Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*القدّيس البارّ استفانوس العسقلاني السّاباوي *القدّيس البارّ تيطس العجائبيّ *الشّهيدان أمفيانوس وأداسيوس *الشّهيدة ثيودوسيا الصّوريّة *الشّهيد بوليكاربوس الإسكندريّ *القدّيس البارّ غريغوريوس النّيقوميذي *أبونا الجليل في القدّيسين نيسيتيوس الليّوني *الشّهيدات البارّات إيبا السّكوتلانديّة ورفقتها *أبونا الجليل في القدّيسين أونديوس اليونانيّ *أبونا الجليل في القدّيسين سابا السّوروجي.

*        *        *

✤ القدّيس البارّ استفانوس العسقلاني السّاباوي ✤

كتب سيرة القديس استفانوس الراهب لاونديوس الدمشقي، أحد تلامذته. ولد في إحدى قرى عسقلان الفلسطينية. قيل عنه، وهو بعد فتى، إنه من الشيوخ القدماء المزينين بجودة العقل”. جذبه إلى الرهبانية عم له فزهد في الدنيا وعشق ربه. كان هذا في دير القديس سابا.

أقام طائعاً خمس سنين وكانت نعمة الروح القدس عليه. صار للإخوة نافعاً جداً ومعزياً جداً. فلئلا يتأكله السبح الباطل أخذ يعتزل، ببركة الآباء، بين عيد القديس أنطونيوس الكبير ويوم الخميس الكبير.

تعرض استفانوس، في اعتكافه، لهجمات شيطانية شرسة. ورغم أنه فزع قليلاً ثبت واثقاً بالله فأثمر ثباته حتى بات يشتهي القتالات التماساً للأكاليل. فلما فطنت الأبالسة إلى انقلاب احتيالاتها على القديس بركات كفت عن شرها.

كان مدمناً التعب والسجود والإمساك. لم يكف عن تقريب ما فيه من قوة ولو ضئيلة. ظل على ذلك حتى لم تعد فيه قدرة  ولا على النطق. رغم كل شيء، لم يتوقف عن الصلاة، وقد أجاره الله وتمم شهوة قلبه ونعم قلبه وملأه فرحاً من روح قدسه ورفعه فوق طبيعة الناس.

كان كلما اشتم رائحة الشياطين، في خروجه إلى البرية، لا يبرح المكان مصلياً منقطعاً عن كل طعام إلى أن يطردها من هناك. وكان لا يصلي في المكان الذي يعمل فيه عمل الأيدي.

اجتمعت عليه، مرة، في البرية، كلاب الأعراب فخاف قليلاً لكنه رفع يديه وذهنه إلى فوق قائلاً: الآن أجرب وأعلم إن كان الله يخلصني من هذه الضواري المنظورة بعدما خلصني من الضواري غير المنظورة. ولما قال هذا أضاف: أنا لك بكليتي يا مسيح الله! للحال انهالت على الكلاب سياط غير مرئية وانصرفت عنه.

وجاء يوم صار فيه المغبوط كاهناً وصارت تشمله نعمة الله ويملأ النور مكانه، فخشي العجب وطلب أن يقبض الرب الإله عنه المواهب في هذه الدنيا ويعطيه إياها في الآخرة فاستجيبت طلبته. صار الإله العظيم يعطيه على قدر طلبته، لاسيما في القداس الإلهي.

ناسك اسمه خريستوفورس

مرة سأله ناسك اسمه خريستوفورس أن يأتي إليه ليقيم الذبيحة الإلهية لديه فجاءه وأحد تلاميذه. كان الناسك يقيم في مغارة مرتفعة لا يبلغ إليها إلا بالسلم. وفي اليوم الثالث شاء المغبوط أن يغادر إلى موضعه. ولكن كان الناسك قد احتال عليه وأقفل باب المغارة وأخفى الحبال. فقال له المضيف: ها أنا أمسكك أياماً شئت أم أبيت، فإن كنت راهباً قديساً، كما يقولون عنك، فمر الباب أن ينفتح من ذاته. فأجاب: أما أني قديس فغير صحيح لأن بحر دنسي عظيم. لكني أفعل ما سألته لا لدالة لي عند الله بل لرأفته وإحسانه وتحننه. ولما قال هذا أشار إلى تلميذه فضرب له مطانية، فقال الشيخ له: مبارك الرب أن تفتح “السكرة” ليُسبح اسمه! فلما لمس التلميذ “السكرة” بأطراف أصابعه انفتحت من ذاتها للتو. فبُهت مضيفه خريستوفوروس وخاف وسبح الله. ثم قال البار لتلميذه: اصعد إلى فوق المغارة فتصيب الحبال مخبأة في موضع كذا وكذا فخذها وأتني بها لننزل ونمضي من ههنا.

حين تاه تلميذه

في عودة تلميذه يوحنا، مرة، من سفر أعيى من العطش فاستعان بصلاة أبيه فإذا برعيان يلتقونه ويدلونه إلى مكان فيه ماء فشرب وارتوى. ولكن غابت الشمس عنه، وهو ساع إلى أبيه، فتاه. ولما لفته الحيرة واستبد به الحزن أتاه صوت دعاه باسمه ودله على الطريق. لكنه خشي أن يكون الصوت من خداع الشياطين فصلى الـ “أبانا” فاقترب الصوت منه بالأكثر، فإذا به صوت معلمه فبهت وارتعدت فراصه. ولما تهدأ نفسه حتى أبصر الشيخ يصلي. ثم، بعد الصلاة، خاطبه وشجعه وسايره حتى بلغا المنسك.

استفانوس والسواح

كان الشيخ وبعض تلاميذه، مرة، في البرية فدخلوا مغارة وصلوا. وكان في المغارة عشب وآثار قدمي إنسان، فقالوا: هذا الموضع لسائح فلم يفتح الشيخ فاه. فلما خرجوا نظروا، بقرب المغارة، نخلة ارتفاعها ارتفاع قامة الإنسان فاستظلوا بها ساعة من الزمن وانصرفوا. وبعد أيام خطر ببال تلميذ الشيخ، يوحنا، أن يجول في البرية منفرداً. ففيما كان كذلك لفته صوت. وإذا بالصوت حديث يتجاذبه اثنان. فتطلع إلى مصدر الصوت فرأى معلمه وكان وحيداً، فاحتبس الكلام في صدره فشاءه المعلم أن يجلس. ولما هم بالجلوس عن يساره أخذه بطرف ثوبه وأجلسه عن اليمين. ثم، بعد قليل، قال له أن يمضي فمضى متبلبلاً. وإذا لم يطق البقاء في المغارة سار إلى أبيه وطرح، بنفسه، عند قدميه وأخبر عن حاله. فلما رآه المغبوط يفحص الأمر بلهف أجابه: إن من سمعته يكلمني هو رجل قديس وسائح عظيم يأوي البراري أبداً ويرعى العشب. وتلك المغارة التي دخلنا، له كانت، وكذا النخلة التي جلسنا تحتها ساعة كان مستنداً إليها ولم تروه ولا ظهر لكم. وهذا ما جرى البارحة لما رأيتني أكلم إنساناً ولم تبصره وكنت جالساً معه. السواح، يا بني، يطلبون من الله، متى خرجوا من دياراتهم وابتعدوا عن الإخوة، أن لا يبصرهم أحد، وهم لا يظهرون إلا لمن أرادوه.

مرة أخرى سأل الشيخ تلميذه لاونديوس أن يخبره عن سائح أظهر له نفسه، فأجاب: هو من الرجال نصف القامة، لا شيخ ولا شاب، ولا هو بضعيف جداً ولو كان جسده قد ذاب من كثرة الإمساك. له عظام غليظة وهو جميل المنظر. كله عريان ما خلا وسطه فإن مئزراً من جلد يغطيه. وهو رجل شعراني وله في السياحة ثلاثون سنة.

أيل يطلب الأمان

وأخبر قوم أن أعراباً خرجوا للصيد فالتقوا أيلاً فطاردوه ففر من أمامهم حتى كل. حدث ذلك بقرب الموضع الذي كان فيه الشيخ. فأسرع الأيل إليه وألقى بنفسه بين يديه، وشرع يلحس قدميه كأنه يقبلهما طلباً للأمان. فلما بلغ الصيادون الموضع رأوا الأيل لائذاً فتعجبوا، فقال لهم الشيخ: هبوني إياه لأنه لجأ إلي واستعان بي عليكم، فسلموا وانصرفوا وهم يكبرون إيمان النصارى.

تجربة التجديف

جاء لاونديوس، كاتب سيرته، من دمشق وترهب في دير مار سابا. وقد جعله رئيس الدير في عهدة راهب شماس. ولما كان، بعد، جاهلاً الكتب الإلهية فقد رماه الشيطان بسهام التجديف على الله فظن أن ذلك منه هو فحزن جداً. وإذ أخذ الشيطان يثقل عليه جعل يبث أفكاراً أن يقتل نفسه، فكان ينوح ويبكي. أذاب جسده الإمساك فلم ينتفع شيئاً. وإذ كان يطعن بسهام التجديف كان يضرب رأسه بالأرض بغير شفقة لعله يجد من شدة الوجع بعض الراحة من الأفكار، ولكن عبثاً. أقام على هذه الحال سنتين إلا بضعة أشهر حتى فنيت قوة قلبه واحترق بعض وجهه من حرارة الدموع. وإذ كان قد سمع عن الشيخ استفانوس استأذن معلمه وجاء إليه. فلما وقف أمامه قبض عليه الشيطان بالحياء فصمت. أما الشيخ فعرف بحاله واحتضنه ببشاشة وطول أناة وشجعه على الكلام قائلاً له: خير لك، يا بني، أن تقر وتفصح سرائر الشيطان الدنسة حتى إذا ما أبصر فاحص القلوب تواضعك وهبك الشفاء. ولما شق الأمر على الفتى ولم تنفك عقدة لسانه بدأ الشيخ يخبره بحاله عنه. ثم قال له: لا تظن، يا بني، أنك وحدك مصاب بهذا الداء! فأنا، نفسي، جربت به وكثيرون، أيضاً، ممن يترهبون. لذلك أقول لك أقر بأفكار قلبك ولا تستحي مني. استحي، بالأحرى، أن تكتم أمرك عن عين الله المرهوبة. إذ ذاك أخذ يقر بتجديفه ويكشف جراحه. لكن وجعه كان كبيراً فأشفق عليه الشيخ وصرفه بعدما وعده بالصلاة من أجله. وبالفعل تحسنت حال الفتى. لكن سهام التجديف ما لبثت أن عادت من جديد. فأسرع إلى الشيخ وأقر لديه بوجعه فعلمه قائلاً: لا يمكنك أن تطرد هذه الأفكار بشيء إلا إذا حسبتها كلا شيء واستعنت بالصلاة. والآن أراك عييت فضع يدك على عنقي، ففعل، فقال له: مني يسأل الله، يوم الدينونة، الخطيئة التي تظن أنها تعرض لك من هذا، لأن الأبالسة يزرعون، في عقلك، هذه الأفكار بغير مشيئتك. فمن الآن لا تعد تهتم لها. ثم أن الشيخ صلى عليه من جديد وزوده بكلام كثير فلم تعد الأفكار تراوده. إثر ذلك تتلمذ للشيخ وأمسى تحت جناحيه أربع سنوات إلى حين وفاته.

حضوره بالروح

كان استفانوس، أبداً، بالروح، مع تلاميذه، جاداً في الاهتمام بهم، حريصاً على خلاصهم، دائم الامتداد في الصلاة إليهم، يعرف كل أحوالهم حتى في غيابه عنهم. فقد عرض لأحد تلاميذه، مرة، فضعف، ومن شدة الضعف عجز عن إتمام قانونه. وبعد الضعف حصل له استرخاء فكان ينهزم له. وصار شديد الحزن من تملك النوم عليه.

وفي ليلة من ليالي الصيف كان نائماً بعدما غلبه الاسترخاء. فلما نام ساعة أو بعضها نظر إنساناً مخيفاً يدخل من باب القلاية. فإذا به معلمه عينه. تقدم الشيخ منه حاملاً عصاه ونظر إليه بإمعان مؤاخذاً إياه على نومه وتهاونه. وبدا كأنه غاضب، لكنه لم يتكلم، فعض التلميذ الحياء فقام وأتم قانونه بنشاط. إذ ذاك تقدم الشيخ ووقف بجانبه. وإذا بابتسامة هادئة حلوة ترتسم على وجهه. ثم ما لبث أن انصرف عنه. أما التلميذ فرغب في أن يتبرك من معلمه فعجل في صلاته وأسرع إليه فلم يجده. كان قد توارى رغم أن الأبواب كانت موصدة بإحكام. كان من المفترض أن يكون المعلم، بعيداً، في المنسك. وإذ أتم التلميذ صلاة الرهبان مضى إلى موضع معلمه. فسأله الشيخ: “لماذا جئت إلى هنا، الآن يا بني؟” فسكت التلميذ قليلاً ثم سأل: متى ذهبت إلى القلاية يا أبي ومتى رجعت؟! فابتسم الشيخ وقال له: صدقني يا بني أني لم أبرح مكاني هنا بالجسد، ولو كنت في الروح حضرت بإزائك، كما رأيتني. فمن الآن لا تعد تتوانى في خلاص نفسك. أفتظن، يا بني، أني، أنا المسكين، جاهل بأمورك؟! لا، بل الحق أنه وإن كان الله وحده علام الخفايا فقد وهبني هذه النعمة أيضاً لأجل خلاصكم. لذلك أقول لك، لا يغيب عني شيء من تدبيركم. ولو أردت أن أخبر بكل سرائركم لقدرت على ذلك بعون الله. لكن لأني لا أريد أن أبكتكم وأحزنكم لذلك لا أكشف أموركم. فإني، أنا إنسان، مثلكم تحت الضعف. فامض الآن وأخبر بقية التلاميذ بذلك لأنهم، هم أيضاً، مرضى بقلة الأمانة نظيرك. ولما قال هذا انصرف التلميذ متعجباً يسبح الله.

شغفه بتعليم تلاميذه

كان شغف الشيخ بتعليم تلاميذه كبيراً. دخل، مرة، على تلميذه لاونديوس وبدأ يقول له: انظر لنفسك، يا بني، لا تتوان في خلاصك، فإنه ليس خير أعظم من أن ينظر الإنسان إلى نفسه ويعبد الله بطهارة الإسكيم الرهباني وهدوء الأفكار والتواضع الحقيقي والورع من غير مراءاة وحفظ القلب بنقاوة والتحنن بتوجع. يا بني، لا تنظر إلى أمور الإنسان البرانية وحسب فإنها كثيراً ما تكون مشوبة بالكذب يعتمدها الراهب ليصطاد بها سبح الناس ومدحهم. بالأحرى ليكن نظرك إلى حركات نفسك وأحوالها وإلى الفضائل المكملة في السر وإلى ما يرضي الله. ليكن حرصك أن تقترب من الله بالأعمال. ولا تكن سيرتك النط في صلواتك بالأقوال وحسب. ولا إذا قرأت المزامير تنر كثرة ما قرأت. ليكن همك في عفة الأفكار والانتباه وصحو الذهن لأن الديان لا ينظر إلى عدد المزامير بل إلى نية قارئها وعقله. قم أمام كرسي تسبحة الله وسبحه تسابيح نقية بخوف ورعدة بقدر ما يسمح عقلك. فإن لم تكن صلاتك كذلك فلا يرأف بك بل يغضب عليك. وستسمع نوح النبي القائل: ويل لمن يعمل عمل الله برخاوة. ليكن عقلك منتبهاً ساهراً كله. اتبع الفضائل ولا تنهزم للأهواء. لا نبق، يا حبيبي، كما نحن ولا نتوان، بل لنطلب المغفرة من الله من أجل ما سبق من غفلتنا واسترخائنا. لنعسكر بإزاء عساكر الشيطان، أعني الأفكار، ولنغضب عليها لأن من أجل هذا أعطينا الغضب. ينبغي أن تغلب الشر بالخير حتى ينظر الله إلى جهادك ويبعث لك بنعمته ويخلصك بموهبته ويجددك ويصيرك نقياً طاهراً كلك ورئيساً على أفكارك. لأنه بقدر شوقك وتعبك وحرصك يرق لك. فاحرص وجاهد لتكون لك النعمة. لا تتوان في الأغربنيات، خاصة مع الآباء، في الكنيسة، ليلة الأحد. فعليك، في ذلك الوقت، أن تصير في القيام ولا تبرح الكنيسة من دون اضطرار، لأن الراهب بقدر صبره وجهاده يأخذ من الله في الأغربنية إكليل الأسبوع برمته. وقد شهد قوم من الآباء القديسين من الذين تقدموا ومضوا إلى المسيح فقالوا: إن من يقف في الأغربنية صباح الأحد المقدس بصبر وحرص يأخذ من الله درجات عالية ونجاحاً وجوائز سماوية.

رجل حنان ممتاز

وقد شهد لاونديوس أن معلمه كان أكثر حناناً ورحمة من أي إنسان آخر عرفه في حياته. وهذا ما خبره وشهد له كثيرون. ولم يقتصر حنانه على البشر بل شمل البهائم والدبابات والطيور أيضاً. فكان يُطعم الغربان من يده وكذلك الزرازير والغزلان والحمام. كانت الطيور تقف على كتفه ورأسه وركبتيه وتأوي إلى حضنه. وكانت إذا شبعت أو سقاها فارتوت تطير بفرح وهدوء. كان يأمرهم فيطيعونه كما لو كانوا له تلاميذ. وأما النمل وأشباهه فكان يطعمه سميذاً ودقيقاً. وأكثر ما كان يشفق على الدود الأسود الكثير الأرجل الذي في البرية. كان يوبخ تلاميذه إذا ما داسوا بعضه عن غير قصد مؤكداً أن على الإنسان أن يكون حنوناً. وإذا ما أراد أن يخرج إلى البرية ليلاً، في زمن الجراد، وأحس بأنها في الجوار ولا قدرة لها على الطيران بسبب البرد كان يجلس حتى شروق الشمس شفقة منه عليها لئلا إذا مشى داس بعضها عن غير قصد. إذ ذاك كان يخرج مطمئناً.

رقاده

عاد الشيخ من البرية إلى دير مار سابا قبيل أسبوع الآلام العظيمة، في جمعة لعازر وكان صحيحاً معافى فعيد الفصح حتى الخميس من أسبوع التجديدات وكان في حال جيدة. ثم بدأت تظهر عليه علامات المرض، وبقي كذلك إلى صبيحة الاثنين بعد الأحد الجديد. سرى الخبر أن المعلم على وشك أن يسلم الروح فاجتمع إليه رهبان الدير. كان بعضهم يأخذ بركته وينصرف وبعضهم ينتظر ساعة نياحته. كان يقول للقائمين لديه: انظروا إلى أنفسكم واجمعوا عقولكم. كان عقله صحيحاً جداً. فلما كثر عليه الآباء طلب أن يغادروه فلم يفعلوا لأنهم كانوا مشتاقين إلى منظر نفسه الزكية تخرج. فلما غابت الشمس اعتقل لسانه لكنه بقي يمجد الله بعقله وحركة شفتيه. ثم فتح فاه ثلاثاً وأسلم الروح. هكذا رقد استفانوس الشيخ بسلام فرحاً، مسروراً. كان دفنه يوم الثلاثاء التالي من شهر نيسان من السنة 794م. سنو حياته على الأرض كانت تسعاً وستين. عاش في زمن بطريركي أورشليم ثيودوروس وإيليا ورئيسي دير مار سابا ستراتجوس وباسيليوس.

ملاحظة: حتى الخمسينات من القرن العشرين كان الدارسون يظنون أن استفانوس البار العجائبي الذي تقيم الكنيسة تذكاره اليوم هو إياه استفانوس بن منصور الدمشقي. قريب القديس يوحنا الدمشقي، أو لعله ابن أخيه. لكن اكتشاف سيرته بالعربية، في دير القديسة كاترينا في سيناء بين أنه شخص آخر بالكلية.

طروبارية القديس استفانوس العسقلاني السّاباوي المعروف بـالعجائبيّ (باللّحن الثّامن)

لِلبَرِيَّةِ غَيْرِ الـمُثْمِرَةِ بِمَجارِي دُمُوعِكَ أَمْرَعْتَ. وبِالتَّنَهُّداتِ الّتي مِنَ الأَعْماق أَثْمَرْتَ بِأَتْعابِكَ إِلى مِئَةِ ضِعْفٍ. فَصِرْتَ كَوكَباً لِلمَسْكونَةِ مُتَلأْلِئاً بِالعَجائِب. يا أَبانا البارَّ استفانوس فَتَشَفَّعْ إِلى المَسِيحِ الإِلَهِ أَنْ يُخَلِّصَ نُفُوسَنا.

مواضيع ذات صلة