Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

  


الأحد 3 شباط 2019

العدد 5

أحد 15 من لوقا  (زكّا)

اللّحن 3 - الإيوثينا 3

أعياد الأسبوع: *3: سمعان الشيخ، حنّة النبيِّة *4: البار إيسيذوروس الفرمي *5: الشّهيدة أغاثي *6: الشّهيد إليان الحمصيّ، بوكولوس أسقف أزمير، فوتيوس بطريرك القسطنطينيّة *7: برثانيوس أسقف لمبساكا، البار لوقا *8: ثاوذوروس قائد الجيش، النّبيّ زخريّ *9: وداع عيد الدّخول، الشّهيد نيكيفورس.

كلمة الراعي

روح اليأس والغَلَبَة عليه

”أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ،

هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ ...“

(1 كو 13: 13)

روح اليأس هو روح الإحباط والفشل وفقدان الرَّجاء. هو يدمّر الإيمان ويقتل المحبَّة. ينغلق الإنسان على نفسه هربًا من الألم الأكبر ويدخل في الدّينونة والتَّجديف، لكنّه بذلك يزيد من أوجاعه... ”فِي الانْفِرَادِ الْحُزْنُ يَتَشَدَّدُ، وَحَيَاةُ الْبَائِسِ هِيَ عَلَى حَسَبِ قَلْبِهِ...“ (يشوع بن سيراخ 38: 20).

الشَّيطان يريد أن يوصِل الإنسان إلى هذه الحالة. إنَّها انهيار الكيان الإنسانيّ بسبب الغرق في الأنا والاتِّكال على الذّات وعدم الثّقة بالله.

قد يصل الإنسان إلى هذه الحالة بسبب ظروف صعبة يمرُّ بها أو مرّ بها في طفولته أو شبابه دفعته إلى عدم الثّقة بأحد بسبب خيانته من أقرب المُقرَّبين إليه أو من الّذين كان مؤتَمنًا عليه منهم، وبسبب فقدانه الأمان الأبويّ والحنان الأموميّ. إنّها إنهيار كلّيّ للدّفاعات النّفسيّة والرّوحيّة، فالله، بالنّسبة إليه، إمّا أن يصبح غير موجود أو عدوًّا له أو مُشاركِا في التّسبّب بمأساته. وقد يصل إلى هذه الحالة بسبب تضخُّم الأنا عنده إذ لا يجد أنّه مقدَّر في شخصه وأعماله كما هو يتوقَّع ويريد أو بسبب فشله المُتواصِل في تحقيق أو إنجاز ما يَصبو إليه، أو بسبب الفقر والبؤس والتّهميش الّذي يعيش فيه أو يضعه فيه من حوله أو مجتمعه.

كما يمكن أن يوجد يأس جماعيّ بسبب استمرار الظّلم أو الفساد وعدم قيام الحقّ...

في كلّ الأحوال، لا يستطيع اليأس أن يتملَّك الإنسان ما لم يبعده عن الله. لذلك، المؤمن الحقّ لا يقع في اليأس أبدًا لأنّه ابن الرّجاء ويعرف محبّة الله.

*          *          *

اليائس هو الّذي قُبِض عليه من الشّعور باللّاقدرة على تغيير أي شيء ممّا يُفقده الرّغبة في الحياة ويدفعه إلى التّقوقع والانغلاق على ذاته أكثر فأكثر ورفض التّعاطي مع البشر.

لا يستطيع اليائس أن يتغلّب على حالته ويخرج منها وحده وبقدرته، لأنّ الموت قد قيَّد كيانه وتغلغل فيه. فقط بنعمة الله يغلب ويخلص ويتحرَّر. هذا يتطلَّب، إجمالًا، وجود شخص يحمل هذه الحضرة الإلهيّة لينتشله الله بواسطته من جبّ الحمأة القاتل هذا!... على اليائس، تاليًا، أن يتجاوب، أن يتعاون، أن يتَّضِع ليقبل المعونة والعضد وأن يكون صادقًا وشفَّافًا...

*          *          *

اليأس حالة يوقعنا فيها الشّيطان باستدراجه لنا إلى الخطيئة عبر أهوائنا، إجمالًا، ويدفعنا إلى التّوبة غير الحقيقيّة وبالتّالي الفشل في التّحرُّر من عبوديّة الشّهوات مِرارًا وتكرارًا لكي نُحبَط ونقع في الحزن القاتل. يجذبنا إلى الخطيئة ويكرِّهنا فيها ليحطِّم صورتنا الإلهيّة ويطبعنا بصورته هو أي ”الكذَّاب“. بالكذب قتل الإنسان في البدء لمّا أقنعه أنّه قادر أن يصير مثل الله من دون الله فجعل الإنسان يقضي بنفسه على نفسه. باليأس من محبّة الله جعل قايين يقتل هابيل، فينحر ذاته في الوقت ذاته لأنّه قتل الحبّ في داخله بالأنانيّة.

اليأس تصديق لكذبة الشّيطان أنّ الله غير موجود أي غير فاعل وحاضر في حياة الإنسان، إنّه وقوع في وَهم أنّ الرَّبّ وإن وُجِد عاجز أو لا يكترث بخليقته ... لا بل، أحيانًا، يُقنع الشّرّير الإنسان أنّ الله يكرهه ويرفضه ويريد تدميره...

*          *          *

هذا الشّيطان ”لاَ يُمْكِنُ أَنْ يَخْرُجَ بِشَيْءٍ

إِلاَّ بِالصَّلاَةِ وَالصَّوْمِ...“ (مرقس 9: 29)

فقط بالإيمان الفاعل بالمحبّة والمُشبَع بالرّجاء بالقيامة في جهاد الصّلاة والصّوم الحقيقيّ وليس الشّكليّ وبمرافقة إنسان روحيّ (Pnevmatikos) مُختَبَر وبآلام كثيرة وصبر واحتضان يتغلَّب الإنسان على هذا الموت الرّوحيّ الّذي يسعى الشّيطان بكافة الوسائل ليقبض علينا به. إذا لم يلجأ الإنسان إلى الرَّبّ كما ذكرنا سيدخل في دوّامة الأدوية والعلاجات النفسية الّتي لا يمكنها أن تغيِّر الإنسان حقيقة لأنّ العلاج هو في الموت عن الإنسان القديم والولادة بالنّعمة في التّوبة إنسانًا جديدًا على صورة يسوع المسيح ...

ومن استطاع أن يفهم فليفهم! ...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّالث)

لِتفرحِ السّماويّات. ولتَبتَهِجِ الأرضيّات. لأنَّ الرَّبَّ صنعَ عِزًّا بساعِدهِ. ووطِئَ الموتَ بالموت. وصارَ بِكرَ الأموات. وأنقذَنا من جَوفِ الجحيم. ومَنَحَ العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة دخول السّيّد إلى الهيكل  (باللَّحن   الأوّل)

إفرحي يا والدة الإله العذراء المُمتلِئَة نِعمةً، لأنّه منك أشرق شمسُ العدلِ المسيح إلهنا، مُنيرًا الّذين في الظّلام، سُرَّ وابتهج أنت أيّها الشّيخ الصّدّيق، حاملًا على ذراعَيْكَ المُعتِق نفوسنا، والمانح إيّانا القيامة.

قنداق دخول السّيّد إلى الهيكل  (باللَّحن   الأوّل)

يا مَن بمولدِكَ ايّها المسيحُ الإله للمُستودع البتوليِّ قدَّستَ، ولِيَدَيْ سمعانَ كما لاقَ باركْتَ، ولنا الآن أدركتَ وخلَّصتَ، إحفظ رعيتَّكَ بسلامٍ في الحروب، وأيِّدِ المؤمنين الّذين أحبَبْنَهم، بما انّك وحدَكَ محبٌّ للبشر.

الرّسالة   (1 تي 4: 9– 15)

الرَّبُّ يُعطي قوَّةً لشَعبِه

قدِّموا للرَّبِّ يا أبناءَ الله

 

يا إخوةُ، صادقة هي الكلمةُ وجَديرةٌ بكُلِ قَبُول. فإنَّا لهذا نتعَبُ ونُعيَّرُ لأنَّا ألقينا رجاءَنا على اللهِ الحيِّ الّذي هو مخلِّصُ النّاس أجمعين ولا سِيِمَّا المؤمنين. فَوصِّ بهذا وعلّم بِهِ. لا يستَهينَنَّ أحدٌ بفتوَّتِكَ، بل كُنْ مثالًا للمؤمنينَ في الكلامِ والتّصرُّفِ والمحبَّةِ والإيمانِ والعَفاف. واظِبْ على القراءةِ إلى حينِ قدومي، وعلى الوعظِ والتّعليم، ولا تُهمِلِ الموهِبَةَ الّتي فيكَ، الّتي أُوتيتَها بنبوَّةٍ بوضعِ أيدي الكَهنة. تأمَّلْ في ذلك وكُنْ عليهِ عاكِفًا ليكونَ تقدُّمُك ظاهِرًا في كلِّ شيءٍ.

الإنجيل  )لو 19: 1– 10)

في ذلك الزّمان، فيما يسوع مُجتاز في أريحا، إذا برجلٍ اسمه زكّا كان رئيسًا على العشّارين وكان غنيًّا، وكان يلتمس أن يرى يسوع من هو، فلم يكن يستطيع من الجمع لأنّه كان قصير القامة. فتقدَّم مسرعًا وصعد إلى جمّيزة لينظره، لأنّه كان مزمعًا أن يجتاز بها. فلمّا انتهى يسوع إلى الموضع رفع طَرْفه، فرآه، فقال له: يا زكّا أسرع أنزل، فاليوم ينبغي لي أن أمكث في بيتك. فأسرع ونزل وقبله فرِحًا. فلمّا رأى الجميع ذلك تذمّروا قائلين أنّه دخل ليحلّ عند رجل خاطئ فوقف زكّا وقال ليسوع: هاءَنذا يا ربُّ أعطي المساكين نصف أموالي. وإن كنت قد غَبنت أحدًا في شيء أردّ أربعة أضعاف. فقال له يسوع: اليوم قد حصل الخلاص لهذا البيت، لأنّه هو أيضًا ابن إبراهيم، لأنّ ابن البشر إنّما أتى ليطلب ويُخلِّصَ مَا قَدْ هلَكَ.

حول  الإنجيل

تضع الكنيسة أمامنا اليوم مقطعًا أساسيًّا يعلن اقترابنا من زمن الصّوم المبارك، وهو حدث اللّقاء بين زكّا والرَّبّ يسوع. فمن هو زكّا ولماذا أراد أن يلتقي السّيّد، وماذا حصل خلال هذا اللّقاء؟

كان زكّا عشّارًا، جامع ضرائب، ولا رَيْبَ أن ينفر كلّ واحد منّا من فكرة دفع الضّرائب، ولكن نرضخ لها إذا ما كان جمعها يتمّ بشكلٍ قانونيّ وشفّاف ولمصلحة الدّولة. أمّا في حالة زكّا، فالكتاب واضحٌ في إظهار فساده وعدم أمانته والأهمّ من ذلك، أنّه كان يجمع لدولة غريبة، مستعمِرة، محتلّة، هي الامبراطوريّة الرّومانيّة، وبالتّالي كان يعتبر خائنًا. وفيما كان زكّا يجمع الضّرائب ويكدّسها في دفتر حساباته، كان أيضًا يجمع الخطايا ويكدّسها في دفتر حياته متخبّطًا في أهوائه، أوَلسنا كلّنا مثله في هذا الأمر؟ خطأة، أثمة، خائنون لنعمة الرَّبّ وفضائله!

ثمّ نقرأ أنّه " طلب أن يرى يسوع"، لماذا؟ لا نعرف! ولكنّ الأهمّ من ذلك هو أنّ زكّا، الّذي كان  " قصير القامة، ركض و" صعد الى جمّيزة لكي يرى يسوع"! أي أنّ زكّا علم بضعفه، علم بما كان ينقصه، فعمل على حلّ معضلته، وهنا الحدث المغيّر الّذي يجب على كلّ واحدٍ منّا أن يتماهى وإيّاه، على المستوى الرّوحيّ، لنتيقّن أنّنا " قصيرو القامة" وبحاجة أن نبدأ بالصّعود لنرى يسوع! في لحظة الاتّضاع هذه، نرتفع! في لحظة الانسحاق هذه نُزهر! في لحظة التّوبة هذه، تُغفَر خطايانا، من قِبَل ربّ المجد، رغم سخط من حولنا، وشماتتهم بنا، رغم تعالي أصوات المندّدين بآثامنا وتعاظم محاولاتهم في إحباطنا وثنينا عن الاعتراف بضعفنا لننال القوّة الوحيدة الغالبة، ألا وهي عظمة أن يمكث الرَّبّ في بيتنا!

صعد زكّا الجمّيزة ورآه يسوع، فأنزله ومكث في بيته، لم يدنْه، لم يعيّرْه، لم يعدّد خطاياه، بل نظر بعين الرّأفة والرّحمة والحنان لتوبة العشّار، فتغيّر الأخير وتحوّل عن الخطيئة، وقال للرَّبِّ: «هَا أَنَا يَارَبُّ أُعْطِي نِصْفَ أَمْوَالِي لِلْمَسَاكِينِ، وَإِنْ كُنْتُ قَدْ وَشَيْتُ بِأَحَدٍ أَرُدُّ أَرْبَعَةَ أَضْعَافٍ «، فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ »الْيَوْمَ حَصَلَ خَلاَصٌ لِهذَا الْبَيْت«!

هكذا، وفيما نحن على أبواب الصّوم الكبير، تشدّد الكنيسة على أهمّية التّوبة وبداية صعودنا نحو الله، لينتشلنا هو إليه. والجدير بالذّكر أيضًا أنّ هذا الحدث الإنجيليّ لا يرد فقط في هذه الفترة المباركة بل أيضًا في خدمة تقديس الزّيت، ويُقرأ ضمن الأناجيل السّبعة في تلك الخدمة، والّتي تعدّد المعجزات الشّفائيّة المُتعدّدة الّتي قام بها الرَّبّ يسوع، رغم أنّ زكّا لم ينلْ أيّ شفاءٍ جسديّ إثر إيمانه كما حصل مع الأعمى والأبرص والنّازفة الدّمّ وغيرهم، إنّما ذلك لتشديد الكنيسة وحرصها على إظهار أهمّية الشّفاء الرّوحيّ الّذي ناله زكّا بفضل توبته وبنعمة السّيّد.

إذًا، فلنشابه يا إخوة زكّا في توبته ولنخطُ خطوة نحو الله، وهو بالتّأكيد سوف يرانا ويُجلسنا معه على مائدته الإفخارستيّة السّريّة، فنتحوّل، مثل زكّا، من جامعي خطايا إلى جامعي نِعَم، من مَمْقوتين مَرذولين إلى محبوبين أخصّاء، من عشّارين إلى... قدّيسين! آمين!

ألرّذيلة والفضيلة

الفضيلة في المفهوم الإنسانيّ العام مزيّة أو قيمة أخلاقيّة، تتّسم بالخير من الصّفات أو شيم الشّخصيّة الّتي تسهم في تحسين سلوك الفرد وخيره وتقدّم المُجتمع. ويقسم البعض الفضيلة إلى 4 أصناف: الأخلاقيّة، الجماليّة، المذهبيّة والفطريّة.

في المفهوم المسيحيّ للفضيلة، ارتقاء بالسّيرة الإنسانيّة نحو النّقاوة في طريق الّذي قال: "أنا هو الطّريق والحقّ والحياة" (يوحنّا 14: 6) .ألفضيلة المسيحيّة تمارس الحياة البارّة وبها النّفس تنتصر على الشّرّ وإغراءاته.

الفضيلة المسيحيّة لا تكتفي بالحياد عن الشّرّ بل لا تنهي عملها إلَا بعمل الخير، "حِدْ عن الشّرّ واصنع الخير" (مزمور 34 :14).

الفضائل تنقسم إلى قسمين: الفضائل الرّوحيّة غير المَنظورة الّتي يعيشها الإنسان وتنمو فيه، والفضائل الرّوحيّة المَنظورة.

غير المنظورة هي الفضائل الإلهيّة أو اللّاهوتّية الثّلاث: الإيمان، الرّجاء والمحبّة (1 كورنثوس 13: 13). يُضاف إليها فضائل مشابهة كالتّواضع والصّبر والتّقوى والتّمييز واحتقار الخطيئة.

القسم المنظور من الفضائل كالصّوم والسّهر والصّلاة والرّحمة وترك العالم (بالنّسبة للرّاهب). هذه الفضائل تُعاش وتُمارس بنية صالحة واستعداد نفسيّ مقبول لدى الله.

الفضائل غير المَنظورة هي ما نصبو إليها، أي هي الأهداف. بينما الفضائل المنظورة هي الوسائل لتحقيق الأولى. إذ إنّ الثّانية تعمل على علاج الإنسان ومداواته، لتحقيق الخلاص له بواسطة الفضائل غير المَنظورة. لذلك حاجتنا إلى كلّ الفضائل غير منظورة والمنظورة كي نصل إلى هدفنا وهو اتّحادنا الأبديّ بالله.

فالأعمال الخارجيّة أي الفضائل المنظورة لا تفيد وحدها، لأنّنا سنقع بما وقع به الفرّيسيّون وأمثالهم الّذين اهتمّوا بالخارج كي يظهروا للنّاس أبرارًا وأهملوا نفوسهم من الدّاخل. لذلك قال الرَّبّ يسوع عنهم منتقدًا: "ويل لكم أيّها الكتبة والفرّيسيّون المراؤون، لأنّكم تعشّرون النّعنع والشّبث والكمّون وتركتم أثقل النّاموس: الحقّ والرّحمة والإيمان. كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك..." (متّى 23:23 ،27 – 28). وفي العهد القديم تكلّم الرَّبّ على لسان أشعياء النّبيّ قائلًا: "هذا الشّعب يكرّمني بشفتيه أمّا قلبه فبعيد عنّي" (إش 29: 13) راجع أيضًا (إش 1: 11 و13 و15). هكذا نفهم أنّ الله لا يقبل أعمال التّقوى الخارجيّة إلّا إذا ترافقت بالفضائل الدّاخليّة. "إغتسلوا بالتّوبة تنقّوا اعزلوا شرَّ أفعالكم أمام عينيَّ كفّوا عن فعل الشّرّ. تعلّموا فعل الخير اطلبوا الحقّ أنصفوا المظلوم أُقضوا لليتيم حاموا عن الأرملة " (إش 1: 16- 17).

يحذر الرّاهب أغابيوس لانذوس في كتابه "كيف سنخلص" من منشورات دير مار الياس شويّا البطريركيّ، صفحة 81، بقوله "خطر الفرّيسيّة كبير علينا جميعًا. ألأفضل أن تكون خاطئًا وتعترف بخطيئتك، من أن تكون بارًّا ومتكبرًّا. الخاطئ باعترافه بمرضه الرّوحيّ يضع بداية للإصلاح والشّفاء والخلاص، لكنّ الّذي لا يعرف ولا يعترف بأنّه مريض لن يُشفى. "إنّ أعمالنا الخارجيّة تدور حول ثلاثة محاور: الله، القريب والشّخص ذاته.

( يتبع حول الرّذيلة)

انقر هنا لتحميل الملف