظرون تحريكَ الماءِ * لأنَّ ملاكاً كان ينزل أحياناً في البِرْكَةِ ويحرّكُ الماءَ. والذي كان ينزلُ أولاً من بعدِ تحريكِ الماءِ كان يُبرأُ من أيّ مرضٍ اعتراهُ * وكان هناك إنسانٌ بهِ مرضٌ منذ ثمانٍ وثلاثين سنةً * هذا إذ رآهُ يسوعُ مُلقىً وعلِمَ أنَّ لهُ زماناً كثيراً قال لهُ أَتُريدُ أن تَبْرَأَ * فأجابهُ المريض يا سيّد ليس لي إنسانٌ متى حُرّكَ الماءُ يُلقيني في البِرْكة بل بينما أكونُ آتياً ينزِل قبلي آخَرُ * فقال لهُ يسوعُ قُم اِحمِلْ سريرَكَ وامشِ * فللوقتَ برِىءَ الرجلُ وحمل سريرَهُ ومشى. وكان في ذلك اليوم سبتٌ * فقال اليهود للَّذي شُفي أَنَّهُ سبتٌ فلا يحِلُّ لكَ أن تحمِلَ السرير * فأجابَهم إِنَّ الذي أبرأَني هو قال لي احمل سريرك وامشِ * فسألوهُ مَن هو الانسانُ الذي قال لكَ احمِلْ سريرَك وامشِ * أمَّا الذي شُفي فلم يكُن يعلمُ من هو. لأنَّ يسوعَ اعتزَلَ إذ كان في الموضِعِ جمعٌ * وبعد ذلك وجدهُ يسوعُ في الهيكلِ فقال لهُ ها قد عُوفيتَ فلا تَعُدْ تُخطِىءُ لئَلاَّ يُصيبَكَ أشرٌّ * فذهب ذلك الإنسانُ وأخبر اليهودَ أنَّ يسوعَ هو الذي أبرأَهُ.

حول الرّسالة

هذا النص يتكلم على أعمال بطرس خارج مدينة أورشليم. أولاً في لدّة وشفاء إينياس (٣٢:٩-٣٥)، وثانياً في يافا وشفاء طابيثا     (٣٦:٩-٤٣). في لدّة، قدّموا له إنساناً مريضاً بالفالج أي مشلولاً، ومعروف أنّ هذا المرض ليس له شفاء بالطب البشريّ. بطرس قال له "يشفيك يَسُوعُ" بصيغة المضارع، بمعنى "الآن تدخل في حالة شفاء"، فتحوّل الشلل إلى حركة وقوّة وصحّة. نلاحظ الثقة والإيمان والإيقان عند بطرس بتنفيذ أمره "قم وافرش لنفسك"، هو ليس فقط يأمره بالنهوض، بل بالحركة أيضاً والعمل. وهذا ما ورد في أكثر من مكان "قم واحمل سريرك وامشِ"، "إذهب واغتسل في بركة سلوام"، "أرِ نفسك للكاهن"...

"تلميذة اسمها طابيثا" تَرِدُ لأوّل مرّة كسيّدة ذات عمل في الكنيسة وخدمة. "غسّلوها" تعني عند اليهود تطهير الميت. فالماء هنا عنصر تطهير وليس مجرّد غسل .طابيثا كانت قد كرّست ذاتها لخدمة الأرامل، تحيك الملابس والقمصان لهنّ. نلاحظ المحبة الفائقة وشدّة التعلّق بطابيثا، حيث أنهنّ تألّمن لمرضها وموتها. وعملن على استدعاء بطرس سفر يوم كامل تقريباً للمجيء. "يا طابيثا قومي" أسلوب المسيح نفسه تماماً.

إقامة طابيثا من الموت تعني روحياً النهوض لخدمة الأمم، كما أنّ قيامة إينياس من الشلل كانت تعني ضرورة خروج الأمّة اليهودية من جمودها الطويل جداً. إقامة طابيثا من الموت تعني إعطاء الحياة للعبادة اليهوديّة بعد سبات عميق.

وإذا ما أمعنّا النظر في طريقة صلاة بطرس، "أخرج بطرس الجميع خارجاً وجثا على ركبتيه وصلّى..." نجد صورة عن كيفية مواجهة الموت من قِبل المؤمنين بيسوع المسيح بقوة الصليب والدم "وهم غلبوه بدم الخروف وبكلمة شهادتهم" (رؤيا١١:١٢)، أضف إلى ذلك قوّة الصلاة العجيبة. أمّا جثو بطرس فهو استدعاء للحضرة الإلهية. خدمة الرسول بطرس وكرازته قامتا أساساً على صنع المعجزات أكثر منها على التعليم والوعظ لأن هذا الأسلوب كان مناسباً جداً لليهود، لأنهم كانوا لا يؤمنون إن لم يروا آيات حسب قول الرب؛ شعب ثقيل الآذان، قاسي القلب، لا يُقاد بالروح ولا بالكلام ولا يصلح التعامل معه إلاّ بالمعجزات، وقلّ أن نفعت، وإنْ نفعت فقلّ أن استمرّ نفعها.

حول الغنى للقديس مكاريوس المصري

إذا كان إنسان حرّ وكريم المولد بحسب العالم وعنده غنى كثير، وهو مستمر في تنمية ثروته وزيادة دخله، فإنّ مثل هذا الإنسان يفقد اتزانه ويصير معتدّاً بنفسه واضعاً نفسه في ذاته. هذا الإنسان يصير غير مُحْتَمَل، ويبتدئ يرفس الآخرين ويبطش بهم. هكذا يكون الحال أحياناً مع بعض الأشخاص الذين ينقصهم التمييز، فإنهم بمجرد أن يبدأوا في تذوّق بعض الفرح والقوّة في الصّلاة، فإنهم يبتدأون بالإنتفاخ روحياً، ويفقدون اتزانهم، ويبدأون في إدانة الآخرين ولذلك يسقطون إلى أسفل أعماق الأرض إنّ الحيّة نفسها التي طردت آدم من الفردوس عن طريق الكبرياء بقولها "ستكونان كالآلهة" (تك ٥:٣)، لا تزال تلقي بأفكار الكبرياء في قلوب البشر قائلة لكل منهم "أنت كامل، أنت عندك كثير وأنت غني، إنك لا تحتاج إلى شيء، إنك مغبوط وسعيد“.

وهناك أشخاص آخرون أغنياء بحسب هذا العالم ومستمرون في تنمية ثرواتهم، ومع ذلك فإنهم يحفظون أنفسهم في حدود بعض البصيرة والتمييز ولا يفتخرون أو ينتفخون بل يظلّون متزنين لأنهم يعرفون أنَّ الوفرة والغنى يمكن أنْ يعقبها القلّة والشح. وأيضاً حينما تحدث لهم الخسارة والقحط فإنهم لا ييأسون بل يحفظون توازنهم عالمين أنَّ الرخاء والوفرة سيعودان مرة أخرى، وبكثرة تمرنهم في وقت الخسارة لا يندهشون ويتحيرون.

أقوال للقديس أنطونيوس الكبير

– كـُلْ خُبزَكَ بهُدوءٍ وسُكونٍ وإمساكٍ، وإيَّاكَ والشَّرَهَ لأنـَّهُ يَطرُدُ خَوفَ اللهِ مِنَ القلب.

– لا تكُنْ قلِيلَ السَّمَع ِ لِئَلاّ تكونَ وعاءً لِجَمِيع ِ الشُّرور.

– أُرفـُض الكبرياءَ واعتبـِرْ جَمِيعَ الـنـَّاس أبرَّ منكَ.

– إنَّ دُنـَّا أنفسِنا رَضيَ الدَّيان عـنـَّا.

– لا تتحَدَّثُ بجَمِيع ِ أفكارِكَ لِجَمِيع الـنـَّاس إلاَّ الذِينَ لهُمْ قوَّة ٌ لِخَلاص نفسِكَ.

أخبار

* ترأس سيادة المتروبوليت أنطونيوس راعي الأبرشية قداس أحد حاملات الطيب في كنيسة سيدة الزلزلة العجائبية-زحلة صباح الأحد في ٣٠ نيسان ٢٠١٧. خدم القداس الأب جورج س.معلوف والأب جورج سعدا والشماس نكتاريوس ابراهيم بحضور حشد من المؤمنين.

­­

* استقبل سيادة المتروبوليت أنطونيوس الصوري صباح الإثنين الأول من أيار ٢٠١٧ مجموعة من رعية الشويفات الأرثوذكسية برفقة الأب الياس كرم   الذين التقاهم سيادته في صالون المطرانية وألقى بهم كلمة روحية قبل أن يأخذوا صورة تذكارية معه.

انقر هنا لتحميل الملف