Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*الشّهيد أميليانوس دوروستوروم *الشّهيد ياكنثوس أماستريس *القدّيس البارّ بامبو النّيتري *الشّهيد أثناسيوس القلزمي *الشّهيد مركلّوس *الشّهيدان داسيوس ومارون *أبونا الجليل في القدّيسين استفانوس الثاني القسطنطيني *أبونا الجليل في القدّيسين يوحنّا المعترف الخلقيدوني *القدّيس البارّ أونسيفوروس القبرصيّ *القدّيس البارّ يوحنّا المتصبّر الكهفيّ الكييفيّ *القدّيس البارّ بامبو المطيع الكهفيّ الكييفيّ *القدّيس البارّ لاونديوس النوفغوروديّ *القدّيسان البارّان بائيسيوس وإشعياء.

*        *        *

✤ الشّهيد أميليانوس دوروستوروم ✤

لمّا أراد الإمبراطور البيزنطيّ يوليانوس الجاحد أن يُعيد البلاد إلى الوثنيّة، غير عابئ بكلّ ما آلت إليه الأمور منذ القدّيس قسطنطين الملك لجهة تقدّم المسيحيّة، أوفد عمّاله في كلّ اتّجاه ليُخضعوا الشّعب إلى ما ترغب فيه نفسه. في هذا الإطار توجّه كابيتولينوس، وهو نائب في تراقيا، إلى دوروستوروم، عاصمة سكيثيا، وهي سيليسترا الحاليّة في بلغاريا. فلمّا بلغها أخذ يطلق التّهديدات بالموت لا في حقّ المسيحيّين وحسب بل الّذين يعرفونهم ولا يشون بهم أيضًا. الحاضرون في الدّيوان هتفوا أنّه لا مَسيحيّ في مدينتهم وأنّ كلّ السّكّان يضحّون لآلهة الإمبراطور. فلمّا بلغ هذا التّصريح مَسمعيه ارتاحت نفسه وامتلأ سرورًا ووافق على الإشتراك في المأدبة الكبرى المُقامَة على شرفه.

وفيما كان الجميع في صخب، إذا بفتى مسيحيّ نبيل، اسمه أميليانوس، يدخل هيكل الأوثان، وقد أضناه السّكوت عن الإساءة في حقّ الإله الحقّ، راغبًا في الشّهادة لله وفي يده مطرقة. للحال، في غفلة عن العيون، عمد إلى تحطيم الأصنام وقلب حمّالات الشُّموع والمذابح، الّتي جُعلت عليها التّقدّمات، وسكب على الأرض سكائب الخمر وغادر دون أن يلاحظه أحد. فلمّا قدم الخدّام وعاينوا ما حدث نقلوا الخبر إلى كابيتولينوس الّذي استبدّ به الغيظ وأمر بالبحث عن الجناة وإلقاء القبض عليهم. توزّع الجنود في المدينة في اضطراب شديد وبحثوا فلم يجدوا شيئًا. ولئلّا يعودوا فارغين قبضوا على فلّاح، عابر سبيل، عائد من الحقول فجرّروه وهم يضربونه بالسِّياط. وإذ شهد أميليانوس ما كان ولم يشأ أن يكابد إنسان بريء العقاب عنه، سلّم نفسه مُعلِنًا بالفم الملآن أنّه هو الفاعل. فلمّا أحضروه أمام كابيتولينوس، سأله مَن يكون ومَن الّذي دفعه إلى اقتراف ما فعل. فأجاب إنّه حرّ وعبد في آن: فهو عبد الله وحرّ من الأوثان. ثمّ أضاف: هي محبّة الله والغيرة للمسيح والإشمئزاز من رؤية هذه التّماثيل الصَّمّاء ما اقنعني وقوّاني على تحطيم ما هو عار على الجنس البشريّ. فإنّه لا شيء أحقر لنا، نحن الّذين حبانا الله بقوّة العقل، من عبادة كائنات لا عقل لها والسُّجود لعمل أيدينا وإلقاء كرامة الإله الخالق الأوحد عنّا”. “إذًا أنتَ مَن اقترف هذا الفعل الشّائن؟” فأجاب أميليانوس بأنّه فخور بما فعل. هذا في نظره أنبل وأتقى ما فعله في حياته. إذ ذاك أمر كابيتولينوس بتجريده من ثيابه وضربه بعنف بعد تمديده على الأرض. وإذ استمرّ القدّيس يسخر من العبادة الوثنيّة، أعاده إليه وضربه على صدره. ثمّ إذ علم، بعد الاستجواب، أنّ أميليانوس هو ابن حاكم المدينة، ساباتيوس، أعلن أنّ انتماءه إلى النُّبلاء لا يعذره في شيء ولا يوفّر عليه العقاب. أخيرًا وقد بلغ الغيظ بكابيتولينوس الذُّروة حكم على قدّيس الله بالموت حرقًا. فاستيق شهيد المسيح إلى خارج المدينة، على أطراف الدَّانوب حيث أُشْعلت محرقة وأُلقي فيها. ما حدث كان أنّ ألسنة اللَّهَب تحوّلت عنه إلى الجند فأحرقتهم فيما سبّح أميليانوس الله نظير الفتية الثَّلاثة في آتون بابل. وبعدما رسم على نفسه إشارة الصَّليب رقد بسلام في الرَّبّ. كان ذلك في 18 تمّوز سنة 362 م. أمّا جسد القدّيس فأخذته امرأة كابيتولينوس، الّتي كانت مسيحيّة في السِّرّ، وأعطته لمسيحيّين أتقياء فواروه الثَّرى في جيزيدينا، على بعد أميال قليلة من دوروستوروم. هذا ويشهد لإكرامه، منذ القرن الرّابع الميلاديّ، كلّ مِنَ القدّيس إيرونيموس وأمبروسيوس، إضافة إلى ثيودوريتوس القورشيّ.

مواضيع ذات صلة