Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد ٣ أيلول ۲٠١٧

العدد ۲١

الأحد (١٣) من متّى  

اللّحن٤- الإيوثينا ۲

كلمة الرّاعي

حرب الشّيطان على الكنيسة

يعتقد بعض النّاس أنّ الشيطان غير موجود أو أنّه فكرة، لكن الكنيسة تؤكّد أن الشيطان كائن روحي شخصي وموجود ويحارب الإنسان ليبعده عن الله وخلاصه. الشيطان عدوّ الله وعدوّ الإنسان، يريد تدمير الإنسانيّة والخليقة كافّة. هو مخلوق وليس إلهًا، ولا سلطان له على الإنسان ما لم يستسلم له هذا الأخير أو يقبل أفكاره. هو يوحي لنا ويبثّ فينا أفكارًا. عنده خبرة آلاف السنين بالبشر، يعرف النفس البشرية ويشتغل على مَواطِنِ الضّعف فيها لِيُرْبِكَ الإنسان ويشوّشه ويرميه في الضَّياع واللَّامعنى.

*           *           *

الكنيسة هي جسد المسيح، والرَّبّ يسوع هو رأسها. رعاتها يجب أن يكونوا على صورة معلِّمِهِم. الرَّبّ هو الأساس. الكنيسة واحدة جامعة مقدَّسَة رسوليَّة. وحدتها تأتي من وحدة الإيمان ومن وحدة الرّبّ. الرعاة في الكنيسة واحد لأنّ المعلّم واحد. تتجلّى هذه الوحدة أيضًا على صعيد المجمع المقدَّس في كلّ بطريركيّة أو كنيسة مستقلّة، مجمع الأساقفة الّذي يرأسه البطريرك كمتقدّم بين متساويين. لا هو يصنع أمرًا يمسّ الكنيسة جمعاء دون المجمع ولا المجمع أو المطارنة يصنعون شيئًا يخصّ الكنيسة كلّها دون الرجوع إليه وإلى المجمع المقدَّس.

المجمع المقدَّس "ليس برلمان أساقفة. هو سعي إلى وحدتهم ولا قيمة فيه للعدد إلَّا رمزًا لاتجاه في المعتقد أو الرّعاية. المبتغى مشيئة الله وتبيّنها من خلال عقيدة إلهيَّة مسكوبة، أحيانًا، قوانين هي فوق الإدارة المألوفة أو تبنّيها من خلال تراث تاريخيّ مُرتبط بالعقيدة. السّعي إلى معرفة مشيئة الله في موضوع مُثَار وليس هو القول بنظام ديمقراطيّ إذ ليس من كلمة إلَّا كلمة الله" (بقلم المطران جورج خضر، جريدة النهار السبت في 10/11/2014).

رمز الوحدة الكنسيّة على صعيد البطريركيّة هو البطريرك، ورمزها على صعيد الأبرشيّة هو المطران، وعلى صعيد الرعية هو الكاهن. والكاهن والمطران والبطريرك هم مسؤولون عن السعي لتجسيد هذه الوحدة ما بين الرعية والرعايا في الأبرشيّة وما بين رعايا الأبرشيّات فيما بينها على صعيد الكرسيّ، بالتعاون والشراكة مع المؤمنين من ضمن الأطر الكنسيّة الّتي يحدّدها القانون الكنسيّ.

*           *           *

عدو الشّيطان في العالم هم المؤمنون بالمسيح. الشّرير يريد تدمير الكنيسة، لذلك يعمل على تدمير المؤمنين. وكيف يفعل هذا؟ بأن يحاول تدمير صورة الكاهن والمطران والبطريرك والمؤسسات الكنسيّة، ليوقف المؤمنين عن الجهاد الروحي ضدّ أهوائهم ويبعدهم عن التوبة إذ يجعلهم يسقطون في دينونة رعاتهم. يختلق مشاريع تفريقيّة. ينمّي روح التباعد والاستقلاليّة. تعبير "كنيسة مستقلّة" ينطبق على البطريركيّات وما شابهها، ولكنّه لا يعني سوى الاستقلاليّة في الإدارة الداخليّة، أمّا كلّ ما يتعلّق بالإيمان الواحد والشهادة العالميّة الواحدة فهو يصير بالتّوافق الآبائيّ المؤسَّس على العقيدة الواحدة وروح التقليد الحيّ.

"إِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ الرُّؤَسَاءِ، مَعَ السَّلاَطِينِ، مَعَ وُلاَةِ الْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هذَا الدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ الشَّرِّ الرُّوحِيَّةِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ" (أفسس 6: 12). علينا أن نعلم بأن حربنا ليست مع البشر بل مع الشّرير الّذي لن يتوقف عن محاولاته لتدمير المؤمنين والرعاة وبالتالي الكنيسة.

نحن نتمسَّك بوحدتنا في المسيح كمؤمنين فيما بيننا، كرعاة مع الرعية، كمطارنة مع البطريرك، ككرسيّ أنطاكي واحد برأس واحد للمجمع المقدَّس هو السّيّد البطريرك راعي الرعاة وأبو الآباء الّذي يَحتضن الجميع ويُحتَضن من الجميع لمجد المسيح وبنيان الكنيسة وشهادتنا للعالم. وَحدتنا في المسيح جميعًا هي شهادتنا للعالم أن الحبّ هو الّذي ينـتصر، لأنّ الله محبّة وهو الّذي يغلب فينا ومن خلالنا ظلمة هذا الدّهر وروح الحقد والكراهية فيه إذ يسكب رحمته وحنانه على المسكونة من خلال أصفيائه الّذين نحن يجب أن نكون منهم كمؤمنين بالرَّبّ يسوع.

هذه رسالتنا، هذه حياتنا، هذه شهادتنا، هذا هو فرحنا وإيماننا ورجاؤنا. هكذا نترجم محبّتنا لله والإنسان أن يصير الله ظاهرًا في حياتنا وحاضرًا في العالم من خلالنا، لأن هذه هي الحياة الأبديّة أن يعرف البشر الله الآب في يسوع المسيح بنعمة الروح القدس...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (اللّحن الرّابع)

إنَّ تلميذاتِ الرَّبّ. تعلَّمْنَ مِنَ الملاكِ الكَرْزَ بالقيامةِ البَهِج. وطَرَحْنَ القضاءَ الجَدِّيَّ. وخاطَبْنَ الرُّسُلَ مُفْتَخِرَاتٍ وقائلات. سُبِيَ الموتُ وقامَ المسيحُ الإله. ومنحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

القنداق لميلاد والدة الإله

إنَّ يواكيمَ وحَنَّةَ من عارِ العُقْرِ أُطْلِقا. وآدمَ وحوَّاءَ من فسادِ الموتِ بمولِدِكِ المُقَدَّسِ يا طاهرةُ أُعْتِقَا. فَلَهُ يُعيِّدُ شعبُكِ إذ قد تخلَّصَ من وَصْمَةِ الزَّلاَّتِ، صارخاً نحوكِ: العاقرُ تَلِدُ والدةَ الإلهِ المُغَذِّيةَ حياتَنا.

الرّسالة (1 كورنثوس ١٣:١٦-٢٤)

مَا أَعْظَمَ أَعْمَالَكَ يَا رَبُّ، كُلَّهَا بِحِكْمَةٍ صَنَعْتَ

بَارِكِي يَا نَفَسِي الرَّبَّ

يا إخوةُ، اسْهَرُوا، اثْبُتُوا على الإيمانِ، كونوا رِجالًا، تَشَدَّدُوا. وَلْتَكُنْ أُمورُكُم كُلُّهَا بِالْمَحَبَّة. وأَطْلُبُ إِلَيْكُمُ أَيُّهَا الإخوةُ بما أَنَّكُم تَعْرِفُونَ بيتَ اسْتِفَانَاسَ، إِنَّهُ بَاكُورَةُ آخَائِيَةَ، وقد خَصَّصُوا أَنْفُسَهُم لِخِدْمَةِ القِدِّيسِين، وأنْ تَخْضَعُوا أنتم أيضًا لِمِثْلِ هَؤلاءِ ولكلِّ مَنْ يُعَاوِنُ ويَتْعَب. إنِّي فَرِحٌ بِحُضُورِ اسْتِفَانَاسَ وفُرْتُونَاتُسَ وأَخَائِكُوسَ، لأنَّ نُقْصَانَكُم هَؤُلاءِ قد جَبَرُوه فَأَرَاحُوا رُوحِي وأَرْوَاحَكُم. فَاعْرِفُوا مِثْلَ هؤلاء.ِ تُسَلِّمُ عليكم كنائسُ آسِيَة. يُسَلِّمُ عليكم في الرَّبِّ كثيرًا أكِيلَا وبِرِسْكِلَّة والكنيسَةُ الَّتي في بيتِهِمَا. يُسَلِّمُ عليكم جميعُ الإخوة. سَلِّمُوا بعضُكُم على بعضٍ بقُبْلَةٍ مُقَدَّسَة. السَّلامُ بِيَدِي أنا بولُس. إنْ كانَ أَحَدٌ لا يُحِبُّ ربَّنَا يسوعَ المسيحِ فَلْيَكُنْ مَفْرُوزًا. مَارَان أَثَا، نِعمَةُ ربِّنَا يسوعَ المسيحِ معكم. مَحَبَّتِي مَعَ جَمِيعِكُم في المسيحِ يسوع. آمين.

الإنجيل (متى ٣٣:٢١-٤٢)

قالَ الرَّبُّ هذا الْمَثَل: إنسانٌ رَبُّ بيتٍ غرَسَ كرْمًا وحَوَّطَهُ بِسِيَاجٍ وحَفَرَ فيهِ مَعْصَرَةً وبَنَى بُرْجًا وسَلَّمَهُ إلى عَمَلَةٍ وسَافَر. فَلَمَّا قَرُبَ أَوَانُ الثَّمَرِ أَرْسَلَ عَبِيدهُ إلى العَمَلَةِ لِيَأْخُذُوا ثَمَرهُ، فَأَخَذَ العَمَلَةُ عَبِيدهُ وجَلَدُوا بَعْضًا وقَتَلُوا بَعْضًا ورَجَمُوا بَعْضًا. فَأَرْسَلَ عبيدًا آخَرِينَ أَكثرَ من الأَوَّلِينَ فصنَعُوا بهم كذلك. وفي الآخِرِ أَرْسَلَ إليهِم ابْنَهُ قائلًا سيَهَابُونَ ابْنِي. فلمَّا رأى العَمَلَةُ الابْنَ قالُوا في ما بينَهُم: هذا هو الوَارِثُ. هَلُمَّ نَقْتُلُهُ ونَسْتَوْلِي على ميراثِهِ؟ فأَخَذُوهُ وأَخْرَجُوهُ خَارِجَ الْكَرْمِ وقَتَلُوهُ. فَمَتَى جاءَ رَبُّ الْكَرْمِ فماذا يفعلُ بأُولَئِكَ العَمَلَة؟ فقالُوا لهُ إنَّهُ يُهْلِكُ أُولَئِكَ الأَرْدِيَاءَ أَرْدَأُ هَلَاكٍ، ويُسَلِّمُ الْكَرْمَ إلى عَمَلَةٍ آخَرِين يُؤَدُّونَ لهُ الثَّمَرَ في أَوَانِهِ. فقالَ لهم يسوع: أَمَا  قَرَأْتُمْ قَطُّ في الْكُتُبِ إِنَّ الْحَجَرَ الَّذي رَذَلَهُ الْبَنَّاؤُونَ هُوَ صَارَ رَأْسًا للزَّاوِيَة. مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ كَانَ ذَلِكَ وَهُوَ عَجِيبٌ في أَعْيُنِنَا.

حول الإنجيل

يتميّز إنجيل متّى بسرده لِبَاقَةٍ من الأمثلة، التي أعطاها الرَّبّ يسوع لتلاميذه من واقع الحياة، بسبب قساوة قلوبهم، لكي يفهموا سرّ تدبيره الإلهي ومحبّته، لاسّيما سرّ ملكوت السماوات والسبيل لنرث هذا الملكوت المُعَدّ لمختاريه.

في هذا المشهد، ربّ البيت هو الله الآب الذي غرس كرماً وسيّجه وحفر فيه معصرة وسلّمه الى كرّامين، لقد ائتمنهم على الكرم بعد أنْ قدّم لهم كلّ الإمكانيات للعمل. إِثْرَ عودته، أرسل خدّاماً أُمَنَاء على ثلاثة مراحل، أنبياء وأبراراً يدعون اليهود للتوبة، لكنّ اليهود كانوا أشراراً ومتحجّري القلب ولم يقبلوا كلمة الرب: "ها إنّ كلمة الرَّبّ صارت لهم عاراً لا يُسَرُّون بها" (ار ٦: ١٠).

في هذا المثل، تختصر هذه الكلمات تاريخ بني اسرائيل في العهد القديم كلّه.  بعد رفضهم للأنبياء والأبرار، أرسل الله في المرحلة الأخيرة ابنه الوحيد الى العالم لكي لا يَهلك كلّ من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية، أي أن يرث ملكوت السماوات. فالله أخلى ذاته آخذاً صورة عبد ليعيد الصورة التي تشوّهت قديماً مع عصيان الجدّين الأوّلين لمشيئته، وهذا كلُّه بدافع محبّته: "لأنّه هكذا أحبّ الله العالم حتى إنّه أرسل ابنه الوحيد..." (يو٣: ١٦)، هذا الابن الوحيد الذي انتظره اليهود، ”المسِّيَّا“، ليخلصهم من الظلم. فما كان منهم سوى أن تآمروا عليه وقتلوه: "أخرجوه خارج الكرم وقتلوه" أي خارج حدود الشريعة.

هذا هو حجر الزاوية الذي رذله البنّاؤون، أي الحجر الذي اعتبروه أثناء بناء الهيكل غير نافع، أصبح هو حجر الزاوية أي أساس وركيزة البناء كلّه، صار رأساً للزاوية، رأساً للكنيسة بعد أن قام وأقام معه كلّ من آمن به من ذرّية آدم ، لأنّ كلّ من يؤمن به لا يعرف الهلاك.

في يومنا هذا، ما زال الكثير من المسيحيين يتآمرون على قتل الابن الوحيد الذي أتى ليرفعنا إليه. فماذا سيفعل بأولئك العملة؟ سيطردهم خارجاً حيث البكاء وصرير الأسنان.

فعلينا يا إخوة أن نجاهد الجهاد الحسن حتى لا يغلق السيّد باب رحمته علينا ونصبح تائهين في بريّة خطايانا ونردّد كاليهود: "على أنهار بابل هناك جلسنا فبكينا عندما تذكَّرنا عظمة وجلال الرب" (مز١٣٧: ١). ومن له أذنان للسّمع فليسمع.

أقوال آبائّية 

حول تنشئة الأولاد (للقدِّيس بورفيريوس)

+ نبدأ تنشئة الأولاد من لحظة تكوينهم، فالجنين يسمع ويشعر وهو في أحشاء أمّه. تغضب الأمّ فيغضب الجنين، تشعر الأمّ بالحزن، بالألم، بالقلق... فيتأثّر الجنين بكلّ هذا. وعندما يكون في قلبها الفرح والسّلام تَنْقُلُ هذه الفضائل سِرًّا إلى مَنْ تَحْمِلُ في أحشائها. لهذا يجب على الأمّ أن تُصَلِّي كثيرًا خلال فترة الْحَمْلِ.

+ سلوك الأولاد له علاقة مباشرة بحالة الأهل. عندما ينجرح الأولاد من سوء تصرّف الوالِدين، يفقدون قواهم وشوقهم للسَّير إلى الأمام ويُفْسِدُونَ بناء أنفسهم ويهدِّدُون هذا البناء للخطر. الإصلاح يَصير فقط بتقديس الأهل وتطهيرهم. صِيرُوا قدّيسين ولن تكون عندكم أيّة مشكلة مع أولادكم.

+ صَلُّوا أنتم الأهل، صَلُّوا بصمت وأياديكم مرفوعة نحو المسيح، معانقين أولادكم سِرًّا. وعندما يُحْدِثُون فوضى خُذُوا بعض التّدابير التّربويّة، لكن دون أن تَضْغَطُوا عليهم وبالأَخَصّ صَلُّوا.

+ لا تكتفينَّ الأمُّ بالملاطَفَة الحِسِّيَّة لولدها بل عليها أن تقدّم في الوقت نفسه دفء الصّلاة. يشعر الولد في عمق نفسه بالدّفء الرّوحيّ الّذي تَبْعَثُه أُمّه سِرِّيًّا له، فينجذب نحوها. يشعر بأمان واستقرار عندما تغمره الأمّ سِرًّا بالصّلاة الدّائمة وتحرِّره ممّا يُضَيِّقُ عليه. النّصائح والإرشادات الكثيرة تُسِيء كثيرًا.

 الأطفال في المسيح

 - في سبيل تنشئة الأطفال، عليك أن تقلِّل من الكلام، أن تُكْثِرَ من الْمِثَالِ الطَّيِّب وأن تُصَلِّي من أجلهم كثيرًا.

- خير لك أن تُكَلِّمَ الله كثيرًا في شأن أطفالك من أن تكلِّم أطفالك كثيرًا في شأن الله.

- على الأهل أن يُحِبُّوا ولدهم كما هو لا كما يريدونه أن يكون، صورةً عنهم.

-  سأل ولد أحد الكهنة: قبل أن أُولَدَ أين كُنْتُ؟ فأجابه: كنتَ في فكرِ الله.

الاِعتراف (للقدّيس باييسيوس)

+ لكي يشعر الإنسان بالرّاحة عليه أن يتخلّى عن التّكبّر. هذا لا يحصل إلَّا بواسطة سرّ الاعتراف. عندما يفتح الإنسان قلبه لأبيه الرّوحيّ مُعْتَرِفًا بخطاياه بتواضع، فإنَّ أبواب السَّماء تنفتح وتحلّ عليه نعمة الله... قَبْلَ الاعتراف يُخَيِّمُ الضّباب وتتعذَّر الرُّؤيا... الاعتراف يُبَدِّدُ الضَّباب ويَجْلُو الأُفُق ويَنْقَشِع الجوّ فتكون الرّؤيا جيّدة واضحة. لذلك كنت أُرسل طالِبِي النُّصْح إلى الاعتراف أوَّلًا. ومن ثّمَّ العودة للتَّحدُّث والمناقشة....

+ ذات يوم كنت أحرث الحقل لكي أزرع بعض أغراس البندورة. مَرَّ أحد الأشخاص وقال لي ماذا تفعل؟ أجبته "أُمَارِسُ سرّ الاعتراف في حقلي". قال وهل يحتاج الحقل إلى الاعتراف؟. "طبعًا أجبتُ فالحقل بحاجة للاعتراف، أي تنقيته من الحجارة والأشواك والأعشاب، عندها يُنتج ثمارًا شهيَّة جيِّدة وبخلاف ذلك فإنَّ الثِّمار تكون مريضة صفراء..." هكذا الإنسان الرّوحيّ بحاجة إلى التّنقية الْمُسْتَمِرَّة بمعموديَّة الدُّموع أي التّوبة.

صلاة للقدّيس أفرام السّريانيّ

يا الله، يا الله، يا الله، أنا لستُ مستحقّاً أنْ أَرفعَ نَظَرِي إليكَ بِسَبَبِ كَثرَةِ الذُّنُوبِ وَالسَّيِّئاتِ الّتي ارْتَكَبْتُها، فلا تُخَيِّبْ رَجائِي بِرَحْمَتِك. أُسْتُرْنِي تَحتَ كَنَفِكَ الحَصِين. ظَلِّلْنِي بِظِلِّكَ الظَّلِيل. وَلا تَرْمِنِي في أَيدِي الأشرارِ وَالظّالِمِين. وَنَجِّنِي مِنَ الجَبابِرة. قَوِّ عَزْمِي وَثَبِّتْ قَدَمَيَّ في طاعَتِك، وَاخْتُمْ عُمرِي بِآخِرَةٍ صالحة. نَجِّنِي مِن مَوتِ الخطيئة، وَاجْعَلْنِي مِنَ الّذِينَ فازُوا بِالحَياةِ الدّائمة. أنتَ قُلتَ في إنجيلِكَ المقدَّس، وَقَولُكَ حَقّ: "تعالَوا إلَيَّ يا جَمِيعَ المُتعَبِينَ والمُثْقَلِينَ وَأنا أُرِيحُكُم". وأنتَ القائلُ أيضاً، وقَولُكَ حَقٌّ: "إسأَلُوا فَتُعْطَوا، أُطلُبُوا فَتَجِدُوا، إقْرَعُوا فَيُفْتَحَ لَكُم". فأنا أسألُكَ يا رَبُّ أَنْ تَمنَحَنِي تَوبَةً صادِقَةً وَإيماناً مُستقيماً، لكي أَحظى بِكَ في دارِ النَّعِيم إلى دَهرِ الدُّهُور. آمين.

أخبار

استشهاد العريف إيلي إبراهيم فريجي

شَيَّعَت بلدة رعيت العريف شهيد الجيش اللبناني والوطن إيلي ابراهيم فريجي في كنيسة الصليب للروم الأرثوذكس. وهو سقط أثناء تأديته واجبه في معركة "فجر الجرود" لتحرير جرود رأس بعلبك والقاع من الإرهاب. وقد قضـى مع رفيقين له بانفجار لغم ارضي في آليّتهم العسكرية، بحضور النائب عاصم عراجي ممثلا رئيس الحكومة سعد الحريري، وممثل وزير الدفاع يعقوب الصراف وقائد الجيش العماد جوزف عون العقيد الركن ياسر جمعة، والنائب طوني ابو خاطر ممثلا رئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، والوزير السابق كابي ليون، والنائب السابق سليم عون، ورئيسة الكتلة الشعبية السيدة ميريام سكاف، وشخصيات أخرى من وفود من قيادة الجيش ضباطا وعناصر، رؤساء بلديات ومخاتير، فعاليات محلية زحلية وبقاعية، وبمشاركة حشود شعبية من قرى البقاع الشرقي، الاقارب واهالي البلدة والجوار. وسجي جثمان شهيد الوطن في قاعة الكنيسة ومن ثم أدخل النعش إلى الكنيسة محمولا على أكتاف رفاق السلاح على وقع عزف موسيقى الجيش، وإطلاق المفرقعات النارية، وترأس الصلاة لراحة نفسه سيادة راعي الأبرشيّة مطران زحلة وبعلبك وتوابعهما المتروبوليت انطونيوس (الصوري) بحضور لفيف من الكهنة والشمامسة. وألقى سيادته كلمة تأبينيّة للتعزية. وبعد انتهاء صلاة الجنازة ألقى ممثل وزير الدفاع وقائد الجيش العقيد الركن ياسر جمعة كلمة في العريف الشهيد، بعدها ووريَ الثرى في مدافن الرعيّة.

انقر هنا لتحميل الملف