Menu Close
kanisati

نشرة كنيستي

نشرة أسبوعية تصدر عن أبرشية زحلة وبعلبك وتوابعهما للروم الأرثوذكس. أعاد إطلاقها الميتروبوليت أنطونيوس في فصح ٢٠١٧.

الأحد 2 آب 2020  

العدد 31

الأحد (8) بعد العنصرة

اللّحن 7- الإيوثينا 8

أعياد الأسبوع: *2: نقل عظام استفانوس أوّل الشُّهداء ورئيس الشَّمامِسَة *3: الأبرار اسحاقيوس وذَلْمَاتُس وفَفِسْتُس، سالومَة حامِلَة الطِّيب *4: الشُّهداء الفِتْيَة السَّبعة الَّذين في أَفَسُس *5: تقدمة عيد التَّجَلِّي، تذكار الشّهيد الشَّهيد آفْسِغْنِيُوس، نُونَة أمّ القدِّيس غريغوريوس اللَّاهوتيّ *6: تجلِّي ربِّنا وإلهِنا يسوعَ المسيح *7: الشَّهيد في الأبرار دوماتيوس *8: إِميليانوس المُعْتَرِف أسقف كيزيكوس.

كلمة الرّاعي

الحرب بين أبناء النّور والظّلمة

”وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً“ (يوحنّا 3:  19)

الرَّبّ يسوع المسيح هو ”نور العالم“ (يوحنا 8: 12). هو نور ليس بالمعنى المجازيّ للكلمة، بل بالمعنى الفعليّ الكيانيّ والجوهريّ، لأنّ ”الله نور وَلَيْسَ فِيهِ ظُلْمَةٌ الْبَتَّةَ“ (1 يوحنا 1: 5).

حين تجلَّى الرَّبُّ يسوع على جبل ثابور أمام تلاميذه، ”تَغَيَّرَتْ هَيْئَتُهُ قُدَّامَهُمْ، وَصَارَتْ ثِيَابُهُ تَلْمَعُ بَيْضَاءَ جِدًّا كَالثَّلْجِ، لاَ يَقْدِرُ قَصَّارٌ عَلَى الأَرْضِ أَنْ يُبَيِّضَ مِثْلَ ذلِكَ“ (مرقس 9: 2—3). لقد كشف سرّ ألوهيّته من خلال إظهار نورها غير المخلوق الّذي يحمل في ذاته كلّ الطّاقات الإلهيّة المؤلِّهة للبشر... هذا النّور غير المخلوق هو نور المعرفة الكلّيّة لله بحسب ما يستطيع كلّ إنسان أن يتقبّل تبعًا لحالته الرّوحيّة ونقاوته، وهو النّور الّذي يكشف أسرار الوجود للإنسان، كونه سرّ خبرة الدّخول في الوحدة مع الله... وهذا هو التَّألّه...

*          *          *

اليوم، نحن نعيش في زمن تكثَّفت فيه ظلمة نفوس البشر، صاروا قساة القلب والرّقاب ”مَمْلُوئِينَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ وَزِنًا وَشَرّ وَطَمَعٍ وَخُبْثٍ، مَشْحُونِينَ حَسَدًا وَقَتْلًا وَخِصَامًا وَمَكْرًا وَسُوءًا، نَمَّامِينَ مُفْتَرِينَ، مُبْغِضِينَ للهِ، ثَالِبِينَ مُتَعَظِّمِينَ مُدَّعِينَ، مُبْتَدِعِينَ شُرُورًا، غَيْرَ طَائِعِينَ لِلْوَالِدَيْنِ، بِلَا فَهْمٍ وَلَا عَهْدٍ وَلَا حُنُوٍّ وَلَا رِضىً وَلَا رَحْمَةٍ“ (رومية 1: 29—31). ها هو التّاريخ يعيد نفسه، البشر لا يتعلّمون بل يزدادون عنادًا لأنّهم متمسّكون بكبريائهم وريائهم... شرّهم صعد أمام الله (راجع يونان 1: 2)، فهل من ينادي بالتّوبة؟!...

الإنسان، في كلّ عصر، هو هو، لأنّ أهواءه هي نفسها، لأنّ نفسه ما زالت في السّقوط... وإنسان السّقوط هو إنسان الخطيئة، لذلك قال الجامعة: ”مَوْضِعَ الْحَقِّ هُنَاكَ الظُّلْمُ، وَمَوْضِعَ الْعَدْلِ هُنَاكَ الْجَوْرُ!“ (3: 16). من يصنع الخطيئة ومن لا يريد أن يتوب يظلم نفسه، أوَّلًا، ولا يقدر أن يعدل لأنّه ليس له في ذاته قوّة الحقّ الّتي بالرّوح القدس، لأنّ روح الله لا يسكن في إناءٍ معاند!...

*          *          *

”فِي الْعَالَمِ سَيَكُونُ لَكُمْ ضِيقٌ، وَلكِنْ ثِقُوا: أَنَا قَدْ غَلَبْتُ الْعَالَمَ“ (يوحنا 16: 33). المسيح وحده غلب الشّرير، إبليس، وعالم الشّيطان. لا غلبة للإنسان على الشّرّ إلّا بالمسيح وفيه. خارج الكنيسة لا تستقرّ النّعمة الإلهيّة في أحد. فقط في جسد المسيح يسكن الرّوح القدس. هو يتحرّك ويفعل في كلّ الخليقة، ولكنّه ساكن في جسد المسيح... ملء النّعمة في الكنيسة، عمل النّعمة في الكون كلّه. من كان للمسيح عاش في طاعة كلمته. كلمة يسوع حياة أبديّة (راجع يوحنا 6: 68) ونور لخطى الإنسان وقلبه (راجع أمثال 6: 23). من يرفض كلمة المسيح هو ابن للظّلمة، والكلمة تدينه في اليوم الأخير. أبناء النّور هم أبناء طاعة الكلمة الإلهيّة، ولذلك هم في حرب لا هوادة فيها مع الشّرّ... وما هي أسلحة هذه الحرب؟! إنّها ”أسلحة النّور“ (رومية 13: 12) أي منطقة الحقّ ودرع البِرّ وأحذية البشارة بإنجيل السّلام وترس الإيمان وخوذة الخلاص وسيف الرّوح أي كلمة الله، هذا هو سلاح الله الكامل (راجع أفسس 6: 13—17).

*          *          *

”الضَّلاَلُ وَالظُّلْمَةُ خُلِقَا مَعَ الْخَطَأَةِ، وَالَّذِينَ يَرْتَاحُونَ إِلَى الشَّرِّ، فِي الشَّرِّ يَشِيخُونَ“ (سيراخ 11: 16). الشّرّير يخسر حياته إذ يفكّر بالشّرّ في قلبه لأنَّ مخافة الله ليست أمام عينيه، والبارّ يربحها لأنّه يلهج بكلمة الله الّتي تنير مهجته. حيث ذكر الرَّبّ يسوع فهناك النّور والنّعمة، وحيث نُكران الرَّبّ يسوع ورفضه فهناك الظّلمة والنِّقْمَة.

الإنسان على صورة الله هو، لذلك، لا يمكن له أن يجد راحة وسلامًا وفرحًا ما لم يدخل في علاقة كيانيّة مع خالقه أي ما لم ينفتح على النّور الإلهيّ بطاعة الوصيّة الّتي تنقّي القلب والكيان. لا شركة بين النّور والظّلمة، ومن كان ابنًا للنّور فلا يقدر أن يقبل بأعمال الظّلمة أي أعمال الشّرّ الّتي تناقض محبّة الله ومحبّة الإنسان. من هنا، أبناء النّور أعداء للظّلمة وحياتهم في النّعمة الإلهيّة تصير نورًا من الله يبدِّد ظلمة هذا العالم.

مَنْ كان مِنَ النّور يُقْبِلُ إلى النّور ويصير نبراسًا يهتدي به الّذين يبحثون عن الحقّ... عن الحبّ... عن الله...

ومن له أذنان للسّمع فليسمع...

+ أنطونيوس

مـتروبوليــت زحلة وبعلبك وتوابعهـما

طروباريّة القيامة (باللَّحن السّابع)

حَطَمْتَ بِصَليبِكَ المَوت. وفتحتَ للِّصِّ الفِرْدَوس. وحوَّلتَ نَوْحَ حامِلاتِ الطّيب. وأمَرْتَ رُسلَكَ أن يَكرزِوا. بأنَّكَ قد قُمتَ أَيُّها المسيحُ الإله. مانِحًا العالمَ الرَّحمةَ العُظمى.

طروباريّة للقدّيس استفانوس أوّل الشّهداء (باللَّحن الرّابع)

لقد تتوَّجَتْ هامَتَكَ بإكليلٍ ملوكيّ يا أوّل المُجاهدين في الشُّهداء، لأجل الجهادات الّتي كابَدْتَها من أجل المسيح الإله، لأنّك وَبَّخْتَ حماقة اليهود، رأيْتَ المُخلِّص قائمًا عن يمين الآب، فإليهِ ابتهل على الدَّوام من أجل نفوسنا.

قنداق التَّجَلِّي (باللَّحن السَّابِع)

تَجَلَّيْتَ أيُّها المسيحُ الإلهُ في الجبل، وحَسْبَمَا وَسِعَ تلاميذُك شاهَدُوا مَجْدَك، حتَّى، عندما يُعَايِنُوكَ مَصْلُوبًا، يَفْطَنُوا أنَّ آلامَكَ طوعًا بـﭑختيارِك، ويَكْرِزُوا للعالم أنَّكَ أَنْتَ بالحقيقةِ شُعَاعُ الآب.

الرّسالة (1 كو 1: 10– 17)

الرَّبُّ يُعْطِي قُوَّةً لشَعْبِه 

قَدِّمُوا للرَّبِّ يا أَبْنَاءَ الله

يا إخوةُ، أَطْلُبُ إليكم بـﭑسم ربِّنا يسوعَ المسيح أن تقولوا جميعُكُم قولًا واحِدًا وأن لا يكونَ بينكم شِقاقاتٌ بل تكونوا مْكْتَمِلِين بفكرٍ واحِدٍ ورأيٍ واحِدٍ. فقد أخبرني عنكم يا إخوتي أهلُ خُلُوِي أنَّ بينَكم خصوماتٍ. أعني أنَّ كلَّ واحدٍ منكم يقول أنا لبولُسَ أو أنا لأبُلُّوسَ أو أنا لصَفَا أو أنا للمسيح. ألعلَّ المسيحَ قد تجزَّأ.  ألعلَّ بولسَ صُلِبَ لأجلكم أو بـﭑسم بولسَ ﭐعْتَمَدْتُم. أشكرُ الله أنِّي لم أُعَمِّدْ منكُم أحدًا سوى كرِسْبُس وغايوس لئلَّا يقولَ أحَدٌ إنِّي عَمَّدْتُ بـﭑسمي. وعَمَّدْتُ أيضًا أهلَ بيتِ ﭐستفانَاس. وما عدا ذلك فلا أعلَمُ هل عَمَّدْتُ أحدًا غيْرَهم، لأنَّ المسيحَ لم يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بل لأُبَشِّرَ لا بحكمةِ كلامٍ لئلَّا يُبْطَلَ صليبُ المسيح.

الإنجيل (مت 14: 14– 22)(متّى 8)

في ذلك الزَّمان أَبْصَرَ يسوع جَمْعًا كَثِيرًا فتحنَّنَ عليهم وأَبْرَأَ مرضاهُم. ولمَّا كان المساءُ دنا إليهِ تلاميذُهُ وقالوا إنَّ المكانَ قَفْرٌ والسَّاعَةُ قد فاتَتْ، فـﭑصْرِفِ ﭐلجموعَ ليذهبُوا إلى القُرى ويبتاعُوا لهم طعامًا. فقال لهم يسوع لا حاجةَ لهم إلى الذَّهاب، أَعْطُوهُمْ أنتم ليأكُلُوا. فقالوا لهُ ما عندنا ههنا إلَّا خمسةُ أرغفةٍ وسمكتانٍ. فقال لهم هَلُمَّ بها إليَّ إلى ههنا، وأمرَ بجلوسِ ﭐلجُموعِ على ﭐلعشب. ثمَّ أخذ ﭐلخمسَةَ ﭐلأرْغِفَةِ والسَّمَكَتَيْنِ ونظرَ إلى السَّماءِ وبارَكَ وكسَرَ وأعطَى تلاميذَه ﭐلأرغِفَة، والتَّلاميذُ أَعطوا ﭐلجموع، فأكلُوا جميعُهم وشبِعُوا، ورفَعُوا ما فَضُلَ من ﭐلكِسَرِ ﭐثْنَتَيْ عَشْرَةَ قُفَّةً مملوءَةً. وكان الآكِلُونَ خمسَةَ آلافِ رجلٍ سوى النِّسَاءِ والصِّبيان. وللوقتِ ﭐضْطَرَّ يسوعُ تلاميذَهُ أن يدخُلُوا السَّفِينَةَ ويسبِقُوهُ إلى العِبْرِ حتَّى يصرِفَ ﭐلجموع.

حول الإنجيل

يَبْدَأُ إنجيلُ اليوم، الّذي للبَشِير متَّى، أنَّ يسوعَ لما رأى الجموعَ أتى إليهم. يسوع المسيح دائمًا وأبدًا هو المُبَادِر، هو الَّذي يأتي إلى خاصَّته، هو الّذي خَلَّصَ الإنسانَ من ضعفاته وأمراضه: "أَبْرَأَ مَرْضَاهُم".

يسوع الفادي الّذي شاء أنْ يُصَوِّرَنَا، بدءًا، على صورته وسُرَّ أنْ يَلِدَنَا في آخِرِ الأَزمنَةِ بنعمَتِه. الكلمةُ المُتَجَسِّدُ ارْتَضَى أنْ يجعَلَنَا شركاءَه في مجدِه. لهذا، عندما نَظَرَ إلى الجُمُوعِ العَطْشَى بَادَرَ وأَتَى إليهم وعلَّمَهُم. الشَّعبُ العَطْشَانُ إلى تعزيةٍ، إلى فرحٍ، إلى لُقْيَا الله.

هذا الشَّعبُ الجديدُ هو الكنيسةُ المُفْتَدَاةُ بدمِ الخروفِ المَذْبُوحِ من أجلِ خلاصِ العالم.

الحقيقةُ في المسيحيَّةِ تَكْمُنُ في "أنِّي سَأَسْكُنُ فِيهِم وأَسِيرُ فيما بَيْنَهُم وأَكُونُ لهم إلهًا وهم يكونونَ لي شَعْبًا" (2 كور 6: 16). الإنسانُ يتوقُ إلى ربِّه ويطلب غِذَاءً رُوحِيًّا. يطلبُ اللهَ لأنَّه حياته! (أنظر: تثنية الإشتراع 30: 20).

"الشّعب الجالِس في الظّلمة" (أنظر: إشعياء 9: 1 – 2 ومتَّى 4: 14 - 16) عندما أبصر نور تعاليم الله، طلب أن يأكل!، أن يأكل ماذا؟!.

جاء تلاميذ المسيح وقالوا له: "إنّ المكانَ قَفْرٌ، والسّاعة قد فاتَتْ فاصرف الجموع إلى القُرَى ليبتاعوا لهم طعامًا".

الطّعام الحقيقيّ الّذي أراده الشّعب هو الله. الله تَأْكُلُهُ لأنَّهُ هكذا سُرَّ أنْ يُجَزِّأَ ذاتَه من أجل إِنْعَاشِكَ، من أجل تَقْوِيَتِكَ، لكي تُكْمِلَ مسيرَتَك في كتاب الله.

تأتي عجيبةُ الخمسةِ الأرغفةِ والسّمكتَيْن لتدلّ على غزارة فيض محبّة المسيح في كنيسته. أنت في الكنيسة لا تجوع ولا تعطش لأنّ الّذي قال: "لا أَتْرُكُكَ ولا أَخْذُلُكَ ولا أَتَخَلَّى عنك" هو أمينٌ وصادِق.

إرادة الله، والّتي هي قداسة كنيسة المسيح، تعمل فينا من خلال إرادتنا وفكرنا، شرط أن نأتي من المسيح. الرَّبّ يسوع المسيح يأتي إلينا عندما نعشقه كما أتى إلى الجموع، ويصنع فينا العجائب إن كُنَّا أُمَنَاء على ناموسِه الإلهيّ.

(نشرة الكرمة، العدد 31، 3 آب 2014)

"الرّجاء في زمن الضّيق".!!.

كُثُرٌ هم النّاس الّذين متى واجَهَتْهُم صعوبات الحياة وضيقاتها ييأسون سريعًا.!..

البشر في مدارات الكون كلّه يَئِسوا من الأَقوال الّتي يُرَدِّدُها عليهم أولياؤهم، كي تتعزّى قلوبهم ونفوسهم، فيصبروا ولا يقنطوا من الوعظ والإِرشادات والتّعزيات الكلاميّة الّتي يواجِهُهُم بها مَن حَولَهم.!..

لنُسائل الآن بعضُنا بعضًا... كيف نتصرّف نحن إذًا.؟!..

بدءًا دعونا نصمت صمتًا عميقًا مملوءًا بالهدأة والسّلام لنسائِل ضمائرَنا وقلوبنا...

أوّلًا: أَنَحيا نحن في هدأة الإيمان، وعمقه.؟!..

بل، هل أدرَكْنا أنّنا إن أَصابَتْنا ضغطة ضيق حياتِيّةٍ، علينا أن نسرع هرعين إلى صمت الصّلاة والدّموع ورجائنا بإلهنا.؟!..

ثانيًا: من سيّدُ حياتِنا في عيشنا على هذه الأرض.؟!..

ما قصدنا من الرّكض والسّعي طوال النّهار لنقتني لقمة عيشنا.؟!..

من يُجيبُ حَيرَتَنا.؟!.. العلمُ والشّهادات لتحصيل وظائف مهمّة.؟!..

أم تَرَجّي "والدة الإله"، أُمَّنا، لكي تتشفّع لنا عند ابنها وخالقها، مبدع الكون، لكي يحرّرنا من ضياعنا.؟!.

أنقول بإدراكٍ يقينيّ القولة الإنجيليّة: "إن عشتُ فللرّبّ أَحيا، وإن مُتُّ، فللرّبّ أموت... إن عِشتُ وإن مُتُّ فأنا للرّبّ"(رو14: 8).

هذه الأَحرف المختومة بختم الأُلوهة هي حياتُنا.!!.

أيضًا وأيضًا نكرّر يا ربّ ترجّينا لَكَ، يا ربّنا... "سامحنا يا إلهنا على كلّ ما خطئنا واقترفناه غصبًا إن كان بالقول أو بالفعل، بمعرفة أو "بغير معرفة".!!.

********

لن أُطيل... فالزّمان ضيّقٌ، والنّفوس تتلكّأ حتّى لا تقترب من "التّرجّي للخلاص"... لأنّ قدماها تَوَحَّلَت من خطاياها.!!. فقرفت من نفسها.!!.

نحنُ تعبنا يا إلَهِنا... فأَسرِع وامحُ خطايانا الطّوعيّة والكرهيّة الّتي اقترفناها بقصد أو بغير قصد.!..

يا إلَهَنا... يا سيِّدَنا... استمع صوتنا.!..

يا رجاء حياتنا... يا رجاءَنا أنتَ... يا منقذنا من لَعنَةِ صوتِ رجائنا... يا من تُخَلِّصُنا كلّ يوم وساعة من وقعاتنا، فيا يسوع أَسرِع الآن وخلِّصنا من زلّاتنا.!!.

لأَنَّكَ أنتَ إِلَهنا وآخر سواك لا نعرف واسمك نسمّي(سواعي الفصح).!!.

يا مسيحنا... سامحنا وأَقِمنا من سَقطَتِنا... ولا تحاسِبنا.!..

اسمع واستَجِب يا ربّ توسّلاتنا... فإنّنا نعدُكَ أَن لا نعود إلى مذلَّتِنا.!..

نحن تعبنا.!.. نعم تعبنا.!.. فارحمنا كعظيم رحمتك... وسامحنا.!..

أنقِذنا من حمأَةِ أَعمالِنا.!.. وعلِّمنا أن نعمل رضاك.!..

اجعلنا خرافَكَ الجائِعةَ لِبِرِّكَ.!.. لنحيا معك.!..

فنفرح وتتهلّل نفوسنا وأَرواحنا... لنصرخ قائلين:

"قدّوس... قدّوس، سامحنا وارحمنا، قدّوسٌ أنتَ يا إلَهَ آبائنا...

+ أقوال للآباء القدّيسين

التّوبة والتَّحَوُّل

التّوبة من دون تَحَوُّلٍ كاملٍ ليست أكثر من مهزلة أمام الله والرّوح. لا يَليق اللّعب مع الله. إنّه يظهر رحمة للّذين تابوا، ولكن يؤدِّب بقسوة أولئك الّذين لا يتوبون على الإطلاق، أو الّذين يقومون بذلك جزئيًّا فقط وبتصنّع. وعندما يضرب الله، يكون الجرح عميقًا جدًّا ولا أحد يمكن أن يشفي منه إلّا الله نفسه.

(القدّيس نيقوﻻوس فيليميروفيتش)

الهدف

إذا كنت لا تريد أن تُستَعبَد للأهواء والشّيطان بشكلٍ يوميّ، عليك أن تضع لنفسك هدفًا تضعه دائمًا في الاعتبار، وعليك أن تحاول تحقيقه، والتَّغلُّب على كلّ العقبات بمعونة الرَّبّ.

ما هو هذا الهدف؟ إنّه ملكوت الله.

(القدّيس يوحنّا كرونشتادت)

انقر هنا لتحميل الملف