Menu Close

 

 

 

 

 

 

 

 

 

في هذا اليوم تُقيم الكنيسة المُقدَّسَة تَذكار:

أبونا الجليل في القدّيسين غريغوريوس، أسقف أرمينيا، والملقّب بالمنير الشّهداء أريستاكيس وفرثانيس وهوسّيك ونرسيس وساحاق الكبير الشّهيدات ريبسيما وغيانا والاثنتان والثّلاثون اللّواتي معهما الشّهداء السّبعون  الشّهيد ستراتونيكوس * القدّيستان العذروان الشّهداء مردون وميجدون (ميجدونيوس) وجرجون (غورغونيوس) وهندوس وغليكاريوس الكاهن وثيوفيلوس الشّمّاس والنّسوة اللّواتي قضين معهم القدّيس البار غريغوريوس بَلْشما الرّوسيّ الشّهداء الألف المجهولة أسماؤهم * أبونا الجليل في القدّيسين ميخائيل السّوريّ، أوّل متروبوليت على كييف وسائر روسيّة القدّيس البار هونوريوس رئيس أساقفة كانتربري * الشّهداء الرّوس الجدد بروكوبيوس بوبوف وآخرون.

*        *        *

✤تذكار القدّيس الشّهيد في رؤساء الكهنةغريغوريوس أسقف أرمينية✤

إذا كان القدّيس برثلماوس الرّسول هو أوّل مَن وطئ أرض أرمينية مبشِّرًا، كما جاء في التّراث المُتداول، فإنّ القدّيس غريغوريوس المعروف بـ “المُنير” هو الرّسول الثّاني الّذي نشر وثبّت الإيمان المسيحيّ فيها.

        ولد غريغوريوس عام 240 م لعائلة مجوسيّة. أبوه هو آناق الفرتي، من العائلة المالكة الفارسيّة، وقريب للملك خسرو الأرمنيّ. بناء لإيعاز من ملك الفرس أرتشوراس، قام آناق على خسرو وقتله. فكانت النّتيجة أن فتك ذوو الملك الأرمنيّ بآناق وأهل بيته، ولم ينج إلاّ غريغوريوس وأحد إخوته. وقد هربا إلى بلاد قيصريّة الكبادوك، وهما، بعد، ولدان صغيران. وان هو إلّا زمان قليل حتّى تمكّن الفرس من بلاد الأرمن ونفوا تيريدات، ابن خسرو الملك، إلى قيصريّة، هو أيضًا.

        في قيصريّة، عرف غريغوريوس الإيمان المسيحيّ فاقتبل سرّ العماد وتزوّج ورزق ولدان، فرثانيس وأريستاكيس، جعلهما كليهما خادمَين للكنيسة. وفي قيصريّة أيضًا قام غريغوريوس بخدمة تيريدات دون أن يدري هذا الأخير بأنّ آناق، والد غريغوريوس، هو الّذي قتل أباه خسرو.

        ومرّت الأيّام، وعاد تيريدات إلى أرمينيا بعدما قهر الرّومان الفرس. وكذلك عاد غريغوريوس، بعد وفاة زوجته، ودخل في خدمة الملك.

        خدم غريغوريوس تيريدات بأمانة فأحبّه وقرّبه. لكنّ موقف الملك من مخدومه تغيّر بعدما اكتشف أنّه مسيحيّ. وقد حاول إقناعه، أوّل الأمر، بالعودة عن ضلاله، ولكن دون جدوى. إذ ذاك أسلمه إلى عذابات شيطانيّة مروّعة، لا سيّما بعدما اكتشف أنّه ابن قاتل أبيه. وهكذا أضحى غريغوريوس شهيدًا حيًّا، يتفنّن الملك وخدّامه في تعذيبه. ثمّ أنّ نفس الملك ملّت من هذا المعاند فطرحه في جبّ عميقة ملأى بالأفاعي.

        بقي غريغوريوس في الجبّ خمسة عشر عامًا ظنّ الجميع خلالها أنّه مات. لكن الرّبّ يسوع كان يعدّه لعمل عظيم. إذ أنّ امرأة كانت تأتيه بطعام. وهكذا بقي سالمًا محفوظًا إلى أن حان ميعاد افتقاده.

        في ذلك الوقت قام تيريدات بحملة ضدّ المسيحيّين حيثما وجدهم. وقد فتك بأربعة وثلاثين عذراء، بينهن ريبسيما وغيانا. على أثر ذلك أصيب بمسّ من الجنون ولم يوجد له علاج. وقد بقي كذلك إلى أن زار أختَه، في الحلم، رجلٌ أنبأها بأنه لا شفاء لأخيها إلاّ بشفاعة غريغوريوس المُلقى في جبّ الأفاعي. فلما أُخرج غريغوريوس، وكان بصحّة جيّدة، صلّى لأجل الملك فشفاه.

        وكانت هذه نقطة تحوّل كبرى في حياة الملك والمملكة لأنّ تيريدات ندم عما فعله بغريغوريوس واقتبل الإيمان المسيحيّ والمعموديّة وسمح له بأن يبشّر بالإنجيل، كما ساعده في بناء الكنائس والأديرة. وهكذا اقتبلت أرمينية، في مدة قصيرة، الإيمان المسيحيّ، وقام كهنة الأوثان يهدمون الهياكل بأيديهم مقتبلين المعموديّة، وقد جرى عليهم وضع الأيدي فصاروا كهنة للمسيح. ثمّ أنّ لاونديوس، أسقف قيصريّة الكبادوك، سام غريغوريوس أسقفًا على أرمينية، فساعده ذلك في تنظيم شؤون الأبرشيّة الجديدة خير تنظيم. وقد شرّفه الله بموهبة صنع العجائب، فكان يشفي المرضى ويطرد الشّياطين. وأنّ القدّيس غريغوريوس هو مَن شيّد كنيسة كبيرة باسم “الابن الوحيد” أي إيشمياتزين، وهو الموضع الّذي أضحى، فيما بعد، مركز كاثوليكوسيّة الكنيسة الأرمنيّة جمعاء.

        وبعدما انتظمت الأمور في كنيسة أرمينيا، قام غريغوريوس بتنصيب أحد ولديه رئيس كهنة مكانه، وانكفأ هو إلى البرّية صحبة بعض التّلاميذ، وبقي هناك إلى أن رقد في الرّبّ عام 335 م. يُنقل أنّه كان، في منسكه، لا يأكل سوى مرّة واحدة كلّ أربعين يومًا. كما كان يتحدّث إلى الله وجهًا لوجه على غرار موسى في الزّمان القديم.

ملاحظة: إنّ عيد القدّيس غريغوريوس في هذا اليوم هو شامل الكنائس الشّرقيّة والغربيّة معًا.

vطروباريّة القدّيس غريغوريوس أسقف أرمينية العظمى (باللّحن الرّابع)v

صِرتَ مشابهًا للرّسل في أحوالهم وخليفةً في كراسيهم، فوجدتَ بالعمل المِرقاة إلى الثّاوريا، أيّها اللّاهج بالله. لأجل ذلك تتبّعتَ كلمة الحقّ باستقامةٍ وجاهدتَ عن الإيمان حتّى الدّم أيّها الشّهيد في الكهنة غريغوريوس. فتشفّع إلى المسيح الإله أن يخلّص نفوسنا.

vقنداق القدّيس غريغوريوس أسقف أرمينية العُظمى (باللحن الرابع)v

هلمّوا أيّها المؤمنون جميعًا، لِنَمدح اليوم بالتّقاريظ والنّشائد الإلهيّة، رئيس الكهنة الفاضل، بما أنّه مجاهد عن الحقّ، غريغوريوس الرّاعي السّاهر والمعلّم، والكوكب الباهر الضّياءِ والمُناضِل، فإنّهُ يتشفّع إلى المسيح في خلاصنا.

مواضيع ذات صلة