Menu Close

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

*الشّهيدان سركيس (سرجيوس) وباخوس*الشّهيدان يوليانوس الكاهن وقيصر الشّمّاس*القدّيس المهتدي حديثًا ليونيوس القنصل* الشّهيدان أفسافيوس وفيليكس*الشّهيد بوليخرونيوس* آباؤنا القدّيسون الأبرار يوحنّا النّاسك ورفاقه الثمّانية والتّسعون*القدّيس البار سرجيوس نورما*القدّيس البار سرجيوس الكييفيّ المُطيع*الشّهيدة يوستينا البادوانيّة*الشّهيد بولس اليَعقوبيّ *الجديد في الشّهداء الرّوس نيقولاوس كازانسكي.

*        *        *

✤تذكار القدّيسَين الشّهيدَين سركيس (سرجيوس) وباخوس (+ 303 م)✤

          كان سرجيوس وباخوس من نُبلاء روما، وقد شغلا مناصب عسكريّة مُهمّة رغم صغر سنّهما في زمن الأمبراطور مكسيميانوس. وكان أن دعا الأمبراطور، مرّة، على عادة أباطرة ذلك الزّمان، إلى تقديم الذّبائح للآلهة الوثنيّة تعبيرًا عن الولاء لسيّد العرش، فمثل كلّ الأعيان وقادة الجيش لديه إلّا سرجيوس وباخوس. ولما استطلع الأمبراطور الأمر عرف أنّهما مسيحيّان. لسان حالهما كان: “نحن لا نخدم إلّا في جيشك الأرضيّ، يا جلالة الأمبراطور. أما التّنكّر للإله الحقيقيّ الوَحيد الّذي نعبد وتقديم العبادة لآلهة لا حياة فيها فلا الحديد ولا النّار يمكن أن يجبرانا عليه…“. فاغتاظ الأمبراطور غيظًا شديدًا، وأمر للحال بنزع أثوابهما وخاتميهما وكلّ علائم الرّفعة عنهما وبإلباسهما أثوابًا نسائيّة. ثمّ وضعوا أغلالًا حول عنقيهما وساقوهما وسط المدينة للهزء والسّخرية. أخيرًا أمر الأمبراطور بترحيلهما إلى مدينة عند نهر الفرات اسمها بالس، كانت مقرّ حاكم المشرق، أنطيوخوس، إذلالًا لهما، إذ إنّ أنطيوخوس هذا كان قد خدم تحت إمرة سرجيوس، وكان مشهورًا بشراسته وعدائه للمسيحيّين.

        حاول أنطيوخوس أمام رئيسه السّابق أن يتذاكى فجعله كِبَرُ سرجيوس وباخوس وثباتُهما يشعر بالضّعف والعجز والصّغر كما لو كان قزمًا، فتحوّل، إذ ذاك، إلى وحشٍ مفترسٍ، فألقى بسرجيوس في السّجن وسلّم باخوس للمعذّبين الّذين ضربوه ضربًا مُبرحًا إلى أن فاضت روحه. أمّا سرجيوس فانتظر الحاكم بضعة أيّام، ثمّ ساقه إلى قرية سوريّة تعرف بالرّصافة قريبة من بالس، على بعد حوالي مئتي كيلومتر إلى الشّرق من حلب، وهناك أمر به فقطعت هامته. وقد أضحى المكان الّذي دفن فيه سرجيوس مقامًا تتقاطر إليه النّاس من كلّ صوب، حتّى أصبح مدينة وصار يعرف باسم سرجيوس: سرجيو بوليس، أي مدينة سرجيوس. كما أنّ إكرام سرجيوس وباخوس انتشر في أمكنة كثيرة من المَشرق. ويقال إنّ أول كنيسة بُنيت له كانت في بصرى حوران سنة 512 م. كما بنى الأمبراطور يوستنيانوس كنيستين عظيمَتين على اسم القدّيس سرجيوس (سركيس)، إحداها في القسطنطينيّة والأخرى في عكا في فلسطين (القرن السّادس). وهناك العديد من الكنائس والأديرة في لبنان وسوريا يحمل اسم سرجيوس أو سرجيوس وباخوس معًا. ويظنّ الدارسون أنّ إكرام هذين القدّيسَين في بلادنا مردّه، بصورة خاصّة، الخلفيّة الحورانيّة للكثير من الأُسر المسيحيّة. يُذكَر أنّ القدّيسَين سرجيوس وباخوس كانا من أبرز القدّيسين الشّفعاء لدى الغساسنة. من هذه المَقامات دير على اسم القدّيس (مار) سركيس (سرجيوس) بالقرب من دير سيّدة كفتون الحالي التّابع لأبرشيّة جبيل والبترون وتوابعهما (جبل لبنان) الأرثوذكسيّة. هذا يظنّ الدّارسون أنّه يرقى إلى ما بين القَرنين الخامس والسّابع.

ملاحظة:  إنّ عيد سرجيوس وباخوس، اليوم، هو عيد جامع في الشّرق والغرب معًا.

مواضيع ذات صلة