Menu Close

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

* الشهيدان مشرق (كبريانوس) الكاهن ويوستينة البتول * العظيم في الشهداء ثيودوروس غافرا * الشهداء بريموس وسكوندوس وكيرللس * القدّيسة لطيفة (دامارس) * القدّيس أندراوس السوري المتباله * الجديد في الشهداء جاورجيوس الفيلادلفي *القدّيسة الأميرة حنّة كاتشين الروسية *القدّيس البار كاسيانوس اليوناني *القدّيس البار كبريانوس المتباله *الشهيدان داود وقسطنطين الجيورجيّان * أبونا الجليل في القدّيسين ليجير أسقف أوتون * الشهيد يوليوس الأقفهصي.

*        *        *

✤تذكار القدّيس مشرق (كبريانوس) الشهيد في الكهنة ويوستينة البتول✤

لِنُغبطنّ بأصواتٍ متّفقةٍ كبريانوس العَظيم الّذي كان، في البدء، ممتلئًا من الرّذيلة، ثمّ أضحى على يد بتول شريفة رئيس كهنة، ولنهتفنّ نحوه قائلين: استعطفْ لنا سيّد الكلّ بطلباتك”.

        هذه التّرنيمة هي قطعة الأكسابستلاري الّتي تُنشدها الكنيسة في صلاة السَّحَر هذا اليوم.

        كان كبريانوس أحد الرّجال المَعروفين في أنطاكية في زمانه. فلقد تسنّى له أن يُحصّل قدرًا وافرًا من العلوم الدّنيويّة، انصرف بعدها إلى تعاطي السِّحر، فبرع فيه إلى حدّ أنّ الوثنيّين كانوا يقصدونه من كلّ صَوْب ويَطلبون إليه أن يتوسّط لدى الشّياطين ليؤدوا لهم خدمات مُحدّدة أو يتسبّبوا في أذيّة بعض النّاس أو تحريك بعضهم الآخر في هذا الإتجاه أو ذاك. وقد طوّر كبريانوس عمله فاطّلع على شتّى أنواع كتب السِّحر وزَار أمكنة اشتهرت بسِحرها وسحَرَتها وأخذ عنها الكثير. كلّ ذلك جعله رجلًا غنيًّا مخوفًا. ولا شكّ أنّه تسبّب من حيث يدري ولا يدري، في أذيّة الكثيرين، ولم يكن يُبالي.

        ثمّ إنّ عذراء من عذارى أنطاكية إسمها يوستينة، كانت على الوثنيّة ووحيدة والديها، اهتدت إلى الرّبّ يسوع واعتمدت هي وأبواها ونذرت عِفَّتِها للخَتن السّماويّ في زمن سادَهَ المُجون والخَلاعَة.

        أمّا صِلَة كبريانوس بيوستينة فهناك روايتان بشأنها. تقول الرّاوية الأولى إنّ كبريانوس إلتقى يوستينة يومًا فأُخذ بِجمَالِها البارع ووَقع في حُبِّها. ولمّا حاوَل التّودّد إليها صَدّته. أمّا الرّواية الثّانية فتذكر أنّ شابًا خليعًا من أهل ذلك الزّمان وَقَعَتْ عينه على يوستينة فأُغرِمَ بِها وأرادها لِنَفسه فخيّبته، فجاء إلى كبريانوس مُستجيرًا. أيًّا تكن الرّواية الصّحيحة فإنّ الثّابت أنّ كبريانوس سعى بما أوتي من علم في السِّحر وبما كان عليه من صِلات بالأرواح الضّالة، أن يجعل يُوستينة ترغب فيه، أو – إذا اعتبرنا الرّواية الثّانية – في الشّاب الّذي سأله العَوْن.

        وبذل كبريانوس جهده ليظفر بالفتاة فلم ينجح. لم يترك طريقة من الطّرق إلاّ جرّبها ففشل فشلًا ذَريعًا. وحيث إنّه كان رجلًا عَلاّمة، أو ربّما حيث إنّ حبّه ليوستينة قد أخذ بمجامع قلبه، فقد وجد نفسه راغبًا في التّعرّف إلى إله المَسيحيّين، الإله القَدير الّذي يَفوق كُلَّ شياطينه وأدوات سِحره قدرة، فانكبّ على المسيحيّة يتعلّمها. وهكذا اهتدى، هو أيضًا، إلى المسيح يسوع.

        وكان من نتيجة ذلك أن جمع كبريانوس كلّ ما كان عنده من كُتب السِّحر وأحرقها علانيّة، كما جمع أمواله ووزّعها على الفقراء، وصار هَمَّه أن يكفّر عن خطاياه الكثيرة وأذيّته للنّاس بدُموع حارّة وأعمال مَحبّة تَفوق ما سبق أن أتاه من شرور. كان ساحرًا يجتذب النّاس إليه صاغِرين بقوّة السِّحر وفعل الشّياطين، فجاءته عذراء رقيقة سحَرته بجمالها واجتذبته إلى الإيمان بيسوع المسيح.

        ثمّ إنّ أسقف المَدينة لاحظه فجعله كاهنًا. ويُقال إنّه سيم أسقفًا أيضًا وجَعَلَ يوستينة شمّاسة.

        وحَدَثَ في ذلك الزّمان أن تحرّكت زوبعة الإضطهاد على المَسيحيّين، أيّام الأمبراطورين ذيوكليسيانوس ومكسيميانوس، فقُبض على كبريانوس ويوستينة وعُذِّبا جلدًا وتمزيقًا وأُلقيا في الزّفت المُحمّى. أخيرًا قُطّعت هاماتهما ففازا بإكليل الإستشهاد.

        نُشير إلى أنّ كبريانوس السّاحر هذا قد اختلط في الأذهان عبر التّاريخ بكبريانوس القرطاجيّ الشّهيد المُتوفّى عام 258 م. مردّ ذلك، خصوصًا، عظتا القدّيسَين غريغوريوس اللّاهوتيّ وسمعان المُترجم في الأوّل. من هنا أنّ الرّوزنامة الكنسيّة عندنا لم تُعطِ القدّيس كبريانوس القرطاجيّ مكانًا رغم قولها فيه قدّيسًا مسكونيًّا. وقد أوردنا عيد القدّيس كبريانوس أسقف قرطاجة وسيرته يوم السّادس عشر من أيلول، كما أثبتته الكنيسة اللّاتينيّة.

مُلاحظة: تذكر الكنيسة المارونيّة القدّيسَين كبريانوس ويوستينة في مثل هذا اليوم فيما تُعيِّد لهما الكنيسة اللّاتينيّة يوم السّادس والعشرين من أيلول.

مواضيع ذات صلة