Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*القدّيس يوئيل النّبيّ *أوّارس الشّهيد والشّهداء السّتّة المستشهدون معه *الشّهيد صادوق ورفاقه المئة والعشرون والثّمانية الّذين في سلفكية *الشّهداء والشّهيدات الواحد والخمسون الأنطاكيّون *القدّيس ليونتيوس الفيلسوف *الشّهيدان فيليكس الكاهن وأفسافيوس الشّمّاس *القدّيس البارّ يوحنّا العَجائبيّ مؤسّس دير ريلا البلغاريّ.

*        *        *

القدّيس البار يوحنّا العجائبي مؤسّس دير ريلا في بلغاريا (+ 946 م)

نشأ القدّيس يوحنّا ريلا في ضواحي مدينة صوفيا في بلغاريا أيام الملك البلغاري بطرس الأوّل (927 – 968 م) والأمبراطور البيزنطي قسطنطين السابع البرفيري (913 -959 م). وقد مالت نفسه منذ نعومة أظفاره إلى حياة الفضيلة.

فلما كبر وبات بإمكانه أن يخرج إلى القفر ليسلك في حياة الكمال الإنجيلي، وزّع ما لديه على الفقراء وخرج إلى أحد الأديرة. ثمّ إذ تلقّى علامة من السماء، صعد إلى الجبل ليحيا ناسكاً. وقد وافاه لوقا، ابن أخيه، إلى هناك مدفوعاً بغيرة إلهية كبيرة. ولكن، لصغر سنّه، جاء والده وردّه بالقوّة متّهماً أخاه باستغلال فتوّة ابنه. وفي الطريق لدغت حيّة الصبي فمات لتوّه. فندم والده ندماً شديداً وعاد أدراجه إلى حيث كان أخوه، يوحنّا، شاكياً حاله مستجيراً، فكان جواب القدّيس أنه قد سبق السيف العزل، “فقم وادفن الصبي وارحل إلى بيتك”.

 وأقام يوحنّا في الجبل ناسكاً ردحاً من الزمان، إلى أن أضحى عرضة للصوص. فعلم أنّ الله يريده أن ينتقل إلى غير مكان، فشدّ الرحال إلى جبال أكثر وعورة ونأياً عن العالم وأمجاده الباطلة. وهكذا جاء إلى جبال ريلا حيث أقام في مغارة يصعب جداً الوصول إليها.

 ومرّت الأيام وذاع صيت يوحنّا إلى أن بلغ أذني الملك البلغاري بطرس الأوّل. فشاء الملك أن يأتي يوحنّا إليه فأبى، فقام وذهب إليه وبقي قريباً من مغارته لتعذّر تسلّقه إليه، وأرسل خدّامه محمَّلين ذهباً ومؤناً ومعهم رسالة يسأله فيها البرَكة والنصح. أما يوحنّا فردّ الذهب لأنّه لا خير فيه له وزوّد السفارة ببضع كلمات يقول للملك فيها أن يسلك في الرأفة والتوبة والدموع وذكر الموت، حتى إذا ما عاين ملك الملوك اتضاعه أنعم عليه بفرح الملكوت.

واكتفى الملك بهذه الكلمات القليلة وعاد متعزّياً.

ثمّ انّ طالبي حياة التوحّد أخذوا يتزايدون على يوحنّا فأخذ يبني لهم قلالي وكنيسة شكّلت نواة الدير الكبير المعروف، إلى يومنا، بدير القدّيس يوحنّا ريلا الذي يضمّ رفات القدّيس والذي انتصب فوق جبال ريلا جنوبي العاصمة البلغارية صوفيا ركناً للحياة الرهبانية على امتداد عشرة قرون.

 يُذكر أنّ الحكومة البلغارية حوّلت أبنية الدير في العام 1947 إلى مركز للأرصاد الجوّية.

مواضيع ذات صلة