Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ٤ تشرين الثّاني ۲٠١٨

العدد ٤٤

الأحد (23) بعد العنصرة

اللّحن ٦- الإيوثينا ١

أعياد الأسبوع:   :4* إيوانيكيوس الكبير، الشّهيدان نيكاندرس أسقف ميرا وإرميوس الكاهن *5: الشّهيدان غالكتيون وزوجته ابيستيمي، أرماس ورفقته. *6: بولس المُعتَرف رئيس أساقفة القسطنطينيّة *7: الشّهداء ال/33/ المستشهدون في ملطية، لعازر العجائبيّ *8: عيد جامع لرئيسيّ المَلائِكة ميخائيل وجبرائيل *9: الشّهيد أونيسيفورس وبورفيريوس، البارّة مَطرونَة، القدّيس نكتاريوس أسقف المُدُن الخَمس، يوحنّا القصير، البارّة ثاوكتيستي *10: الرّسول أولمباس ورفقته، الشّهيد أوريستس، القدّيس أرسانيوس الكبادوكيّ.

كلمة الرّاعي

"افعلوا كلّ شيء لمجد الله"

(1 كورنثوس 10: 31)

المُؤمن بالرَّبّ يسوع المَسيح لا يَحيا لنفسه، هو يُدرك بأنّه قد "اشتُرِيَ بثمن" (راجع: 1 كورنثوس 6: 20 و7: 23)، "دم ابن الله" (أنظر 1بطرس 2: 19)، فلا يستطيع بعد أن يكون عبدًا لأحد أو لأيّة شهوة أو حاجة. إنّه يعرف كيانيًّا ويقينيًّا بأنّه في المسيح "يحيا ويتحرّك ويوجد" (أعمال 17: 28). لذلك، حياة المسيحيّ المؤمن تتمحور حول الرَّبّ يسوع المسيح ومشيئته ووصاياه لأنّ المسيح بالنّسبة إليه هو "الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ" (يوحنا 14: 6).

*          *          *

كلّ ما يصنعه الإنسان يهدف إلى تحقيق وجوده. إن أكل أو شرب أو لبس أو عمل أو علّم أو تزوّج أو تبتّل أو صنع الإحسان... الكلّ لأجل أن يكون موجودًا. حتّى الخطيئة الّتي يصنعها الإنسان أو الشّرّ هما في إطار تحقيقه لذاته. ثمّة طريقان اثنان في الحياة لا ثالث لهما، بهما يصنع الإنسان حياته، هو لا يصنعها من العدم بل ممّا لديه، ما لديه هو من الله. فإذا استغلَّ الإنسان هبات الله له، (ووجوده نفسه هو عَطيّة من الله) في خطّ الوصيّة الإلهيّة انوجد لأنّه يصير مطرح سكنى الله بالنّعمة. وإذا سلك ضد الوصيّة خسـر وجوده لأنّ كيانه يصير عدَمًا.

*          *          *

"مجد الله أن يحيا الإنسان. وحياة الإنسان أن يرى الله" (ضد الهرطقات 7:20:4) يقول القدّيس إيريناوس اسقف ليون (+ 202 م.). إذًا، يتمجَّد الله متى عاش الإنسان، أي متى تَأَنْسَنَ أي سلك كإنسان، والإنسان الحقيقي هو يسوع المسيح وحده فقط!

يقول سفر الجامعة: "فَلْنَسْمَعْ خِتَامَ الأَمْرِ كُلِّهِ: اتَّقِ اللهَ وَاحْفَظْ وَصَايَاهُ، لأَنَّ هذَا هُوَ الإِنْسَانُ كُلُّهُ"

(12: 13). هذا هو يسوع المسيح إنّه كلمة الله المتجسِّد، وما لم يصـر الإنسان كلّه من "الكلمة الإلهيّ" لا تكتمل إنسانيّته. لكن لا يستطيع بشر أن يتمّم الكلمة الإلهيّة بقوّته، فقط بقوّة المسيح يستطيع ذلك، أي متى أدرك لاشيئيّته من دون الله وكمال واكتمال مشيئة الله فيه بالنّعمة الإلهيّة الّتي تطهّره وتنقّي قلبه وتمنحه القوّة لإتمام إرادة الرَّبّ فيه أي "قداسته".

*          *          *

المسيح يسوع ابن الله الوحيد هو مصدر حياتنا وغايتها، هو محور وجودنا. ومتى نصنع وصيّته فنحن نحقِّق وجودنا وفرحنا، لأنّ مجده هو أن نكون إيقونات له أي أن نحيا هذا الوجود بكلّ ما فيه في فرح طاعته وصنع إرادته لأنّه هو الوحيد الّذي يعرف طريق غلبتنا على الموت لأنّه هو "الطّريق" إلى الحياة الأبديّة وهو هذه الحياة، والموت هو طريق الإنسان خارجًا عنه. من هنا، من أراد الحياة اختار الموت عن مشيئة الموت أي حبّ الخطيئة وسلك في حبّ الحياة أي يسوع المسيح. كلّ عمل يقوم به الإنسان يأتي من حبّ، إمّا حبّ الذّات في السّقوط أي في محوريّة الأنا أو  حبّ الذّات في القيامة أي محوريّة يسوع المسيح. هذه هي المُعادلة، إمّا أكون من ذاتي وأعمالي لمجدي أي للذّاتي الأنانيّة وإمّا أكون من المسيح وأعمالي لمجده أي للذَّتي الوحيدة أي أن أفرغ له كياني بالحبّ لأنّه سبق ان أفرغ ذاته لأجلي. في محوريّة الأنا انغلاق وموت ولذّة عقيمة جحيميّة لا تشبع من استهلاك الذّات والوجود كلّه في سرّ الوِحدة (solitude) والانعزال الكليّ عن الوجود، وفي محوريّة يسوع المسيح انفتاح للكيان على اللّانهائيّ، على الله وفيه على كلّ الخليقة في سرّ الوَحدة (union) الشّركويّة المفتوحة على حياة الدّهر الآتي منذ الآن.

"فافعلوا كلّ شيء لمجد الله" لتحيوا وتفرحوا وتدخلوا سرّ الأبديّة والوجود السّرمديّ منذ الآن...

ومن استطاع أن يقبل فليقبل...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللّحن السّادس)

إنَّ القُوّاتِ المَلائكيّة ظهروا على قَبرِك المُوَقّر، والحُرّاسَ صاروا كالأموات، ومريمَ وقفت عندَ القبر طالبةً جسدَك الطّاهر، فسَبيْتَ الجحيمَ ولم تُجرَّب منها، وصادفتَ البتول مانحًا الحياة. فيا من قامَ من بين الأمواتِ، يا ربُّ المجدُ لك.

طروباريّة القدّيس إيوانيكوس الكبير (باللَّحن الثّامن)

للبَرّيّة غير المُثمرة بمَجاري دُموعكَ أمْرَعتَ، وبالتّنهّدات الّتي من الأعماق أثمَرْتَ بأتعابك إلى مئة ضُعفٍ. فصِرتَ كوكبًا للمسكونة متلألئًا بالعجائب، يا أبانا البار إيوانيكوس، فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

القنداق (باللَّحن الثّاني)

يا شفيعَةَ المَسيحيّين غَيْرَ الخازية، الوَسيطةَ لدى الخالِق غيْرَ المرْدودةِ، لا تُعْرضي عَنْ أصواتِ طلباتِنا نَحْنُ الخَطأة، بَلْ تدارَكينا بالمعونةِ بما أنَّكِ صالِحَة، نَحنُ الصّارخينَ اليكِ بإيمان: بادِري إلى الشَّفاعَةِ وأسَرعي في الطّلْبَةِ يا والدَة الإلهِ، المُتشَفِّعَةَ دائمًا بمكرِّميك.

الرّسالة (أف 2: 4– 10)

خلِّص يا ربُّ شعبَكَ وبارك ميراثك

إليك يا ربُّ أَصرُخُ إلهي

يا إخوةُ، إنَّ الله، لكونِهِ غنيًّا بالرّحَمةِ، ومن أجل كثرَةِ محبّتِه الّتي أحبَّنا بها حينَ كُنَّا أمواتًا بالزَّلاتِ، أحيانًا مع المَسيح. (فإنَّكم بالنِعمَةِ مخلَّصون). وأقامَنا معهُ وأجلَسنا معهُ في السماويَّاتِ في المسيحِ يسوع، ليُظهِرَ في الدهور المستقبَلَةِ فَرْطَ غِنى نِعمَتِه باللطفِ بنا في المسيح يسوع. فإنَّكم بالنِعمَةِ مخلَّصونَ بواسِطةِ الإيمان. وذلك ليسَ منكم إنَّما هُوَ عَطيَّةُ الله، وليسَ من الأعمال لئلاَّ يفتخِرَ أحدٌ. لأنَّا نحنُ صُنعُهُ مخلوقينَ في المسيحِ يسوع للأعمال الصالِحةِ التي سبَقَ الله فأعَدَّها لنسلُكَ فيها.

الإنجيل (لو 16: 19– 31 (لوقا 5))

قال الربّ: كان إنسان غنيٌّ يلبس الأرجوانَ والبزَّ، ويتنعَّم كلَّ يوم تنعُّماً فاخراً. وكان مسكينٌ اسمه لعازر مطروحاً عند بابه مصاباً بالقروح، وكان يشتهي أن يشبع من الفتات الذي يسقط من مائدة الغنيّ، فكانت الكلاب تأتي وتلحس قروحه. ثم مات المسكين فنقلته الملائكة إلى حضن إِبراهيم، ومات الغنيّ أيضاً فدُفِن. فرفع عينيه في الجحيم، وهو في العذاب، فرأى ابراهيم من بعيد ولعازرُ في حضنه. فنادى قائلاً: يا أبتِ إِبراهيم ارحمني، وأرسل لعازر ليغمِّس طرف إصبعه في الماء ويبرِّد لساني، لأني معذَّب في هذا اللهيب. فقال إِبراهيم: تذكَّر يا ابني أنك نلت خيراتك في حياتك، ولعازرُ كذلك بلاياه. والآن فهو يتعزّى وأنت تتعذَّب. وعلاوة على هذا كلِّه فبيننا وبينكم هوَّة عظيمة قد أُثبتت، حتى أنَّ الذين يريدون أن يجتازوا من هنا إِليكم لا يستطيعون، ولا الذين هناك أن يعبروا إلينا. فقال: أسألك إذن يا أبتِ أن ترسله إلى بيت أبي، فإنَّ لي خمسة إخوة حتى يشهد لهم لي فلا يأتوا هم أيضاً إلى موضع العذاب هذا. فقال له إِبراهيم: إنَّ عندهم موسى والأنبياءَ فليسمعوا منهم. قال: لا يا أبتِ إِبراهيم، بل إذا مضى إليهم واحد من الأموات يتوبون. فقال له: إن لم يسمعوا من موسى والأنبياءِ فإنَّهم ولا إن قام واحد من الأموات يصدّقونه.

حول الإنجيل

قِصَّة الغَنيّ المجهول الاسم مع لعازر الفقير هي واقع نعيشه يوميًّا في حياتنا. فما أكثر المترفّهين والمتنعّمين، وما أكثر الفقراء الّذين لا مُعينَ ومُعزّي لهم إلّا الله وحده.

هل التّنعّم والتّرفّه خطيئة؟ وما هو ذنب هذا الغني حتّى طُرِح في الجحيم؟ لم يَذكر الكِتاب أنّ أموالَه حصّلها بأمور مُلتَوية، ولم يُذكر أنّه كان سِكّيرًا أو زانيًا أو لديه أفعالًا شرّيرة مُشينَة. إذًا، ما هو ذنبه حتّى طُرحِ في اللّهيب؟ وعلى العكس لم يُذكر أيّ عملٍ صالحٍ أو إحسانٍ للفقير حتّى كان مصيره التّنعّم في حضن إبراهيم؟ ما هو هذا الحُكم؟

خطيئة الغَنيّ الّتي أوْدَت به إلى العَذاب هي قلبه القاسي. فالقلب القاسي يجعلك عَديم الرّحمة، ولا تُبالي أو تَشعُر مع أخيك الإنسان. القَساوَة تُجرِّدُكَ مِنْ إنسانيّتك، تجعلك لا تَشعُر مع الجَائع والمريض والفَقير، بَلْ وتَنْسَى أنّك مِنَ الله أتَيت وإلى اللّه تَعُود. هذا الغنيّ لم يَرحم ولم يُعطِ بل كان يترفّه ويتنعّم. إذًا، التّرفّه والتّنعّم من دون المشاركة مع الفقير أو على حِساب الَفقير خَطيئة. والمشكلة الكُبرى أنّ الفَقير كان مَطروحًا على باب بيت الغَنيّ، ليس بعيدًا، هذا يَعني لم يكن بمقدور الغَنيّ ألاّ يَراه ويُعايِن بؤسه، والدّليل على أنّه كان يعرفه جيّدًا إنّه عندما رآه في حضن إبراهيم للوقت عرفه، أنّه جاره وصديقه. عرفه في غناه ولم يعرفه في فقره، أليست هذه حالتنا اليوم!!! أمّا لعازر فلم يكن فقيرًا وحسب، بل ومريضًا مُصابًا بالقُروح، بل وكان أيضًا وَحيدًا لم يكن له أقارب حتّى يهتمّوا به، سوى الكِلاب. "كانت الكِلاب تأتي وتلحس قروحه"، هذا يدلّ على أنّ الكِلاب كانت أكثر رَحمة من ذلك الغَنيّ. والأمر الموجِع الآخر للعازر أنّه كان مَطروحًا على باب الغنيَ، أي أنّه كان يُشاهِد كميّة الطّعام الّذي يُلقى مِن مائدة الغَنيّ يوميًّا في القمامة، ولم يكن من يُعطيه شيئًا مِنها. لو أنّ لعازر مُحاط بفقراء مثله لكان الأمر أقلّ عَذابًا بالنّسبة إليه، ولكن وجود هذا الغَنيّ القاسي القلب بقربه كان يزيد من عذابه. كلّ هذا الفقر والمرض والعذاب ولم نسمع لا أنينَ ولا تذمُّرَ ولا صراخَ لعازر لا تجاه الغَنيّ ولا تُجاه الله، بل كان صابرًا، متحمّلًا، وراضيًا بتجاربه، هذا هو سبب دخوله الملكوت إلى حضن إبراهيم، "بصبركم تقتنون نفوسكم".

ثمّة أمرٌ مُلفِت في هذا المقطع الإنجيليّ وهو طريقة سرد موت الغَنيّ ولعازر. "مات لعازر فحملته الملائكة إلى حضن إبراهيم، ومات الغَنيّ فدُفن". في الواقع عندما مات لعازر دُفِنَ من دون أيّ احتفال أو ربّما دفنته الكِلاب، جَرّوه ودَفَنوه. وفي الواقع أيضًا عندما مات الغَنيّ حَضَرَ رِجال الدّين والـمُشيِّعون بأعدادٍ كبيرةٍ وفِرَق النّوبة وأكاليل الورد و... كلّ هذا بالنّسبة لله، لا شيء، "مات الغَنيّ فَدُفِنَ". لقد طُرِدَ الغَنيّ بقساوة قلبه لذلك لم تحضر الملائكة لتنقله. ما كان يمنع أن يفتح الغَنيّ يَدَه ويَمدّها للفقراء ويُعطي من مال الله ويهتّم بالمرضى، وبالطّبع لن ينقصه شيء. لو صنع ذلك لحضرت الملائكة ونقلته، أيضًا، إلى حضن إبراهيم. كلّنا نعرف عددًا كبيرًا من الأغنياء ولكنّهم يملكون قلبًا لحميًّا حنونًا "بدّد أعطى المساكين فَبرّه يَدوم إلى الأبد". قساوة القلب تجعلنا أغبياء بحقّ أنفسنا نخسر سلامنا وفرحنا هنا في هذا الدّهر وفي الدّهر الآتي.

لَيت هذا المقطع الإنجيليّ يَجعَل قلوبنا، إذا كنّا من الأغنياء، ليّنة طريّة تنظر إلى الحياة الآتية ولا نعيش فقط بالتّرفّه والتّنعّم غافلين إخوتنا الفقراء الّذين يعطوننا فرصة الدّخول إلى الملكوت. وإذا كنّا من الفقراء أو المصابين بالتّجارب صبورين غير متذمّرين حاملين تجاربنا على أنّها نعمة من الله،  الطّريق الضّيّق، الّذي ينفذ بنا إلى ملكوت الله حيث لا وجع ولا حزن ولا تنهّد بل حياةٌ لا تَفنى، آمين.

في سِرّ الزّواج

"في البَدْءِ … خَلَق الله الإنسان رجلًا وامرأة خلقهم… وباركهما الله وقال لهما أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض وأخضعوها" (تكوين 27:1_28). وقال الرَّبّ الإله "ليس جيّدًا أن يكون آدم وحده… و بَنى الرب الإله الضّلع الّتي أخذها من آدم امرأة وأحضرها إلى آدم. فقال آدم هذه الآن عَظْم من عِظامي ولَحْم من لَحْمي… لذلك يترك الرّجل أباه وأمّه ويلتصق بامرأة ويكونان جَسَدًا واحِدًا" (تكوين 18:2-25). هذا كان في الفردوس قبل السّقوط. الله أسّس سِرّ الزّواج لحظة خلق الإنسان وصار الزّواج وحدة فريدة بين كائِنين بشريّين أساسها تجاذب مُنبَثِق من الطّبيعة البَشريّة نفسها كما خرجت من الله الخالق وليس طارئًا عليها. من هنا فإنّ دعوة الرّجل والمرأة أن يُصبِحا جَسَدًا واحِدًا أي كيانًا واحِدًا وحقيقةً واحِدةً. هذا المفهوم للزّواج تدهور مع السّقوط ولم تَعُد حوّاء بِنَظر آدم هي الـمُعين ونصفه الآخر بل صار يرى فيها سببًا لسقوطه في الخطيئة: "المرأة الّتي جعلتها معي هي أعطتني من الشّجرة فأكلْتُ" (تكوين 12:3).

الّذي يميّز الزّواج المسيحيّ هي البركة الّتي يسعى إليها الزّوجان اللّذان لا يرضيان بالعيش معًا قبل تقديم حبّهما لله عبر السِّـرّ الـمُقدّس. فالزّواج المسيحيّ ليس مجرّد عقد يتمّ بين شخصين. إنّه مؤسّسة إلهيّة يدخل الله فيها شريكًا، وهي أبديّة لا تَزول. فالموت نفسه لا يفرّق بين الزّوجين المسيحيّين. ولكي تحلّ بركة الله على العَروسَيْن، يجب أن يكون المسيح حالًّا في قَلْبَيْهما، كما يجب عليهما أن يَعيا معنى المحبّة الكاملة الّتي علّمها يسوع للبشر قولًا وفعلًا والّتي ستجمعهما. يقول أحد الآباء "الزّواج المسيحيّ ليس وضعًا تفرضه الطّبيعة أو علاقة بالارتباط الماديّ وحده، بل هو حالة من النّعمة يَعيشها من تعاهدا الوفاء في المسيح بحيث يكون صيرورة متواصلة نحو ملء المحبّة. في الزّواج الـمُقدّس يُدعى الرّجل والمرأة بصفتهما مواطنين في الملكوت وابنين حقيقيّين "لعروس الكنيسة" إلى عدم الوقوف عند حدود بشريتهما بل إلى الدّخول في دائرة الحبّ الإلهيّ. الزّواج مؤسّسة إلهيّة منذ فجر الخليقة وليس مُجرّد عقد اتّفاق بين شخصين كما يقول البعض. وحدة الحبّ هذه انكسرت بالسّقوط في الخطيئة وصار الحبّ مشبوهًا بالنّزعة نحو امتلاك الآخر والسّيطرة عليه: "إلى رَجُلِكِ يكون اشتياقك وهو يسود عليك" (تكوين 16:3). لكن المسيح عبر سِرّ الفِداء الّذي أتمّه أعاد سِرّ الزّواج إلى أصالته، عبر الحب الّذي أفرغه فينا أعاد إلينا النّموذج الثّالوثيّ الأوّل للحبّ. هكذا في الزّواج المسيحيّ عندما يتقدّم الزّوجان للآب السّماويّ ويقدّمان له في المسيح حياتهما كلّها، عندما يجتمع اثنان باسم يسوع المسيح و"يكون المسيح بينهما "يطعّم الحبّ البشـريّ بالحبّ الإلهيّ ويتحقّق الاتّحاد الأصيل فيصير الاثنان واحدًا في يسوع المسيح الّذي يجمعهما.

أخبارنا

عيد رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل—أبلح

يترأس صاحب السيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس، بمناسبة عيد رئيسي الملائكة ميخائيل وجبرائيل، صلاة غروب العيد في كنيسة رئيس الملائكة ميخائيل - أبلح، وذلك يوم الأربعاء في 7 تشـرين الثاني 2018 عند الساعة الخامسة والنصف مساء. ويترأس سيادته قداس العيد يوم الخميس في 8 تشرين الثاني عند الساعة الخامسة والنصف، وتسبق القداس السحرية عند الساعة الرابعة والنصف.

سهرانيّة بمناسبة عيد القديس نكتاريوس العجائبي—قوسايا

يترأس صاحب السّيادة راعي الأبرشيّة المتروبوليت أنطونيوس، بمناسبة عيد القديس نكتاريوس العجائبي أسقف المدن الخمس، سهرانيّة العيد التي تبدأ عند الساعة السادسة من مساء يوم الجمعة الواقع فيه التاسع من شهر تشرين الثاني  في كنيسة رقاد السيدة—قوسايا 2018.

ألا أعاد الله على الجميع هذه الأعياد بالخير والبركة.

انقر هنا لتحميل الملف