Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 29 تشرين الثّاني 2020                     

العدد 48

الأحد (25) بعد العنصرة

اللّحن 8- الإيوثينا 3

أعياد الأسبوع: *29: الشّهيدان بارامونوس وفيلومانُس *30: الرّسول أندراوس المدعوّ أوَّلًا *1: النّبيّ ناحوم، فيلاريت الرّحوم *2: النّبيّ حبقوق، القدّيس بورفيريوس الرّائي *3:  النّبيّ صوفونيا *4: الشّهيدة بربارة، البارّ يوحنّا الدّمشقيّ *5: سابا المُتقدّس المتوشّح بالله، الشّهيد أنستاسيوس.

كلمة الرّاعي

وَحدَةُ الرُّوح

”مُحتَمِلينَ بعضُكم بعضًا بالمحبّة، ومجتَهدين في حِفظِ وَحدَةِ الرّوح برباطِ السّلام“ (أفسس 4: 2—3)

الكنيسة هي جسد المسيح. المؤمنون بالرَّبّ هم أعضاء هذا الجسد. الرّباط فيما بينهم هو رباط عضويّ. الكلّ متَّصل بالكلّ، والكلّ يؤثّر على الكلّ إمّا سلبًا أو إيجابًا. الرّوح الّذي يجمع المؤمنين في الكنيسة هو روح المسيح وروح الآب الرّوح القدس. تتأوّن وحدتنا بروح الرَّبّ. خارج الرّوح القدس لا وحدة. وحيث روح الرَّبّ هناك الحرّيّة، لأنّ الحرّيّة لا تنفصل عن الحبّ الإلهيّ. بالحرّيّة الّتي في الحبّ نتعاطى علاقاتنا في الكنيسة، ولكن هذا يفترض التّواضع أساسًا لحياتنا. بدون تواضع لا يوجد احتمال بعضنا لبعض، لأنّ المقصود بالاحتمال هو الصّبر بالرّجاء في المحبّة بالوداعة، لأنّ الوداعة هي ما ينكشف عن المتواضع في تعامله مع النّاس، وهي رقّة ولطف في مواجهة كلّ غضب وخلاف. بالوداعة نكسر حائط العداوة، ولكنّ الوداعة لا تعني عدم الحزم. من يقبل الحزم بالوداعة في الحقّ يكون ابنًا للمسيح، ومن لا يقبل سماع الحقّ الّذي بالإنجيل يكون ضدّ المسيح...

*          *          *  

”وتعرفون الحقّ والحقّ يحرّركم“ (يوحنا 8: 32). لا سلام خارج الحقّ وإلّا دخلنا في الرّياء. والإنسان بسهولة ينزلق إلى الرّياء ليحافظ على ماء وجهه أو بالأحرى على صورة شخصه الّتي يريد أن يراه النّاس بها. المسألة ليست بهذه البساطة، لأنّك لا تستطيع أن تكتشف حقيقتك ما لم تطلب الحقّ في المسيح. من هنا، فقد يدّعي الإنسان أنه خاطئ ويقرّ ظاهريًّا ببعض الخطايا والأهواء ليَظهر بمظهر التّقوى وكأنّه مجاهد روحيّ. كيف تعرف أنّك حقيقة تعرف خطاياك في الحقّ؟ حين تقبل أن تسمع من يكشفها لك وتتألّم منها بدلًا من أن تنزعج ممّن يقولها لك وتحقد عليه... الحبّ والكراهية وجهان لعملة واحدة في إنسان السُّقوط. الّذي لا يريد أن يتوب هو الّذي يرفض حقيقته ويبرِّر نفسه جاعلًا ذاته ديَّانًا للآخَرين.

هذا الإنسان لا يستطيع أن يعيش مع آخَرين إلّا من يُخضعهم له بالتَّمَظْهُرِ بالتَّقوى مُنَصِّبًا نفسه معلِّمًا عليهم بالإيمان، في حين هو نفسه لا يقبل أن يتعلَّم من أحد. هكذا إنسان يضرب روح الوَحدة في الكنيسة لأنّه يريد أن يشدّ الآخَرين إليه وليس إلى المسيح. هنا يكمن الفرق بين عمل روح الرّبّ وروح إبليس في الإنسان. روح الرّبّ يشدّ الكلّ إلى الرّأس الَّذي هو المسيح، لأن هذه هي وحدانية الإيمان الّتي تجعلنا ”صَادِقِينَ فِي الْمَحَبَّةِ، نَنْمُو فِي كُلِّ شَيْءٍ إِلَى ذَاكَ الَّذِي هُوَ الرَّأْسُ: الْمَسِيحُ...“ (أف 4: 15).

*          *          *

ما هو الجهاد الّذي علينا أن نقوم به لنحفظ ”وَحدَةِ الرّوح برباطِ السّلام“؟ إنّه جهاد التّخلِّي عن ”الأنا“. الأنا تولِّد الخصومات والعداوات والانقسامات. لا نستطيع أن نحفظ وحدانيّة الرّوح إلّا بالرّوح القدس، أي حين نطيع روح الرّبّ الَّذي يتكلّم إلينا في الحقّ ويرشدنا إليه. والحقّ ليس هو ”ما أنا أعتقده برأيي“ بل ما يقوله الإنجيل. علينا أن نحفظ هذه الوحدة بالرّوح أي أن نحافظ عليها كونها أُعطِيَت لنا في المعموديّة والميرون المقدّس والمناولة الإلهيّة. نحن حاصلون عليها ولكن هل نحن نحفظها ككنز لا يُقدَّر بثمن حتّى لو كان الثّمن موت الأنا؟!... من لا يطيع في المسيح يفسخ وحدة الرّوح ويجعل نفسه مُحَارِبًا للرَّبِّ ومخرِّبًا لجسده: الكنيسة. لأنَّه فقط بطاعة الرّوح القدس تتحقَّق الوحدة برباط السَّلام. يوجد وَحدة مزيَّفة ووحَدة حقيقيّة. الوحدة المزيَّفة مبنيّة على القبول الظّاهريّ الواحد للآخَر طالما هذا القبول يخدم المصالح الشّخصيّة الأنانيّة، أمَّا الوحدة الحقيقيّة فتحقَّق بالطّاعة الحقيقيّة والصّادقة لكلمة الله أي بالقبول للآخَر في المحبّة بالتّواضع والوداعة في حزم حقّ الإنجيل. كما يقول المثل العامّيّ: ”صديقك من صَدَقَك“، إذا كان هذا الحال في العلاقات الاجتماعيّة فكم بالحريّ في الرّباط الرّوحيّ؟!...

*          *          *

أيُّها الأحبّاء، المسيح هو ”سَلاَمُنَا، الَّذِي جَعَلَ الاثْنَيْنِ وَاحِدًا، وَنَقَضَ حَائِطَ السِّيَاجِ الْمُتَوَسِّطَ“ (أف 2: 14). خارج المسيح لا وحدة ولا سلام ولا روح واحد جامع، فقط حين نكون في المسيح أي حين نتشبّه به ونقتدي حاملين صليب موت أنانا ليصير الآخَر حياتي. هذا ليس شعرًا، هذه هي المسيحيّة إنّها الحقيقيّة الواقعيّة والصّادقة حول من هو الإنسان. من لا يقبل أن يستعبد نفسه بالوصيّة للإخوة في الرّبّ سيبقى تائهًا ضائعًا في أوهام صورته المزيَّفة عن نفسه وهكذا يقود ذاته إلى هلاك أبديّ ما لم يستيقظ من سبات كبريائه ويتعلّم من الَّذي ”أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذًا صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِرًا فِي شِبْهِ النَّاسِ“ (فيليبي 2: 7). فقط بسلوك درب الاتضّاع الطّوعيّ يمنحنا الرّبّ نعمته المنقِّية والمنيرة الَّتي تكشف لنا الحقّ كلّه. طريق وحدتنا بالرّوح يبدأ بنعمة التّوبة الصّادقة وتقبّل حقيقة بشاعاتنا وخطايانا وأهوائنا واجترائنا على مواجهة حقيقتنا مع آبائنا في المسيح بطاعة وقبول التّأديب في الرّبّ...

ومن له أذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن الثّامن)

انحدرتَ مِنَ العُلوِّ أَيُّها المُتحنِّن. وقَبِلتَ الدَّفنَ ذا الثّلاثةِ الأيّام. لكي تُعتقَنا مِنَ الآلام، فيا حياتَنا وقيامتَنا يا رَبُّ المجدُ لك.

قنداق تقدمة الميلاد (باللّحن الثّالث)

 اليومَ العذراءُ تأتي إلى المَغارة لِتَلِدَ الكلمةَ الّذي قبل الدّهور ولادةً لا تُفسَّر ولا يُنطق بها. فافرحي أيّتها المَسكونة إذا سمعتِ، ومجِّدي مع الملائكة والرُّعاة الّذي سيظهر بمشيئته طفلًا جديدًا، وهو الإلهُ الّذي قبل الدّهور.

الرّسالة (أف 4: 1– 7)

صلُّوا وأَوْفُوا الرَّبَّ إلهنا

ألله معروفٌ في أرضِ يهوذا

يا إخوةُ، أطلُبُ إليكم أنا الأسيرَ في الرّبِّ أن تسلُكُوا كما يَحِقُّ للدَّعوةِ الّتي دُعيتُم بها، بِكُلِّ تواضُعٍ وودَاعةٍ، وبِطُولِ أناةٍ، مُحتَمِلينَ بعضُكم بعضًا بالمحبّة، ومجتَهدين في حِفظِ وَحدَةِ الرّوح برباطِ السّلام. فَإنَّكم جَسدٌ واحدٌ وروحٌ واحدٌ كما دُعيتُم إلى رَجاءِ دعوتِكُمُ الواحِد. ربٌّ واحِدٌ وإيمانٌ واحِدٌ ومعموديَّةٌ واحدةٌ وإلهٌ أبٌ للجميع واحدٌ هوَ فوقَ الجميعِ وبالجميعِ وفي جميعِكم، ولكلِّ واحدٍ مِنَّا أُعطيتِ النِّعمةُ على مقدار موهِبَةِ المسيح.

الإنجيل (لو 18: 18– 27)(لو قا 13)

في ذلك الزَّمان دَنا إلى يسوعَ إنسانٌ مجرِّبًا لهُ وقائلًا: أيُّها المُعلّم الصّالح، ماذا أعمَلُ لأرثَ الحياةَ الأبدَّية؟ فقال لهُ يسوع: لماذا تدعوني صالحًا وما صالحٌ إلَّا واحدٌ وهو الله. إنّك تعرِفُ الوصايا: لا تزنِ، لا تقتُل، لا تسرق، لا تشهد بالزُّور، أكرِمْ أباك وأمَّك. فقال: كلُّ هذا قَدْ حفِظْتَهُ منذُ صبائي. فلمَّا سمِعَ يسوعُ ذلك قال لهُ: واحدةٌ تُعوِزُك بعدُ. بِعْ كلَّ شيءٍ لك وَوَزِّعْهُ على المساكين فيكونَ لك كنزٌ في السَّماءِ، وتعال اتبعْني. فلمَّا سمع ذلك حزِن لأنَّه كان غنيًّا جدًّا. فلمَّا رآه يسوعُ قد حزِن قال: ما أعسَرَ على ذوي الأموال أن يدخلوا ملكوتَ الله! إنَّهُ لأسهلُ أن يدخُلَ الجَمَلُ في ثقب الإبرَةِ من أنْ يدْخُلَ غنيٌّ ملكوتَ الله. فقال السّامِعون: فمن يستطيع إذنْ أنْ يَخلُص؟ فقال: ما لا يُستطاعُ عند النّاسِ مُستطاعٌ عند الله.

حول الإنجيل

سمعنا في إنجيل اليوم عن ذلك الغنيّ الّذي ذهب إلى الرّبّ يسوع طالباً أن يعرف كيف يرث الحياة الأبديّة. ولربّما يتمنّى كلّ واحدٍ منّا أن يكون مثل هذا الشّابّ، أي غنيّاً ومتمّماً للوصايا الإلهيّة، لكنّنا نرى أنّه في النّهاية ذهب حزيناً ولم يحصل على مبتغاه.

الأمر الملفت في هذا النّصّ هو ما خاطب به الشّابّ يسوع قائلاً: "أيّها المعلّم الصّالح"، بالإضافة إلى جواب يسوع: "لماذا تدعوني صالحاً، ولا صالح إلّا الله وحده؟"، ولم يقل: "إلّا الآب وحده". بالتّالي يقول يسوع لهذا الشّابّ: "أهذا يعني أنّك تعترف بي أنّني الله"؟

تكمن المشكلة في تحديد الصّلاح، فكلّ شخصٍ ينسب لنفسه "صلاحاً" معيّناً يتماشى مع مبادئه الخاصّة، لو كانت مجرّدةً أحياناً من أيّ معيارٍ أخلاقيّ. فالبعض يرى في الصّلاح إشباع المتعة أو المنصب المرموق أو العمل الّذي يدرّ المال. والبعض الآخر يرى في الصّلاح ما يؤمّن له راحةً نفسيّةً وجسديّةً مثل إنجاب الأولاد أو العلاقات الاجتماعيّة الجيّدة. أمّا على صعيد الأديان، فيتحدّد الصّلاح في تنفيذ الوصايا. وهذا ما نجده حتّى في العهد القديم حيث كان هناك ربطٌ بين حفظ الوصايا والرّاحة الجسديّة، لذلك نرى كيف ربط التّلاميذ بين الأعمى والخطيئة، أو كيف كان يتمّ الرّبط بين رضى الله على الإنسان وما يعطيه إيّاه الله من الخيرات والأولاد.

غير أنّ جواب الرّبّ يسوع بأنّه "لا صالح إلّا الله وحده" ينقض كلّ الفرضيّات تلك. لقد حدّد أنّ مصدر الصّلاح هو واحدٌ، وكلّ قياسٍ يتمّ على هذا الأساس. بالتّالي ليست مشكلة ذلك الشّابّ في غناه، بل بتعلّقه بذاك الغنى. وقصّة أيّوب النّبيّ خير مثالٍ على ذلك، فقد بقي أمينا محبّاً لله في غناه وفقره. يمكن للإنسان أن يكون فقيراً ومتعلّقاً بشيءٍ يملكه فيصير مثل ذلك الغنيّ. الخيرات والعوز والصّحّة والمرض ليست صالحةً أو سيّئةً بحدّ ذاتها، بل بحسب طريقة استخدامها.

نرى في القدّيس زوسيما ما يشبه هذا الشّابّ، لكن مع موقفين مختلفين. فهذا القدّيس الّذي عاش في الدّير منذ مولده جاءه فكرٌ شرّيرٌ عندما بلغ الثّلاثة والخمسين من العمر. فقد اعتبر ذاته كاملاً في كلّ شيءٍ، ولا يحتاج إلى أيّ تعليمٍ، سائلاً إن كان يوجد أيّ راهبٍ أو إنسانٍ على وجه الأرض أفضل منه. لكنّه بدّل فكره عندما سمح الله بأن يلتقي هذا القدّيس بالقدّيسة مريم المجدليّة، فتواضع وعلم أنّه لم يصل إلى الكمال، ولم يحزن مثل ذلك الشّابّ الّذي عندما علم أنّه ينقصه أمرٌ أخير مضى حزيناً.

يجب علينا أن نتواضع، وأن نتخلّى عن أنانيّتنا لأجل الآخرين، وأن نعلم أنّه ما ينقصنا هو المسيح، والباقي يزاد لنا. "لا صالح إلّا الله وحده" يعني أنّ "كلّ شيءٍ بدون الله غير صالحٍ"، وأنّ "كلّ شيءٍ بالله وحده صالح".

لباس الأسقف (2)

الأموفوريون

الأموفوريون الكبير دخل على اللّباس الكهنوتيّ منذ القرن الرّابع. يلبسه الأسقف فوق السّاكوس بشكلِ صليب حول رقبته وعلى كتفيه، وربّما مع الوقت أخذ يلفّه عليهما من الأمام إلى الخلف. وهو يميّز الدّرجة الأسقفيّة الّتي تشير إلى الوديعة الأسقفيّة. يشير الأموفوريون عند البعض، مثل جرمانوس، إلى الحمل الّذي ضلّ ووجده السّيّد ووضعه على كتفيه. وعلى الأموفوريون يوجد صلبان كثيرة، فبقوّة المسيح يستطيع الأسقف تحملّ  صليب الخدمة. ويُستخدم الأموفوريون الكبير في الشّرطونيّة. ولأسبابٍ عمليّةٍ دخل الأموفوريون الصّغير، الذي يستخدم عند إقامة الأسرار الأخرى.

الصّليب والإنغولبيون

 يقدّم الشّمّاس الصّليب للأسقف ويقول: ”قال الرَّبّ: من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني". ثمّ إنغولبيون السّيّدة (عليه إيقونة السّيّدة)، ويقول: ”فاض قلبي كلمةً صالِحَة. أقول إنّ نشيدي هو للمَلِك. لِساني قلمُ كاتبٍ ماهر".

التّاج

يرمز لبس التّاج من قِبَل جميع رؤساء الكهنة لإكليل الشَّوْك الّذي وُضع على هامة المسيح، المسيح الّذي هو الرّأس لجسد الكنيسة الجامعة، وكذلك رأس كلّ كنيسةٍ مكانيّة. وكما سَخِر المستهزئون من المسيح وهو لابسٌ إكليل الشّوك ملقّبينه ملكًا، كذلك فإنّ رؤساء الكهنة الّذين يلبسون التّاج يحوّلون السّخرية إلى كرامةٍ ملوكيّة، ويُشيرون به إلى أنّ المسيح هو الملك الحقيقيّ ومخلّصُ الجميع، ولهذا يُزيَّنُ بأحجارٍ كريمة مختلفة ترمز إلى تعداد الفضائل الموجودة في كنيسة المسيح.

عصا الرّعاية- العكاز

أعطى القدّيس سمعان التّسالونيكيّ المعنى الرّمزيّ للعصا بأنّها توضح سلطة الرّوح القدس، والسّانِدَة للشّعب، والرّاعي والقائد معًا، والجامع غير المؤمنين من بعيد، لأجل ذلك لها قبضاتٌ من الأعلى كمِرْساةٍ، والصّليب الموجود في أعلى العصا يوضِحُ طريق الظّفر، بينما الأفاعي الملتفّة على شكل صليبٍ تذكّرنا بقول السّيّد "ها أنا ذا أرسلكم كغنمٍ في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيّات وبُسَطاء كالحَمْام".

الذّيكاري والتّريكاري

وهي الّتي يُبارِك بها الأسقف في القدّاس بعد التَّسبيح الثّالوثيّ (قدوس  الله قدوس القوي...).

التّريكاري (ذات الثّلاث شمعات) ترمز إلى الثّالوث القدُّوس، أمّا الذّيكاري (ذات الشَّمْعتَيْن) فترمز إلى طبيعتَي المسيح. يُحكى أنَّ آباء المجمع المسكونيّ الأوّل، إثر تثبيتهم عقيدة الكنيسة في الثّالوث الأقدس، بارَكوا الشّعب بثلاث شمعات مُجتمِعَة مع الإشارة إلى الثّالوث الواحد. وأنّ آباء المجمع المسكونيّ الرّابع بارَكوا الشّعب بشمعتَين مجتمعتَين معًا، إثر تثبيتهم عقيدة الكنيسة بطبيعتَي المسيح.

خاتمة

الإنسان الّذي يحمل نعمة الكهنوت، لا يعود ذلك الإنسان الّذي كُنّا نعرف نقائصه وعيوبه وإنْ كان يجاهد للتّغلُّب على ضعفه لكنّه مُكبَّلٌ فيه، بل هو الآن الأداة الحيّة الّتي أقامها الرّوح القدس لخدمة الأسرار المقدّسة، والّتي يستخدمها الرّوح رغم عدم استحقاق الإنسان ليسكب النّعمة الإلهيّة على المؤمنين في الكنيسة و يُحييهم.

 

انقر هنا لتحميل الملف