Menu Close

أُقيمت برئاسة صاحب السيادة المتروبوليت أنطونيوس (الصوري)الجزيل الإحترام، مساء اليوم السبت ١٥ شباط ٢٠٢٠، صلاة الغروب والنوم الصغرى في كنيسة رعية رئيس الملائكة ميخائيل في أبلح ، بحضور كاهن الرعية وأبنائها.

بعد الصلاة ألقى صاحب السيادة حديثاً روحياً بعنوان “على مشارف الصوم”، نبرز بعض ما جاء فيه :

“- ألصوم الكبير أي الصوم الأربعيني المقدس له فترة تحضير نسميها مرحلة التريودي ما قبل الصوم، تتألف من أربعة آحاد: الأحد الماضي كان أحد الفريسي والعشار ، حيث يتم التركيز فيه على موضوع التوبة الذي يتناوله أيضاً هذا الأحد غداً وهو أحد الابن الضال.

تنبهنا الكنيسة في أحد الفريسي والعشار أن الصوم والصلاة والمساعدة المالية سواءً في إطار فريضة دفع العشر أو غيرها، لم يعد اليوم يدفع أحدٌ العشر بإسم الشريعة . بعض الناس يعرفون الكتاب المقدس وتفسيره ويحفظوه ، ولكن ربنا لا يرى هذه الأعمال. لأن صاحبها أي الفريسي ومن يشبهه دان وليس هو الرب، بينما العشار لم يصلِّ وكان يسرق المال ليدفعه للمحتل. ألكنيسة تنبهنا ونحن داخلين إلى زمن الصوم والصلاة وأن نشعر بالمحتاج ونساعد بعضنا البعض،ولكن كل هذا لا ينفع الإنسان بشيء، إذا كان الإنسان ما عندو روح توبة لا ينتفع بشيء.

ذلك لأن الرب ليس إلهاً يتعاطى معنا بالقانون ، إلهنا يتعاطى بالقلوب، الأساس هو القلب كما قال الرب:”يا بني اعطني قلبك”. لازم نصلي ونصوم ونساعد ولكن إذا كانت هذه الأعمال غير مترافقة مع التوبة ، تصير مصدراً للكبرياء وإدانة الغير فيصبح الإنسان مرفوضاً من الله.

–  ألكنيسة تنبهنا أن أساس الصوم والمسيرة الصيامية تنبع من روح التوبة التي رأيناها عند العشار الذي ضرب على صدره قائلاً “أللهم ارحمني أنا الخاطىء” وهذه العبارة هي أساس صلاة الرب يسوع “ربي يسوع المسيح ارحمني أنا عبدك الخاطىء”. الكنيسة تشدد على تعليمنا رسالة مهمة، ان لا نؤخذ بمظاهر الصلاة، ومظاهر الصوم، ومظاهر العطاء، وننسى الروح الأساسية “من وضع نفسه رُفع ومن رفع نفسه وُضع.بدون تواضع، لا ينفع كل هذا.

–  لا نقتني التواضع الا بالتوبة الحقيقية، القلب المتخشع والمتواضع لا يرذله الله.

–  هناك أنواع عديدة من الصّلاة، صلاة طلب الرّحمة، صلاة الشّكر، صلاة التّمجيد. وعند طلب الرحمة يجب ان نعرف ما هي خطيئتنا التي نطلب المسامحة عليها.

–  الاخوين في مثل الابن الشاطر، كل منهما يشعر بأنه صاحب حق وأنّه هو نفسه المحور، وهذه هي مشكلة الاثنين.

–  اليوم نحن فهمنا في المسيحية اننا ابناء الله، من هنا نحن ورثة الله.

–  نتعلم درس من الابن الشاطر، مهما أخطأ الانسان يمكنه أن يعود ويلجأ للرب والرب يكون منتظرًا، من هنا العيش على الرجاء الدّائم.

–  يجب ان نصوم ونحن متيقنين أن وعد السعادة التي يوهمنا به العالم هو وعد كاذب، الفرح الحقيقي هو في القرب من الله فقط.

–  في الاحد الثالث، الذي هو أحد الدّينونة، وهؤلاء الذين لا يعرفون الله حوكموا قبلا فكم بالحري نحن الذين نعرفه “الذي يعرف أكثر يُطلب منه أكثر”، وبالتالي كم سنمجَّد عندما نرحم.

–  الذي يميزنا نحن أن علاقتنا مع الرب هي علاقة عروس بالعريس، أننا سوف ندخل الى الخدر، ونحن في الله وهو فينا، لذلك المجد الذي يعطيه الرب لنا لا يقاس بمجد الذين لا يعرفوه.

–  يجب أن نعرف أنّ غاية الصّوم هو أن ندخل في سرّ الوحدة مع الله. علينا أن نسلك كأبناء لله، كأناس يعرفون الله.

–  في أحد الغفران، حيث تنبهنا الكنيسة أن الذي يصوم لا يُظهر للنّاس بأنه صائم وأن يغفر للآخر. وفي هذا الأحد نتذكر طرد آدم وحواء من الفردوس، حتى ندخل في مسيرة هذا الصوم في الزمن الجديد مع المسيح.

–  تبدأ المسيرة بالتوبة، من ثم ننتقل الى التخلي، وهذا التخلي يؤول الى أعمال الرحمة، وكل ذلك لا يتم اذا لم نغفر للآخرين، لا نقدر أن نطبق واحدة دون الأخرى، وأساس كل ذلك هو التوبة.

–  هذه هي مرحلة التحضير للصوم، وينتهي الصوم بسبت لعازر ونبدأ صوم الأسبوع العظيم والفصح في أحد الشعانين وصولا لأحد القيامة.

–  غاية هذه المسيرة هي أن يكون الصوم هو هذا الجهاد لنموت عن انساننا العتيق ويولد فينا انسان جديد قائم مع المسيح.

–  هذا هو الهنا الذي اتى حتى نسلك وراءه بثبات وتماسك، وهكذا ننتقل من الموت الى الحياة وباخلاء ذواتنا للوصول الى القيامة مع المسيح.”

بعد الحديث الروحي كان هناك بعض الأسئلة التي أجاب عنها سيادته.

ومن ثم كانت ضيافة في صالة الكنيسة.

    

مواضيع ذات صلة