Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 19 حزيران 2022    

العدد 25

الأحد (1) بعد العنصرة

اللّحن 8- الإيوثينا 1

أعياد الأسبوع: *19: أحد جميع القدِّيسين، الرَّسول يهوذا نسيب الرَّبّ، البارّ باييسيوس الكبير *20: بدء صوم الرُّسُل، القدّيس مثوديوس أسقف بتارُن، القدّيس نيقولاوس كباسيلاس *21: الشّهيد يوليانوس الطّرسوسيّ *22: الشّهيد أفسافيوس أسقف سميساط، البارّ إيسيخيوس رئيس دير العلّيقة في سيناء *23: الشّهيدة أغريبينا ورفقتها *24: تذكار مولد يوحنّا المعمدان، تذكار لزخريّا وأليصابات *25: الشّهيدة فيرونيّة، الشّهداء أورنديوس وأخوته السّتّة.

كلمة الرّاعي

القدِّيسون والآلام

”إنَّ القدِّيسينَ أجمَعين بالإيمانِ قهَروا ...“ (عب 11: 33)

يظنُّ النّاس، بعامّة، أنّ من يرضى عنه الله لا يتحمّل ضيقات أو آلام أو عَوَز في هذا العالم. هكذا كان يعتقد اليهود قديمًا أنّ من يعاني في هذا العالم فهو غير مَرضيّ عنه من الله. الرّبّ يسوع المسيح كشف لنا بُطل هذا الكلام، إذ هو الكامل والبارّ بالمطلق والَّذي لم يعرف خطيئة وابن الله الَّذي سُرّ به الآب تحمّل الاضطهاد والظُّلم واللَّطم والبصاق والحكم من البشر والجلد والصّلب... القدّيسون شاركوا الرّبّ كلّ هذا، كما نسمع في رسالة هذا الأحد (عب 11: 33—40 و12: 1– 2).

من القدّيسين المعاصرين مَن عانوا الأمراض المستعصية وتوفّوا بسببها، مع أنّهم كانوا يَشفون بنعمة الله الَّذين كانوا يأتون إليهم، ونذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر القدِّيس نكتاريوس العجائبيّ أسقف المدن الخمس والقدِّيس باييسيوس الآثوسيّ والقدِّيس بورفيريوس الكافسوكاليڤي (الرّائي)... القدّيسون ليسوا مُعفَين من الآلام والأمراض بل هم شهود لنا في الإيمان الغالب الموت من خلال التّسليم الكلّيّ لمشيئة الله... المرض وآلامه تصير لهم فرصًا لجني أكليل المجد من الله...

*          *          *

لا قداسة بدون شهادة واستشهاد. من يهرب من الألم يهرب من القداسة، لأنّ ألم التّوبة مطهِّر وشافٍ ومحرِّر بنعمة الله، أمّا ألم الاستشهاد فيُمَجِّدُ اللهُ به الإنسان وهو (أي الله) يَتَمَجَّدُ فيه (أي في الإنسان).

لا قداسة، أيضًا، بدون اعتراف بابن الإنسان، فمن ينكره أمام النّاس ينكره هو أمام ملائكة الله. من يستحي بالمسيح يستحي به المسيح أي يَدينه أمام الآب. الاعتراف بالإيمان بالرَّبِّ له ثمن، وثمنه خلاص النّفس. لذلك الجبان في الاعتراف بإيمانه، أي بعيشه والشّهادة له، لا يستطيع أن يتقدَّس.

كما أنّه، لا قداسة بدون تَخَلٍّ عن أنفسنا ومَن/ وما لنا. هكذا يقول الرَّبُّ في إنجيل اليوم إنّ من يحبّ أيّ شخص أو شيء أكثر منه فلا يستحقّه، كما أنّه يؤكِّد بأنّ من يترك أشخاصًا أو أملاكًا لأجله يأخذ مئة ضعف ويرث الحياة الأبديَّة.

ألا يستأهل ميراث ملكوت السّماوات هذه التّضحيات؟!... لذلك يقول الرَّبُّ: ”مَنْ أَرَادَ أَنْ يُخَلِّصَ نَفْسَهُ يُهْلِكُهَا، وَمَنْ يُهْلِكُ نَفْسَهُ مِنْ أَجْلِي فَهذَا يُخَلِّصُهَا. لأَنَّهُ مَاذَا يَنْتَفِعُ الإِنْسَانُ لَوْ رَبحَ الْعَالَمَ كُلَّهُ، وَأَهْلَكَ نَفْسَهُ أَوْ خَسِرَهَا؟“ (لو 9: 24—25).

لا يستطيع الإنسان أن يَفدي نفسه، لأنّه ليس من إنسان بلا خطيئة، لأجل ذلك افتدانا البارّ الَّذي لم يعرف خطيئة ليحرِّرنا من الخطيئة وعبوديّة إبليس ويطلقنا ”إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ“ (رو 8: 21).

*          *          *

أيُّها الأحبَّاء، يوجد الكثير من القدِّيسين الَّذين عاشوا قبلنا أو معنا والَّذين ما زلنا نحيا معهم ولا نعرفهم. لذلك، حدَّدت الكنيسة المقدَّسة عيدًا جامعًا لهم في الأحد الَّذي بعد العنصرة، لأنّ القداسة هي ثمرة عمل روح الله في الإنسان وسكناه فيه.

القداسة هي بساطة الإيمان أي كلّيّة تسليم حياتنا لله دون تذمّر أو شكوى في رضًى تامّ بمشيئة الله الَّذي لا يعطينا إلّا كلّ ما هو مناسب لخلاصنا...

لأجل ذلك، رتّبت الكنيسة المقدّسة أن يبدأ صوم الرُّسُل بعد أحد جميع القدّيسين وإلى عيد هامَتَيْ الرُّسُل بطرس وبولس لكي تعلّمنا أنّه بالصَّلاة والصَّوم وعَيْش وصايا المسيح والكِرازة بها والشَّهادة للرَّبِّ نتقدّس كما تقدَّسَ الرُّسُل والشُّهداء والأبرار.

لذلك، يدعونا الرَّسول بولس، في رسالة هذا الأحد، إلى أن ”نُلْقِ عنَّا كلَّ ثِقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولةٍ بنا. ولْنسابِقْ بالصَّبرِ في الجِهاد الَّذي أمامَنا، ناظِرِين إلى رئيسِ الإيمانِ ومكمِّلهِ يسوع“ (عب 12 : 1—2). هذا يعني أنّ يسوع هو قدوتنا وهو قدوة القدّيسين، ومن يكون يسوع قُبْلته عليه أن يحيا جهاد التّحرُّر والتّنقية بالصّبر في الرّجاء ليكمِّلَ يسوعُ لنا إيماننا بنعمة روحه القدّوس إذ نتّكل عليه ونسلمه ”ذواتنا وبعضنا بعضًا وكلّ حياتنا“.

آلامنا وأحزاننا وضيقاتنا ... كلّها فرص للمؤمن ليزداد قداسة ويجمع أكاليل المجد من لدن العليّ متى سلك بالإيمان في الرّجاء لأجل محبّة الله والاتّحاد به  في سرّ التّخلّي عن كلّ شيء ما عدا طاعة مشيئة الله في طلب نعمته للقداسة...

ومن له أذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انحدرتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

طروباريّة أحد جميع القدِّيسين (باللّحن الرّابع)

أيّها المسيح الإله، إنَّ كنيستَكَ إذ قد تزيَّنت بدماءِ شهدائك الَّذين في كلِّ العالم، كأنَّها بِبِرفيرةٍ وأرجوان، فهي بهم تهتف إليك صارخةً: أرْسِل رأفتَكَ لشَعْبِكَ، وامنَح السَّلامَ لكنيستكَ، ولنُفوسِنا الرَّحمَةَ العُظمى.

قنداق أحد جميع القدّيسين (باللَّحن الرّابع)

أيُّها الرَّبُّ البارِئُ كلَّ الخَليقةِ ومُبدِعُها، لكَ تقرِّبُ المَسكونَةُ كَبَواكيرِ الطَّبيعة الشُّهَداءَ اللّابسِي اللَّاهوت. فبِتَوسُّلاتِهم احفظ كنيسَتَكَ بسلامةٍ تامَّة، لأجلِ والدةِ الإله، أيُّها الجزيل الرَّحمة.

الرّسالة (عب 11: 33-40، 12: 1-2)

عجيبٌ هو الله في قدّيسيه

في المَجامع بارِكوا الله

 يا إخوةُ، إنَّ القدِّيسينَ أجمَعين بالإيمانِ قهَروا الممالِكَ وعمِلُوا البرَّ ونالُوا المواعِدَ وسدُّوا أفواهَ الأُسود وأطفأُوا حِدَّةَ النّارِ ونجَوا من حَدِّ السَّيف وتَقوَّوا من ضُعفٍ، وصاروا أشِدَّاءَ في الحرب وكسَروا مُعسكراتِ الأجانب. وأخَذَت نساءٌ أمواتَهنَّ بالقِيامة. وعُذِّبَ آخرونَ بتوتيرِ الأعضاءِ والضَّربِ، ولم يقبَلوا بالنَّجاةِ ليحْصَلوا على قيامةٍ أفضل. وآخرونَ ذاقوا الهُزءَ والجَلدَ والقُيودَ أيضًا والسِّجن. ورُجِموا ونُشروا وامتُحِنوا وماتوا بِحدّ السَّيف. وسَاحوا في جلودِ غَنَمٍ ومَعَزٍ وهُمْ مُعوَزون مُضايقَون مجَهودون، ولم يكنِ العالمُ مستحِقًّا لهم. فكانوا تائِهينَ في البراري والجبالِ والمَغاوِر وكهوفِ الأرض. فهؤلاء كلُّهم، مَشْهودًا لهم بالإيمانِ، لم يَنالوا الموعِد. لأنَّ الله سبَقَ فنظَرَ لنا شيئًا أفضَل أنْ لا يَكْمُلُوا بدونِنا. فنحن أيضًا، إذ يُحدِقُ بنا مثلُ هذه السَّحابَةِ من الشُّهودِ، فلْنُلْقِ عنَّا كلَّ ثِقلٍ والخطيئةَ المحيطةَ بسهولةٍ بنا. ولْنسابِقْ بالصَّبرِ في الجِهاد الَّذي أمامَنا، ناظِرِين إلى رئيسِ الإيمانِ ومكمِّلهِ يسوع.

الإنجيل (متى 10: 32-33 و37 و19: 27-30)

قال الرَّبُّ لتلاميذِه: كلُّ مَنْ يعترفُ بي قدَّامَ النَّاسِ أعترفُ أنا بهِ قدَّامَ أبي الَّذي في السَّماوات. ومَن ينكرُني قدَّام النّاس أنكرُهُ أنا قدَّامَ أبي الَّذي في السّماوات. مَن أحبَّ أبًا أو أمًّا أكثرَ منّي فلا يستحقُّني. ومن أحبّ ابنًا أو بنتًا أكثر منّي فلا يستحقُّني. ومَن لا يأخذُ  صليبهُ ويتبعُني فلا يستحقُّني. فأجابَ بطرسُ وقال لهُ: هوذا نحنُ قد تركنا كلَّ شيءٍ وتبعناك فماذا يكونُ لنا؟ فقال لهم يسوع: ”الحقَّ أقولُ لكم، إنَّكم أنتمُ الَّذين تبعتموني في جيل التّجديد، متى جلس ابنُ البشر على كرسيّ مجدِهِ تجلِسون أنتم أيضًا على اثَنْي عَشَرَ كرسيًّا تَدينونَ أسباطَ إسرائيلَ الإثني عَشَرَ. وكلّ من ترك بيوتًا أو إخوةً أو أخواتٍ أو أبًا أو أمًّا أو امرأةً أو أولادًا أو حقولًا من أجل اسمي يأخُذُ مِئَة ضِعْفٍ ويرثُ الحياة الأبديّة. وكثيرون أوَّلون يكونون آخِرين، وآخِرون يكونون أوَّلين“.

تفسير القدّاس الإلهيّ (الجزء الثّاني عشر)

مناولة الشَّعب: يقف الكاهن في الباب الملوكيّ رافِعًا الكأس وقائلًا: "بخوف الله وإيمانٍ ومحبةٍ تقدَّموا". إنّه يَدْعو الشَّعب إلى التَّقَدُّمِ لتناول القرابين الإلهيّة. ظهور الكأس في الباب الملوكيّ يُشير إلى قيامة المسيح المجيدة وظهوره للتَّلاميذ، لذلك يهتف الشَّعب قائلًا: "الله الرَّبّ ظهر لنا، مباركٌ الآتي باسم الرَّبّ". وعندما يتقدّم المؤمنون يقول الكاهن، عند مناولة كلّ واحدٍ منهم: "يناول عبدالله (فلان) جسد ودم ربّنا وإلهنا ومُخَلِّصنا يسوع المسيح لمغفرة الخطايا ولحياةٍ أبديّة". يشترك المتناول بموت الرَّبّ وبالتّالي بقيامته، إذ تَسْري فيه قُوَّة وحياة يسوع النّاهض بمجدٍ من بين الأموات، وتُبذر فيه بذور القيامة الكاملة الَّتي سوف تتمّ عند مجيء الرَّبّ الثّاني المجيد. فالمناولة عربون القيامة لأنّها تجعل فينا نحن المائتين عنصر عدم الموت، وتبثّ فينا نحن الفاسدين قُوَّة عدم الفساد حسب وعد الرَّبّ: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبديّة وأنا أقيمه في اليوم الأخير" (يو6: 54).

المناولة تجعلنا متّحدين مع يسوع المسيح، ونصير كذلك واحِدًا مع المشتركين في الكأس الواحدة ذاتها. لأنّ المسيح يسوع هو من يوحّدنا مع بعضنا البعض بالحقيقة. كما أنّنا نؤكِّد ثباتنا في المسيح عبر المناولة، هو الَّذي قال: "من يأكل جسدي ويشرب دمي فله الحياة الأبديّة... ويثبت فيّ وأنا فيه" (يوحنا6: 54-56).

المناولة إذًا هي الخبز السّماويّ وغذاء حياتنا، ولهذا يوصي الآباء القدِّيسون بالمناولة المتواترة. في مقابل هذا، نشدّد ونؤكّد على أهميّة الاستعداد للمناولة بشكلٍ جيّد بالصَّلاة والصَّوم والتَّوْبة والاعتراف؛ فالصَّلاة (صلاة قبل المناولة أو "المطالبسي") تدخلنا في عمق العلاقة المستمرَّة مع الله، والصَّوْم (الانقطاع عن الطَّعام منذ اللّيلة الَّتي تسبق القدّاس الإلهيّ) هو تعبير عن أنّ لا الطّعام ولا الشّراب يلهينا عن الشّركة مع الرَّبّ يسوع، الَّذي نعتبره الإله الحقيقيّ ولا يُلهينا عنه شيء، بالإضافة لِكَوْنه نوع من الجهاد الرُّوحي لاستقبال يسوع الإله في قلوبنا. وأخيرًا طلب المغفرة من الله والصَّفح عن كلّ من أخطأ إلينا والتَّقَرُّب بطلب الغفران لكلّ من أخطأنا إليه عبر سرّ التّوبة والاعتراف أمرٌ جوهريّ ثالث، إذ كيف تتحقّق غاية المناولة بالشَّرِكة مع المسيح الإله ومع الآخرين إن بقي في قلوبنا شيء من الحقد أو الكراهية على الآخر كائنًا من كان؟! الكأس الواحدة هي زواج عضويّ برأس الجسد (المسيح) واقتران حقيقيّ بكلّ أعضاء الجسد (المؤمنين في الكنيسة)، المناولة هي دعوة لأن نقترن مع بعضنا البعض بعلاقة تربطنا جميعًا بالسّيّد له المجد، إلى الأبد، آمين! (يتبع)

أقوال في الصَّمت

* القدِّيس موسى الأسود:

- الصَّمت بمعرفة يهذِّبُ الفكر، وكثرة الكلام تولِّدُ الضَّجر والهوس.

- الصَّمت يُوَلِّد النُّسك، والنُّسك يُوَلِّد البكاء، والبكاء يُوَلِّد الخوف، والخوف يُوَلِّد الاتِّضاع، والاتِّضاع مصدر التَّأمُّل فيما سيكون، وبُعْدُ النَّظَر يُوَلِّد المحبَّة، والمحبَّة تُوَلِّد للنَّفْس الصِّحَّة الخالية من الأسقام والأمراض، وحينئذ يعلم الإنسان أنَّه ليس بعيدًا عن الله.

* القدِّيس اسحق السِّريانيّ:

- صامت اللِّسان يبلغ رتبة التَّواضُع بكلّ أحوالها، ويتسلَّط على الأهواء بلا تعب.

- الصَّمت هو سِرُّ الدَّهر الآتي، أمّا الكلام فأداة هذا العالم.

- الفَم الصَّامِتْ يفسِّر أسرارَ الله، أمّا السَّريع الكلام فيبتعد عن جابله.

- يجب أن نُجبر أنفسَنا على الصَّمتِ أوّلًا، ثم يتولَّد في داخلنا ما يقودنا إلى الصَّمت.

 * القدِّيس أفرام السُّريانيّ:

- السُّكوت أمّ التّخشُّع.

- السُّكوت مُسَبِّبٌ للتَّوبة.

- السُّكوت مرآة توضِح الخطايا، وتُظْهِر للإنسان ذنوبه.

* القدِّيس يوحنّا التّبايسي:

- يا أحبّائي لِيَكُن السُّكون محبوبًا لديكم. لأنّ بمداومة السّكون تموت الأفكار الطّائشة والتّذكارات الباطلة والآلام القاتلة. لأنّ العقل يتقوّى بالسُّكون أكثر من أيّ أمرٍ آخَر إذ ينقبض إلى ذاته، ويهدم الأفكار الشّريرة، ويقطع تذكارات الحقد.

* القدّيس اسحق السّربانيّ:

- إذا انقطع الإنسان عن كثرة الحديث مع النّاس، فهو يرجع إلى ذاته ويقوم تدبير سيرته حسنًا أمام الله.

- اليوم الَّذي لا تجلس فيه ساعةً مع نفسك وتفكّر في أيّ شيء أخطأت وبأيّ أمرٍ سقطتَ وتُقَوِّم ذاتَكَ، لا تحسبه من عدد أيّام حياتك.

- أحْبِبْ السُّكوت يا أخي، لأن فيه حياةً لنفسك. بالسُّكونِ ترى ذاتَكَ، وخارجًا عن السُّكون ما ترى إلّا ما هو خارج عنك. وما دُمْتَ تنظر غيرك فلن ترى نفسك.

- السُّكوت يُكْسِبُ الحكمة ويَجْمَع مَلَكاتِ الفكر للمعرفة.

- الفرق بين حكمة الرُّوح وحكمة العقل، أنَّ الأولى تقودك إلى الصَّمت والثّانية تدفعك إلى التَّبجُّح والمُلاجَجَة. والصَّمْت الحكيم يقودك إلى الاتِّضاع، أمَّا التّبجُّح والعِناد فيقودك إلى الصَّلْف والكبرياء.

- إذا أردتَ أن تعرف رجل الله، استَدِلَّ عليه مِنْ دَوامِ سُكُوتِه.

* القدّيس أنطونيوس الكبير:

- يا أولادي، اهربوا مِنَ النَّميمة ولازِمُوا السُّكوت. لأنَّ السَّاكِت هو مَقامَه عند الله في زُمْرَةِ المَلائكة.

أنقر هنا لتحميل الملفّ