Menu Close

 

 

 

 

 

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

* ختانة ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد * القدّيس باسيليوس الكبير، رئيس أساقفة قيصريّة الكبّادوك * الشّهيد ثيودوتوس * القدّيس غريغوريوس أسقف نازيانزا * الشّهيد ألماخوس* القدّيس فولجنتيوس أسقف رُسب * القدّيس البار ثيودوسيوس، رئيس دير تريغليا في بيثينيا * القدّيس الجديد في الشّهداء بطرس البليوبونيزي.

*        *        *

✤ختانة ربّنا وإلهنا ومخلّصنا يسوع المسيح بالجسد✤

مُقدّمة:

“أيّها الرَّبّ الجزيلُ التّحنُّن، إنّك وأنتَ إله بحسب الجوهر قد اتّخَذتَ صورةً بشريّة بغير استحالة، وإذا أتممتَ الشّريعة تقبّلت باختيارك ختانة جسديّة، لكي تنسخَ الرُّسومَ الظِّليّة…”

هذا ما ترتّله الكنيسة في هذا العيد السّيّديّ.

يأتي هذا العيد بعد ثمانية أيّام من الولادة كما هو النّاموس.

“ولمّا تمّت ثمانية أيّام ليُختن الصّبيّ، سمّي يسوع كما سمّاه الملاك قبل أن يُحبل به في البَطن” (لو 21:2).

قبل الدّخول في شرح هذا العيد لا بدّ من تعريفه:

تعريف العيد:

الختان هو قطع جزء “من طرف العضو الذّكريّ”. هذا يجري لكلّ مولود صبيّ بحسب وصيّة الله المُعطاة لإبراهيم في البداية. يرد النّص التّالي في العهد القديم: “وهذا هوَ عهدي الّذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم. فتَختِنونَ الغُلْفةَ مِنْ أبدانِكُم، ويكونُ ذلِكَ علامةَ عَهدٍ بَيني وبَينَكُم. كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم اَبنُ ثمانيةِ أيّامِ تَختِنونَه مدَى أجيالِكُم، ومِنهُمُ المَولودونَ في بُيوتِكُم أوِ المُقتَنونَ بِمالٍ وهُم غُرَباءُ عَنْ نسلِكُم” (تكوين 10:17-12).

الوصيّة نفسها تكرّرت لموسى: “وفي اليومِ الثَّامنِ يُختَنُ المولودُ” (تثنية 3:12). وفي محادثته مع اليهود، ذكّرهم المسيح بأنّ الختان أُعطي بموسى لكنّه كان موجودًا من قبله: “أمَركُم موسى بالخِتانِ، وما كانَ الخِتانُ مِنْ موسى بل مِنَ الآباءِ، فأخَذتُم تَختُنونَ الإنسانَ يومَ السَّبتِ” (يوحنا 22:7).

لقد ارتبط الختان بالصّلاح والتّقوى وإطاعة النّاموس، وهو يُشير إلى الإسرائيليّ الطّاهر، بينما أُشير إلى الإنسان غير الطّاهر غير التّقيّ بأنّه غير مختتن. إذًا الخِتان وعدمه هما مفهومان وممارستان متناقضتان، تشير الأولى إلى اليهود والثّانية إلى الأمم الوثنيّين.

إنّ طقس الختان كان جرحًا مؤلِمًا وخاصّةً بالطّريقة الّتي كان يجري فيها في تلك الأيّام. الوسائل المُستَعمَلة كانت سكّينًا وموسى وحجرًا حادًّا. استعمال سيفورة لحجر حادّ لختان ابنها كما يرد في خروج (25:4) “فأخذَت صَفُّورَةُ اَمرأتُه صَوَّانَةً فختَنَتِ اَبنَها ومسَّت بِها رِجلَي موسى، وقالت: «أنتَ الآنَ عريسُ دَمِ لي»” هي حادثة مميّزة. معروف أيضًا أنّ يشوع “فصنَعَ يَشوعُ سكاكينَ مِنْ صَوَّانٍ وختَنَ بَني إِسرائيلَ عِندَ جبعَةَ هاعَرلوتَ” (يشوع 3:5).

إنّه لَجَلِيّ بأنّ الختان كان عملًا مؤلِمًا يسبّب النّزف. وإذا فكّرنا بأنّه كان يُجرى لمولودٍ جديدٍ يمكننا أن نفهم ألَمَه وأيضًا ألَم أهله الّذين أتمّوا الختان ورأوا تمزيق طفلهم.

في أيّ حال، لقد كان للختان محتوى لاهوتيّ عميق ومعنى جوهريّ ولم يكن يتمّ لمجرّد التّطهير. وبهذا المعنى هو يختلف عن الختان عند الشّعوب الأخرى كالمصريّين وغيرهم. يقول القدّيس أبيفانيوس القبرصيّ أنّ الشّعوب الأخرى عرفت الختان، كالوثنيّين وكهنة المصريّين وشعوب أخرى، لكنّ أغلبهم لم يختتنوا لناموس الله بل لعادات “غير عاقلة”.

كلمة الله لإبراهيم الّتي بها تأسّس الختان أيضًا تُظهِر السّبب الأساسيّ. قال الله: “وهذا هوَ عهدي الّذي تحفظونَه بَيني وبَينكُم وبَينَ نسلِكَ مِنْ بَعدِكَ: أنْ يُختَنَ كُلُّ ذَكَرٍ مِنكُم” (تكوين 11:17). بكلمات أخرى، إنّه اتّفاق بين الله وشعبه الخاصّ، إنّه عهد. هذا الاتّفاق يجب أن يُثَبَّت بالدّم. نحن نرى هذا أيضًا في العهد الجديد حيث يُثبَّت اتّفاق الله مع البشر بدم المسيح.

إذًا الختان بحدّ ذاته لم يكن عهدًا بل علامة على العهد والاتّفاق. هذه الممارسة خدمت أيضًا لتذكِّر الإسرائيليّين بأنّ عليهم أن يثابروا في تقوى أسلافهم فلا يأتوا إلى احتكاك غزليّ مع الوثنيّين والشّعوب الأخرى. بهذه الطّريقة تلافوا الزّيجات المشتركة وبالطّبع تلافوا نتائجها أيّ التّغرّب عن الإيمان المُعلَن. يخبرنا القدّيس أبيفانيوس أنّ الختان اشتغل كَخَتْم على أجسادهم، مذكِّرًا لهم وضابطًا إيّاهم ليبقوا “على إيمان آبائهم”.

إذًا الإسرائيليّون بعد ختانهم عليهم أن يبقوا في أمّتهم وعلى الإيمان بالإله الحقيقيّ.

إعطاء الاسم والأسرار الثّلاثة: التّغطيس والختم ومناولة القُدُسات.

إنّ طقس الختان الّذي جرى في اليوم الثّامن مرتبط أيضًا بإعطاء الاسم، وقد ضُمَّ إليه في الفترة المسيحيّة احتفال “ختم الولد متّخذًا اسمًا في اليوم الثّامن من بعد ميلاده”. والختم هنا مرتبط بالمعموديّة أي بالتّغطيس وتناول القدسات وهي أسرار ثلاثة مرتبطة ببعضها بعضًا وقد مورست منذ البَدء وما تزال حتّى اليوم.

 

العيد في المسيحيّة:

يُخاطب القدّيس كيرلّس الإسكندريّ المؤمنين في عظته حول هذا العيد:

 لقد جئتم بفرح إلى هذ العيد، فلنحمل مشاعلنا ببهجة ولنتأمّل بوقار ما قد تمّمه الرَّبّ في هذا اليوم، ممّا يوطّدنا في الإيمان والتّقوى.

بالأمس القريب، رأينا عمّانوئيل طفلًا في المذود ملفوفًا في الأقمطة بطريقة بشريّة، لكن مسبّحًا كإله من الملائكة القدّيسين الّذين أعلنوا للرّعاة عن ولادته.

وقد رأيناه اليوم مُطيعًا لأوامر موسى، أو بالأحرى رأيناه، هو الله الّذي سنّ الشّريعة، يخضع لأوامره الخاصّة. كم هذا مذهل وعجيب.

يُخبرنا بولس الرّسول في رسالته إلى أهل غلاطية كيف الوارث ما دام قاصرًا وإنّما أقول ما دام الوارث قاصرًا يبقى تحت الوصيّة إلى حين يأتي الوقت المحدّد. “ولكن لمّا جاء ملء الزّمان أرسل الله ابنه مولودًا من امرأةٍ مولودًا تحت النّاموس ليفتدي الّذين تحت النّاموس لننال التّبنّي (غلا 3:4 – 4)”.

هكذا، فإنّ المسيح قد افتدى أولئك الّذين كانوا خاضعين للنّاموس بطاعته “كما بمعصية الإنسان الواحد جعل الكثيرون خطأة، هكذا أيضًا بإطاعة الواحد سيجعل الكثيرون أبرارًا” (رو 19:5).

وهكذا أحنى الرَّبّ الخالق عنقه للنّاموس بمعيّتنا لأنّه كان ينبغي أن يتمّم كلّ برّ.

لقد اتّخذ صورة عبد، واضعًا نفسه تحت نير الطّبيعة البشريّة، ودافعًا الجزية لجباة الضّريبة، مع كونه الله المُتجسّد وغير ملزم بذلك.

فلا تتعجّبوا إذا ما رأيتموه يتمّم أوامر النّاموس، ولا تصنّفوه مع العبيد، بل بالأحرى تأمّلوا عمق تدبير الخلاص.

في اليوم الثّامن، يوم ختانة الصّبيّ حسب أوامر النّاموس، أخذ اسمه يسوع، الّذي يعني الله يخلّص. ومن يقتبلّه يصبح إبنًا له بالتّبنّي.

إلى أيّة أسرار يقودنا هذا الحَدَثْ؟

“ليس الختان شيئًا، ولا القَلَف” (1 كور 19:7). ورُبَّ معترض: أيُعقل أن يكون إله الكلّ قد سنّ، عن طريق موسى، وصيًة لا قيمة لها؟ بل أيعقل أن يعاقب الّذي يتخطّاها؟

بالطّبع لا، ولكن كان الله يحضّر الإنسان بالطّاعة والوفاء والالتزام. فعندما كان الذّكر يُختن كان يُصبح ابنًا لابراهيم، والبنوّة هنا لا تعني الارتباط الجسديّ أو القبليّ أو العشائريّ أو السّبطيّ إنّمًا هو ارتباط وعهد مع إله ابراهيم، هو التزام مع سيّد ابراهيم،ولهذا الإله وصايا ومسلكيّة وصلاة.

فإنّ الختانة أي نزع قطعة من الجسد لا تعني بحدّ ذاتها شيئًا، لكنّها تشكّل علامة البنوّة روحيًّا وجسديًّا:

“اسمع يا اسرائيل.الرَّبّإلهنا رَب واحد. فتحب الرّب إلهك من كلّ قلبك ومن كلّ نفسك ومن كلّ قوّتك. ولتكن هذه الكلمات الّتي اأنا أوصيك بها اليوم على قلبك وقصّها على أولادك وتكلّم بها حين تجلس في بيتك وحين تمشي في الطّريق وحين تنام وحين تقوم،واربطها علامة على يدك ولتكن عصائب بين عينيك، واكتبها على قوائم ابواب بيتك وعلى أبوابك” (تثنية 4:6)، وها اليوم في المعموديّة نحن نقول الشّيء نفسه ونلتزم بالرَّبّ يسوع المسيح إلهًا وربّا لحياة مُقدّسة.

اليوم مطلوب أن نختن روحيًّا. نخلع إنسان الشّهوات وإنسان الملذّات لنلبس المسيح. ( القدّيس يوحنّا الدّمشقيّ).

فعندما قال لنا الرَّبّ “اذهبوا وتلمذوا جميع الأمم، وعمّدوهم باسم الآب والابن والرّوح القدس” (مت 19:28) عنى بذلك ألبسوهم ما لبستم وعلّموهم ما تعلّمتم وكونوا لهم مثالًا وقدوةً ولا تنسوا فاقد الشّيء لا يُعطيه.

هذه هي مسؤوليّتنا اليوم لا بل دينونتنا.

في المعموديّة المُقدّسة يجعلنا المسيح شركاء في الرّوح القدس. الغاية إذًا في عمليّة تطهيرٍ كاملة روحيّة وجسديّة، إنّه موعدنا مع الله: “فاذ لنا هذه المواعيد أيّها الأحبّاء لنطّهر ذواتنا من كلّ دنس الجسد والرّوح مكمّلين القدّاسة في خوف الله” (اكو1:7).

في اليوم الثّامن اخُتن المسيح، واقتبل اسمه. واليوم الثّامن بالنّسبة لنا هو يوم الخليقة الجديدة، يوم الملكوت الّذي حقّقه يسوع بقيامته.

ونحن أيضًا لنا يومًا ثامنًا إن شئنا. نحن أيضًا نستطيع أن نكون خليقةً جديدة مع الرَّبّ إن قمنا معه.

أتانا الخلاص فماذا ننتظر؟

أتانا الخلاص فلم لا نسرع كالرّعيان إلى المزود الإلهيّ ونعاين من أتى من السّماوات، ونشاهد الخالق الّذي أصبح إنسانًا لأجلنا؟

أتانا الخلاص فلنتبع نجمه مثل المجوس ولا نخاف عتمة اللّيل لأنّ النّور معنا ويسير دومًا أمامنا. في الماضي غمامة من نور ونار سارت مع الشّعب العبرانيّ لتنير طريقهم وتفصل بينهم وبين جيش فرعون، والنّجم سار مع المجوس وروى عطشهم بإرشادهم إلى البيت حيث الطّفل وأمّه وفصل بينهم وبين هيرودس وشرّه.

فتعالوا نحظو حظوهم وندخل بيتنا الأبويّ، ولا نخشى لا هيرودس هذا الزّمان ولا مشقّة السّفر، لأن الله معنا  “وبه أيضًا ختنّا ختانًا غير مصنوع بيد، ختنّا بخلع جسم خطايانا بختان المسيح، مدفونين معه في المعموديّة الّتي فيها قمنا أيضًا معه” (كول 11:2 – 12).

صلبه كان من أجلنا، وكذلك قيامته وختانته. لأنّه يقول أيضًا: “إن كنّا قد متنا معه، فسنحيا أيضًا معه” (2 تيم 11:2).

وعندما حلّ الابن بيننا، على الّرغم من كونه إلهًا، لم يحتقر قياسنا، بل خضع للنّاموس مرافقًا إيّانا. وخُتن في اليوم الثّامن كما يختن اليهود، وهو الّذي وضع النّاموس، ليبرهن عن مجيئه من صلبهم، لعلّهم لا ينكرونه. ومع أنّه جاء من نسل داوود، قالوا عنه: “وأمّا هذا فما تعلّم من أين هو” (يو 29:9). لذلك، اختتن بالجسد لكي لا يترك لهم عذرًا في نكرانهم إيّاه.

فلنُعلِن بفرحٍ كما أعلنّا بالميلاد:

–  اليوم تنجلي الرّموز سرّيًا.

– اليوم خُتم عهد وفتح عهد آخر.

– في العهد القديم كانت الختانة علامة تميّز شعب الله عن غيره. الآن معموديّة المسيح تميّز عائلة الله بالبنوّة.

– وختان القلب بالرّوح لا بالكتاب هو الختان.الّذي منحه ليس من النّاس بل من الله (رو29:2).

نعم الخلاص تمّ على الصّليب الّذي بدأ ينكشف رويدًا رويدًا من اللّحظة الأولى لسقوط الإنسان، وبات دم المسيح هو العلامة الّتي تربطنا بالله، فلم نعد بحاجة إلى دم الختان الّذي كان في القديم علامة العهد مع الله، وبعد أن صار المسيح إنسانًا اختبر ألمًا عظيمًا خلال طقس هذا الختان وكأنّ هذا الاختبار مقدّمة للصّليب نفسه.

هذه حبّ الله لنا لا بل عشقه للإنسانيّة جَمعاء.

 

معلومات إضافيّة:

– يُظهر الختان أنّ يسوع اتّخذ طبيعة بشريّة حقيقيّة. في كنيسة القرون الأولى ظهرت هرطقة الدّوسيتيّين الّتي قالت بأنّ المسيح لم يتّخّذ الطّبيعة البشريّة الحقيقيّة وجسدًا بشريًّا حقيقيًّا، بل أنّ جسده كان جسدًا ظاهريًّا خياليًّا. هذا قاد إلى الاستنتاج بأنّ المسيح لم يُصلَب على الصّليب إذ لم يكن له جسم حقيقيّ. لكنّ هذه النّظرة لا تخلّص الإنسان فحسب لا بل تتضارب مع جوهر التّدبير الخلاصيّ بجوهره. كيف يخلُص الإنسان إن لم يتّخذ الرَّبّ الطّبيعة البَشريّة؟ في المسيح اتّحد غير المخلوق بالمَخلوق.

– بعد العنصرة، ظهر في الكنيسة يهود مُهتَدين نادوا بإختان المُهتَدين الوَثنيّين إلى الإيمان المَسيحيّ بحجّة تطبيق ناموس العهد القديم “وانحدر قَوْمٌ من اليهوديّة وجعلوا يعلّمون الأخوة أنّه إن لم تختتنوا حسب عادة موسى لا يمكنكم أن تخلصوا” و”قام أناس من الّذين كانوا قد آمنوا من مذهب الفرّيسيّين وقالوا أنّه ينبغي أن يختنوا ويوصوا بأن يحفظوا ناموس موسى”، على أثر هذا إنعقد مجمع أورشليم وانتهى الأمر بعدم الختان (أعمال 15).

تكلّم في المجمع الرّسوليّ كلٌ من الرّسل بطرس وبرنابا وبولس ويعقوب أخو الرَّبّ. قرار المَجمع كان بأن الّذين يأتون إلى الإيمان المَسيحيّ من الأمَم يجب ألّا يختتنوا، بل عليهم أن يحفظوا أنفسهم أنقياء، ممسكين عن تقدّمات الأوثان والدّم والمَخنوق والفجور الجنسيّ. يقول القرار الّذي نُقل لاحقًا برسالة إلى المسيحيّين: “فالرُّوحُ القُدُسُ ونَحنُ رأينا أنْ لا نُحَمِّلَكُم مِنَ الأثقالِ إلَّاما لا بدَّ مِنهُ، وهوَ أنْ تَمتَنِعوا عَنْ ذَبائِحِ الأصنامِ، وعَنِ الدَّمِ والحيوانِ المخنوقِ والزِّنى. فإذا صُنتُم أنفُسَكُم مِنها، فحَسَنًا تَفعَلونَ. والله مَعكُم” (أعمال 28:15-29).

وهكذا كان الافتخارالوحيد هو بيسوع المَصلوب والقائم  ليكون الإنسان خليقةً جديدةً كما أعلن بولس الرّسول هذا الجوهر الإيمانيّ للأمم “وَأَمَّا مِنْ جِهَتِي، فَحَاشَا لِي أَنْ أَفْتَخِرَ إِلَّا بِصَلِيبِ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِهِ قَدْ صُلِبَ الْعَالَمُ لِي وَأَنَا لِلْعَالَمِ، لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ (غلاطية 6)”.

وإذا لا بُدّ لنا من علامة فلتكن سِمات يسوع “لأنِّي أحمِلُ في جَسَدي سِماتِ يَسوعَ” (غلاطية 17:6).

خلاصة:

لو كان بالنّاموس فقط يخلص الإنسان لما كان هناك حاجة للتّجسّد.النّاموس كان تهيئة لنقول مع القدّيسين ديدمس الضّرير وأثناسيوس الكبير وآباء الكنيسة “الله أصبح إنسانًا ليصبح الإنسان إلهًا”.

ويبقى السّؤال الّذي طرحه بولس على أهل غلاطية مفتوحًا على مصراعيه: ” أبأعمال النّاموس أخذتم الرّوح أم بخبر الإيمان؟” (2:3) ومن خبر الإيمان عاشه.

وهنا تتجلّى عبارة شعب الله المُختار ويسقط  كلّ إنغلاق فئويّ أرضيّ فإنّ لا أساس له ولا مبرّر.

” لأنّ النّاموس بموسى أعطي، أمّا النّعمة والحقّ فبيسوع المسيح صارا” (يوحنّا17:1).

مواضيع ذات صلة