Menu Close

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

الشّهيد أميليانوس دوروستوروم *الشّهيد ياكنثوس أماستريس *القدّيس البارّ بامبو النّيتري *الشّهيد أثناسيوس القلزمي *الشّهيد مركلّوس *الشّهيدان داسيوس ومارون *أبونا الجليل في القدّيسين استفانوس الثّاني القسطنطينيّ *أبونا الجليل في القدّيسين يوحنّا المعترف الخلقيدوني *القدّيس البارّ أونسيفوروس القبرصيّ *القدّيس البارّ يوحنّا المتصبّر الكهفيّ الكييفيّ *القدّيس البارّ بامبو المطيع الكهفيّ الكييفيّ *القدّيس البارّ لاونديوس النوفغوروديّ *القدّيسان البارّان بائيسيوس وإشعياء.

*        *        *

القدّيس البار يوحنّا المتصبِّر الكهفي الكييفي (+1160م)

هو بطل من أبطال العفّة والمجاهدين لحفظها. عاش سنوات طويلة حبيساً في مغارة القدّيس أنطونيوس الكهفي. أحد الإخوة من الذين عانوا من شيطان شهوة الجسد جاءه سائلاً العون فروى له ما يختصّ به. قال:

“لمّا وصلت إلى هذا الدير المقدّس اجتاحتني تجارب الجسد بعنف ولا اشد. حاولت أن أجاهد بالبقاء يومين أو ثلاثة أو حتى أسبوع من دون طعام، حارماً نفسي من الماء ومحيياً الليل في الصلاة، لكن لم يكن شيء كافياً. فبعد جهادات شهادية دامت ثلاثة أشهر انتقلت إلى مغارة القدّيس أنطونيوس الكهفي، بقرب ضريحه، لأصلّي ليل نهار. فسمعت صوت القدّيس يقول لي أن أبقى هنا، حبيساً، في الصمت والصلاة، لأخلص من فخاخ العدو. لذلك أقمت على الرجاء. مضى عليّ ثلاثون سنة لم أجد فيها الراحة إلاّ منذ فترة قصيرة. وخلال كل هذه السنوات لم أكفّ عن الجهاد ضدّ أفكار النجاسة بالصوم والسهر. عرّضت نفسي، في العراء وأنا مصفّد بالحديد، للبرد والرطوبة، فلم يكن ذلك كافياً. كذلك لما اقترب الصوم الكبير حفرت حفرة في الأرض الرملية في المغارة ودفنت نفسي فيها إلاّ رأسي وذراعاي. بقيت، على هذا النحو، بلا حراك، كل فترة الصوم الكبير أُكابد أسواء هجمات الشيطان. رجلاي ثقلتا لدرجة أنّه بدا لي كأن عظامي على وشك أن تتحطّم. عانيت احتراقاً لا يُحتمَل، لكن نفسي كانت على خفّة وفي فرح لأنّي تنيّحت من النجاسة، فإنّي كنت أفضّل الموت لأقتني المسيح على أن أخرج من هذه الحفرة وأصير فريسة للشيطان. ثمّ في مطلع الأسبوع العظيم هاجمني تنّين مهول يخرج من جوفه ألسنة نارية ليفترسني، لكنّي كنت أردّه بعلامة الصليب والدعاء باسم المسيح. استمرّت هجماته الأسبوع بطوله. ثمّ في ليلة القيامة انقضّ عليّ فاغراً فاه فأحرق لحيتي وشعري، كما تراها الآن. وإذ كنت بين أسنانه كنت أدعو الربّ بكل قواي. في تلك اللحظة التمع نور باهر في المغارة، للحال اختفى التنّين. وبنعمة الله لم أره بعد ذلك. إذ ذاك سمعت صوتاً يناديني: “يا يوحنّا، ها أنا أتيت لمساعدتك، أمّا الآن فاسهر على نفسك لئلا تعاني ما هو أسوأ في الزمن الآتي”. فسألت الربّ لماذا تركني أتعذّب كل هذه المدّة من الشيطان، فأجابني: “امتحنتك بمقدار طاقتك وجعلتك تعبر آتون التجارب لكي تكون أمامي نقيّاً كالذهب المصفّى”. ثمّ سألني أن أصلّي للقدّيس موسى الهنغاري (26 تموز) لأنجو من تجربة الجسد. فحالما استجرت بهذا الأب القدّيس غمرني نور لا يوصف بقي معي إلى الآن حتى لم أعد بحاجة إلى سراج يضيء عليّ”.

وبعدما أكمل القدّيس خبره للراهب المجرَّب قال له: “في الحقيقة يا أخي، نحن من ذواتنا نُخضع أنفسنا لشهوة الجسد، وإذ لا تكون لنا توبة حقيقية يتركنا الربّ الإله هدفاً للتجارب”. ثمّ مدّ له قطعة من رفات القدّيس موسى وطلب منه أن يجعلها على جسده مستجيراً بالقدّيس. فلمّا فعل استراح للحال من شهوة الجسد.

رقد القدّيس يوحنّا بسلام، بعد ذلك بقليل، في 18 تموز سنة 1160م. وقد ووري الثرى في الحفرة التي دفن نفسه فيها حيّاً، حبّاً بالعذرة. وقد تحوّل هذا الضريح إلى نبع للأشفية.

مواضيع ذات صلة